البلاغة والفصاحة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بناء الأسرة ...الدواعي والمقتضيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          نحن والميراث النبوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          زَيْد بن حارثة الكلبي القائد الشهيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 360 )           »          الأسرة المسلمة ودور الأم في تربية الأجيال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإنسان في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 153 )           »          الرجاء والخوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1771 )           »          الهدى والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 1505 )           »          الخلق الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          ما بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          المنهج التربوي وثقافة المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-12-2024, 05:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 146,558
الدولة : Egypt
افتراضي البلاغة والفصاحة

البلاغة والفصاحة

فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فالبلاغة في الكلام من نعم الله عز وجل العظيمة على الإنسان، فمن حازها فليحمد الله جل وعلا على هذه النعمة، وليستخدمها في طاعته بالدعوة إليه: كتابةً وخطبةً وموعظةً.


البلاغة: إيجاز، وإصابة معنى، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [النمل: 30، 31]، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: هذا الكتاب في غاية البلاغة، والوجازة، والفصاحة، فإنه حصل المعنى بأيسر عبارة وأحسنها.

قال خالد بن صفوان رحمه الله لرجل كثير كلامه: إن البلاغة ليست بكثرة الكلام، ولا بخفة اللسان، ولا بكثرة الهذيان؛ ولكنها إصابة المعنى، والقصد إلى الحُجَّة.


وقال الإمام ابن مفلح المقدسي رحمه الله: تكلم ربيعة يومًا فأكثر الكلام وأعجبته نفسه، وإلى جنبه أعرابي، فقال له: يا أعرابي، ما تعُدون البلاغة؟ قال: قلة الكلام، قال: فما تعدون العيَّ فيكم؟ قال: ما كنت فيه منذ اليوم.


وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: هي التوصُّل إلى إفهام المعاني المقصودة، وإيصالها إلى قلوب السامعين، بأحسن صورة من الألفاظ الدالَّة عليها، وأفصحها، وأحلاها للأسماع، وأوقعها في القلوب.


وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، في ترجمة صحار بن العباس: قال الجاحظ في كتاب البيان: قال معاوية لصحار: ما البلاغة؟ قال: الإيجاز.

وقال الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: قالوا: البلاغة لمحة إيجاز. وقالوا: لا تنفق كلمتين إذا كفتك كلمة.


ومن رام أعلى درجات البلاغة والفصاحة فسيجدها في القرآن الكريم، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: القرآن فجميعه فصيح في غاية نهايات البلاغة، عند من يعرف ذلك تفصيلًا وإجمالًا ممن فهم كلام العرب، وتصاريف التعبير، فإنه إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة، سواء كانت مبسوطة، أو وجيزة، وسواء تكررت أم لا، وكلما تكرر حلا وعلا، لا يخلق من كثرة الردِّ، ولا يملُّ منه العلماء. وإن أخذ في الوعيد والتهديد جاء منه ما تقشعر منه الجبال الصُّمُّ الراسيات، فما ظنك بالقلوب الفاهمات. وإن وعد أتى بما يفتح القلوب والآذان، ويشوق إلى دار السلام، ومجاورة عرش الرحمن....إلى غير ذلك من أنواع الفصاحة والبلاغة والحلاوة.


قال الله جل وعلا: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف: 3] قال العلامة العثيمين رحمه الله: وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى.


والبلاغة والفصاحة موجودة في كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بعثت بجوامع الكلم...))؛ [متفق عليه]، قال الإمام الزُّهْري رحمه الله: معناه: أنه كان صلى الله عليه وسلم يتكلَّم بالقول الموجز، القليل اللفظ، الكثير المعنى.


قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: قوله صلى الله عليه وسلم: ((أسلِمْ تَسْلَم)) في نهاية من الاختصار، وغاية من الإيجاز، والبلاغة، وجمع المعاني، مع ما فيه من بديع التجنيس.

وقال العلامة العثيمين رحمه الله: قوله عليه الصلاة والسلام:((أَسلِم تسلَم)) هذا الكلام المختصر فيه بلاغة عظيمة، وقد أُعطي الرسول عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم، واختُصر له الكلام اختصارًا، ولو أن أحدًا قام بشرح هذه الكلمة بمُجلدات ما استطاع أن يصل إلى الغاية، فقوله: ((أسلِم تسلَم))؛ أي: تسلم من مسؤولية قومك، ومن مسؤولية نفسك، ومن الآفات في الدنيا، ومن الآفات في الآخرة، ومن السمعة السيئة، ومما لا يُحصيه إلا الله، فإن الإنسان مُعرض للشرور في الدنيا وفي الآخرة، وهذه الشرور من يحصيها؟!


