موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 87 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208898 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59557 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 756 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15866 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #861  
قديم 07-11-2013, 07:41 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ



د/ أحمد عوض عبد الهادي
مدرس مساعد بقسم الجيولوجيا كلية العلوم جامعة المنيا
على الرغم من ظهور نظرية الانجراف القاري حديثا فقد أشار القرآن الكريم إلي حركة الجبال والأرض قبل آلاف السنين، يقول تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ صُنْعَ اللّهِ الّذِيَ أَتْقَنَ كُلّ شَيْءٍ إِنّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل:88، و مرور الجبال مر السحاب هو كناية واضحة علي دوران الأرض حول محورها، لأن الغلاف الهوائي للأرض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط بالأرض بواسطة الجاذبية وحركته منضبطة مع حركة الأرض‏ ،‏ وكذلك حركة السحاب فيه‏ ، فإذا مرت الجبال مر السحاب كان في ذلك إشارة ضمنية إلي حركة الأرض التي تمر كما يمر السحاب‏. فالأرض كرة ـأو كالكرةـ تدور مغزلياً أمام الشمس من الغرب إلى الشرق دورة كاملة يومياً حول محور مائل يصنع 23.5 درجة مع مستوى فلك دورتها حول الشمس، ولقد تم حديثاً اكتشاف ترنح هذا المحور ببطيء شديد وبهذا لا نشعر بهذا، وبهذا فالأرض تترنح أو تميد ببطيء أثناء دورانها المغزلي وحتى لا نشعر بهذا الترنح فقد أرسى الله فيها الجبال كما في قوله تعالى (وألقى في الأرض رواسيَ أن تميد بكم وأنهارا )النحل:15.
ومن المعروف في قوانين الحركة المنتظمة أن الجسم المتماثل في الكتلة حول محور لا يضطرب ولا يميد إذا دار حول ذلك المحور بل ويبدو لنا ساكناً كما في حالة دوران الكرة الأرضية، والأرض في الواقع لا تميد أثناء دورانها المغزلي.
والله سبحانه فاطر الأرض ومرسي جبالها أرسى الجبال فيها بحيث يمتنع تمايل الأرض واضطرابها وهناك إشارة علمية بأن الجبال موزعة على جانبي المحور بالتساوي بحيث تتماثل الكتلة في نصفي الأرض.
فهل أدرك العلماء هذه الحقيقة القرآنية التي تسبق العلم بالإشارة إلى حركة الأرض وأن الجبال ذات كتل متماثلة بالنسبة لمحور الأرض حتى لا تميد ولا تضطرب أثناء حركتها وتكون الأرض مستقراً متوازناً ومتاعاً إلى حين لكل البشرية في حركة منتظمة لدرجة أنهم يحسبونها ساكنة لا يدركون حركتها المغزلية حول نفسها أو الانتقالية في الفضاء الكوني.
أقوال المفسرين يفسر "بن كثير" قوله تعالـى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ) أي تراها كأنها ثابتة باقية على ما كانت عليه وهي تمر مر السحاب أي تزول عن أماكنها ويفسر القرطبي بقول بن عباس: أي قائمة وهي تسير سيرا حثيثا، وقال "القتبي" وذلك أن الجبال تُجمع وتُسير، فهي في رؤية العين كالقائمة وهي تسير، وكذلك كل شي عظيم.
ويقول "القشيري" وهذا يوم القيامة، أي هي لكثرتها كأنها جامدة أي واقفة في مرأى العين وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب، و"ترى" من رؤية العين ولو كانت من رؤية القلب لتعدت إلى مفعولين.
(وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ) تقديره مرا مثل مر السحاب، فأقيمت الصفة مقام الموصوف والمضاف مقام المضاف إليه؛ فالجبال تزال من أماكنها من على وجه الأرض وتجمع وتسير كما تسير السحاب، ثم تكسر فتعود إلى الأرض "الذي أتقن كل شيء" أي أحكمه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رحم الله من عمل عملا فأتقنه).
وقال قتادة: معناه أحسن كل شيء والإتقان الإحكام.
والسعدي يقول لا تفقد شيئا منها، وتظنها باقية على الحال المعهودة ، وهي قد بلغت منها الشدائد والأهوال كل مبلغ، وقد تفتت، ثم تضمحل.
وفي "أضواء البيان" اعتراض علي قول العلماء بأنه يدلّ على أن الجبال الآن في دار الدنيا يحسبها رائيها جامدة، أي واقفة ساكنة غير متحركة، وهي تمرّ مر السحاب، ونحوه ويستشهدون بأن قوله تعالى: {وَتَرَى ٱلْجِبَالَ} معطوفة على قوله تعالى (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِ) أي ويوم ينفخ في الصور فيفزع من في السموات وترى الجبال، فدلّت هذه القرينة القرآنية على أن مرّ الجبال مرّ السحاب كائن يوم ينفخ في الصور لا الآن، وأمّا الثاني وهو كون هذا المعنى هو الغالب في القرءان فواضح؛ لأن جميع الآيات التي فيها حركة الجبال كلّها في يوم القيامة؛ كقوله تعالى (يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَاء مَوْراً * وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً) الذاريات:10، وقوله تعالى (وَيَوْمَ نُسَيّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلاْرْضَ بَارِزَةً) سورة الكهف:47، وتسيير الجبال وإيجادها ونصبها قبل تسييرها، كل ذلك صنع متقن.
وقال البخاري، حدثنا محمد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال، قال رسول الله (ما بين النفختين أربعون قالوا أربعون يوما قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون سنة قال أبيت قال ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة).
لذا فأحداث النهاية متسلسلة وبينها مدة زمنية وهي التي سيتم فيها تسيير الحبال وبثها وتدميرها من قبل الحق جل وعلي، أما الحركة في الآية فلها دلالات أخري كما سنري لاحقاً.
وقوله {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ} قرأه ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو «تسير الجبال» بالتاء المثناة الفوقية وفتح الياء المشددة من قوله «تسير» مبيناً للمفعول و{ٱلْجِبَالُ} بالرفع نائب فاعل {تسير} والفاعل المحذوف ضمير يعود إلى الله جل وعلا.
وقرأه باقي السبعة «نسير» بالنون وكسر الياء المشددة مبنياً للفاعل، و«الجبال» منصوب مفعول به، وعلى هذا يقول "الشنقيطي" ، فالمراد تعظيم شأن يوم القيامة، وأنه يختل فيه نظام العالم، والصواب في مثل هذا حمل الآية على شمولها للجميع، يقول الدكتور "منصور حسب النبي" عن دوران الأرض حول الشمس " لو أن القرآن الكريم صارح الناس عند نزوله بحركة الأرض وهم يحسبونها ساكنة لكذبوه وحيل بينهم وبين هدايته، فكان من الحكمة البالغة ومن الإعجاز البلاغي في الأسلوب أن ينبه الناس في كتاب الله إلى آياته سبحانه في حركة الأرض بمختلف الإشارات ليحثنا على البحث فيهما" ولقد أشار القرآن للحركة الانتقالية الدورانية للأرض حول محورها قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) والسحاب كما هو معروف لعلماء الطبيعة لا يتحرك بذاته ولكن ينتقل محمولاً على الرياح فكذلك الجبال يراها الرائي فيظنها جامدة في مكانها بينما هي في الحقيقة تمر مسرعة محمولة علي شئ، هذا الحامل هو الأرض التي تعمل عمل الرياح وكلا الأمرين من صنع الله الذي أتقن كل شيء فهو سبحانه الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً وهو الذي يحرك الأرض فتحمل الجبال التي تمر مر السحاب وهذا تفسير علمي لظاهرة كونية فيها من إتقان الصنع ما يدل على جلال حكمة الله وقدرته سبحانه.
لقد أهمل المفسرون هذا المعني الضمني عندما اعتبروا هذه الآية إشارة إلى نسف الجبال نسفاً يوم القيامة لأنهم لم يكونوا يعرفون أن للأرض حركة ما فأهملوا الإعجاز البياني والعلمي في التعبير القرآني وهذه أدلة قوية علي صحة هذا القول:
1. الجبال يوم القيامة لا وجود لها لأنها سوف تتناثر وتنسف كما في قوله تعالى (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا) طه: 105، فكيف ينظر الإنسان إلى الجبال المنسوفة وليس عنده مجال يومئذٍ للتأمل في الجبال أو غيرها في وقت تسوده الأهوال والشدائد.
2. قوله تعالى (تحسبها جامدة ) يكون في الدنيا وليس الآخرة فالدنيا دار الظن والحسبان بينما الآخرة دار اليقين كما في قوله تعالى:( ثم لترونها عين اليقين )التكاثر:5. 3. وقوله تعالى (صنع الله الذي أتقن كل شيء ) يشير إلى الدنيا لأن الخراب والدمار والنسف يوم القيامة لا يسمى صنعاً ولا يدخل في حيز الإتقان.
و"الزمخشري" وحده هو الذي أدرك بذوقه البياني عدم التلاؤم بين قوله تعالى( صنع الله الذي أتقن كل شيء) وبين التفسير بما سيحل بالجبال من دمار بين يدي الساعة، فقدر محذوفاً يليق في رأيه بذلك الصنع المتقن إذ قال: والمعنى يوم ينفخ في الصور، أثاب الله المحسنين وعاقب المجرمين.
ثم قال (صنع الله) يريد به الإثابة والمعاقبة وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي أتقنها وأتى بها على الحكمة والصواب، إلى آخر ما قال مما رفضه غيره مثل أبي حيان ولو أنهم جميعاً لم يدركوا إشارة هذه الآية لحركة الأرض ولو عرف "الزمخشري" "وأبو حيان" ما نعرفه اليوم من دوران الأرض حول الشمس بتلك الكيفية الباهرة وجريانها في الفضاء، وما يحكمها من تلك السنن الإلهية الدقيقة وما يترتب عليها من المنافع للناس، إذن لكبروا الله وتسارعوا إلى المعنى المتبادر من الآية ومن تشبيهها التمثيلي ومن القرائن الحسية والبلاغية فيها، ويقول فضيلة الإمام الشيخ "الشعراوي "أن التشبيه القرآني (مر السحاب) يجعلنا نتساءل لماذا لم يقل الله سبحانه (مر الرياح) أو (مر الأمواج) أو أي لفظ آخر؟
لأن السحاب لا يتحرك بنفسه بل تدفعه قوة ذاتية هي قوة الريح وبهذا ينبهنا الله تعالى أن حركة الجبال هنا ليست حركة ذاتية كحركة الأرض وليست حركة ذاتية كحركة الرياح ولكنها تمر أمامكم مر السحاب أي: تتحرك بحركة الأرض وإلا فلماذا لم يقل الله وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تسير أو وهي تجري أو وهي تتحرك؟ لأنه سبحانه يستبعد الألفاظ التي تعطي للجبال ذاتية الحركة وهذا إعجاز.
وبهذا يتضح لنا أهمية مراجعة ما ورد في التفاسير القديمة للآيات الكونية من آراء فالمفسرون بشر يؤخذ من كلامهم ويرد .
نظرية الألواح التكتونية تكون القشرة الأرضية Earth Crust الجزء الخارجي للأرض وتتكون من صخور صلبة تتكون من السيليكلون والكالسيوم والألومنيوم والماغنسيوم- سمكها بين 10- 70, كثافتها 2.7-3.4 جم/سم3 (اقل كثافة), فاتحة اللون ويختلف سمكها من مكان لآخر وتتركب من صخور خفيفة مثل الجرانيت والجرانوديوريت والصخور الرسوبية ويسفل القشرة طبقة شبة سائلة (لزجة) تسمي الوشاح Mantle وتتكون من السيليكلون والحديد والماغنسيوم وسمكها 2500-3000كم, وأكثر كثافة 4-6 جم/سم3.
وبما أنّ الأرض تدور حول محورها فان القشرة الصلبة كما رأينا لا تستطيع أن تثبت فوق الوشاح شبة السائل لذا فإنها تتكسر ومن ثم تتحرك من مكان لآخر كما سنري الآن.
على الرغم من أن نظرية الانجراف القاري لفاجنر قد فشلت في إعطاء التفسير المقنع للأسباب التي أدت إلى حدوث حركة القارات، فأن نظرية الألواح التكتونية قد قامت بهذا التفسير وذلك من خلال الغلاف الصخري والذي يرتكز على غلاف يتميز باللدونة داخل الوشاح أو ما يعرف بالغلاف الوهن أو الاسينوسيفر Athenosphere ، بحيث يمكن التحرك عليه ببطء شديد.
وينقسم الغلاف الصخري إلى عدة ألواح إلا أنه يمكن تمييز ستة ألواح كبرى كالتالي:
1. اللوح الأمريكي :American Plate الأمريكتين مع جزء من قشرة المحيط الأطلنطي حتى حوافه الوسطى.
2. اللوح الإفريقي African Plate: ويشمل كل أفريقيا حتى الحافة الوسطى للمحيط الأطلسي ونحو نصف المحيط الهندي الغربي.
3. اللوح الأوراسىEurasian Plate : ويمتد بين الحافة الوسطى للمحيط الأطلسى غربا والبحر المتوسط وسلسلة الجبال الإلتوائية الحديثة جنوبا لتنتهي في المحيط الهادي Plate .
4. (أنتاركاتيكا) Antarcatica : ويشتمل على كتلة صخور قارة القطبية الجنوبية وتضم القارة القطبية الجنوبية مع الأطراف الجنوبية لكل من المحيط الهادي والأطلسي والهندي .
5. اللوح الهندي Indian Plate: ويشتمل لهند وجزء من المحيط الهندي.
6. اللوح الهادي Pacific Plate: ويشتمل المحيط ا الهادي.
و تبين خريطة الصفائح التكتونية التالية توزيع الألواح التكتونية الكبرى والصفري علي القشرة الأرضية:
حركة الألواح الحركة التقاربية :Convergent Movement
كتقارب قشرة قارية مع قشرة قارية وينشأ عن هذا التقارب ارتطام قشرتين قاريتين لهما نفس الكثافة وقبل حدوث هذا الارتطام أو التصادم تغوص القشرة المحيطية التي تفصل بينهما والتي تكونت أثناء فترة سابقة تحت أحد القشرتين ومع تمام عملية الغوص أو الاندساس Subduction وبعد انصهار القشرة المحيطية ترتطم هاتان القشرتان وينتج عن هذا الارتطام تكون سلسلة جبلية يصاحبها عمليات طي وتصدع، بعدها تبدأ عمليات التعرية نشاطها لتشكل الملامح السطحية للحزام الجبلي وتتميز هذه الجبال بأنها شاهقة وتعد من أشهر وأهم السلاسل الجبلية في الكرة الأرضية ومن أهمها ما يلي :
1. اصطدام اللوح الهندي القاري مع الأوراسي إذ أنه حدث منذ حوالي 45 مليون سنة. ويستمر حتي الآن كما حدث في زلزال تسونامي عام 2004 .
2. حدوث اصطدام قبل حوالي 360-286 مليون عام بين القارة الأوروبية والقارة الآسيوية لتكونان قارة أوراسيا الحالية والذي نجم عنه تكوين سلسلة جبال الأورال بين حدود اللوحتين الأوروبية والآسيوية.
3. تصادم اللوح الإفريقي واللوح الأوروبي وانغلاق بحر التيثيز (Tethys) الذي كان يفصل قارتى أوراسيا وجندوانا. كما في الشكل التالي:
يغوص طرف أحدي اللوحين وما يحمله من رسوبيات تحت الآخر متسببا في نشاط بركاني يشبه ذلك الذي يحدث عند ارتطام لوح محيطي بآخر قاري. غير أن مثل هذه البراكين تحدث في قيعان المحيطات بدلا من حدوثها على اليابسة وإذا ما استمرت هذه النشاطات البركانية فإن كتلا من اليابسة قد تبرز من أعماق المحيطات.
وفى البداية تكون مثل هذه الظاهرة على هيئة سلسلة من الجزر البركانية تسمى بقوس الجزر مثل جزر اليابان واندونيسيا والفلبين وعادة ما تقع أقواس الجزر على بعد بضع مئات من الكيلومترات من خندق محيطي حيث لا تزال عملية غوص الغلاف الصخري مستمرة، وعلى مدى زمني طويل من النشاط البركاني تتراكم عن هذه النشاطات المختلفة قوس جزر ناضج مكون من صخور بركانية مطوية ومتحولة. ومثال ذلك شبه جزيرة ألاسكا والفلبين واليابان.
الحركة التباعدية (البناءة) ivergent Movement
تنشأ هذه الحركة عن قوى شد مما يؤدي إلى تباعد اللوحين تدريجيا وفي هذه الحركة تتحرك الصهارة (الماجما) من طبقة الأثينوسفير (Asthenosphere) إلى أعلى دافعا الصفائح التكتونية للتباعد عن بعضها البعض. مثال ذلك البحر الأحمر الذي يمكن أن يصبح محيطا بعد ملايين السنين.
وكما لكل شئٍٍ بداية فحتما سيكون ل نهاية فالقرآن الكريم يذكر أحداث نهاية الكون علي النحو التالي، قال تعالى (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) الأنبياء: 104.
وفي الإحصاء ما يعرف بمنحني التوزيع الطبيعي والذي يسود في كل البيئات والأزمان ويشكل الوصف الدقيق لأغلب البيانات في الطبيعة، كتبسيط لهذا التوزيع لاحظ انك جمعت بيانات عن أطوال كل التلاميذ في فصل دراسي وحاولت تقسيمهم الي ثلاث فئات(طويل - متوسط - قصير) من المؤكد أنّك ستجد أنّ أعداد الطلاب متوسطي الطول هي الأعلى أمّا أعداد المجموعتين الأخريين فهي قليلة أو نادرة وهذه ظاهرة التوزيع الطبيعي ويمكن تطبيقها علي معظم الأشياء من حولنا فالقيم المتوسطة هي السائدة غالبا أما القيم المبالغ بها صعوداً او هبوطاً (شاذة) فهي نادرة، المزيد في الشكل التالي:
أسباب حركة الصفائح التكتونية
ويرى العلماء أنّ تيارات الحمل الدورانية هي مصدر القوى التي تعتمد عليها نظرية الصفائح التكتونية في تفسيرها لحركة القارات ونموها وتكوين الجبال وأحواض الترسيب، حيث تنشأ تيارات حمل في منطقة الأثينوسفير المرنة نتيجة حدوث تغير في درجة الحرارة في باطن الأرض مما يؤدي إلى وجود تيارات حمل دورانية على شكل خلايا دائرية، وتعمل الحرارة الصاعدة من هذه النقطة وبذلك تندفع المادة المنصهرة إلى السطح مكونة جزرا بركانية مثل جزر هاواي التي تقع في وسط المحيط الهادي. وقد فسرت هذه النظرية ما سبقها من نظريات وخصوصا ما يتعلق بالدورة الصخرية وتوازن القشرة الأرضية.
ويقوم مشروع الخرائط القديمة Paleomap Project بالولايات المتحدة حاليا برسم الخرائط القديمة والتنبؤ بالحركات القادمة والتغييرات في توزيع الألواح التكتونية. وكانت النتيجة المذهلة من الحسابات الدقيقة باستخدام نمزجه الحاسب بأن الألواح ستبدأ بالتقارب مرة أخري حيث ستجتمع قارات العالم معاً كما كانت في العصر البرمي (255 مليون سنة) والتي كانت فيها أقارات الكبرى مجتمعة معاً فيما يسمي بانجيا (Pangea) ويبين الشكل التالي حركة الألواح القارية قديماً ومستقبلاً (الصور من مشروع الخرائط القديمة Paleomap Project).
بالنظر إلي الخرائط السابقة يتضح لنا جلياَ أن كل شيٍ سينتهي كما بدأ مصداقا لقوله تعالي "كما بدأكم تعودون"، وقال تعالى (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) الأنبياء: 104.
وما هذا بقول بشر وإنما هو حقاَ كلام رب العالمين.
يمكن التواصل مع المؤلف:
المراجع:
1. أبحاث موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وعنوانه على شبكة الإنترنت: http://www.quran-m.com
أسـرار الكون بين العلم والقرآن - تأليف د. عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com 3.
1. PALEOMAP Project, http//:www.Scotese.com
2. Hancock, Paul L; Skinner, Brian J; Dineley, David L (2000). The Oxford Companion to the Earth. Oxford University Press.
3. Turcotte, D. L.; Schubert, G. (2002). Geodynamics (2nd ed.). Cambridge University Press.
4. Schmidt Victor A, Harbert William. "The Living Machine: Plate Tectonics". Planet Earth and the New Geosciences (3rd ed.).
5. Butler, Rob (2001). Where and how do the continents deform?, Himalayan tectonics, Dynamic Earth. School of Earth Sciences, University of Leeds.
7. Tanimoto Toshiro, Lay Thorne (2000). "Mantle dynamics and seismic tomography". Proceedings of the National Academy of Science 97 (23): 12409–12410.
8. Conrad CP, Lithgow-Bertelloni C (2002). "How Mantle Slabs Drive Plate Tectonics". Science 298 (5591): L45.
الكون الأحدب - الدكتور عبد الرحيم بدر - دار القلم - بيروت -1980م.
  #862  
قديم 07-11-2013, 07:44 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها


