من حدث اﻷيام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 33 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2021, 03:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي من حدث اﻷيام

من حدث اﻷيام
صالح بن عبدالله صالح البيضاني



لا يقرؤها إلا من يحبني!


في قراءة اﻷيام الخوالي، وتذكُّر ما مرَّ فيها من جميل ومؤلم، وما زال ولا يزال ذكرى مخلَّدة في ذاكرة أيامي الحاضرة واﻵتية، مِن أفراح باهرة، وأتراح قاتِلة، وأنا أُقلِّب ملفَّ الماضي السحيق، وأُحملِق في تفاصيله وحيثياته، وأستعرِض أولئك الأشخاص الذين عبَروا واندثَروا، وكانوا لي خير جالس، وبهجة المَجالس، يا ألله! كم مرَّ وكم قرَّ، وكم فَرَّ واندثر؟ وها هي عجلة الزمن ما تزال تعمَل كما أُمرَت، وتتَّجه حيث شاءت!

في سنين غابرة، وأعوام داثرة، كم تقنَّعت مِن وجوه عن حقيقة معرفتي بها، وكم تزوَّرت وجوه أخرى فظهرت لي على حقيقتها، كم مِن أناس عرفتهم، وكنت قبل ذلك أتمنَّى أن يتمَّ لي شرف المعرفة بهم، فتمنَّيت بعدها ليت أنَّ الله لم يكتب لي تلك الساعة التي فسحت لي بلقائهم، لتبقى هيبتهم كما كنتُ أراها في السماء مشرقة، وكاﻷعلام في القِمَم.

أناس قليل جدًّا، كانوا أمرًا عاديًّا إن أقبلوا أو رجَعوا، استقرُّوا أو غادَروا، ثبتوا أو انقرضوا، على قيد الحياة أو ماتوا، يعملون في خفاء، ويَصبرون دون جفاء، وينصهِرُون بين الناس تلطُّفًا وتواضُعًا، وحينما تأتي اﻷزمة، وتظهَر اللزمة، تَعرف كم معدنهم أصيل، وخلقهم جليل، ومنبتهم صافٍ، ومبدؤهم نقيٌّ نقاء خيوط الشمس في قامة ماء راكد، تُغازله أنسام كلها نقيَّة كنقائهم.

ظهروا رجال البأس والشدة، والكرم والعزَّة، والصِّدق والحب، والنُّصح واﻹرشاد، لم يَجعلوا يومًا مِن اﻷيام شيئًا من حطام الدنيا يفسد بينَنا وبينهم، ولم يَستسلموا أمام عوادي اﻷيام التي تتقلَّب وتدور، ليجعلوا منها فرصة للاستِسلام، ومُنخرطًا للمُغادَرة.

وقفوا بكل قواهم وما يملكون، في اليُسر والعسر، وضيق العيش وتعب الحال.. حتى أظهروا حقارة مَن انتقَصهم يومًا، أو أزرى بصمْتِهم وانصهارِهم وعدم اهتمامهم بكثير من اﻷشياء؛ وذلك ليُظهروا أن من لا يعنيه أمر، لا حقَّ له في مناقشته.

واجهتُ في اﻷيام الخوالي ضروبًا من الدروس التي كانت أقوى تعبير عن الوجهة، وأقوى خارطة للانطلاق، وبقيت - ويح أمي - كأن لم يكن شيء مرَّ، ولا درس قرَّ، في عقل لا يعي النتائج، ولا يتعلم من مدرسة الحياة.

في زاوية أخرى من حياتي صادفت أرواحًا تقطر براءةً وصدقًا، وتَحمل في داخله آلامًا وعوادي، وأوجاعًا ومآسي، كانوا يَعتقِدون أنَّ الفرَج والمخرج من عنائهم وألمهم سيكون على يديَّ بعد الله، يا ألله، كم كان مؤلمًا! حققتُ لكثير منهم ما أستطيع حتى أوصلتُه مِن الطوفان إلى شاطئ الحياة، تخيَّل: كم هو جميل حين ترى سعادتهم كنتَ أنت زارعها! وبسمَتَهم كنتَ أنتَ صانعها! وكم هي مِن أرواح جهدت وكابدت، وتعبتْ وعانتْ، فلم أستطع تحقيقها كلها، فوجدتُ البكاء على النتيجة بعد المحاولة، ولقيتُ من تلك اﻷرواح الجميلة أصالة الشكر، وحسن المعاملة، وتقدير العمل، حتَّى وإن لم يورث إصلاحًا وتغييرًا، أُحبُّهم، وأحبُّ أرواحهم، وأَعِدُهم أني لن أخيِّب ظنَّهم، سأعود إليهم، سأرجع.. سأُجاهد.. سأثابر.. سأجتهد.. لن أستسلم حتى أراكم سعداء كما أحبُّ، وتعود لكم البسمة التي سُلبت.. أقسم بالله لن أتردَّد في ذلك.. ولن أتخلى عنكم.. وسأكون محل الثقة.. وسوف ترون.

الفرصة مرحلة ضيقة تأتي كلمح البصر، كسُرعة الطائر، تقف لك قليلًا لتلتقطها، فإن أبيتَ في أول أمرِك ذهبتْ ولم تعد، وإن أردتَ التفكير طارتْ قبل أن تقرِّر.

نعم! فرص كثيرة، جاءت أسرابًا وجماعات، لم أشعر أنها تلك التي يتحدثون عنها، ويقولون: إذا هبَّتْ رياحُك فاغتنمها.

