الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 244 - عددالزوار : 86190 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 144 - عددالزوار : 38280 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 176 - عددالزوار : 96469 )           »          تصحيح المفاهيم وتقويم الموازين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 53 )           »          كزرع أخرج شطأه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          موت الأمم وحياتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          بين عمر وأبي محجن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الفتوحات الإٍسلامية في عهد يزيد بن عبد الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          هل تعتبر القرائن في الحكم على العقود؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مواقف مع الصحابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2024, 01:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,578
الدولة : Egypt
افتراضي الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه

(الوتر) جل جلاله، وتقدست أسماؤه

وحيد عبد السلام بالي


الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاِسْمِ (الوِتْرِ):
الوِتْرُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الفَرْدُ، أَوْ مَا لَمْ يَتَشَفَّعْ مِنَ العَدَدِ.

وَالتَّوَاتُرُ: التَّتَابُعُ، وَقِيلَ هُوَ تَتَابُعُ الأَشْيَاءِ وَبَيْنَهَا فَجَوَاتٌ وَفَتَرَاتٌ، وَتَوَاتَرَتِ الإِبِلُ وَالقَطَا وَكُلُّ شَيْءٍ إِذَا جَاءَ بَعْضُهُ فِي إِثْرِ بَعْضٍ غَيْرَ مُصْطَفَّةٍ[1].

وَقَوْلُهُ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3]، قِيلَ الوِتْرُ آدَمُ؛ وَالشَّفْعُ أَنَّهُ شُفِعَ بِزَوْجَتِهِ، وَقِيلَ الشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ والوِتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَقِيلَ الأَعْدَادُ كُلُّهَا شَفْعٌ وَوِتْرٌ كَثُرَتْ أَوْ قَلَّتْ، وَقِيلَ الوِتْرُ هُوَ اللهُ الوَاحِدُ، وَالشَّفْعُ جَمِيعُ الخَلْقِ خُلِقُوا أَزْوَاجًا، وَكَانَ القَوْمُ وِتْرًا فَشَفَعْتُهُم وَكَانُوا شَفْعًا فَوَتَرْتُهُمْ[2].

وَعِنْدَ البُخَارِيِّ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الِمنْبَرِ: مَا تَرَى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: «مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى»[3].

وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ، مِنْ حَدِيثِ سَلَمَة بْنِ قَيْسٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فانْتَثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ»[4]؛ أَيْ: اجْعَلِ الحِجَارَةَ الَّتِي تَسْتَنْجِي بِهَا فَرْدًا؛ اسْتَنْجِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ خَمْسَةٍ، أَوْ سَبْعَةٍ، وَلَا تَسْتَنْجِ بِالشَّفْعِ.

وَاللهُ تَعَالَى وِتْرٌ انْفَرَدَ عَنْ خَلْقِهِ فَجَعَلَهُمْ شَفْعًا، وَقَدْ خَلَقَ اللهُ المَخْلُوقَاتِ بِحَيْثُ لَا تَعْتَدِلُ وَلَا تَسْتَقِرُّ إِلَّا بِالزَّوْجِيَّةِ، وَلَا تَهْنَأُ عَلَى الفَرْدِيَّةِ وَالأَحَدِيَّةِ، يَقُولُ تَعَالَى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات: 49]، فَالرَّجُلُ لَا يَهْنَأُ إِلَّا بِزَوْجَتِهِ، وَلَا يَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ إِلَّا مَعَ أُسْرَتِهِ، وَالتَّوَافُقِ بَيْنَ مَحَبَّتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِ، فَيُرَاعِي فِي قَرَارِهِ ضَرُورِيَّاتِ أَوْلَادِهِ وَزَوْجَتِهِ.

وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَمِرَّ الحَيَاةُ الَّتِي قَدَّرَهَا اللهُ عَلَى خَلْقِهِ بِغَيْرِ الزَّوْجِيَّةِ حَتَّى فِي تَكْوِينِ أَدَقِّ المَوَادِّ الطَّبِيعِيَّةِ، فَالمَادَّةُ تَتَكَوَّنُ مِنْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ العَنَاصِرِ وَالمُرَكَّبَاتِ، وَكُلُّ عُنْصُرٍ مُكَوَّنٌ مِنْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الجُزَيْئَاتِ، وَكُلُّ جُزَيْءٍ مُكَوَّنٌ مِنْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الذَّرَّاتِ، وَكُلُّ ذَرَّةٍ لَهَا نِظَامٌ فِي تَرْكِيبِهَا تَتَزَاوَجُ فِيهِ مَعَ أَخْوَاتِهِا، سَوَاءً كَانَتِ الذَّرَّةُ سَالِبَةً أَوْ مُوجَبَةً، فَالعَنَاصِرُ فِي حَقِيقَتِهَا عِبَارَةٌ عَنْ أَخَوَاتٍ مِنَ الذَّرَّاتِ مُتَزَاوِجَاتٌ مُتَفَاهِمَاتٌ مُتَكَاتِفَاتٌ وَمُتَمَاسِكَاتٌ، وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّهُ لَا يَتَكَوَّنُ جُزَيْءُ المَاءِ إِلَّا إِذَا اتَّحَدَتْ ذَرَّتَانِ مِنَ الهَيِدْرُوجِينِ مَعَ ذَرَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الأُكْسُجِينِ، فَالَّذَّرَّاتُ مُتَزَاوِجَاتٌ سَالِبُهَا يَرْتَبِطُ بِمُوجَبِهَا، وَلَا تَهْدَأُ وَلَا تَسْتَقِرُّ إِلَّا بِالتَّزَاوجِ بَيْنَ بَعْضِهَا البَعْضِ، فَهَذِهِ بِنَايَةُ الخَلْقِ بِتَقْدِيرِ الحَقِّ بُنِيَتْ عَلَى الزَّوْجِيَّةِ والشَّفْعِ.