الدكتور المهندس احمد عامر الدليمي
أستاذ جامعي - الموصل - العراق
صورة لفواكه وخضراوات مختلف ألوانها
الماء النازل من السماء نعمة عظيمة على أهل الأرض جميعاً، وقد ذكر الماء بهذا المعنى في القرآن الكريم أربعاً وستين مرة.. ووردت بمعنى الماء النازل من السماء في تسع وعشرين مرة[1]..
وقد تناولت هذه المواضع موضوعات عديدة كإخراج أنواع الثمرات وتعدد أصناف الخلق، وإحياء الأرض بعد موتها، والتمكين في الأرض كون الماء أحد أسباب التمكين فيها، والزوجية في الخلق فقد خلق الله تعالى من كل زوجين اثنين، فضلا عما ورد في التذكير باستخدامات الماء البشرية والاستخدامات الترفيهية.
وسنتناول في هذا الفصل عرضا تحليلياً لبعض تلك الآيات :
1 _ إخراج الثمرات مختلفة الألوان : الحديث عن الألوان في القرآن يعلو مقامه، ويعظم شأنه من خلال آية جامعة شاملة تناولت مستويات عديدة من علم وفن وطبيعة ومخلوقات وغيرها، تناولتها جميعا ضمن تناسق عجيب وعبر بناء فذ ولغة سامية لا يرقى لأسلوبها بشر قطعا، فما أجدر ان نطلق عليها آية الألوان، إذ يقول فيها الباري تبارك وتعالى : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾ 35 فاطر: 27[2] وفي الآية الكريمة من حقائق العلوم ما يعجز العلماء عن كشف أسراها وبيان أبعادها، وتحديد مقاصدها وأغراضها.. حتى أن الآية الكريمة شغلت البلاغيين والنحاة على مر الأزمان والعصور، وباتت موضعا للاستدلال والاستشهاد فقال تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وفي ذلك دلالة صريحة إلى حجم الإشارات العلمية التي تضمنتها الآية الكريمة..
وهذه الإشارات جميعها تعبر في الحصيلة النهائية عن عظمة الخالق تبارك وتعالى وقدرته في الخلق وفق قوانين وقواعد ثابتة لا تقبل الخطأ ولا تسمح بالتغيير، قال تعالى: ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) فسار الكون وفق قانون واحد خاضع لإرادة واحدة هي إرادة الله تعالى.. فالله أنزل من السماء ماء.. وأخرج به ثمرات مختلفا ألوانها.. وجعل من الجبال جدد مختلف ألوانها.. وجعل الألوان وجعل الأسود.. وجعل الناس مختلفة ألوانها.. وجعل الدواب والأنعام مختلفة ألوانها.. وفوق هذا وذاك أنه جعل كل أولئك من الأحياء يعيشون على هذه الأرض وفق قانون واحد.. فاستخدمت الآية أداة التشبيه ( كذلك ) فالجميع يتلونون ويختلفون وفق نظام واحد.
قال تعالى : (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها) إذ تطالعنا تفاسير الكتاب الحكيم أن الغرض من ذكر إنزال المطر وإخراج الزروع والثمرات المختلفة الألوان على الرغم من كونها تسقى بماء واحد، يعد دليلاً من أدلة القدرة الباهرة والصنعة البديعة للخالق العظيم ( لما قرر الله تعالى وحدانيته بأدلة قربها وأمثال ضربها أتبعها بأدلة سماوية وأرضية فقال : ألم تر.. وهذا الاستفهام تقريري، ولا يكون إلا في الشيء الظاهر جداً والخطاب للسامع وترى في رؤية القلب لأن إسناد إنزاله تعالى لا يستدل عليه إلا بالعقل الموافق للنقل وان كان إنزال المطر مشاهداً بالعين لكن رؤية العين قد تكون مسندة لرؤية البصر ولغيرها )[3]..
وكما قيل فان القرآن الكريم كتاب الله المسطور، والكون كتاب الله المنظور.. فالتفت الخطاب القرآني من المسطور إلى المنظور للتنبيه إلى عظيم قدرة الله في مخلوقاته.. (وذكر إنزال الماء من السماء إدماج في الغرض للاعتبار مع ما فيه من اتحاد أصل نشأة الأصناف والأنواع )[4] كقوله تعالى : (تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل )[5] إذ قد يكون المقصود مجازاً جميع أنواع الثمرات فكنى عنها بقوله : ( مختلفاً ألوانها ) فقد جمع الخطاب القرآني كل أصناف الثمرات منبها إلى قانون الري الأول، (أنها جميعا تسقى بماء واحد )، وهذا من عظيم صنع الله وقدرته في خلقه. أو قد يراد بها الألوان الحقيقية، فالثمرات ذات ألوان مختلفة فمنها الأحمر
والأصفر والأخضر وغيرها، بل إن الثمرة الواحدة تتلون على اختلاف مراحل نموها مع اختلاف مقدار حاجتها للماء على اختلاف تلك المراحل.
ويؤكد صاحب التحرير والتنوير أن اللون هنا مقصود حقيقة إذ يقول : ( والألوان جمع لون وهو عرض، أي كيفية تعرض لسطوح الأجسام يكيفه النور كيفيات مختلفة على اختلاف ما يحصل منها عند انعكاسها على عدسات الأعين …والمقصود من الاعتبار هو اختلاف ألوان الأصناف من النوع الواحد كاختلاف ألوان التفاح مع ألوان السفرجل.. واختلاف ألوان الأفراد من الصنف الواحد تارات كاختلاف ألوان التمور والزيتون ولأعناب والتفاح والرمان ) [6].
وفي قوله تعالى: ( فأخرجنا ) التفات من الغيبة إلى التكلم.. وقد ( التفت من الغيبة إلى التكلم لإظهار كمال الاعتناء بالفعل لما فيه من الصنع البديع المنبيء عن كمال القدرة والحكمة )[7]ولما في ذلك من الفخامة إذ هو مسند للمعظم المتكلم، ولأن نعمة الإخراج أتم من نعمة الإنزال لفائدة الإخراج فأسند الأتم إلى ذاته بضمير المتكلم وما دونه بضمير الغائب [8] وفائدة أخرى مفادها اقتراب المتفكر بتلك العظمة الإلهية فصار كالحاضر فكان الخطاب (فأخرجنا) [9].. والالتفات كائن لأن ( الاسم الظاهر أنسب بمقام الاستدلال على القدرة لأنه الاسم الجامع لمعاني الصفات، وضمير التكلم أنسب بما فيه امتنان )[10].
ولقد منح القرآن الكريم في هذه الآية العظيمة الزمن دوره وأهميته كشرط رئيس في إتمام عمليات التغير والتبدل (وجيء بالجملتين الفعليتين في ( أنزل ) و ( أخرجنا ) لأن إنزال الماء وإخراج الثمرات متجدد آنا بعد آن ) [11].
( وجرد ( مختلفا ) من علامة التأنيث مع أن فاعله جمع وشأن النعت السببي أن يوافق مرفوعه في التذكير وضده والإفراد وضده، ولا يوافق في ذلك منعوته، لأنه لما كان الفاعل جمعا لما لا يعقل وهو الألوان كان حذف التاء في مثله جائزا في الاستعمال، وآثره القرآن إيثارا للإيجاز )[12].. فيكون فيه إيجاز حذف حرف. وقوله تعالى: (مختلفا ) نعت لثمرات، وقوله تعالى : ( ألوانها ) فاعل به ولولا ذلك لأنث مختلفا ولكنه لما أسند إلى جمع تكسير غير عاقل جاز تذكيره[13].. فجمع التكسير يجوز فيه أن تلحق التاء وأن لا تلحق [14]. (وقرأ الجمهور : مختلفا ألوانها، على حد اختلف ألوانها، وقرأ زيد بن علي : مختلفة ألوانها، على حد اختلفت ألوانها )[15].
صورة لجبل أسود غربيب
وقال تعالى: (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك) الواو في قوله تعالى: ( ومن الجبال ) تحتمل وجهين[16]: أحدهما : أن تكون للاستئناف كأنه قال : وأخرجنا بالماء ثمرات مختلفة الألوان. ثانيهما: أن تكون للعطف تقديرها وخلق من الجبال.
وقد نبهت الآية الكريمة إلى العلاقة بين الماء الواحد _ عديم اللون من أصل خلقه _ والثمرات _المختلف ألوانها _ وتسري العلاقة نفسها على ماء واحد _ عديم اللون _ وأرض هي الأخرى _ مختلف ألوانها _ إذ إن تقدير الكلام : أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها، ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها كاختلاف ألوان الثمرات، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك _ أي كاختلاف ألوان الثمرات وجدد الجبال _ فمن الناس الأبيض والأحمر وكذلك الأسود.. فيكون في الآية إيجاز حذف جملة (كاختلاف ألوان الثمرات ).. وجملة أخرى كاختلاف ألوان الثمرات وجدد الجبال ).. وقد تم التعويض عنها وإيجازها بكلمة ( كذلك ).
وأضاف الزمخشري في قوله تعالى : (ومن الجبال جدد ) فقال : ( أراد ذو جدد )[17] فيكون فيها حذف للمضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، والجدد، الخطط والطرائق [18]، وقد يكون المعنى المراد بالجدد، الأنواع [19]، فسياق الآية يتناول أنواع المخلوقات كالجبال والنبات والإنسان. ولقد جيء في جملة ( ومن الجبال جدد ) و( من الناس والدواب والأنعام ) بالاسمية دون الفعلية على عكس ( فأخرجنا به ثمرات ) وذلك لأن ألوان الناس والدواب والأنعام وكذلك جدد الجبال يكون تغير ألوانها غير ظاهر لذلك ابتدأ بالجملة الاسمية، لأنها تفيد الثبات.. أما تغير ألوان الثمرات فهو ظاهر ومحسوس لذلك جاء وصفها بالجملة الفعلية لإفادتها التغير والتجدد فهي مقرونة بالزمان. وقد حصل في الآية تدبيج وهو أن يذكر المتكلم ألوانا، يقصد الكناية بها ويريد من ذكرها التورية عن أمور من وصف أو مدح أو هجاء أو غير ذلك من الفنون[20].. وقد سلكت الآية الكريمة بذلك سبيل الكناية عن التشبيه من الطرائق فالجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السير عليها، وهي أوضح الطرائق وأبينها، فلا يخاف اجتيازها الموغل في الأسفار، ولهذا قيل : ركب بهم المحجة البيضاء، ودونها الحمراء، ودون الحمراء السوداء[21].
قوله تعالى: (وغرابيب سود) وفيما يتعلق بالغرابيب السود، فقد ميزتها الآية الكريمة عن الألوان المذكورة، (الأبيض والأحمر)، بل أخرجتها عن زمرة الألوان لمنع توهم البشر من كونها تتمتع بلون يميزها عن سائر الألوان، فقال تعالى: (جدد بيض وحمر مختلف ألوانها.. وغرابيب سود)، ويعود سبب ذلك –والله أعلم- إلى ما اكتشفه العلم الحديث من أن (الأجسام السود) هي في الحقيقة أجسام معتمة لا لون لها. فـ (الجسم الأسود) كما عرفه علماء الفيزياء هو ذلك الجسم الذي يمتص الأشعة الساقطة عليه، بمعنى آخر فإنه يمتص كل ألوان الطيف الشمسي، ولا يعكس أي لون منها، فيظهر معتما.
وهكذا فقد فصلت الآية الكريمة بين الألوان المختلفة في قوله : (جدد بيض) من جهة، و(غرابيب سود) من جهة أخرى، باعتبارها أجساما معتمة لا لون لها. فضلا عن ذلك وزيادة في التأكيد فقد جاء (الأسود) مقرونا (بالغرابيب)، والغرابيب، جمع غربيب، وهو اسم للشيء الأسود الحالك سواده[22]، بل تدل على ما هو أشد من الأسود فهو مثالي في سواده، فكان مقتضى الظاهر أن يكون (غرابيب) متأخرا على (سود)، لأن الغالب أنهم يقولون: أسود غربيب، كما يقولون: أبيض يقق.. وأصفر فاقع.. وأحمر قان، ولا يقولون: غربيب أسود[23].
إن الكلام على التقديم والتأخير، الغرض منه التوكيد، وهو حاصل على كل حال [24]، وهذا يعني أن تقديم (غرابيب) على (سود) فيه توكيد على أنه حالك السواد مما يؤكد أن هذه الأجسام تعد أجساما معتمة تماما، فهي مثالية في سوادها وعتمتها، لذلك فهي مثالية أيضا في امتصاصها للضوء، فلا تعكس أي لون ساقط عليها، فهي أجسام معتمة تماماً ولا لون لها.
إذ إن (لون الجسم دالة لأطوال أمواج الضوء التي لا يمتصها الجسم، فلو أضيء جسم بلون أبيض ولم يمتص أي لون من ألوان الطيف، فستراه أبيض اللون، وإن أضيء بلون أبيض وظهر بلون أزرق فهذا يعني أن الجسم امتص جميع مكونات اللون الأبيض وعكس اللون الأزرق فقط فظهر أزرقا. أما إذا أضيء جسم بلون أبيض وظهر أسودا فذلك يعني أنه قد امتص جميع ألوان الطيف ولم يعكس أيا منها فهو جسم معتم لا لون له)[25].
فتكون عبارة (غرابيب سود) وفقا لما ذكرناه كناية علمية عن الأجسام المعتمة عديمة اللون.
الهوامش:
[1] المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، 684. [2] سورة فاطر : 27-28 [3] البحر المحيط، 7، 311 [4] التحرير والتنوير، 22، 301. [5] سورة الرعد، 4. [6] التحرير والتنوير، 23، 300-301 [7] الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه، 11، 270 [8] البحر المحيط 7، 311، التفسير الكبير 26، 20 [9] التفسير الكبير، 26، 20 [10] التحرير والتنوير، 23، 301 [11] المصدر نفسه. [12] المصدر نفسه. [13] السراج المنير، 3، 324 [14] البحر المحيط، 7، 311 [15] المصدر نفسه. [16] التفسير الكبير، 26، 20 [17] الكشاف، [18] الكشاف، [19] ينظر : الإعجاز البياني في القرآن، 467. [20] ينظر : إعراب القرآن وصرفه وبيانه، [21] ينظر : تفسير الكشاف، [22] ينظر : [23] ينظر : التحرير والتنوير، 23، 303. [24] ينظر : التحرير والتنوير، 23، 303. [25] فيزياء الألوان في القرآن، أحمد عامر الدليمي، مجلة البراق، 6
  #863  
قديم 07-11-2013, 07:45 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الجبال في القرآن
]صورة للداعية زغلول النجار
الدكتور زغلول النجار
دكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا
داعية مصري وكتاب إسلامي له عشرات المؤلفات
محاضرة صوتية رائعة للدكتور زغلول النجار يتحدث فيها عن بعض الإشارات القرآنية في خلق الجبال
حجم الملف 4.7 ميغا
  #864  
قديم 07-11-2013, 07:46 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