لم أكن ﻷعي حقيقة أهميتها، ولم أكن ﻷزن حجم كلام أصدقائي الذين أكثروا عليَّ من اﻹلحاح في اغتنامها، ومن الحديث عن أهميتها، وأنه لا يُلقَّاها إلا ذو حظ عظيم.

أحدِّثك عني وأنا إذ ذاك دون العشرين، ما زالت الدنيا لم تفتح أبوابها أمامي، مرحلة الطيش تعترك مع أفكاري في عقل حي، يحمله جسد ميت، بلا مرشد ولا موجِّه، كان العمر يقول لي: لا تذهب، ولا تكن صاحب مسؤولية، فما زلتَ دون ذلك يا صغيري! نم على سرير مراهقة الطفولة، ملتحفًا بأحلام الصغار، وهمم اﻷحداث، ودع عنك ذلك الكلام الكبير، الذي لا يفكِّر فيه إلا الكبار.. هذه مصاصة الأشقياء، "ألم تسمع بأشقياء المراهقة؟!"، أقنعني أنني فعلًا في مُراهَقة وطيش، وأنها جدية شغب، ولا حقيقة لصداها.

قررتُ أن أمكُثَ في هذا العالم، بعيدًا عن المسؤولية، غائبًا عن الحقيقة، وعن دنيا الجد والاجتهاد.

بحمد الله؛ كنت أقرأ القرآن، وأكرِّر تسميعه وإقراءه، وأحفظ المتون، وأتابع العلوم الشرعية، وأكتب هنا وهناك، وأقول هنا وهناك، لكن: وعداد الزمن لا يداهن، ولا يقف، الشمس في شروق وغروب، والقمر من هلال إلى بدر، ورمضان يأتي ويروح، ونفتتح سنة، ثم نودعها، ونستقبل أخرى.. هذه كانت تمرُّ دون عجلة ظاهرة، بطيئة جدًّا في رؤيتنا بالعين المجردة، وبالواقع البطيء، مرَّت الحروب والمعارك، والنزوح واللجوء والهروب، والكر والفر، والذهاب واﻹياب، وإذا باﻷيام تنشئ مؤتمرًا طارئًا تخبرني أنني في الخامسة والعشرين أو أزيد.. يا رباه، يا لله! واغوثاه! ما هذا اﻷمر؟ أين أنا؟ وماذا فعلت؟ ماذا قدمت؟! لمَ مرَّت هكذا دون أن أشعر بها؟! لماذا تعجلتْ عليَّ بمثل هذه السرعة؟ ولمَ داهمتني بهذه الطريقة؟ أصابني خلل في مزاجي، وصدمة في حركتي، وغيبوبة في فكري، وجنون في واقعي، مستقبلي يسير ولم أحقِّق المنشود.. أين دراستي، والوظيفة، والزواج، وبناء الدار، ولقاء اﻷهل واﻷحباب، والسعادة بالسكنى والقرب مع من نحب؟! أين من كان فرحتنا وسعادتنا، لم نلْقَهُ حتَّى اﻵن، غاب حين لم يظهر، أو مات قبل أن يستهل علينا! أين تلك الطموحات التي بكيتُ شوقًا للقائها، ونحَلت حنينًا لبُعدها، حتى اﻵن لم تأتِ ولم تغادر، بكيتُ إليها شوقًا، وهأنا أبكي عليها فراقًا ووداعًا!

ويح جنبي، الناس يعيشون، ويهنؤون ويَضحكون، وآخَرون يَبكون ويُشرَّدون، ويُقتلون ويُستأسرون، ويُقاسون ألوان العذاب وأصناف اﻹهانة.

نظرت إلى حدث الماضي وكأني أدفنه بيدي، وأكفِّنه بثيابي، وأصلِّي عليه بعزائي في أيامي.

لما رأيت المواجهة صعبة، قررتُ الاستسلام، ولما أحسست بصعوبة المعركة وقلَّة الذخيرة، أعلنت الهزيمة.

كاد الناس أن يُعلنوا استسلامي، ويبثُّوا انسحابي.. وإذا منادٍ ينادي:
ألستَ في عافية، ألست مكرمًا معززًا، تأكل وتشرب وتنام، وتغدو وتروح، وتقرأ وتكتب، تتمتَّع بأمن وأمان واستقرار ورخاء...؟

أليس الله هو من بيده تقليب اﻷمور، وتغيير اﻷحوال، المعزُّ المذلُّ، مالك الملك، يؤتيه من يشاء، وينزعه عمن يشاء؟! ألست تعلم أنه لا مفرِّج إلا هو، ولا ناصر سواه، ولا رقيب ولا حسيب إلا هو؟!

ألا تتوكَّل وتَثِق، وتتفاءل وتعمَل، وتعتمد عليه في كل كبيرة وصغيرة، وسراء وضراء؟! فهو محقِّق اﻷماني، سيحقِّق مرادَك، ويرفع مقامك، وتجد ما تتمناه؛ بل وفوق ما تتمناه.

فقط! ثقْ به، واعتمد وتوكل عليه؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].

أليس هو مُنجيَ يونس من بطن الحوت، وموسى في التابوت، وإبراهيم مِن النَّار، ومحمَّد من الكفار؟ ولك في الماضين عبرة، ومن قصصهم ذِكرى وعِظة.

فإني إليه ألجأ، وعليه أعتمد، وبه أعتضِد، وأنا على ثقة كبيرة به سبحانه أن يحقِّق مُناي، وينفس ضائقتي، ويَغمرني بفرجٍ من عنده ومخرَج.

إنه خير مأمول، وهو حسبي ونعم الوكيل!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.23 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]