أَمَّا رَبُّنَا عز وجل فَذَاتُهُ صَمَدِيَّةٌ، وَصِفَاتُهُ فَرْدِيَّةٌ، فَهُوَ الُمنْفَرِدُ بِالأَحَدِيَّةِ وَالوِتْرِيَّةِ، وَقَدْ ثَبَتَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا: «إِنَّ اللَه عز وجل وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»[5].

وَقَدْ قِيلَ أَيْضًا فِي مَعْنَى الشَّفْعِ وَالوِتْرِ: إِنَّ الشَّفْعَ تَنَوُّعُ أَوْصَافِ العِبَادِ بَيْنَ عِزٍّ وَذُلٍّ، وَعَجْزٍ وَقُدْرَةٍ، وَضَعْفٍ وَقُوَّةٍ، وَعِلْمٍ وَجَهْلٍ، وَمَوْتٍ وَحَيَاةٍ، وَالوِتْرُ انْفِرَادُ صِفَاتِ اللهِ عز وجل؛ فَهُوَ العَزِيزُ بِلَا ذُلٍّ، وَالقَدِيرُ بِلَا عَجْزٍ، وَالقَوِيُّ بِلَا ضَعِفٍ، وَالعَلِيمُ بِلَا جَهْلٍ، وَهُوَ الحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، القَيُّومُ الَّذِي لَا يَنَامُ.

وَمِنْ أَسَاسِيَّاتِ التَّوْحِيدِ وَالوِتْرِيَّةِ إِفْرَادُ اللهِ عَمَّنْ سِوَاهُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَعُبُودِيَّتِهِ[6].

وُرُودُهُ فِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ[7]:
وَرَدَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «للهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَإِنَّ الَله وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»[8].

المَعْنَى فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: «اللهُ جَلَّ وَعَزَّ وِتْرٌ، وَهُوَ وَاحِدٌ»[9].

وَقَالَ الخَطَّابِيُّ: «(الوِتْرُ) هُوَ الفَرْدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ»[10].

وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: «وَمِنْهَا (الوِتْرُ)؛ لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ قَدِيمٌ سِوَاهُ، لَا إِلَهَ، وِلَا غَيْرَ إِلَهٍ، لَمْ يَنْبَغِ لِشَيءٍ مِنَ المَوْجُودَاتِ أَنْ يُضَمَّ إِلَيْهِ، فَيُعدَّ مَعَهُ، فَيَكُونَ وَالْمعُدودُ مَعَهُ شَفْعًا، لَكِنَّهُ وَاحِدٌ فَرْدٌ وِتْرٌ»[11].

وَقَالَ البَيْهَقِيُّ: «(الوِتْرُ) هُوَ الفَرْدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ، (وَهُوَ قَوْلُ الخَطَّابِيِّ)، وَهَذِهِ أَيْضًا صِفَةٌ يَسْتَحِقُّهَا بِذَاتِهِ»[12].

وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: «(الوِتْرُ) الفَرْدُ، وَمَعْنَاهُ فِي حَقِّ اللهِ: أَنَّهُ الوَاحِدُ الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ فِي ذَاتِهِ وَلَا انْقِسَامَ»[13].

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ:
1- أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ، بَلْ هُوَ الإِلَهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ.

وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَاحِدٌ فِي ذَاتِهِ وَفِي صِفَاتِهِ وَفِي أَفْعَالِهِ، قَالَ عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]، وَقَالَ: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65][14].

2- وَهُوَ جَلَّ وَعَلَا يُحِبُّ الوِتْرَ، وَيَأْمُرُ بِهِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَعْمَالِ وَالطَّاعَاتِ، كَمَا فِي الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، وَوِتْرِ اللَّيْلِ، وَأَعْدَادِ الطَّهَارَةِ، وَتَكْفِينِ المَيِّتِ، وَفِي كَثِيرٍ مِنَ المَخْلُوقَاتِ كَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ[15].