إعجاز القرآن في وصف حركة الظلال



أ.د/ يحيى وزيرى
مدير عام المجلس الاسلامى العالمى للدعوة والاغاثة
أستاذ العمارة الإسلامية في الجامعات المصرية
البحث عبارة عن محاضرة ألقاها الباحث في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في جامعة المنصورة ومن 24 مارس الى 26 مارس 2007 ميلادية تناو بها أحد الإشارات العلمية في القرآن الكريم والتي سماها بالظل الساكن.
البحث عبارة عن ملف POWER POINT
حجمه 7.888 ميغا
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
  #865  
قديم 07-11-2013, 07:46 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً


صورة للقمر بالتلسكوب
قال تعالى: { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } [ الإسراء:12] .
تفسير الآية:
اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية، فمنهم من رأى أن المقصود بالليل والنهار حقيقتيهما والمعنى الحرفي لهما وقد ذهب إلى ذلك أغلب المفسرين، وأنهما يأتيان ( كما قال سيد قطب في تفسيره "في ظلال القرآن" ) في سياق ما يدل عليه قضاء الله من سننه في عباده، من الإشارة إلى الإسراء ( في أول السورة ) إلى الإشارة إلى نوح وإلى الإشارة إلى ما قضاه الله إلى بني إسرائيل { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ .. } [ الإسراء: 4 ].
* رغم وجاهة هذا الرأي إلا أن هناك رأي آخر يقول: إن المقصود بآية الليل القمر، والمقصود بآية النهار الشمس، أي أن القمر هو الآية الملازمة لليل، وأن الشمس الآية الملازمة للنهار .
وقد ضُرب بهما مثل للكفر والإيمان ( هذا ما رآه ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" ) كما روي من قبل عن قتادة ومجاهد(1) بل إن ابن عباس قال: " كان القمر يضيء كما تضيء الشمس"(2).
ذكر ذلك في مخطوطات أهل الكتاب:
وقد دُهشت حين قرأت في بعض كتب اليهود المخفية "Apocalypse of Baruch" ب(3) أن القمر كان في الماضي مضيئًا بذاته إلا أن هذا الكتاب ذكر ذلك في إطار خرافة حيث ذكر أن السماوات والأرض حزنوا لخروج آدم من الجنة إلا القمر الذي ضحك عليه فعاقبه الله بطمس ضوئه!!.
العلم الحديث:
ولكن ماذا عن العلم الحديث ؟ هل يذكر هذه الظاهرة ؟ الإجابة: نعم، فقد كان سطح القمر ملتهبًا يومًا ما في يوم كانت فيه الأرض في حالة صلبة هذا ما يقوله العلم ؛ ذلك لأن كل المجموعة الشمسية كانت عبارة عن كرات نارية ثم تصلبت منذ حوالي 4.6بليون سنة، لكن هذه الأجرام لم تتصلب في آن واحد، بل كان هناك تتابع في هذه العملية . ومن تلك الأجرام ما بقي كما هو ملتهبًا ( الشمس )، والأجرام التي تتصلب أولًا هي الأعلى كثافة، وقد تبين أن كوكب الأرض هو الأعلى كثافة 5.52، يتبعه عطارد 5.4، أما القمر فكثافته 3.35جم/س² . إذًا فقد تكثفت الأرض قبل القمر ( وكانت الشمس ولا زالت ملتهبة ) . كما أن هناك ظاهرتان ساهمتا في تأخير تصلب القمر: الظاهرة الأولى / أن القمر لم يتكثف مثل الأرض ذرة بذرة وطبقة طبقة، بل إنه عبارة عن تجميع لأجزاء متكثفة من السديم .
أما الظاهرة الثانية وهي الأهم فهي نمو جاذبية القمر مع تصلبه نتيجة زيادة حجمه، مما جعل سرعة اصطدام النيازك المصطدمة به عالية جدًّا فولَّد ذلك درجة حرارة فائقة، مما أوجد ظاهرة فريدة إذ صارت الطبقة الخارجية للقمر ( 150- 200كم ) ملتهبة بينما لب القمر متصلب(4).
الخلاصة:
* إذًا لقد سبق القرآن كل هؤلاء في ذكر حقيقة أن القمر كان يومًا مضيئًا بذاته، ولم يقع في خطأ كتب اليهود التي ذكرت ذلك في إطار خرافة كما تقدم .
* يدعم ما ذهبنا إليه قوله تعالى في آخر الفقرة: { وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ }، فمن المعروف أن السنة إما أن تكون شمسية أو قمرية . ولو كان القمر مستمرًّا في الإضاءة الذاتية لما أمكن للإنسان حساب السنين . ذلك للالتباس بين ضوئه وضوء الشمس، فكأنما سيكون هناك شمسان .
* وقد كان القرآن معجزًا كذلك في موضع ذكر هذه الحقيقة إذ سبقها ذكر هلاك بني إسرائيل مرتين: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (7) ‏عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } [ الإسراء: 4 - 8 ] .
* قوله تعالى: { عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ .. } أي: باتباعكم نبي آخر الزمان المذكور عندكم، وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم [ تكلمنا في مقال سابق عن نبوءة في مخطوطات البحر الميت عن ظهور النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهلاكين سالفي الذكر لليهود ] .
* أي أن النبي المنتظر وأتباعه هم ضوء الشمس المشرق، وأن نبوءة وملك اليهود قد ذهبا كما ذهب ضوء القمر .
والله من وراء القصد.
بقلم هشام طلبة
باحث وكاتب في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
يمكن التواصل مع المؤلف:
الإيميل : [email protected]
الهوامش:
(1) راجع تفسير الآية 13 من سورة الإسراء ( 5/50 ) - تفسير القرآن العظيم لابن كثير - دار طيبة للنشر والتوزيع - الطبعة الثانية 1420هـ - 1999م .
(2) المصدر السابق .
(3) The Legends of The Jews " Adam 92,charles.
(4) مستخلص من كتاب:
" Physical Geology " 2nd Edition – Flint & Skinner – Editor: John Wiley & Sons. Lirbrary of congress cataloging in publication data: Flint, Richard Foster,1902 – 1976.Physical Geology P.460- 463 – 467 – 472.
  #866  
قديم 07-11-2013, 07:48 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

اثبات كروية الأرض في كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لأبن حزم الظاهري

يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل
بقلم: الأستاذ سيف الدين محمد
بيروت - لبنان
يقول العلامة ابن حزم (30 رمضان 384 هـ / 7 نوفمبر 994م.قرطبة - 28 شعبان 456هـ / 15 اغسطس 1064م ولبة) رحمة الله في الجزء الثاني من كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (كتبه حوالي عام 400 هجري أي منذ ألف سنة) في باب مطلب بيان كروية الأرض ما نصه:
"قال أبو محمد وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به وذلك أنهم قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول

علي بن حزم الأندلسي, طابع بريدي إسباني في ذكرى الفيته
غير ذلك وجوابنا وبالله تعالى التوفيق إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل: (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )(الزمر 5). وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض مأخوذٌ من كور العمامة وهو إدارتها وهذا نص على تكوير الأرض ودوران الشمس، كذلك وهي التي منها يكون ضوء النهار بإشراقها وظلمة الليل بمغيبها وهي آية النهار بنص القرآن قال تعالىوجعلنا آية النهار مبصرة) (الاسراء 12).
فيقال لمن أنكر ما جهل من ذلك من العامة أليس إنما افترض الله عز وجل علينا أن نصلي الظهر إذا زالت الشمس فلابد من نعم، فيسألون عن معنى زوال الشمس فلابد من أنه إنما هو انتقال الشمس عن مقابلة من قابل بوجهه القرص واستقبل بوجهه وأنفه وسط المسافة التي بين موضع طلوع الشمس وبين

صورة للقمر الصناعي السوفيتي سبوتنيك
موضع غروبها في كل زمان وكل مكان وأخذها إلى جهة حاجبه الذي يلي موضع غروب الشمس وذلك إنما هو في أول النصف الثاني من النهار وقد علمنا أن المداين من معمور الأرض آخذة على أديمها من مشرق إلى مغرب ومن جنوب إلى شمال فيلزم من قال إن الأرض منتصبة الأعلى على غير مكورة أن كل من كان ساكناً في أول المشرق أن يصلي الظهر في أول النهار ضرورة ولابد إثر صلاة الصبح بيسير لأن الشمس بلا شك تزول عن مقابلة ما بين حاجبي كل واحد منهم في أول النهار ضرورة ولابد أن كان امر على ما تقولون ولا يحل لمسلم أن يقول إن صلاة الظهر تجوز أن تصلى قبل نصف النهار ويلزمهم أيضاً أن من كان ساكناً في آخر المغرب إن الشمس لا تزول عن مقابلة ما بين حاجبي كل واحد منهم إلا في آخر النهار فلا يصلون الظهر إلا في وقت لا يتسع لصلاة العصر حتى تغرب الشمس وهذا خارج عن حكم دين الإسلام وأما من قال بتكويرها فإن كل من ظهر الأرض لا يصلي الظهر إلا إثر انتصاف نهاره أبداً على كل حال وفي كل زمان وفي كل مكان ".

