لم تخلفين الوعد يا أمي؟ (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 323 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12642 - عددالزوار : 221200 )           »          كيف أشعر بالسعادة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          العسر القرائي «الدسلكسيا».. مفهومه ومظاهره وانتشاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          أثـار الفتـن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أوقاف المغاربة في القدس.. ألم لا يُنسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دولة الصفويين.. تاريخ من العمالة والقتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          المـد والجـزر في حياة المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 2166 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-05-2021, 01:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,405
الدولة : Egypt
افتراضي لم تخلفين الوعد يا أمي؟ (قصة)

لم تخلفين الوعد يا أمي؟ (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه







إنها طفلةٌ في الصفِّ الثالث، ابنة العاشرة من عمرها، تأخذها والدتها إلى المدرسة بعد موت والدها الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى وهي في الصف الأول؛ فهو مَن كان يتكفَّل بأخذها إلى المدرسة كل صباح، وعند انتهاء العمل يُسارع إلى المدرسة ليأخذ "مرام" ويتوجَّه بها إلى البيت، فهي منتظرة له عند البواب.

كان البواب يُعطيها هدية ويمازحها حتى يأتي والدها لأخذها.

وفي يوم من الأيام ووالد "مرام" في عمله التقى بهاذم اللذات ومفرِّق الجماعات، التقى بقَدرِه المحتوم؛ فبينما هو سائرٌ في طريقه عائدًا من عمله قطَع الشارع فاصطدمت به سيارة، أُخِذَ على إثرها إلى المستشفى، وبينما هو في طريقه والدماء تَسيل مِن رأسه كان يحرِّك لسانه بصوت ضعيف جدًّا، طأطأ السائق رأسه ليعرف ماذا يريد وما يبغي، فإذا به يقول: مرام.. مرام.. مرام! ثم فارق الحياة.

خرجت "مرام" كعادتها من المدرسة مُنتظرة والدها على باب المدرسة، تأخر البواب ليقفل بقية الفصول، أكمل إقفال الفصول متجهًا صوب البوابة ليجعلها آخر ما يَطمئنُّ عليه، رأى عيني "مرام" تفيض من الدمع تَبكي بكاءً حارًّا مريرًا ألهب فؤاده، سألها عن السبب، أجابت: بابا لم يَحضر بعد!
ذهب البواب إلى الدكان ليُحضر لها هدية، لكن "مرام" غير "مرام" الأمس، كلما مازَحَها لا تزيد إلا بكاءً.

انتظر البواب حتى يعود والدُها، لكن لا فائدة، فقد تأخر كثيرًا.
أخذ البواب "تاكسي" وتوجه صوب بيت "مرام"، وبينما هو في طريقه قريبًا من بيت "مرام"، رأى الناس يُسارعون صوب البيت، سارع و"مرام" بيده، عرف أن والد "مرام" فارق الحياة، والناس مجتمعون لتشييعه.

لم يبق َ لـ "مرام" بعده إلا والدتها، فهي من تأخذها إلى المدرسة كل صباح، وعند انتهاء الدوام تأتي لأَخذِها.

وفي يوم من الأيام استيقظت الأم في الصباح الباكر، توجهت نحو غرفة "مرام"، فلم تجدها على فراشها.

بحثت عنها في غرفتها، في الحمام، في الصالة أو المطبخ، فلم تجد لها أثرًا.

كاد قلبها يسقط خوفًا، خرجت نحو الحديقة وهي تُنادي: مرام.. مرام.. مرام! أخيرًا وجدتها في الحديقة وهي تبكي بكاءً حارًّا!
سألتها والدتها: لمَ الحزن والبكاء يا بنتي؟
أجابت: رأيتُ في المنام أن والدي جاء لأخذك وتركَني وحيدةً.

أمسكت يد أمها قائلةً: أرجوك يا أمي، لا تتركيني وحيدةً، أرجوكِ يا أمي؛ فليس لي سواك أعيش بجانبِه، أنت الأمل الوحيد.

سقطت دموع أمها وهي تحضنها: لا، لن أدعكِ وحيدةً.

أخذت الأم ابنتها إلى البيت، وجهزت لها الإفطار، وبعد الإفطار بدأت تجهِّز ملابس المدرسة.

رفضت "مرام" ارتداء ملابس المدرسة قائلة: لا، لن أذهب إلى المدرسة، أريد أن أجلس معك؛ حتى لا يأخذكِ والدي ويَترُكَني.

تبسَّمت الأمُّ ودموعها تنهمر على خديها قائلة: لا، لن أدعكِ، ولن أذهب معه، إنني أنتظرك هنا يا بنيتي.
قالت "مرام": وعْد يا أمي؟ قالت الأم: وعدٌ يا مرام!

لبست "مرام" ملابس المدرسة، وتوجهت مع أمها إلى المدرسة، وعند توقف التاكسي أمسكتْ "مرام" يد أمها رافضةً ترك والدتِها.

نظرت إليها الأم قائلةً: سارعي إلى المدرسة، وسوف آتي إليك بعد نهاية اليوم الدراسي، ولن أذهب مع والدك، هذا وعدٌ يا "مرام".

وقبل انتهاء اليوم الدراسي سُمِعَ دوي الدبابات والمدفعية تهز أرجاء المدينة، إنها الحرب الدائرة منذ شهرين، لقد عاد الكابوس من جديد!

سارعت إدارة المدرسة بإخراج التلاميذ والتلميذات خوفًا مما يحدث في المدينة!

نعم؛ لقد هدَّت البيوت فوق ساكنيها، لقد رُعِبَ الأهل، وأُفزع كل من كان غارقًا في سبات نومه!

خرج الكل من المدرسة، ومن بينهم "مرام"!

سارع أولياء أمور التلاميذ لأخذ أولادهم، إلا "مرام" خرجت صوب البوابة لترى والدتها، فلم تجد لها أثرًا.

رأى البواب "مرام" تصرخ بصوتٍ ألهب فؤاده، توجَّه نحوها ليُطمئنها، أخذها كعادته صوب بائع الحلوى، أعطى "مرام" لكنَّها ما زالت تصرخ مُنادية والدتها، إنها خائفة!

انتظر البواب لعل أم "مرام" تسارع لأخذ ابنتها، لكنها لم تصل بعد!

أخذ البواب سيارةً وتوجه إلى حارة "مرام"، وما إن وصلت "مرام" إلى حارتها حتى هُرعت صوب منزلها.

وصلت وليتها لم تصل! لقد وجدت أحجار المنزل متناثرةً، بحثتْ عن أمها بين تلك الأشلاء فلم تجدها!

صرخت: ماما.. ماما!
جثمتْ على ركبتَيها تَبكي قائلةً: لِمَ تُخلفين الوعد يا أمي؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.40 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]