فَقَدْ رَوَى عَلِيٌّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَهْلَ القُرْآنِ أَوْتِرُوا، فَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»[16].

قَالَ القُرْطُبِيُّ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «وَهُوَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»: «الظَّاهِرُ أَنَّ الوِتْرَ هُنَا لِلجِنْسِ، إِذْ لَا مَعْهُودَ جَرَى ذِكْرُهُ حَتَّى يُحْمَلَ عَلَيْهِ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ: يُحِبُّ كُلَّ وِتْرٍ شَرَعَهُ.

وَمَعْنَى مَحَبَّتِهِ لَهُ: أَنَّهُ خَصَّصَهُ بِذَلِكَ لِحكْمَةٍ يَعْلَمُهَا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِذَلِكَ وِتْرًا بِعَيْنِهِ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ، ثُمَّ اخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ.

فَقِيلَ: المُرَادُ صَلَاةُ الوِتْرِ، وَقِيلَ: يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَقِيلَ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَقِيلَ: آدَمُ، وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ».

قَالَ: «وَالأَشْبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى العُمُومِ»[17].

قَالَ: «وَيَظْهَرُ لِي وَجْهٌ آخَرُ؛ وَهُوَ: أَنَّ الوِتْرَ يُرَادُ بِهِ التَّوْحِيدُ، فَيَكُونُ المَعْنَى: أَنَّ اللهَ فِي ذَاتِهِ وَكَمَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَاحِدٌ يُحِبُّ التَّوْحِيدَ.

أَيْ: أَنْ يُوَحَّدَ وَيُعْتَقَدَ انْفِرَادُهُ بِالأُلُوهِيَّةِ دُونَ خَلْقِهِ، فَيَلْتَئِمُ أَوَّلُ الحَدِيثِ وَآخِرُهُ، واللهُ أَعْلَمُ[18].

قَالَ الحَافِظُ مُعَقِّبًا: قُلْتُ: لَعَلَّ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى صَلَاةِ الوِتْرِ اسْتَنَدَ إِلَى حَدِيثِ عَلَيٍّ رضي الله عنه: إِنَّ الوِترَ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَا كَصَلَاتِكُمُ المَكْتُوبَةِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْتَرَ، ثُمَّ قَالَ: «أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ، فَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»، أَخْرَجُوهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَاللَّفْظُ لَهُ[19].

فَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ تَكُونُ اللَّامُ فِي هَذَا الخَبَرِ لِلْعَهْدِ، لِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الوِتْرِ المَأْمُورِ بِهِ، لَكِنْ لَا يَلْزَمُ أَنْ يُحْمَلَ الحَدِيثُ الآخَرُ عَلَى هَذَا، بَلِ العُمُومُ فِيهِ أَظْهَرُ، كَمَا أَنَّ العُمُومَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رضي الله عنه مُحْتَمَلٌ أَيْضًا[20].

3- وَقَدَ وَرَدَتْ عَنِ السَّلَفِ آثَارٌ فِي ذَلِكَ:
فَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3]: «كُلُّ خَلْقِ اللهِ شَفْعٌ: السَّمَـاءُ وَالأَرْضُ، وَالبَرُّ وَالبَحْـرُ، وَالجِـنُّ وَالإِنْسُ، وَالشَّـمْسُ وَالقَمَرُ، وَاللهُ الوِتْرُ وَحْدَهُ».

وَفِي رِوَايَةٍ عُتْبَةَ عَنْهُ قَالَ: «الخَلْقُ كُلُّهُ شَفْعٌ وَوَتْرٌ، أَقْسَمَ بِالخَلْقِ»[21].
وَعَنْ الحَسَنِ قَالَ: «الخَلْقُ كُلُّهُ شَفْعٌ».

{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قَالَ: «كَانَ أَبِي يَقُولُ: كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَ اللهُ شَفْعٌ وَوِتْرٌ، فَأَقْسَمَ بِمَا خَلَقَ، وَأَقْسَمَ بِمَا تُبْصِرُونَ وَبِمَا لَا تُبْصِرُونَ»[22].

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: «وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ الصَّلَاةُ المَكْتُوبَةُ، مِنْهَا الشَّفْعُ كَصَلَاةِ الفَجْرِ وَالظُّهْرِ، وَمِنْهَا الوِتْرُ كَصَلَاةِ المَغْرِبِ... ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ...».

وَذَكَرَ آثارًا مِنْهَا:
عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}: إِنَّ مِنَ الصَّلَاةِ شَفْعًا، وَإِنَّ مِنْهَا وِتْرًا»[23].