صورة للقمر الصناعي الأمريكي لونا9
اكتشاف كروية الأرض:
ولم تظهر كروية الأرض للناس وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق الروس القمر الصناعي الأول " سبوتنيك " في مداره حول الأرض في أكتوبر 1957م واستطاع العلماء الحصول على صور واضحة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير التي كانت مثبتة في القمر الصناعي وفي عام 1966 م هبط القمر الصناعي " لونا 9" بأجهزته المتطورة على سطح القمر، وأرسل لمحطات الاستقبال على الأرض صوراً عن كوكب الأرض .
يستقبل الأستاذ سيف الدين محمد تعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي:
المرجع:
الفصل في الملل والأهواء والنحل ـ مطلب بيان كروية الأرض
  #867  
قديم 07-11-2013, 07:49 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

العلاقة الهندسية بين الطواف والسعى


أ.د/ يحيى وزيرى
مدير عام المجلس الاسلامى العالمى للدعوة والاغاثة
* مقدمة:
نبه المولى سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم إلى أن البيت الحرام فيه آيات بينات، مصداقاً لقوله: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام ابراهيم" (آل عمران: 96، 97).
إن الطواف حول الكعبة المشرفة هو أحد أركان مناسك الحج أوالعمرة، مصداقاً لقوله تعالى: "ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق" (الحج: آية 29)، كما أن من خصوصيات المسجد الحرام الطواف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط، بدلاً من أداء ركعتي تحية المسجد كما في باقي مساجد الأرض الأخرى.
كما أن السعي ما بين جبلي الصفا والمروة من أركان الحج أو العمرة أيضاً، كما أنه لا جناح على أي مسلم أن يسعى بينهما في أي وقت شاء، مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما، ومن تطوع خيراً فان الله شاكر عليم" (البقرة: آية 158).
ويلاحظ من الآيات الكريمة السابقة أن القرآن الكريم، قد وصف السعي بين الصفا والمروة بأنه طواف أيضاً، فهل هذا الوصف القرآني الدقيق يلفت أنظارنا لوجود علاقة ما بين "الطوافين"؟، أي الطواف حول الكعبة والطواف بين الصفا والمروة.
إن الهدف من هذه الدراسة: هو محاولة كشف العلاقة الهندسية (الحسابية)، بين الطواف حول الكعبة المشرفة والسعى ما بين جبلي الصفا والمروة، انطلاقاً من التنبيه القرآني الذي سبق الاشارة إليه.
أولاً: الطواف والسعي لغة وشرعاً:
الطواف في اللغة: (الطاء والواو والفاء، أصلٌ واحدٌ صحيح يدل على دوران الشيء على الشيء، وأن يَحُفَّ به ثم يحمل عليه، يقال: طاف به وبالبيت يطوف طَوْفاً وطَوَافاً، وأطاف به)، أما في الشرع فهو: التعبد لله بالدوران حول الكعبة على صفة مخصوصةً.
وصفة الطواف المشروع: "أن يبتدئ طوافه من الركن الذي فيه الحجر الأسود، فيستقبله، ويستلمه، ويقبله إن لم يؤذ الناس بالمزاحمة، فيحاذي بجميع بدنه جميع الحَجَر ... بحيث يصير جميع الحجر عن يمينه ويصير منكبه الأيمن عند طرف الحَجَر ... ثم يبتدئ طوافَه ماراً بجميع بدنه على جميع الحجر، جاعلاً يساره إلى جهة البيت، ثم يمشي طائفاً بالبيت، ثم يمر وراء الحِجر- بكسر الحاء - ويدور بالبيت، فيمر على الركن اليماني، ثم ينتهي إلى ركن الحجر الأسود، وهو المحل الذي بدأ منه طوافه، فتتم له بهذا طوفةً واحدة، ثم يفعل كذلك، حتى يتمم سبعاً"(1).
أما السعي في اللغة: يطلق على المشي، والقصد إلى الشيء، والعدو، والتصرف في الأعمال، واصطلاحاً: المشي بين الصفا والمروة، وقد يطلق على السعي الطواف والتطوف، كما في قوله تعالى: "فلا جناح عليه أن يطوف بهما"، أي يسعى بينهما(2).
وقد أوضح فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله، أن الطواف يعني أن تبدأ من نقطة (أو مكان) ثم تعود إليها(3)، فالمسلم فى طوافه حول الكعبة يبدأ من أمام ركن الحجر الأسود ويطوف حول الكعبة راجعاً إليه فيحسب هذا شوطاً، كما أن المسلم في السعي يبدأ من عند جبل الصفا ذاهباً إلى جبل المروة ثم يعود للصفا، وهكذا تتكرر الحركة ما بين الجبلين فتكون طوافاً.
فالخلاصة: أن الطواف لا يعني الدوران وإنما يعني الذهاب والإياب من شيء إلى شيء مهما كانت حالة ذلك الشيء، والسعي يعني المشي بجد وكلاً من المعنيين موجود في الطواف بالبيت والصفا والمروة، فبداية الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة نعبر عنه بالمشي أو السعي وإذا تكرر كان طوافاً فكل طواف هو سعي ومشي(4).
ولكن اذا كان المعنى اللغوي يحتمل أن يصف القرآن الكريم السعي بين الصفا والمروة بالطواف، حتى ولو كانت الحركة بينهما ترددية في خط مستقيم، وليست دائرية أو بيضاوية كما في حالة الطواف حول الكعبة المشرفة، فهل الوصف الذي يجمع ما بين الحركتين لغوي فقط؟، أم أن بينهما علاقة هندسية (حسابية)، يمكن أن تعتبر من الآيات البينات الموجودة في المسجد الحرام؟، هذا ما سوف نحاول اثباته في المحاور التالية من البحث.
ثانياً: الطواف حول الكعبة المشرفة في زمن سيدنا ابراهيم:
ظلت الكعبة المشرفة بنفس المقاسات من حيث أطوال حوائطها وعلى نفس قواعدها الأصلية حتى عهد قريش، وذلك لأن قريشاً عند اعادة بنائها للكعبة المشرفة أنقصت عدة أذرع من جهة الحجر، لذلك أصبح الطواف حول الكعبة المشرفة منذ أن فرض على الأمة الاسلامية وحتى الآن، حول مبنى الكعبة بالاضافة إلى حجر اسماعيل أيضاً، شكل (1)، وذلك لأن الفقهاء يعتبرون أن من دخل في طوافه من داخل حجر إسماعيل فقد أصبح طوافه باطلاً، لوجود جزء من الكعبة في حجر إسماعيل، والمطلوب هو الطواف بكل الكعبة لا بجزء منها فقط.
شكل (1): يطوف المسلمون منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم والى الآن حول الكعبة المشرفة وحجر اسماعيل معا.
وهنا يثور تساؤل عن كيفية الطواف حول الكعبة المشرفة عندما كانت أركانها الأربعة على القواعد الأصلية قبل تجديد قريش لها، ويمكن الإجابة على هذا التساؤل من خلال ما أورده الأزرقي في كتابه تحت عنوان "ذكر حج إبراهيم عليه السلام وأذانه بالحج وحج الأنبياء بعده، وطوافه، وطواف الأنبياء بعده"، حيث قال(5): "حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال: أخبرني محمد بن إسحاق قال: لما فرغ إبراهيم خليل الرحمن من بناء البيت الحرام جاءه جبريل فقال: طف به سبعا،ً فطاف به سبعاً هو وإسماعيل يستلمان الأركان كلها في كل طواف، فلما أكملا سبعاً هو وإسماعيل صليا خلف المقام ركعتين"، وفي موضع آخر من نفس الباب يقول: (وقال ابن إسحاق: وبلغني أن آدم عليه السلام كان استلم الأركان كلها قبل إبراهيم".
والشاهد من النصين السابقين أن سيدنا ابراهيم وابنه إسماعيل كانا يستلمان (أي يلمسان) الأركان كلها في كل طواف، وكذلك فعل آدم عليه السلام قبلهما، وهذا يعني أن الطواف حول الكعبة المشرفة عندما كانت أركانها الأربعة على القواعد الأصلية، كان مختلفاً عما يحدث في عصرنا الحديث، حيث أن الطواف كان بجوار حوائط الكعبة تماماً بحيث يمكن لمن يطوف أن يلمس (يستلم) أركانها الأربعة.
ثالثاً: حساب أقل مسافة للطواف حول الكعبة المشرفة:
مما سبق يتضح لنا أن أقل مسافة للطواف حول الكعبة المشرفة بمقاساتها الأصلية، كما رفع قواعدها سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل، تحسب على أساس إنسان يطوف بجوار حوائط الكعبة تماماً، وهذا يعني من الناحية الحسابية أن هذه المسافة تساوي محيط الكعبة المشرفة (أي مجموع أطوال حوائطها في المسقط الأفقي).
لقد أورد الأزرقي في كتابه "أخبار مكة" أبعاد المسقط الأفقي لحوائط الكعبة المشرفة كمايلي(6): "..فبنى البيت وجعل طوله في السماء تسعة أذرع، وعرضه في الأرض اثنين وثلاثين ذراعاً من الركن الأسود إلى الركن الشامي الذي عند الحجر من وجهه، وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي الذي فيه الحجر اثنين وعشرين ذراعاً، وجعل طول ظهرها من الركن الغربي إلى الركن اليماني أحد وثلاثين ذراعاً، وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعاً.."، أى أن المقاسات الأصلية للكعبة المشرفة تكون كمايلى:
• مقاس الحائط الشمالى الشرقى يساوى 32 ذراعا.
• مقاس الحائط الشمالى الغربى يساوى 22 ذراعا.
• مقاس الحائط الجنوبى الغربى يساوى 31 ذراعا.
• مقاس الحائط الجنوبى الشرقى يساوى 20 ذراعا.
وهذا يعني أن محيط الكعبة الأصلي (أي مجموع أطوال الكعبة المشرفة) يساوي 104 ذراعاً، ونظراً إلى أن الإنسان الذي يسير بجوار الحائط يجب أن يبتعد عنه على الأقل مسافة (10سم) حتى لايحتك كتفه بهذا الحائط، مضافاً إليها نصف عرض جسم الإنسان (أي 25سم)، فإن هذا يعني أن المحور الرأسي الذي يمر بمنتصف جسم الإنسان الذي يطوف حول الكعبة يبتعد بمسافة (35سم) أي حوالي (0.68 ذراعاً، حيث أن الذراع يساوي 51سم في حالة قياسات الكعبة(7)) عن حوائط الكعبة المشرفة، شكل (2)، أي أنه يجب إضافة هذه المسافة على كل ضلع من أضلاع الكعبة من طرفيه، حتى تكون الحسابات واقعية ودقيقة.
إذن أقل مسافة للطواف = محيط الكعبة الأصلي بالذراع + 8 X (0.68)
= 104 + 5.44 = 109.44 ذراعاً.
فإذا كان الطواف حول الكعبة المشرفة محدداً بسبعة أشواط،، فإن أقل مسافة للطواف حول الكعبة سبع مرات تساوي 766 ذراعاً.
شكل (2- أ): المحور الرأسي الذى يمر بمنتصف جسم الانسان الذي يطوف حول الكعبة يبتعد بمسافة 35سم (0.68 ذراع) عن حوائط الكعبة المشرفة (دراسة ورسم الباحث).
شكل (2- ب): المسقط الأفقى للكعبة المشرفة بمقاساتها الأصلية، وحولها الخط الذى يبتعد 35سم عن حوائطها، والذي يحدد أقل مسافة للطواف حول الكعبة (رسم ودراسة الباحث).
رابعاً: العلاقة الهندسية (الحسابية) بين الطواف والسعي:
اتضح لنا بالحسابات مما سبق أن أقل مسافة للطواف حول الكعبة المشرفة (بمقاساتها الأصلية) سبع مرات (أشواط)، تساوى 766 ذراعاً.
فإذا عرفنا أن المسافة ما بين جبلي الصفا والمروة، وهي مسافة السعي بينهما شوطاً واحداً تساوي 766.50 ذراعاً(8)، كما ورد في كتاب "أخبار مكة" للأزرقي في باب "ذكر ذرع ما بين الركن الأسود الى الصفا وذرع ما بين الصفا والمروة".
إن هذا يعني أن الطواف حول الكعبة المشرفة (سبع أشواط) كما رفع قواعدها سيدنا ابراهيم، يساوي السعي ما بين جبلي الصفا والمروة لشوط واحد، مما يعني أن وصف السعي بالطواف أيضاً لا يدل فقط على اشتراك الحركتين في أصل المعنى اللغوي، ولكن أيضاً لوجود علاقة حسابية محكمة ودقيقة، وهو ما يمكن اعتباره من الآيات البينات الموجودة في المسجد الحرام، والتي أشار لها القرآن صراحة في سورة آل عمران.
إن هذه العلاقة الهندسية (الحسابية) تعني أن المقاسات الأصلية للمسقط الأفقي للكعبة المشرفة، هي مقاسات مطلقة بمعنى أنها ما كان يمكن أن تزيد أو تنقص على الوضع الذى اختاره الله لها، وإلا حدث خلل في العلاقة الحسابية ما بين طول محيط الكعبة المشرفة والمسافة مابين جبلي الصفا والمروة.
ومن جانب آخر فإنه جدير بالذكر هنا، لأن نشير إلى علاقة هندسية أخرى تربط ما بين الكعبة المشرفة والمسعى بين جبلي الصفا والمروة، هذه العلاقة تتضح لنا إذا عرفنا أن قطر الكعبة الأصلي والذى يربط بين الركن اليماني والركن العراقي الأصلي يشير إلى جهة الشمال- الجنوب الحقيقي، وكذلك أيضاً الخط الواصل بين جبلي الصفا والمروة مع انحراف بسيط يمكن إهماله، شكل (3)، وهو ما أوضحناه وأثبتناه في دراسات سابقة(9).
إن هذه العلاقة تعني أن القطر الأصلي للكعبة المشرفة يوازي تقريباً الخط الواصل بين جبلي الصفا والمروة، وهي علاقة هندسية تضاف إلى ماأثبتناه أيضاً في دراستنا الحالية.
شكل (3): قطر الكعبة الأصلى يوازى المسعى بين الصفا والمروة.
* الخلاصة:
أوضحت الدراسة أنه توجد علاقة هندسية (حسابية) ما بين الطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين جبلي الصفا والمروة، وهو ما يعني أن الوصف القرآني للسعي بأنه طواف أيضاً لا يقتصر ذلك على اشتراك السعي والطواف في المعنى اللغوي، ولكن لأن القرآن الكريم يلفت الأنظار لوجود علاقة ما بين الطواف حول الكعبة والطواف بين الصفا والمروة، وهو ماأثبتناه في بحثنا.
كما أوضحت الدراسة أيضاً أنه توجد علاقة هندسية أخرى ما بين الكعبة المشرفة والمسعى بين الصفا، حيث أن قطر الكعبة الأصلي الواصل بين الركنين اليماني والعراقي يوازي الخط الواصل بين جبلي الصفا والمروة (المسعى)، وكلاهما يشير إلى جهة الشمال- الجنوب الحقيقيين.
إن النتائج التى تم التوصل اليها في هذه الدراسة يمكن اعتبارها من الآيات البينات، التي ورد ذكرها في إحدى آيات سورة آل عمران، في سياق الحديث عن أول بيت وضع للناس، ولاشك أنه توجد العديد من الآيات البينات الأخرى والتي سوف تكتشف على مرالزمن باذن الله.
يمكن إرسال الملاحظات والاقتراحات إلى المؤلف:
مقالات لها علاقة :
* الهوامش:
(1) خالد عبد الله الشمراني (1428هجرى). المكث بعد طواف الوداع في الحج. منقول عن الموقع الألكتروني التالي: www.almoslim.net/node/84279
(2) عن كتاب: "تاريخ الحرمين"، نسخة إلكترونية موجودة على موقع الحج والعمرة التالي: www.tohajj.com
(3) أوضح فضيلة الشيخ الشعراوي هذا المعنى لي، عند لقائي به ليكتب مقدمة لمؤلفي الأول عام 1990م تحت عنوان: "خواطر الشيخ الشعراوي حول عمران المجتمع الاسلامي"، مكتبة التراث الاسلامي، القاهرة.
(4) للمزيد من التفاصيل انظر الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=982
(5) أبو الوليد الأزرقي (1983). أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار (ط3). دار الأندلس، بيروت، ص 66.
(6) المرجع نفسه، ص 64.
(7) طول الذراع في حالة قياسات الكعبة المشرفة هو 51 سم، وذلك لأن المسافة بين الركن اليماني وركن الحجر الأسود تساوي حسبما ورد في كتاب الأزرقي 20 ذراعاً، وتساوي حسب قياسات مركز أبحاث الحج الحديثة 10.18م، وهذا يعني أن الذراع في حالتنا هذه يساوي 51 سم (المعروف أن المسافة بين الركنين الأسود واليماني لم تتغير منذ أن رفع سيدنا ابراهيم قواعد الكعبة، لذلك تم الاعتماد عليها لمعرفة طول الذراع).
(8) تم التأكد أيضاً من هذه المسافة عن طريق استخدام القياسات المتوفرة في برنامج "جوجل ايرث" باستخدام صور الأقمار الصناعية، حيث يوجد فرق حوالي 4 أمتار فقط بين القياس الوارد في كتاب الأزرقي وقياس طول المسعى حالياً.
(9) للمزيد من التفاصيل انظر كلا من:
* يحيى وزيري (2007) الكعبة المشرفة.. دراسة تحليلية للخصائص التصميمية. سجل بحوث مؤتمر "انتربيلد" الدولي الرابع عشر، القاهرة.
* يحيى وزيري (2009). اثبات توسط مكة المكرمة لليابسة...دراسة باستخدام القياسات وصور الأقمار الصناعية. المجلس الاسلامى العالمي للدعوة والإغاثة بالتعاون مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، القاهرة.
  #868  
قديم 07-11-2013, 07:50 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

