احفظ رمضانك ليوم حسابك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: اللهم هؤلاء أهلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كشف القناع عن بلاد الأحلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عليكم أنفسكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          النهايات اللائقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          6 وسائل للتعامل مع أزمات أمتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الأسرة وحدة نهوض للمجتمع والحضارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4422 - عددالزوار : 859999 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3954 - عددالزوار : 394327 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216361 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7849 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-03-2022, 10:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,080
الدولة : Egypt
افتراضي احفظ رمضانك ليوم حسابك

احفظ رمضانك ليوم حسابك (1)


كتبه/ علاء بكر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا شك أن شهر رمضان كان موسمًا رائجًا للكثيرين ممن وفقهم الله -تعالى- بفضله لطاعته، فكانوا يتقلبون في العبادات ليل نهار؛ مِن صيامٍ، وأداء للصلوات المفروضة في المساجد، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، ودعاء وذكر، وحضور مجالس علم.

وقبْل ذلك وبعده: الكف عن المعاصي والذنوب، مع إخلاص لله وصدق؛ فخرج كلٌّ منهم بالأجر العظيم، والرصيد الكبير مِن العمل الصالح؛ أشبه بالتاجر الذي أحسن استغلال تجارته فحقق في سوقه أرباحًا طائلة في وقتٍ قصيرٍ.

ولكن ماذا بعد رمضان؟!

هل سيحفظ هذا التاجر السعيد رأس ماله الذي جناه وينميه أم يضيعه بعد أن تعب فيه، خاصة وأنه مقبل قطعًا عن قريبٍ -وكل آتٍ قريب- على يومٍ للحساب والجزاء؛ يحتاج فيه -وبشدة- لكل جزءٍ -ولو قليل- مِن هذا الرصيد الذي لديه؟!

وماذا لو كان هذا هو آخر موسم لهذه التجارة الرابحة يشهده؛ ففقد هذا الربح الوفير أو أتلفه ثم احتاج إليه -أو بعضه- أشد الاحتياج فلم يجده؟!

كيف ستكون حسرته يوم لا يجد أي فرصة لإعادته؟!

كم سيكون مقدار ندمه وقت لا ينفع الندم؟!

إن هذا هو حال مَن أسرف على نفسه بعد رمضان، فنسي ما كان عليه مِن الطاعة والعبادة، وعاد أدراجه إلى اتباع نفسه في غيها وهواها؛ فانقطع عما كان متصلاً مِن الطاعات في رمضان، وترك ما داوم عليه العبادات، وغمس نفسه مِن جديدٍ في شهوات الدنيا وملاذها، وهو لا يدري -أو تناسى- أنه يحبط بذلك حسناته التي اكتسبها باجتهاده في العبادة في رمضان.

وأن الذنوب التي يقترفها في غفلته، ولا يسارع بالتوبة والاستغفار منها: إن كانت مِن الكبائر؛ فلن يغني عنه ما قدَّم في رمضان، فإن رمضان يغفر الذنوب ما اجتنبت الكبائر، وهو بكبيرته مِن أصحاب الوعيد الذين توعدهم الله -تعالى- بدخول النار على كبيرته -أو كبائره- التي يقترفها مِن غيبةٍ أو نميمةٍ، أو بهتانٍ أو كذبٍ، أو غشٍّ للناس، أو رشوة أو أكل مال حرام أو أكل ربا، أو سب مسلم، أو الاستهزاء به والسخرية منه، أو لعنه أو تكفيره أو قذف محصنات.

وإن كانت مِن الصغائر: فتكاثرتْ عليه انتقصت مِن حسناته التي معه، فربما مع تعاقب الأيام والأسابيع والشهور على ذلك أفنتْ هذه الصغائر حسناته، أشبه بحال المفلس مِن هذه الأمة الذي تأكل سيئاته مع الناس مِن حسناته فتفنيها، فلا يجد عند الحساب والجزاء منها شيئًا، أحوج ما يكون محتاجا إليها -والعياذ بالله-، فإن السيئات تأكل الحسنات كما أن الحسنات تأكل السيئات.


وقد حذر "القرآن الكريم" مِن ذلك أشد التحذير بمثلٍ بليغٍ ضربه لمَن هذا حاله؛ قال الله -تعالى-: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة:266).

قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: "فصار صاحب هذا المثل الذي عمل لله ثم أبطل عمله بمنافٍ له، يشبه حال صاحب الجنة التي جرى عليها ما جرى حين اشتدت ضرورته إليها" (تفسير السعدي).
وهذا ما سنبينه -إن شاء الله تعالى- في المقال القادم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-03-2022, 10:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,080
الدولة : Egypt
افتراضي رد: احفظ رمضانك ليوم حسابك

احفظ رمضانك ليوم حسابك (2)


كتبه/ علاء بكر



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما سأل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قوله -تعالى-: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) (البقرة:266)، قال عن الآية: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: "أَيُّ عَمَلٍ؟" قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "لِعَمَلٍ"، قَالَ عُمَرُ: "لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ" (رواه البخاري).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وفي هذا الحديث كفاية في تفسير هذه الآية، وتبيين ما فيها مِن المثل بعمل مَن أحسن العمل أولاً، ثم بعد ذلك انعكس سيره؛ فبدَّل الحسنات بالسيئات -عياذًا بالله مِن ذلك-، فأبطل بعمله الثاني ما أسلفه فيما تقدم مِن الصالح، واحتاج إلى شيءٍ مِن الأول في أضيق الأحوال فلم يحصل منه شيء، وخانه أحوج ما كان إليه، ولهذا قال -تعالى-: (وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ) وهو الريح الشديد، (فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ): أي أحرق ثمارها، وأباد أشجارها؛ فأي حال يكون حاله؟!" (تفسير ابن كثير).

فمَن حصَّل في رمضان الحسنات الكثيرة كهذا الغني -الذي ضرب به المثل في الآية- صاحب الجنة ذات النخيل والعنب -وخص النخيل والأعناب بالذكر لشرفهما وفضلهما على سائر الأشجار-، وله ذرية صغار ضعفاء مِن البنات والغلمان؛ فكانت معيشته ومعيشة ذريته مِن ذلك البستان، فلما ضيع ما كان معه مِن الحسنات بعمل السيئات التي أضاعتْ عليه ثواب ما كان قدَّم في "رمضان" - كان حاله بذلك كحال صاحب هذا البستان عندما أصاب بستانه ريح فيها نار فأحرقته، فلم يعد يملك شيئًا، ولم يكن عنده قوة -لكبره- على أن يغرس شجره ثانية، ولم يكن عند بنيه خير فيعودون به على أبيهم، فافتقر عند أشد الحاجة للبستان وشجره؛ عند كبر سنه وضعف ذريته.

وكذلك حال مَن ضيع ثواب "رمضان" العظيم الذي حصَّله باجتهاده في الطاعة في رمضان، ثم أضاعه بعده، فلم يجد هذا الثواب في صحيفة حسناته يوم القيامة أحوج ما تشتد حاجته إليه، فيا له مِن مثل لمَن يعتبر!

لذا ختم الله -تعالى- الآية بقوله: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة:266).


قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي تعتبرون وتفهمون الأمثال والمعاني، وتنزلونها على المراد منها، كما قال -تعالى-: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)، وعن ابن عباس قال: (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ): تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها، وإقبال الآخرة وبقائها" (تفسير ابن كثير).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.24 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.79%)]