ثُمَّ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ مُرَجِّحًا: «وَالصَّوَابُ مِنَ القَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَقْسَمَ بِالشَّفْعِ وَالوِتْرِ، وَلَمْ يُخَصِّصْ نَوْعًا مِنَ الشَّفْعِ وَلَا مِنَ الوِتْرِ دُونَ نَوْعٍ بِخَبَرٍ وَلَا عَقْلٍ، وَكُلُّ شَفْعٍ وَوِتْرٍ فَهُوَ مِمَّا أَقْسَمَ بِهِ مِمَّا قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ أَنَّهُ دَاخِلٌ فِي قَسَمِهِ هَذَا، لِعُمُومِ قَسَمِهِ بِذَلِكَ»[24].
--------------------------------------------------
[1] لسان العرب (5/ 275).
[2] التبيان في تفسير غريب القرآن (ص: 461)، والتبيان في أقسام القرآن (ص: 20)، وانظر السابق (5/ 273).
[3] البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد (1/ 179) (460).
[4] الترمذي في الطهارة، باب ما جاء في المضمضة (1/ 40) (27)، والسلسلة الصحيحة (3/ 291) (1305).
[5] مسلم (2677).
[6] تفسير القرطبي (20/ 41)، الأسماء والصفات للبيهقي (30).
[7] النهج الأسمى (3/ 47 - 52).
[8] صحيح: رواه البخاري (6410)، ومسلم (2677).
[9] غريب الحديث (1/ 172).
[10] شأن الدُّعاء (ص: 104).
[11] المنهاج (1/ 190)، وذكره في الأسماء التي تتبعُ إثباتَ وحدانيَّتِه، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 15)، لكن عبارته: «... أنْ يضمَّ إليه فيعبد معه، فيكون المعبود معه شفعًا...».
[12] الاعتقاد (ص: 68).
[13] الفتح (11/ 227).
[14] وانظر: آثار الإيمان بـ (الواحد - الأحد).
[15] الفتح (11/ 227) نقلًا عن القاضي عياض.
[16] يأتي تخريجه.
[17] انظر ما ورد عن السلف في تفسير ﴿ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾: تفسير ابن جرير (30/ 108 - 110)، و الدُّرِّ المنثور للسيوطي (8/ 502 - 504).
[18] الفتح (11/ 227).
[19] حديث صحيح: رواه أبو داود (1416)، والترمذي (453)، والنسائي (3/ 228، 229)، وابن ماجه (1169)، وابن خزيمة (1067)، وغيرهم من حديث أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي؛ به.
[20] الفتح (11/ 227).
[21] تفسير ابن جرير (30/ 109)، وعبد الرزاق (2/ 369) عن ابن أبي نجيح، عنه.
ويَشهَد له: ما أخرجه ابن جرير مِن وجه آخر، عن ابن جريج، عنه قال في قوله: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾ [الذاريات: 49]، قال: «الكفر والإيمان، والسعادة والشقاوة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجنّ والإنس، والوتر الله».
قال: وقال في الشفع والوتر مثل ذلك.
[22] ابن جرير (30/ 109)، عن ابن ثور، عن معمر، عنه، ورواية معمر عن الحسن منقطعة، قال أحمد: لم يَسمَع مِن الحسَن، ولم يَرَه بينهما رجُل، جامع التحصيل (ص: 350). وأخرجه عبد الرزاق (2/ 370) دون قوله: كان أبي يقول...
[23] المصدر السابق، وسنَدُه حسَن.
[24] المصدر السابق (30/ 110).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 02-12-2024 الساعة 10:31 AM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-12-2024, 03:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه

الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)

وحيد عبد السلام بالي


عَنَاصِرُ المَوْضُوعِ:
أَوَّلًا: الدِّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاِسْمِ (الوِتْرِ).
ثَانِيًا: وُرُودُهُ فِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ.
ثَالِثًا: المَعْنَى فِي حَقِّ الله تَعَالَى.
رَابِعًا: ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بهَذَا الاسْمِ.

النِّيَّاتُ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَحْضِرَهَا الُمحَاضِرُ: قَبْلَ إِلْقَاءِ هَذِهِ الُمحَاضَرَةِ:
أولًا: النِّيَّاتُ العَامَّةُ:
1- يَنْوي القيامَ بتبليغِ الناسِ شَيْئًا مِنْ دِينِ الله امْتِثَالًا لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «بلِّغُوا عَني ولَوْ آيةً» رواه البخاري.

2- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ مَجْلِسِ العِلْمِ[1].

3- رَجَاءَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ مَجْلِسِه ذلك مَغْفُورًا لَهُ[2].

4- يَنْوِي تَكْثِيرَ سَوَادِ المسْلِمِينَ والالتقاءَ بِعِبادِ الله المؤْمِنينَ.

5- يَنْوِي الاعْتِكَافَ فِي المسْجِدِ مُدةَ المحاضرة ـ عِنْدَ مَنْ يَرَى جَوَازَ ذَلِكَ مِنَ الفُقَهَاءِ ـ لَأَنَّ الاعْتِكَافَ هو الانْقِطَاعُ مُدَّةً للهِ في بيتِ الله.

6- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى أَجْرِ الخُطُوَاتِ إلى المسْجِدِ الذي سَيُلْقِي فيه المحَاضَرَةَ[3].

7- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ انْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، إذا كانَ سَيُلْقِي مُحَاضَرَتَه مثلًا مِنَ المغْرِبِ إلى العِشَاءِ، أَوْ مِنَ العَصْرِ إِلَى الَمغْرِبِ[4].

8- رَجَاءَ أَنْ يَهْدِي اللهُ بسببِ مُحَاضَرَتِه رَجُلًا، فَيَأْخُذَ مِثْلَ أَجْرِهِ[5].

9- يَنْوِي إرْشَادَ السَّائِليِنَ، وتَعْلِيمَ المحْتَاجِينَ، مِنْ خِلَالِ الرَّدِّ عَلَى أَسْئِلَةِ المسْتَفْتِينَ[6].

10- يَنْوِي القِيَامَ بِوَاجِبِ الأمرِ بالمعروفِ، وَالنهيِ عَنِ الُمنْكَرِ ـ بالحِكْمَةِ والموعظةِ الحسنةِ ـ إِنْ وُجِدَ مَا يَقْتَضِي ذلك(4).

11- يَنْوِي طَلَبَ النَّضْرَةِ الَمذْكُورَةِ فِي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْها»، رواه أحمدُ والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (6766).

ثُمَّ قَدْ يَفْتَحِ اللهُ عَلَى الُمحَاضِرِ بِنِيَّات صَالِحَةٍ أُخْرَى فَيَتَضَاعَفُ أَجْرُه لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إنما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، مُتَّفَقٌ عَلَيه.

ثانيًا: النِّيَّاتُ الخَاصَّةُ:
1- تَنْوِي تَعْرِيفَ المُسْلِمِينَ بِمَعْنَى اسْمِ الله تَعَالَى (الوِتْرِ).
2- تَنْوِي إِبْرَازَ بَعْضِ جَوَانِبِ التَّوْحِيدِ فِي صِفَاتِ الله تَعَالَى.
3- تَنْوِي حَثَّ المُسْلِمِينَ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ وَالوِتْرِ فِي آخِرِهِ.
4- تَنْوِي حَثَّ المُسْلِمِينَ عَلَى المُسَارَعَةِ إِلَى فِعْلِ كُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ.

أولًا: الدِّلاَلاَتُُ اللُّغَوِيَّةُ لاِسْمِ (الوِتْرِ):
الوِتْرُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الفَرْدُ أَوْ مَا لَمْ يَتَشَفَّعْ مِنَ العَدَدِ.

وَالتَّوَاتُرُ: التَّتَابُعُ، وَقِيلَ هُوَ تَتَابُعُ الأَشْيَاءِ وَبَيْنَهَا فَجَوَاتٌ وَفَتَرَاتٌ، وَتَوَاتَرَتِ الإِبِلُ وَالقَطَا وَكُلُّ شَيْءٍ إِذَا جَاءَ بَعْضُهُ فِي إِثْرِ بَعْضٍ غَيْرَ مُصْطَفَّةٍ[7].

وَقَوْلُهُ: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 3]، قِيلَ الوِتْرُ آدَمُ وَالشَّفْعُ أَنَّهُ شُفِعَ بِزَوْجَتِهِ، وَقِيلَ الشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ والوِتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَقِيلَ الأَعْدَادُ كُلُّهَا شَفْعٌ وَوِتْرٌ كَثُرَتْ أَوْ قَلَّتْ، وَقِيلَ الوِتْرُ هُوَ اللهُ الوَاحِدُ، وَالشَّفْعُ جَمِيعُ الخَلْقِ خُلِقُوا أَزْوَاجًا، وَكَانَ القَوْمُ وِتْرًا فَشَفَعْتُهُم وَكَانُوا شَفْعًا فَوَتَرْتُهُمْ[8].

وَعِنْدَ البُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الِمنْبَرِ: مَا تَرَى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: «مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى»[9].

وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَلَمَة بْنِ قَيْسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فانْتَثِرْ وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ»[10]، أَيْ اجْعَلِ الحِجَارَةَ الَّتِي تَسْتَنْجِي بِهَا فَرْدًا اسْتَنْجِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ أَوْ خَمْسَةٍ أَوْ سَبْعَةٍ وَلَا تَسْتَنْجِ بِالشَّفْعِ.

وَاللهُ تَعَالَى وِتْرٌ انْفَرَدَ عَنْ خَلْقِهِ فَجَعَلَهُمْ شَفْعًا، وَقَدْ خَلَقَ اللهُ المَخْلُوقَاتِ بِحَيْثُ لَا تَعْتَدِلُ وَلَا تَسْتَقِرُّ إِلَّا بِالزَّوْجِيَّةِ وَلَا تَهْنَأُ عَلَى الفَرْدِيَّةِ وَالأَحَدِيَّةِ، يَقُولُ تَعَالَى: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49]، فَالرَّجُلُ لَا يَهْنَأُ إِلَّا بِزَوْجَتِهِ وَلَا يَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ إِلَّا مَعَ أُسْرَتِهِ وَالتَّوَافُقِ بَيْنَ مَحَبَّتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِ، فَيُرَاعِي فِي قَرَارِهِ ضَرُورِيَّاتِ أَوْلَادِهِ وَزَوْجَتِهِ.

وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَمِرَّ الحَيَاةُ الَّتِي قَدَّرَهَا اللهُ عَلَى خَلْقِهِ بِغَيْرِ الزَّوْجِيَّةِ حَتَّى فِي تَكْوِينِ أَدَقِّ المَوَادِّ الطَّبِيعِيَّةِ، فَالمَادَّةُ تَتَكَوَّنُ مِنْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ العَنَاصِرِ وَالمُرَكَّبَاتِ وَكُلُّ عُنْصُرٍ مُكَوَّنٌ مِنْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الجُزَيْئَاتِ، وَكُلُّ جُزَيْءٍ مُكَوَّنٌ مِنْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الذَّرَّاتِ، وَكُلُّ ذَرَّةٍ لَهَا نِظَامٌ فِي تَرْكِيبِهَا تَتَزَاوَجُ فِيهِ مَعَ أَخْوَاتِهِا، سَوَاءً كَانَتِ الذَّرَّةُ سَالِبَةً أَوْ مُوجَبَةً، فَالعَنَاصِرُ فِي حَقِيقَتِهَا عِبَارَةٌ عَنْ أَخَوَاتٍ مِنَ الذَّرَّاتِ مُتَزَاوِجَاتٌ مُتَفَاهِمَاتٌ مُتَكَاتِفَاتٌ وَمُتَمَاسِكَاتٌ، وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّهُ لَا يَتَكَوَّنُ جُزَيْءُ المَاءِ إِلَّا إِذَا اتَّحَدَتْ ذَرَّتَانِ مِنَ الهَيِدْرُوجِينِ مَعَ ذَرَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الأُكْسُجِينِ، فَالَّذَّرَّاتُ مُتَزَاوِجَاتٌ سَالِبُهَا يَرْتَبِطُ بِمُوجَبِهَا وَلَا تَهْدَأُ وَلَا تَسْتَقِرُّ إِلَّا بِالتَّزَاوجِ بَيْنَ بَعْضِهَا البَعْضِ، فَهَذِهِ بِنَايَةُ الخَلْقِ بِتَقْدِيرِ الحَقِّ بُنِيَتْ عَلَى الزَّوْجِيَّةِ والشَّفْعِ.

أَمَّا رَبُّنَا عز وجل فَذَاتُهُ صَمَدِيَّةٌ وَصِفَاتُهُ فَرْدِيَّةٌ، فَهُوَ الُمنْفَرِدُ بِالأَحَدِيَّةِ وَالوِتْرِيَّةِ، وَقَدْ ثَبَتَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا: «إِنَّ اللَه عز وجل وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»[11].

وَقَدْ قِيلَ أَيْضًا فِي مَعْنَى الشَّفْعِ وَالوِتْرِ أَنَّ الشَّفْعَ تَنَوُّعُ أَوْصَافِ العِبَادِ بَيْنَ عِزٍّ وَذُلٍّ وَعَجْزٍ وَقُدْرَةٍ وَضَعْفٍ وَقُوَّةٍ، وَعِلْمٍ وَجَهْلٍ، وَمَوْتٍ وَحَيَاةٍ، وَالوِتْرُ انْفِرَادُ صِفَاتِ الله عز وجل فَهُوَ العَزِيزُ بِلَا ذُلٍّ، وَالقَدِيرُ بِلَا عَجْزٍ، وَالقَوِيُّ بِلَا ضَعِفٍ، وَالعَلِيمُ بِلَا جَهْلٍ، وَهُوَ الحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، القَيُّومُ الَّذِي لَا يَنَامُ.

وَمِنْ أَسَاسِيَّاتِ التَّوْحِيدِ وَالوِتْرِيَّةِ إِفْرَادُ الله عَمَّنْ سِوَاهُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَعُبُودِيَّتِهِ[12].

ثَانِيًا: وُرُودُهُ فِي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ:[13]
وَرَدَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «للهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَإِنَّ الَله وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»[14].

ثَالِثًا: المَعْنَى فِي حَقِّ الله تَعَالَى:
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: «اللهُ جَلَّ وَعَزَّ وِتْرٌ، وَهُوَ وَاحِدٌ»[15].

وَقَالَ الخَطَّابِيُّ: «(الوِتْرُ) هُوَ الفَرْدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ»[16].

وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: «وَمِنْهَا (الوِتْرُ) ؛ لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ قَدِيمٌ سِوَاهُ، لَا إِلَهَ وِلَا غَيْرَ إِلَهٍ، لَمْ يَنْبَغِي لِشَيءٍ مِنَ المَوْجُودَاتِ أَنْ يُضَمَّ إِلَيْهِ فَيُعدَّ مَعَهُ، فَيَكُونَ وَالْمعُدودُ مَعَهُ شَفْعًا، لَكِنَّهُ وَاحِدٌ فَرْدٌ وِتْرٌ»[17].

وَقَالَ البَيْهَقِيُّ: «(الوِتْرُ) هُوَ الفَرْدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ (وَهُوَ قَوْلُ الخَطَّابِيِّ) وَهَذِهِ أَيْضًا صِفَةٌ يَسْتَحِقُّهَا بِذَاتِهِ»[18].

وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: «(الوِتْرُ) الفَرْدُ، وَمَعْنَاهُ فِي حَقِّ الله أَنَّهُ الوَاحِدُ الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ فِي ذَاتِهِ وَلَا انْقِسَامَ»[19].

رَابِعًا: ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ:
1- أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ، بَلْ هُوَ الإِلَهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ.

وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَاحِدٌ فِي ذَاتِهِ وَفِي صِفَاتِهِ وَفِي أَفْعَالِهِ، قَالَ عز وجل: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وَقَالَ: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65][20].

2- وَهُوَ جَلَّ وَعَلَا يُحِبُّ الوِتْرَ وَيَأْمُرُ بِهِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَعْمَالِ وَالطَّاعَاتِ، كَمَا فِي الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ وَوِتْرِ اللَّيْلِ وَأَعْدَادِ الطَّهَارَةِ وَتَكْفِينِ المَيِّتِ وَفِي كَثِيرٍ مِنَ المَخْلُوقَاتِ كَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ[21].

فَقَدْ رَوَى عَلِيٌّ رضي الله عهنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَهْلَ القُرْآنِ أَوْتِرُوا، فَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»[22].

قَالَ القُرْطُبِيُّ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «وَهُوَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»: «الظَّاهِرُ أَنَّ الوِتْرَ هُنَا لِلجِنْسِ، إِذْ لَا مَعْهُودَ جَرَى ذِكْرُهُ حَتَّى يُحْمَلَ عَلَيْهِ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ: يُحِبُّ كُلَّ وِتْرٍ شَرَعَهُ.

وَمَعْنَى مَحَبَّتِهِ لَهُ: أَنَّهُ خَصَّصَهُ بِذَلِكَ لِحكْمَةٍ يَعْلَمُهَا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِذَلِكَ وِتْرًا بِعَيْنِهِ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ، ثُمَّ اخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ.

فَقِيلَ: المُرَادُ صَلَاةُ الوِتْرِ، وَقِيلَ: يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَقِيلَ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَقِيلَ: آدَمُ، وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ».

قَالَ: «وَالأَشْبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى العُمُومِ»[23].

قَالَ: «وَيَظْهَرُ لِي وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ: أَنَّ الوِتْرَ يُرَادُ بِهِ التَّوْحِيدُ، فَيَكُونُ المَعْنَى: أَنَّ اللهَ فِي ذَاتِهِ وَكَمَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَاحِدٌ يُحِبُّ التَّوْحِيدَ.

أَيْ: أَنْ يُوَحَّدَ وَيُعْتَقَدَ انْفِرَادُهُ بِالأُلُوهِيَّةِ دُونَ خَلْقِهِ، فَيَلْتَئِمُ أَوَّلُ الحَدِيثِ وَآخِرُهُ، واللهُ أَعْلَمُ[24].

قَالَ الحَافِظُ مُعَقِّبًا: قُلْتُ: لَعَلَّ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى صَلَاةِ الوِتْرِ اسْتَنَدَ إِلَى حَدِيثِ عَلَيٍّ رضي الله عنه: إِنَّ الوِترَ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَا كَصَلَاتِكُمُ المَكْتُوبَةِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَوْتَرَ ثُمَّ قَالَ: «أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ، فَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»، أَخْرَجُوهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ[25].

فَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ تَكُونُ اللَّامُ فِي هَذَا الخَبَرِ لِلْعَهْدِ، لِتَقَدُّمِ ذِكْرِ الوِتْرِ المَأْمُورِ بِهِ، لَكِنْ لَا يَلْزَمُ أَنْ يُحْمَلَ الحَدِيثُ الآخَرُ عَلَى هَذَا، بَلِ العُمُومُ فِيهِ أَظْهَرُ، كَمَا أَنَّ العُمُومَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رضي الله عنه مُحْتَمَلٌ أَيْضًا[26].

3- وَقَدَ وَرَدَتْ عَنِ السَّلَفِ آثَارٌ فِي ذَلِكَ:
فَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 3]: «كُلُّ خَلْقِ الله شَفْعٌ: السَّمَـاءُ وَالأَرْضُ، وَالبَرُّ وَالبَحْـرُ، وَالجِـنُّ وَالإِنْسُ، وَالشَّـمْسُ وَالقَمَرُ، وَاللهُ الوِتْرُ وَحْدَهُ».