اكتشاف مذهل: العلماء يكتشفون الأمواج العميقة


في هذا الشكل ترى الضوء يحاول دخول الأمواج الداخلية وتحته البحر المظلم
آية عظيمة كلما تذكرتها أتذكر عظمة الخالق سبحانه وتعالى يقول فيها: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) [النور: 40]. يشبّه الله أعمال الكفار برجل يعيش في أعماق المحيط حيث تتغشاه الأمواج العميقة من فوقه ثم هناك طبقة ثانية من الأمواج على سطح الماء وفوق هذا الموج سحاب كثيف يحجب ضوء الشمس، فهو يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض.
في هذه الآية العظيمة حقيقة علمية لم تنكشف يقيناً للعلماء إلا في نهاية عام 2007 وذلك من خلال اكتشافهم لأمواج عميقة في المحيط لأول مرة تختلف عن الأمواج السطحية على سطح الماء، أي أن هناك موج عميق وموج سطحي، وهو ما عبرت عنه الآية بقوله: (مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ). وقبل سرد الاكتشاف العلمي لابد من التنبيه لما يقوم به بعض الملحدين من تشكيك في صحة هذه المعجزات الواضحة.
فقد حاولت الرد كثيراً على الملحدين الذين ينكرون إعجاز القرآن في الحديث عن الأمواج العميقة، ولكن في كل مرة كانوا يخترعون كذبة جديدة، فمرة يقولون إن العلماء اكتشفوا تيارات في أعماق المحيطات وهذه تختلف عن الأمواج، فالقرآن يتحدث عن (موجWave ) والعلماء يتحدثون عن "تيار" Current ، ويقولون إنه من المستحيل أن توجد أمواج حقيقية في الأعماق كالتي تحدث عنها القرآن، وهذا يعني أن القرآن أخطأ في هذا التعبير: (مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ) ويكفي أن نجد خطأ واحداً في القرآن لنثبت أنه ليس من عند الله لأن الله لا يُخطئ!
هذا قولهم بأفواههم، وكما قال تعالى: (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [البقرة: 118]. والملحد يا إخوتي يراوغ ويلف ويدور وهو يدرك في قرارة نفسه أن القرآن هو الحق، ولكن الكِبر يمنعه من الإيمان به، وهذا ما أخبرنا به القرآن: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل: 14].
فتارة يقولون إنكم تخرجون عن التفسير المألوف للقرآن بما تقدمونه من إعجاز مزعوم، وتارة يقولون: إن الحقائق العلمية التي تعتمدون عليها غير صحيحة، وعندما نواجههم بالدليل القوي على أن القرآن تحدث عن هذه الحقيقة العلمية بوضوح كامل يتهربون من المواجهة ويقولون: إنها مصادفة!!!
ولذلك أقدم هذا الاكتشاف العلمي الصريح الذي يرد على هؤلاء، وسوف نستخدم ما جاء في المقال الأصلي حرفياً وباللغة الإنكليزية ليكون كلامنا موثقاً ولا يحتمل التأويل، وندعوهم لإعادة النظر ليكونوا منصفين وعادلين، فلن ينفعهم استكبارهم ولن يجدوا مهرباً من الله إلا إليه. ونحن نريد لهم الخير والهداية والنجاة من عذاب يوم عظيم: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88-89].
اكتشاف علمي جديد
نشرت جريدة تيلي غراف في 13/12/2007 مقالاً بعنوان:
"العلماء يكتشفون الأمواج العميقة في المحيط"

وجاء في هذا الخبر أن اكتشاف هذه الأمواج العميقة في المحيط قد سببت مفاجأة للعلماء لأنهم لم يتوقعوا أن يشاهدوا أمواجاً تشبه تلك التي نعرفها في أعماق المحيط، لنقرأ:
British scientists have discovered waves that flow deep in the Pacific Ocean
علماء بريطانيون اكتشفوا أمواجاً تتدفق في أعماق المحيط الهادئ!
They were known to occur on or near the ocean's surface but the scientists were surprised to find them in the deep ocean
لقد علموا أن مثل هذه الأمواج يمكن أن تشاهد على أو قرب سطح المحيط، ولكن العلماء كانوا مندهشين لأنهم وجدوا هذه الأمواج في المحيط العميق.
Prof Karen Heywood, an oceanographer at the University of East Anglia (UEA) and co-author of the research, said: "We were both surprised and delighted. "We expected to find something at about 50m because satellite imagery indicated it was there but we were really excited when we got a result at 1,500 metres. It opens up the possibility that there may be more waves even deeper down."
لقد جاء على لسان البرفسورة Karen Heywood من جامعة UEA ومؤلفة مشاركة في هذا البحث:
لقد كنا مندهشين وفرحين! لقد كنا نتوقع وجود شيء ما على عمق 50 متراً كما أشارت إلى ذلك الصور القادمة من الأقمار الاصطناعية، ولكن الذي أثارنا حقيقة أن نجد هذه الأمواج على عمق 1500 متراً، وهذا يفتح باب الاحتمالات على أن هناك أمواجاً على أعماق أكبر.
Dr Adrian Matthews, a meteorologist in UEA's School of Environmental Sciences and lead author of the new research, said: "Everyone thought that there would be nothing to see below about 200m.
يقول الدكتور Adrian Matthews أحد علماء الجامعة المذكورة والذي يقود هذا البحث: كل واحد منا ظن أنه لا يمكن رؤية أي أمواج تحت عمق 200 متر.
ويؤكد العلماء أن هذا الاكتشاف يحدث للمرة الأولى في نهاية العام 2007 وأنه سيشكل قفزة في دراسة المحيطات والبيئة بشكل عام، ويحاول العلماء حشد جهودهم للتعرف على المزيد من هذه الأمواج الغريبة.
لقد استخدموا في هذا الاكتشاف الأقمار الاصطناعية والغواصات والمختبرات العائمة، وقد أظهرت الصور وجود أمواج عميقة ولكن المفاجأة أنهم لم يتوقعوا أن تكون عميقة لهذا الحد، أليس هذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ)، بحر لجي: أي بحر عميق. مصدر الصورة: وكالة ناسا NASA
لنتأمل الآن قول الحق تبارك وتعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) [النور: 40]. فقد تحدثت الآية بدقة عن أمواج في بحر عميق، وهذا ما كشفه العلماء أخيراً.
وهنا نود أن نقول لأولئك الملحدين: كيف جاء ذكر هذه الأمواج في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وهل كانت هذه الحقيقة معروفة في ذلك الوقت؟ إن علماء الغرب يعترفون بأن أول مرة يرون هذه الأمواج كانت في العام 2007، فمن الذي أخبر النبي الأعظم بهذه الحقيقة اليقينية؟ وما الذي يدعو هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للحديث عن حقيقة علمية معقدة كهذه؟ وكيف علم أن من يعيش في البحر اللجي العميق سوف يغشاه الموج العميق ويكون في ظلام دامس؟؟؟
ونقول أيضاً لمن يعتقد أن الإعجاز العلمي هو تحميل للآيات غير ما تحتمل: ماذا يمكن أن نسمي حديث القرآن عن هذه الأمواج العميقة، هل نسميه إعجازاً أم مصادفة؟ الله تبارك وتعالى يتحدث عن موج والعلماء يكتشفون هذه الأمواج Waves والله يتحدث عن (بحر لجي) أي عميق والعلماء يتحدثون عن المحيط العميق Deep ocean إذاً أين هذا التحميل لمعاني الآية؟
إن كل صاحب عقل لابد أن يرى في هذه الآية معجزة شديدة الوضوح، بل لو كان في اللغة كلمة أكبر من "إعجاز" لاستخدمتها للتعبير عن عظمة وروعة هذا الكتاب العظيم. نسأل الله تعالى أن يجعل هذه المعجزة نوراً لكل مؤمن وحجة على كل ملحد ينكر هذا القرآن، ونقول كما قال تعالى: (وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ) [غافر: 81].
روابط ذات صلة :
ــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المصدر:
مقالة على موقع جريدة الديل غراف بعنوان
Deep ocean waves discovered by scientists

  #869  
قديم 07-11-2013, 07:51 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مظاهر الإعجاز العلمي في الغلاف الجوي