وقال فضيلة الشيخ سعد بن ناصر الشثري: النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على الألفاظ الموجزة الدالة على المعاني الكثيرة، فينبغي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك...فكم من كلام قليل يدل على معانٍ كثيرة.


والبلاغة والفصاحة موجودة في كلام السلف رحمهم الله ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الصحابة والتابعون وتابعوهم إلى أن ينتهي إلى زمن أئمة الإسلام المشهورين المقتدى بهم...فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق، إلا وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة.....ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة، والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يُلم به....فمن لم يأخذ العلم من كلامهم، فاته ذلك الخير كله.


والبلاغة مهمة للدعاة، قال العلامة السعدي رحمه الله: الداعيإلى الله...يحتاج إلى... لسان فصيح يتمكن من التعبير عمَّا يريده ويقصده؛ بل الفصاحة والبلاغة لصاحب هذا المقام من ألزم ما يكون، لكثرة المراجعات والمراوضات، ولحاجته لتحسين الحق وتزيينه بما يقدر عليه، ليُحبِّبهإلى النفوس، وإلى تقبيح الباطل وتهجينه، لينفر عنه.


والبلاغة يحتاج إليها الإنسان في الموعظة، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: البلاغة في الموعظة مُستحسنة؛ لأنها أقرب إلى قبول القلوب واستجلابها.


والبلاغة والفصاحة مطلوبة في الخطب، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وكان صلى الله عليه وسلم يقصِّرُ خطبه، ولا يطيلها، بل كان يُبلغُ ويُوجزُ.


ومن فائدة إيجاز الكلام حفظه وعدم نسيانه،كانت عائشة رضي الله عنها تقول لعبيد بن عمير: إذا وعظت فأوجز؛ فإن كثير الكلام يُنسي بعضُه بعضًا.


قيل لأبي عمرو بن العلاء: هل كانت العرب...توجز؟ قال: نعم ليُحفظ منها.


وقال الخليل بن أحمد رحمه الله: يقلل الكلام ليحفظ.

والبلاغة مَلَكة واكتساب، ويمكن للإنسان أن يكون بليغًا وإن لم تجد عنده المَلَكة، وذلك عن طريق المران، قال العلامة العثيمين رحمه الله: الحقيقة أن البلاغة مَلَكة واكتساب، فالإنسان يُمكن أن يكون بالتمرُّن بليغًا، وإن لم يكن عنده مَلَكة. والمَلَكَة إذا لم يُتمرن عليها رُبَّما تنطفئ وتزول؛ ولهذا ينبغي للإنسان أن يُمرِّن نفسه.

ومن كتب السلف التي جمعت البيان والفصاحة، والفوائد الكثيرة: كتب العلامة ابن القيم رحمه الله، قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، عن كتبه: كل كتبه..تجدها في غاية ما يكون من البيان والفصاحة والسلاسة حتى إن الإنسان إذا قرأها أو صار يراجعها لا يملُّ، نسأل الله أن يغفر له وأن يجزيه خيرًا.

ومن كتب البلاغة التي نصح بها العلامة العثيمين رحمه الله، كتاب: البلاغة الواضحة، لمصطفى أمين وعلي الجارم. قال الشيخ رحمه الله: البلاغة... من أراد أن يمتع ذهنه قليلًا فليذهب إليها؛ لأنها فيها متعة، وأحسن كتاب مرَّ عليَّ بالنسبة للطالب كتاب "البلاغة الواضحة".


ومن الأمور التي ينبه إليها: البعد عن السجع في الدعاء، فالدعاء يكون بتذلل وخوف ورجاء، قال الإمام الغزالي رحمه الله: آداب الدعاء: ألَّا يتكلف السجع في الدعاء، فإن حال الداعي ينبغي أن يكون حال متضرع، والتكلف لا يناسبه. قال بعضهم: ادْعُ بلسان الذلة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق.


والسجع منه محمود، ومنه مذموم، قال العلامة العثيمين رحمه الله: السجع الذي يُذمُّ هو الذي يأتي بتكلف، أو يقصد به إثبات باطل، أو إبطال حق...أما إذا كان السجع يأتي عفوًا، وبدون تكلف، ولا يُراد به إبطال حق، ولا إثبات باطل فإنه حسن، وهو من الفصاحة والبلاغة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.74 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]