الدكتور شريا محمد
أستاذ بكلية العلوم- الرباط
شعبة الفيزياء
يقول الحق سبحانه في سورة الغاشية:
”أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)“.
الله تبارك وتعالى يأمرنا في هذه الآيات بالنظر إلى محيطنا كي نتدبر آياته الكونية ونعلم أنه الحق، لا إله إلا هو. ومن بين ما يأمرنا به الحق سبحانه، إلى النظر إليه، السماء، وكيف رفعت. وسنخص هذا البحث، إلى النظر إلى السماء، لا على إطلاقها ولكن إلى سماء الدنيا وبالتحديد إلى الغلاف الجوي.
نشأة الغلاف الجوي:
عند كثير من الناس، الغلاف الجوي هو ذلك الهواء الذي نستنشقه، ولكن في الحقيقة هو مزيج من الغازات و الجزيئات الصلبة التي تحيط بالأرض، فتشكل طبقة غازية مثبتة حول الأرض بفعل الجاذبية.
وسمك الغلاف الجوي يعتبر دقيقا جدا مقارنة بالأرض. فلا يكاد يوازي قشرة التفاحة مقارنة مع كتلتها الكاملة. فيرى من الفضاء كأنه طبقة دقيقة من الضوء الأزرق الغامق في الأفق (انظر الصورة رقم 1).
والغلاف الجوي للأرض يتكون أساساً من الآزوت والأكسجين وهو ما يجعل الأرض كوكباً فريداً من نوعه في المجموعة الشمسية، حيث يمتاز على سائر الكواكب بوجود الحياة على سطحه.
والغلاف الجوي قبل أن يصل إلى ما هو عليه الآن، مر بمراحل عديدة عبر الأحقاب والأزمنة.
فقبل أربعة آلاف وخمسمائة مليون سنة كانت الوضعية مختلفة تماماً، حيث الأرض الشابة في مرحلة التكوين، كانت عبارة عن كرة من الحمم. فكانت الأرض تغلي بفعل الحرارة المرتفعة.
صورة رقم 1: الغلاف الجوي يظهر في الأفق باللون الأزرق الغامق
فتبخر غاز الهيدروجين وغاز الهليوم المتواجدان على السطح، ليكونا غلافاً جوياً، ولكن خفة هذه الغازات ودرجة حرارتها العالية وأشعة الشمس الحارقة مكنتها من أن تنفلت من جاذبية الأرض وتضيع في الفضاء الخارجي. وهكذا أصبحت الأرض في بداية نشأتها بدون غلاف جوي كما هو الحال بالنسبة للقمر الآن.
وعلى مر العصور، اتجهت درجة حرارة الأرض إلى الانخفاض، فتكونت على السطح، مع مرور الزمن، قشرة أرضية صلبة بفعل البرودة التدريجية. فنتجت عنها ثورات بركانية عنيفة وزلازل قوية، ألقت بالصخور البركانية المنصهرة على السطح، وساهمت في تكوين الرواسي و الجبال. مما أتاح للأرض الاستقرار التدريجي وهبوطا حادا في النشاط البركاني (أنظر الصورة رقم 2).
وهذه الثورات البركانية العنيفة قذفت في الهواء غازات كانت سجينة في أعماق الأرض، وتتكون، أساساً، من بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت والآزوت و الميثان وغبار الجزيئات الصلبة. فنتج عن هذا: الغلاف الجوي البدائي للأرض.
صورة رقم 2: بركان ثائر
وفي هذه الحقبة التاريخية من حياة الأرض كانت هذه الأخيرة هدفا لوابل من النيازك والمذنبات والمجسمات الصغيرة الغنية بالماء، مما ساهم في إغناء الغلاف الجوي ببخار الماء. فكان الغلاف الجوي البدائي للأرض يتكون من الغازات التالية حسب النسب المدرجة أسفله(أنظر الجدول رقم 1).
جدول رقم 1: مكونات الغلاف الجوي البدائي
المادة
النسبة %
بخار الماء
80 %
ثاني أكسيد الكربون
12 %
ثاني أكسيد الكبريت
6 %
آزوت
2-1%
والغبار الناتج عن الثورات البركانية واحتراق النيازك والمذنبات المتساقطة على الأرض ساهم في حجب الشمس عن سطح الأرض، فانخفضت درجة الحرارة مما أتاح الفرصة لبخار الماء المتواجد في الغلاف الجوي أن يتحول إلى ماء سائل، ليسقط بعد ذلك على الأرض بفعل الجاذبية. وهو ما نتج عنه أمطارا طوفانية، كانت الأساس في تكوين المحيطات والبحار.
وهذه الأمطار الطوفانية الناتجة عن الأعاصير مكنت من إذابة ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، الموجودين في الغلاف الجوي، فتفاعل ثاني أكسيد الكربون، المذاب في الماء، داخل المحيطات مع الكلسيوم فأنتج الجير الذي ترسب في قاع المحيطات. وتحول ثاني أكسيد الكبريت بفعل نشاطه الكيميائي إلى مركبات الكبريت.
و مع استمرار هذه التفاعلات الكيميائية والأمطار الطوفانية تقلص تواجد بخار الماء في الغلاف الجوي، ولم يبق من ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت إلا بعض البقايا. أما الآزوت فبما أنه عديم النشاط الكيميائي، بقي على حاله في الجو، فازدادت نسبته حتى صار المكون الأساسي للغلاف الجوي. (أنظر الصورة رقم 3)
والأمطار الطوفانية الناتجة عن الزوابع والأعاصير سمحت بتطهير الجو من الجزيئات الصلبة التي كانت تلعب دورا أساسيا في تحول بخار الماء إلى ماء سائل، والتي كانت تحجب أشعة الشمس عن سطح الأرض مما يزيد في برودة الجو. وهكذا أصبح الغلاف الجوي شفافا مما مكن وصول أشعة الشمس إلى سطح الأرض وخصوصا البحار والمحيطات، مما أعطى الفرصة لظهور الحياة داخل البحار والمحيطات من خلال تكوين أولى الجزيئات العضوية داخل الماء، وبعد ذلك تكونت الطحالب الوحدانية الخلية.
الصورة رقم 3: خروج ثاني أكسيد الكاربون من مكونات الغلاف الجوي
وظهور الحياة على الأرض مكن من إنتاج عنصر جديد في الغلاف الجوي، ألا وهو الأكسجين من خلال ميكانيزمات التخليق الضوئي.
ومن خلال تفاعلات كيماوية معقدة بين الميثان والأزوت والماء والأكسجين والطاقة الشمسية نتج مولود جديد هو الآزوت الذي كون مع الوقت طبقة دقيقة في الأجواء العليا.
وتواجد هذه الطبقة من الآزوت في الغلاف الجوي، أعطى للأرض غطاء واقياً من الأشعة فوق البنفسجية التي تضر بالحياة، مما مكن من ظهور الحياة على اليابسة، بعدما كانت مقتصرة على البحار والمحيطات، وإنتاج المزيد من الأكسجين.
وهكذا تكون غلاف جوي جديد عوض الغلاف الجوي البدائي منذ مليارين من السنين وبقي على حاله إلى الآن. ويتكون من الغازات التالية وبالنسب المبينة في الجدول رقم 2.
والغلاف الجوي الجديد المتسم بالشفافية والمتكون من الغازات السالفة الذكر، وبالنسب المبينة في الجدول رقم 2، كون غطاء حراريا للأرض مما نتج عنه استقرار درجة حرارة الأرض السطحية في حدود 15 درجة حرارية في المعدل. مما مهد للحياة البشرية على سطح الأرض.
العنصر
الصيغة الكيميائية
التواجد حسب الحجم
آوزون
N2
78،084 %
أكسجين
O2
20،984 %
أركون
Ar
0،934 %
ثاني أكسيد الكربون
CO2
360 ppm
نيون
Ne
18،18 ppm
هليوم
He
5،24 ppm
كريبتون
Kr
1،14 ppm
هيدروجين
H2
0،5 ppm
كسينون
Xe
0،089 ppm
ميثان
CH4
1،7 ppm
أكسيد الأزوت
N2O
0،3 ppm
وأي تغيير في نسب هذه الغازات ينتج عنه اضطرابات مناخية وأمطار طوفانية كي ترجع النسب إلى ما كانت عليه من قبل والتي حددها المولى عز وجل، وهو ما نلاحظه في أيامنا هذه، حيت أن النشاط البشري الغير المتوازن نتج عنه إفسادا للغلاف الجوي، فترتب عنه تغيرات مناخية وأعاصير غير مألوفة. والله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز:
* " وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ(7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ(8)"(الرحمن)
* "اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ(8)"(الرعد)
* "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ(49)"(القمر)

وعن المراحل التي مرت منها الأرض والتي تطرقنا إليها في هذا العرض يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:" وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7)(س. ق) ". فهذه الآية تبرز المراحل التي مرت بها الأرض عند نشأتها، فبعد الخلق و المد بمفهوم التكوير، جعل لها رواسي(جبال) لتثبيتها واستقرارها ثم بعد ذلك جعل فيها الحياة من خلال إنبات كل زوج بهيج. والآية 27 من سورة المرسلات تكمل وتفصل ما جاء في الآية السابقة:" وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا(27)"، بحيث أن الثورات البركانية التي نتجت عنها الرواسي والجبال الشاهقة حملت معها الماء، الذي كان سجين الأرض، والذي هو مصدر الحياة، مصداقا لقوله تعالى:" أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) (س.النازعات)". هنا نرى مدى التطابق بين ما جاء به القرآن الكريم و ما توصل إليه العلم الحديث.
نشر الغلاف الجوي لأشعة الشمس: ضوء النهار
وأشعة الشمس التي تسقط على الغلاف الجوي، تتكون من موجات إليكترومغناطيسية، تتأرجح من موجات الراديو الكيلومترية السلمية إلى موجات جاما المميتة. والضوء المرئي جزء يسير من ضوء الشمس، إذ يتراوح مداه من 400 إلى 700 نانومتر، ويحد بالأشعة ما فوق البنفسجية والأشعة ما تحت الحمراء.(أنظر الصورة رقم 4)
وضوء الشمس الناصع البياض ما هو إلا مزيج من الألوان. والصورة رقم 5 توضح ذلك، حيث أن سقوط الضوء الأبيض على الموشور أو على قطرة من الماء، نتج عنه طيف من الألوان.
وهذا ما نراه في السماء في يوم ممطر، على شكل قوس قزح. أنظر الصورة رقم 6.
وضوء الشمس يتحرك في الفراغ في خط مستقيم. ولكن حينما يسقط على الغلاف الجوي، فإن جزء منه ينعكس على الجزيئات الصلبة، فيرسل في جميع الاتجاهات، فتظهر السماء بلون مائل إلى البياض. وهذه الظاهرة تكون أكثر حدة في الصيف حيث يكثر الغبار(جزيئات صلبة) في السماء(أنظر الصورة رقم 7).
الصورة رقم 4 : أشعة الشمس تتكون من موجات إليكترومغناطسية تتأرجح من موجات الراديو الكيلومترية السلمية إلى موجات كاما المميتة. الضوء المرئي جزء يسير من ضوء الشمس
صورة رقم 5: الضوء الأبيض مزيج من الألوان
صورة رقم 6: قوس قزح

صورة رقم 7: انعكاس الضوء على الجزيئات الصلبة
أما الجزء الأكبر من الضوء فيدخل إلى الغلاف الجوي ويمكن أن يخترقه حتى يصل إلى عين المشاهد. وكما سبق الذكر فإن الغلاف الجوي يتكون بالأساس من ذرات الأزوت والأكسجين، فبمجرد سقوط الضوء على هذه الذرات، تمتصه هذه الأخيرة، ثم ترسله في جميع الاتجاهات. وهكذا يتم نشر الضوء في الغلاف الجوي( رايلي 1870 ) (أنظر الصورة رقم 8). وتكون هذه الظاهرة(انتشار الضوء) أكثر أهمية بالنسبة للموجات القصيرة.

صورة رقم 8: تشتيت الضوء في الغلاف الجوي
وهذا يعني أن هذه الظاهرة لا تتم بنفس الوتيرة والقوة لجميع الألوان، فالضوء الأزرق(موجات قصيرة) أكثر قوة ونفاداً، فتمتصه الذرات بكثرة وينتشر في السماء بكثافة فتظهر السماء بلون أزرق، وتكون هذه الظاهرة أكثر بروزا إذا كانت السماء صافية، خالية من الغبار( أنظر الصورة رقم9).

(ب) ( أ)صورة رقم 9: صورة (أ)على ارتفاع 7000 متر و سماء خالية من الغبار(أزرق غامق) وأخرى (ب)على ارتفاع 600 متر مع تواجد الغبار بالجو(سماء بلون أزرق فاتح)
أما الألوان الأخرى(الأحمر والبرتقالي و الأصفر) فلا تتأثر بظاهرة الامتصاص كثيرا والانتشار، فتخترق الغلاف الجوي بسهولة لتصل إلى الأرض.
فحينما ننظر إلى الشمس ونواحيها نرى الأشعة الأقل انتشارا، ففي الزوال، حيث تكون طبقة الغلاف الجوي المخترقة أقل سمكا، نرى أشعة الشمس باللون الأصفر، أما في الغروب، حيث تكون طبقة الغلاف الجوي المخترقة أكثر سمكا، مما يسمح بانتشار الضوء الأصفر، نرى أشعة الشمس باللون الأحمر. أما حينما ننظر في الاتجاه المعاكس للشمس، نرى الضوء الأكثر انتشارا وهو الضوء الأزرق (أنظر الصور رقم 10 و11) وهكذا تبدو السماء بلون أزرق.
ولو افترضنا أننا نعيش في كوكب بدون غلاف جوي فإن السماء ستبدو بلون أسود مع ظهور قرص الشمس والنجوم، وهذا ما نلاحظه حينما نكون في نفق طويل لا نرى ما حولنا فالكل مظلم اللهم ذلك الضوء المنبعث من آخر النفق( انظر إلى الصورة رقم 12: سماء القمر، الخالي من الغلاف الجوي، سوداء رغم شروق الشمس).

صورة رقم 10: أشعة الشمس عند الزوال وعند الغروب
صورة رقم 11: الضوء الأزرق أكثر نشرا من الضوء الأحمر
فتواجد الغلاف الجوي ونشره لضوء الشمس في جميع الاتجاهات هو الذي يمكننا من رؤية الأشياء من حولنا، بحيث أن كل ذرة أو جزيئة من هذا الغلاف الجوي يكون مصدرا من مصادر الضوء، وهو ما نسميه بالنهار. ولو خرجنا من الغلاف الجوي، لأصبحنا في ظلام دامس، لا نرى شيئا، رغم تواجد الشمس في السماء. وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بالعمى(السُّكر) في سورة الحجر: " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ(14)لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)"

صورة رقم 12: سماء القمر الخالية من الغلاف الجوي، سوداء والشمس مشرقة، وظل الصخرة بلون أسود قاتم أما في الأرض حيث يتواجد الغلاف الجوي، فإن لون الظل يكون رماديا
من خلال هذا البحث نستخلص بأن الأرض في بداية نشأتها لم يكن لديها غلاف جوي ثم تكون مع مر العصور والأحقاب وبينا بأن الغلاب الجوي هو الذي أتى بالنهار من خلال تكوينه ونشره لأشعة الشمس، بمعنى أن الليل هو السائد في بداية نشأة الأرض، ومع تكون الغلاف الجوي بصفة تدريجية، بدأ الليل ينجلي(ينمحي) تدريجيا وضوء النهار يزداد قوة بفضل نشر الغلاف الجوي لأشعة الشمس. وفي هذا الصدد يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز:
"وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) (س. الإسراء)".
فالله تبارك وتعالى يقول في هذه الآية" فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً" بمعنى أزلنا ظلمة الليل وأتينا بضوء النهار. وضوء النهار مستمد من نشر الغلاف الجوي لأشعة الشمس. و كما جاء ذكره في هذا البحث، لم يكن للأرض في بداية نشأتها غلاف جوي، أي أن ضوء النهار كان مفقودا رغم شروق الشمس، والليل المظلم هو السائد، ثم تكون الغلاف الجوي الذي أتى بالنهار مبصرا، مصداقا لقوله تعالى" فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً".
وعملية المحو: محو الليل والإتيان بالنهار، تطلب المدة الزمنية التي استغرقها تكوين الغلاف الجوي للأرض.
فهذه الآية الكريمة تحمل بين طياتها نشأة الغلاف الجوي ونشره لأشعة الشمس الذي أتى بالنهار مبصراً، فلولاه ما استطعنا رؤية الأشياء من حولنا وما استطعنا العيش على هذه الأرض.
انطلاقا من أن القرآن مجمع جوامع الكلم، يمكن القول بأن هذه الآية تنطبق كذلك على بداية النهار من الفجر إلى شروق الشمس، بحيث أن عملية المحو هنا (محو الليل) تستغرق ساعة ونصف. البداية(الفجر) تكون مع دخول أشعة الشمس إلى الطبقات العليا للغلاف الجوي التي تتميز بكثافة ضعيفة، وإذاً نشر لأشعة الشمس يكون مناسبا لكثافة الغلاف الجوي، بمعنى أن الضوء يبدأ خافتاً ويزداد قوة كلما طلعت الشمس ودخلت أشعتها إلى الطبقات السفلى ذو الكثافة العالية إلى أن تشرق الشمس ويصبح النهار مبصرا. وهكذا يمحو الله الليل ويجعل النهار مبصرا.
وهذه صورة طبق الأصل لما حدث مع التكوين التدريجي للغلاف الجوي الذي استغرق مليارين ونصف من السنين، كلما ازدادت كثافة الغلاف الجوي كلما أصبح النهار مبصراً.
الحقل المغناطيسي للأرض
وإذا كان الغلاف الجوي للأرض يضيء لنا الطريق بأشعة الشمس، ويحمينا من النيازك التي تحترق بدخولها إليه على شكل شهب، ويحمينا كذلك من الأشعة فوق البنفسجية الضارة بالحياة، فإن الأرض حباها الله بحقل مغناطيسي يحميها وساكنتها من الرياح الشمسية.
وتفاعل الحقل المغناطيسي مع الجزيئات الناتجة عن الرياح الشمسية كون منطقة تسمى المانيوتوسفير. وحركة واتجاه الجزيئات الناتجة عن الرياح الشمسية يحدده الحقل المغناطيسي، وهذه الطبقة تمتد في اتجاه الشمس إلى 6000 كلم، أما في الاتجاه المعاكس فتكون ذيلا يمتد إلى ملايين الكيلومترات (أنظر الصورة رقم 13).

صورة رقم 13: رسم بياني للحقل المغناطيسي للأرض(ناسا)
وهكذا فأغلب جزيئات الرياح الشمسية المتجهة إلى الأرض يتم تحويل مسارها بفضل تواجد الحقل المغناطيسي، أما القلة القليلة من هذه الجزيئات التي تمكنت من اختراق الحاجز المغناطيسي فإنها تسجن في حركة لولبية حول خطوط الحقل المغناطيسي، فتسافر بين القطب الشمالي والجنوبي(أنظر الصورة رقم 14)، فيعطينا منطقة غنية بالجزيئات الناتجة عن الرياح الشمسية وهذه المنطقة تسمى حزام أشعة " فان ألان " على علو ما بين 5000 و 25000 كلم.
ولكن بين الفينة والأخرى، خصوصا بعد ثورات شمسية قوية، تتمكن بعض الإلكترونات والبروتونات الفائقة السرعة من دخول الغلاف الجوي في منطقة القطبين، فتتفاعل مع الذرات والجزيئات المتواجدة في الجو فتعطينا ظاهرة مضيئة تسمى ضياء الفجر(أنظر الصورة رقم 15 ):
"Aurore boréale(pôle nord) ou bien aurore australe(pôle sud)"

صورة رقم 14: دخول جزيئات الرياح الشمسية عبر القطب الشمالي(ناسا)

صورة رقم 15: ضياء الفجر
طبقات الغلاف الجوي:
والغلاف الجوي ليس له حدود معينة وطبقة الهواء تنمحي تدريجيا كلما صعدنا في السماء، ولا ُيميز عن الفراغ الفضائي إلا في علو 3000 إلى 4000 كلم.
أما الغلاف الجوي المكثف يحدد سمكه في 130 كلم، حيث تبدأ الشهب بالاحتراق(أنظر الصورة رقم 16). فهذه الكثافة تنخفض إلى النصف في حدود 50كلم، أما في 30 كلم فتنخفض الكثافة بنسبة 99 في المائة.
والغلاف الجوي يتكون من عدة طبقات طبقة فوق طبقة، وتحدد هذه الطبقات حسب ما تحتويه الطبقة من غازات وحسب ضغطها ودرجة حرارتها.

صورة رقم 16: شهاب يحترق في الغلاف الجوي
والضغط على مستوى البحر يتراوح بين 950 و1050 ميليبار، وهذه التغييرات تحدد مناطق الضغط المنخفض ومناطق الضغط المرتفع، والتي لها علاقة مباشرة مع الطقس وحركة الرياح.
والضغط ينخفض تصاعديا كلما ارتقينا في السماء(صورة رقم 17). لهذا يحس الإنسان بضيق في التنفس في المناطق الجبلية عموما والقمم الشاهقة بالخصوص. وأي جهد في هذه المناطق يتطلب استنشاق أكبر كمية من الهواء لنقص الأكسجين فيه، مصداقا لقوله تعالى:" فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(125)(س: الأنعام)"

صورة رقم 17: انخفاض الضغط مع الارتفاع في الهواء
ودرجة حرارة الجو أشد تقلبا أفقيا من تغيير الضغط الجوي، فهي تتغير في اتجاه القطبين، وتوالي الليل والنهار، والفصول، ويؤثر فيها جو المحيط والجو القاري.
أما إذا ارتقينا في السماء، فدرجة الحرارة لا تنخفض بشكل تدريجي كما هو الحال بالنسبة للضغط ولكن تنخفض تارة وترتفع تارة أخرى، وهو ما يحدد طبقات الغلاف الجوي.
وحدد العلماء هذه الطبقات في سبع طبقات(صورة رقم 18)U.G.G.I.= Union géodésique et géographique internationale)
1- طروبوسفير Troposphère
2- طروبوبوز Tropopause
3- ستراطوسفير Stratosphère
4- ستراطوبوز Stratopause
5- ميزوسفير Mésosphère
6- ميزوبوز Mésopause
7- طيرموسفير Thermosphère

صورة رقم 18: طبقات الغلاف الجوي وتغير درجات الحرارة خلال هذه الطبقات(بالخط الأحمر)
1- تروبوسفير (Troposphère)
هذه الطبقة هي المحاذية لسطح الأرض وسمكها متغير حسب المنطقة، فهو 7 كلم في القطبين و18 كلم في خط الاستواء. وفيها تحدث أغلب التقلبات الجوية، ودرجة الحرارة تنخفض كلما ارتقينا في الهواء ب 6 درجات في الكيلومتر الواحد، إلى أن تصل درجة حرارة الجو 56- درجة في سقف هذه الطبقة. وتستمد هذه الطبقة حرارتها من سطح الأرض الذي يستقبل أشعة الشمس.
2- تروبوبوز(Tropopause)
هذه طبقة دقيقة جدا مقارنة بالطبقة السابقة، وتتميز بالتغير المفاجئ لدرجة الحرارة، حيث ينقلب اتجاه تغييرها رأسا على عقب، فتكون حاجزا بين الطبقة التي سبقتها والتي تليها كأنما الطبقتين من جنس مختلف. وهذا ما نلاحظه في الصور رقم 19 ورقم 20، ونرى السحب التي مقرها في الطبقة الأولى(طروبوسفير) قد منعت من تجاوز هذا الحاجز(تروبوبوز)

صورة رقم 19: طبقات الغلاف الجوي جلية بألوانها المختلفة، ونرى في وسط الصورة الحاجز(تروبوبوز) وقد منع السحب أن تمتد إلى الطبقات العليا. الصورة أخذت فوق الصين(ناسا)
وهذا ما لاحظه العلماء عندما يلتقي الماء العذب بالماء المالح حيث تكون هناك منطقة عازلة يكون الماء فيها بخواص مختلفة عن الماء العذب والماء المالح. والمعروف أن هناك تشابها كبيرا بين خواص الهواء الفيزيائية والماء. وفي هذا الخصوص يقول الحق سبحانه: " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ(19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ(20)فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(21)(س. الرَّحْمَانُ ".
فإذا كان هناك برزخ بين الماء العذب والماء المالح و برزخ بين طبقات الغلاف الجوي بمواصفات فيزيائية مختلفة، فهذا ما هو إلا تذكير وعبرة لحياتنا البشرية التي تمتاز كذلك بحياة البرزخ التي تفصل بين حياة الدنيا وحياة الآخرة.

صورة رقم 20: طبقات الغلاف الجوي و تغييرات الضغط ودرجة الحرارة مع الارتفاع مع إبراز دور طبقة البرزخ في فصل الطبقات( طروبوبوز و ستراطوبوز و ميزوبوز).
3- ستراطوسفير(Stratosphère)
تتميز هذه الطبقة بضغط منخفض، 50 مليبار عند الكيلومتر 20، و خمسون في المائة من كثلة الغلاف الجوي تتواجد تحت 20 كلم.
وفي هذه الطبقة توجد طبقة دقيقة من الآزوت(ما بين 25 و 30 كلم)، ولكن تكتسي أهمية كبيرة، بحيث تمتص أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة لكل حي على وجه البسيطة. وهو ما ينتج عنه طاقة حرارية تنساب في جميع اتجاهات هذه الطبقة فيكون هناك ارتفاع لدرجة الحرارة حتى تصل إلى درجة الصفر. وتحركات الكتل الهوائية في هذه الطبقة ضعيفة مقارنة مع الطبقة الأولى، فهي إذًا طبقة هادئة خالية من التقلبات، وتمتد حتى الكيلومتر 50.
4- ستراتوبوزStratopause
طبقة دقيقة تمتاز كسابقتها بانقلاب في اتجاه تغير درجة الحرارة، وتكون برزخا بين الطبقة الثالثة والخامسة.
5- ميزوسفيرMésosphère
في هذه الطبقة تنخفض الحرارة تدريجيا حتى تصل إلى 80- درجة في حدود الكيلومتر 80. وفيها تحترق النيازك الآتية من الفضاء الخارجي، وهذه الظاهرة ترى على شكل شهب.
6- ميزوبوزMésopause
طبقة دقيقة كسابقاتها ينعكس فيها تغير درجة الحرارة، و تشكل حاجزا بين الطبقة الخامسة والأخيرة.
7- طيرموسفير Thermosphère
هذه الطبقة أعلا طبقات الغلاف الجوي وترتفع فيها درجة الحرارة تدريجيا وقد تصل إلى 300 درجة. وفي هذه الطبقة، وبمحاذاة القطبين يتكون ضياء الفجر. وهذه الطبقة تصل إلى آلاف الكيلومترات لتنتهي تدريجيا في الفضاء. والضغط يتجه في هذه الطبقة إلى ما يقارب الصفر.
والصور رقم 20 تبين تميز كل طبقة عن أختها مع شروق الشمس.

صورة رقم 21: صور أخذت من مركبة فضائية لشروق الشمس، تبين طبقات الغلاف الجوي بألوانها المختلفة
ومن هنا، يتبين لنا أن طبقات الغلاف الجوي سبع، طبقة فوق طبقة، مصداقا لقوله تعالى:" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(12)(س. الطلاق)". فالله تبارك وتعالى خلق سبع سماوات، لم يتم التطرق إلى كيفية خلقهن في هذا البحث، ومن (الواو حرف عطف و الميم حرف تبعيض) الأرض مثلهن، أي خلق من الأرض سبع سماوات مشابهة للسماوات السبع المكونة للسماء، بمعنى أن هذه السماوات تابعة للأرض ملتصقة معها، فأينما تحركت الأرض تحركت معها، وهي جزء لا يتجزأ من الأرض. وهو ما يناسب الغلاف الجوي ذي السبع طبقات. فهذه الآية المعجزة حددت طبقات الغلاف الجوي، الذي هو جزء لا يتجزأ من الأرض، في سبع طبقات كما جاء به
العلم الحديث ( اتحاد علماء المساحة التطبيقية و الجغرافيين العالميين) (Union géodésique et géographique internationale).
وهذا لا يتعارض مع التفسير الذي يقول بأن معنى الآية يشير إلى سبعة أراضي، بحيث لو أخدنا كثلة الأرض مع الطبقة الأولى من الغلاف الجوي واعتبرنا الكل هو الأرض الأولى و أخدنا الأرض الأولى مع الطبقة الثانية من الغلاف الجوي واعتبرنا الكل هو الأرض الثانية وهكذا دواليك فتصبح كثلة الأرض مع الغلاف الجوي مكونا لسبعة أراضي ( أنظر الصورة رقم 21).

الصورة رقم 22 رسم بياني لطبقات الغلاف الجوي للأرض

صورة رقم 23: رسم بياني على شكل ناطحة سحاب للغلاف الجوي
من جهة أخرى يمكن أن يقسم الغلاف الجوي إلى قسمين حسب تفاعله مع أشعة الشمس:
1- نوتروسفير Neutrosphère
إلى حدود 70كلم من العلو، حيث تكون الذرات والجزيئات سلبية التعامل مع أشعة الشمس و تسمى هذه الطبقة نوطروسفير
2- إيونوسقير Ionosphère
من 70 إلى 500 كلم، حيث تتفاعل الجزيئات مع أشعة الشمس فتمتصها(أشعة إكس و فوق البنفسجية) وهذه الطبقة تسمى إيونوسفير. وهي تمتاز بخاصية عكس موجات الراديو وهو ما يتيح الاتصال بالراديو على سطح الأرض لمسافات كبيرة( أنظر الصورة رقم21)، مصداقا لقوله تعالى:" وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ(11)( الطارق)".
يمكن مراسلة المؤلف على الإيميل التالي:

مراجع
1- أحمد الريسوني: الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية
2- L'atmosphère : Environmental science Published for Evrybody Round the Earth
3- L'atmosphère et la magnetosphere: Olivier et Zalia Esslinger
4- L'atmosphère: ****VI، Environnement Canada
5- Composition de l'atmosphère : la terre berceau de l'humanité LUXORION
6- Etude de la terre : Microsoft Internet Explorer
7- Source d'énergie et interaction: archive de documents de la FAO
8- Interaction avec l'atmosphère، Ressources naturelles Canada
9- L'atmosphère: Université de Picardie Jules Verne، Maîtrise de Biologie Générale
10- Présentation de l'atmosphère: Microsoft Internet Explorer
11- L'atmosphère : Yahoo encyclopedie
12- L'origine de l'atmosphère: Yahoo encyclopedie
13- La t
  #870  
قديم 07-11-2013, 07:53 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

أنهار الربع الخالي



من الأشياء العجيبة التي حدثنا عنها النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، حديث يدلنا على تاريخ الصحراء في الجزيرة العربية، أو على أرض العرب إجمالاً، ويحدثنا عن شيء سوف يحدث بعد فترة من الزمن، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) [حديث صحيح].
طبعاً هذا الحديث لا يمكن أن يتصوره إنسان يعيش في القرن السابع الميلادي، أي في العصر الذي قيل فيه هذا الحديث، لأنه لا أحد يتخيل أن الصحراء ستنقلب إلى مروج وأنهار، ولو تخيل ذلك لا يستطيع أن يتخيل أن هذه الصحراء كانت فيما قبل مغطاة بالأنهار والبحيرات والنباتات والمروج. ولكن النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي لا ينطق عن الهوى حدثنا عن هذا الأمر، وهذه معجزة تشهد على صدقه، ولم تنكشف أمامنا إلا حديثاً جداً.
في منتصف القرن العشرين بدأ العلماء يدرسون ما يسمونه دورة الطقس أو دورة المناخ، ووجدوا أن هنالك دورة للكرة الأرضية ليس حول نفسها أو حول الشمس أيضاً محور الأرض يدور حول نفسه، فالآن الأرض تميل أثناء دورانها على محورها بحدود 23 درجة ونصف عن هذا المحور، وبسبب هذا الميلان ينشأ كما نعلم الصيف والشتاء والربيع والخريف. ولكن هذا المحور مثلاً قبل آلاف السنين كانت درجة ميلانه أكبر مما هي عليه اليوم، وقبل ذلك كانت أكبر، ولذلك فإن الأرض كانت تمر بعصور يسمونها العصور الجليدية، ومنذ أكثر من عشرين ألف سنة كانت أوروبا (قارة أوربا) مغطاة تماماً بطبقات من الجليد يبلغ سمكها مئات الأمتار، هذه الطبقات التي غطت قارة أوربا بالكامل قالوا إنها حدثت في العصر الجليدي منذ أكثر من عشرين ألف سنة.
بدأ علماء وكالة ناسا في رحلتهم حول كوكب الأرض باستكشاف المناطق الأثرية، والمناطق التي تحوي الثروات الطبيعية مثل الغاز والبترول وغير ذلك،ويبحثون عن المعادن، وبحثوا في كل مكان. وأخيراً قالوا لماذا لا نبحث في صحراء الربع الخالي، وهي صحراء تمتد آلاف الكيلو مترات وهي خالية تماماً، يعني لا تكاد تجد فيها إنسان ولا بشر، ويستحيل على عقل إنسان أن يصدق أن هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار والمروج.
صورة بالقمر الصناعي لصحراء الجزيرة العربية، وهذه المنطقة هي الأكثر جفافاً وخطورة في العالم، ولا يمكن لبشر أن يتوقع أن هذه المنطقة كانت ذات يوم تعج بالحياة والأنهار والغابات الكثيفة والمروج التي تمتد لآلاف الكيلو مترات.
بعد استخدام تقنيات المسح عن بعد، وجد العلماء آثاراً لغابات كثيفة ومروج تمتد لآلاف الأمتار. ويقول العالم الذي أشرف على هذا الاكتشاف قال بالحرف الواحد: "إن هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار والبحيرات العذبة والنباتات والمروج، وأن هذه المنطقة كانت في ذلك اليوم أي الماضي أشبه بأوربا اليوم" يعني كانت تماماً تشبه أوربا في أنهارها ومروجها وأشجارها.
يقول الدكتور McClure في أطروحته للدكتوراه عام 1984 في لندن: إن منطقة الربع الخالي تشكلت قبل حوالي مليوني سنة، ولكن هذه الصحراء لا تبقى على حالها بل تتبع نظاماً جيولوجياً مدهشاً. حيث نلاحظ أن الأنهار والغابات تغطي هذه المنطقة كل فترة من الزمن.
أرسلت وكالة ناسا ذلك القمر الصناعي التابع لهم، وبدأ بالتقاط الصور بالأشعة تحت الحمراء، وبالأشعة الراديوية وباستخدام كل التقنيات المتاحة لديهم، وبعد أن أخذوا الصور (هذه الصورة تظهر لنا ما تحويه الأرض على عمق عدة أمتار تحت الرمال وتغطي مساحة 8000 كيلو متر مربع من الربع الخالي) وعندما قاموا بعرض هذه الصور وجدوا أشياء عجيبة. فقد وجدوا أن هذه المنطقة فيها آثار كثيرة لأنهار قديمة (أنهار كانت تتدفق بغزارة). ووجدوا آثاراً لبحيرات أيضاً. وقد تم تلوين الأنهار باللون الأزرق في الصورة.
يتابع الدكتور McClure: قبل 37000 وحتى 17000 سنة كانت مغطاة بالمروج والأنهار العذبة، ثم بعد ذلك حدث تغير في المناخ، وتشكلت الصحراء من جديد، وبعد ذلك أي قبل حوالي 10000 إلى 5000 سنة عادت وغُطيت بالمروج والغابات والبحيرات والأنهار. وهكذا وفق دورة عجيبة! وقد عثرنا في منطقة الربع الخالي على أسنان لفرس النهر، وكانت بحالة جيدة، وعثرنا على آثار لمخلوقات نهرية عديدة وحيوانات مثل الجمال والخراف والغزلان كانت ترعى ذات يوم!
ويتساءل الدكتور McClure هل يمكن للأمطار الموسمية أن تعود بغزارة إلى منطقة الربع الخالي فتعود البحيرات والمروج والأنهار من جديد؟ هناك بعض المؤشرات لذلك، ففي صيف 1977 جاءت أمطار موسمية ونزلت في الشمال الشرقي للربع الخالي ولكن بنسبة محدودة، ويرجح الدكتور McClure أن تعود الأمطار وتعود البحيرات والمروج إلى هذه المنطقة في وقت ما في المستقبل (مع أنه لم يطلع على الحديث النبوي!!).
تغطي صحراء الربع الخالي 650 ألف كيلو متر مربع، ويقول العلماء: (إن هذه المنطقة وبسبب تغير دورة الطقس سوف تعود إلى وضعها السابق أي كما كانت) يعني كانت مغطاة بالأنهار، وبعد فترة ستعود هذه الأنهار كما كانت، إذاً نحن أمام دليل مادي موثوق، أن هذه المنطقة كانت مغطاة بالأنهار وسوف تعود كما كانت عليه، وهذا ما أشار إليه الحديث النبوي قبل أربعة عشر قرناً: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً).
والعجيب أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل (حتى تأتي المروج والأنهار).. لا.. بل قال: (حتى تعود) لماذا؟ نستطيع أن نستنتج أنها كانت كذلك وستعود إلى ما كانت عليه، فأرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً وستعود، وهذا ما يقوله العلماء بالحرف الواحد، وصوروه بأجهزتهم، ولذلك نحن اليوم أمام حقيقة يقينية لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يشكك في صدقها. بل يقولون إن ما يميز صحراء الربع الخالي قبل عدة آلاف من السنين أنها كانت مغطاة بالأعشاب والمروج بشكل جذب الكثير من الحيوانات إليها.
لقد وجد الدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، أن نهراً يمتد لمسافة طويلة دفنته رمال الصحراء في الربع الخالي، وهذا النهر كان موجوداً قبل ستة آلاف سنة ويبلغ عرضه 8 كيلو متر وطوله 800 كيلو متر، وكان يعبر قلب الجزيرة العربية. هذا النهر كان ينبع من جبال الحجاز ويمتد ويتفرع إلى دلتا تغطي أجزاء كبيرة من الكويت حتى يصب في الخليج العربي.
صورة بالقمر الصناعي LANDSAT لجزء من صحراء الربع الخالي ويظهر عليها أنهار مدفونة تحت الرمال، وقد التقطت هذه الصورة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عام 1993 وأثبت العلماء بواسطة هذه الصور أن جزية العرب كانت مروجاً وأنهاراً!!! ويقول الباحثون إن منطقة الربع الخالي تحوي أكبر حقل نفط في العالم! وأنها من الممكن أن تزدهر مستقبلاً (وهذا ما عبر عنه النبي الكريم بقوله "تعود")!
لقد لاحظ الباحثون أن الغيوم تميل للتشكل فوق الأراضي المزروعة بنسبة أكبر من الأراضي القاحلة، ولذلك يقترحون (في دراسة جديدة Craig Dremann) أن يتم تشجير منطقة الربع الخالي وهذا سيساهم بجذب الغيوم إلى هذه المنطقة ونزول كميات كبيرة من الأمطار، وقد تعود كما كانت مروجاً وأنهاراً!
لقد قام الدكتور بلوم Ron Bloom من وكالة ناسا ببحث على الصحراء في جزيرة العرب ووجد أن هذه الصحراء كانت ذات يوم مليئة بالأنهار والمروج وحيوانات كثيرة كانت ترعى، وهي أشبه بأوربا اليوم! ووجد أن نفس الحقيقة تنطبق على الصحراء العربية جنوب ليبيا.
ويقول الدكتور بلوم إن أول مرة في التاريخ يعلم فيها الناس أن الجزيرة العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار في عام 1972 من خلال الصور الملتقطة بالأشعة الكهرطيسية بواسطة القمر الصناعي Landsat-1 حيث مكنتنا هذه التقنية من رؤية ما لم يره أحد من قبل! ثم في عام 1981 التقطت بعض الصور التي أكدت وجود آثار لمجاري أنهار في الصحراء، وفي عام 1994 تأكدت هذه الحقيقة أكثر.
صور ملتقطة بالقمر الصناعي التابع لوكالة ناسا تبين أن منطقة الصحراء العربية كانت أيضاً مغطاة بالأنهار والبحيرات والمراعي، ويقول العلماء إن هذه المناطق أهملها الناس خلال مئات السنين لأنهم اعتقدوا أنها صحراء منذ أن خُلقت ولا يمكن لشيء أن يوجد فيها. وهنا نتساءل: مَن الذي أوحى لمحمد صلى الله عليه وسلم بهذه المعلومة التي لم يكشفها إلا علماء وكالة ناسا بعد 1400 سنة؟!!!
إذاً لم يعلم العلماء بحقيقة شبه الجزيرة العربية وما تخفيه إلا في أواخر القرن العشرين أي بعد أربعة عشر قرناً من حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وتأكدوا أن هذه الأنهار لابد أن تعود يوماً ما بسبب التغيرات المناخية، أليس هذا بالضبط ما أخبرنا به الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام عندما قال: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً)؟!
ما هو هدف هذه الحقيقة الكونية؟
وهكذا يتجلى أمانا بوضوح أن أرض العرب وهي اليوم في معظمها صحراء، كانت ذات يوم أنهاراً ومروجاً وسوف تعود، بما يتطابق مئة بالمئة مع الحديث النبوي الشريف. وهنا لا بد أن نطرح أيضاً هذا السؤال: لماذا حدثنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام عن هذه الحقيقة الكونية وربطها بيوم القيامة؟ وما الذي يدعو هذا النبي الأمي إلى الحديث عن قضايا كونية ستحدث بعد آلاف السنين؟ إن هذه الأحاديث عندما تثبتها الأيام وتكشف لنا عن صدقها، إنما هي رد مادي على أولئك الملحدين الذين يدعون أن النبي نقل معلوماته من كتب الأولين، أو أنه كان يريد الزعامة والمال والشهرة!!!
نحن نعلم أن هنالك مئات الأحاديث التي تحدث فيها النبي عليه الصلاة والسلام عن معجزات علمية لم تنكشف إلا في هذا العصر وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب هؤلاء الناس، يخاطب الملحدين أولاً المشككين برسالته، يخاطبهم ويقول: اعلموا أن الساعة سوف تأتي، وأن الله تبارك وتعالى سوف يهيئ لكم أحداثاً وظروفاً وتغيرات كونية تدلكم على اقتراب الساعة فهل تعودون إلى كتاب ربكم وإلى سنة نبيكم عليه الصلاة والسلام.
فكما أنكم ترون بأعينكم هذه الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية لجزيرة العرب ولأكثر المناطق خلواً في العالم (صحراء الربع الخالي) ورأيتم ما تحويه من آثار لأنهار ومروج وبحيرات. وأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما حدثكم عنها وقال لكم: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً). فإن هذه الظاهرة لم تكن معلومة أبداً من قبل، لم يكن أحد يتصور أن المنطقة الأكثر جفافاً في العالم كانت مروجاً وأنهاراً، بل الأعقد من ذلك أن هذه الصحراء ستعود كما كانت!! إذاً هذا الحديث يشهد على نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام في هذا العصر.
ــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
بعض المراجع
1- Arthur Clark, Lakes of the Rub' al-Khali, www.saudiaramcoworld.com, June 1989.
2- Combined climate and carbon-cycle effects of large-scale deforestation, Department of Global Ecology, Carnegie Institution, Stanford, February 24, 2007.
3- Craig Dremann, Reducing Global Warming with Revegetation, Craig's Native Grass Juicy Gossip & Research, No. 14- September 2003, with the latest update October 2007.
4- Iram of the Pillars, www.nationmaster.com
5- A river in the desert - remote-sensing photos locate ancient river in Arabian Peninsula, FindArticles.com, July 1993.
6- Philby, H. St. John B. "The Empty Quarter: Being a description of the Great South Desert of Arabia known as Rub' al Khali"1933 book.
7- A NASA Landsat composite of Saudi Arabia, www.geology.com.
8- Climate change, www.wikipedia.org
9- Lost City, www.nasa.gov
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 66 ( الأعضاء 0 والزوار 66)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 223.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 217.39 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]