وَفِي رِوَايَةٍ عُتْبَةَ عَنْهُ قَالَ: «الخَلْقُ كُلُّهُ شَفْعٌ وَوَتْرٌ، أَقْسَمَ بِالخَلْقِ»[27].

وَعَنْ الحَسَنِ قَالَ: «الخَلْقُ كُلُّهُ شَفْعٌ».

﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ قَالَ: «كَانَ أَبِي يَقُولُ: كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَ اللهُ شَفْعٌ وَوِتْرٌ، فَأَقْسَمَ بِمَا خَلَقَ، وَأَقْسَمَ بِمَا تُبْصِرُونَ وَبِمَا لَا تُبْصِرُونَ»[28].

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: «وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ الصَّلَاةُ المَكْتُوبَةُ، مِنْهَا الشَّفْعُ كَصَلَاةِ الفَجْرِ وَالظُّهْرِ، وَمِنْهَا الوِتْرُ كَصَلَاةِ المَغْرِبِ.. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ»..

وَذَكَرَ آثارًا مِنْهَا:
عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: «﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 3]: إِنَّ مِنَ الصَّلَاةِ شَفْعًا، وَإِنَّ مِنْهَا وِتْرًا»[29].

ثُمَّ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ مُرَجِّحًا: «وَالصَّوَابُ مِنَ القَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَقْسَمَ بِالشَّفْعِ وَالوِتْرِ، وَلَمْ يُخَصِّصْ نَوْعًا مِنَ الشَّفْعِ وَلَا مِنَ الوِتْرِ دُونَ نَوْعٍ بِخَبَرٍ وَلَا عَقْلٍ، وَكُلُّ شَفْعٍ وَوِتْرٍ فَهُوَ مِمَّا أَقْسَمَ بِهِ مِمَّا قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ أَنَّهُ دَاخِلٌ فِي قَسَمِهِ هَذَا، لِعُمُومِ قَسَمِهِ بِذَلِكَ»[30].
=================================
[1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

[2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم»، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك.

[3] في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ».
وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً».

[4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصلاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ».
ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ فِي مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه».

[5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: «فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النِّعَمِ».
رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدَى كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا».

[6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ.

[7] لسان العرب (5/ 275).

[8] التبيان في تفسير غريب القرآن (ص: 461)، والتبيان في أقسام القرآن (ص: 20)، وانظر السابق (5/ 273).

[9] البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد (1/ 179) (460).

[10] الترمذي في الطهارة، باب ما جاء في المضمضة (1/ 40) (27)، والسلسلة الصحيحة (3/ 291) (1305).

[11] مسلم (2677).

[12] تفسير القرطبي (20/ 41)، الأسماء والصفات للبيهقي (30).

[13] النهج الأسمى (3/ 47-52).

[14] صحيح: رواه البخاري (6410)، ومسلم (2677).

[15] غريب الحديث (1/ 172).

[16] شأن الدعاء (ص: 104).

[17] المنهاج (1/ 190)، وذكره في الأسماء التي تتبع إثبات وحدانيته، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 15)، لكن عبارته: «.. أن يضم إليه فيعبد معه، فيكون المعبود معه شفعًا..».

[18] الاعتقاد (ص: 68).

[19] الفتح (11/ 227).

[20] وانظر: آثار الإيمان بـ (الواحد ـ الأحد).

[21] الفتح (11/ 227) نقلًا عن القاضي عياض.

[22] يأتي تخريجه.

[23] انظر ما ورد عن السلف في تفسير ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 3]: تفسير ابن جرير (30/ 108-110)، و الدر المنثور للسيوطي (8/ 502-504).

[24] الفتح (11/ 227).

[25] حديث صحيح: رواه أبو داود (1416)، والترمذي (453)، والنسائي (3/ 228-229)، وابن ماجه (1169)، وابن خزيمة (1067) وغيرهم من حديث أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي به.

[26] الفتح (11/ 227).

[27] تفسير ابن جرير (30/ 109)، وعبد الرزاق (2/ 369) عن ابن أبي نجيح عنه.
ويشهد له: ما أخرجه ابن جرير من وجه آخر عن ابن جريج عنه قال، في قوله: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾ [الذاريات: 49]، قال: «الكفر والإيمان، والسعادة والشقاوة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجن والإنس، والوتر الله».
قال: وقال في الشفع والوتر مثل ذلك.

[28] ابن جرير (30/ 109) عن ابن ثور عن معمر عنه، ورواية معمر عن الحسن منقطعة، قال أحمد: لم يسمع من الحسن ولم يره بينهما رجل، جامع التحصيل (ص: 350)، وأخرجه عبد الرزاق (2/ 370) دون قوله: كان أبي يقول..

[29] المصدر السابق، وسنده حسن.

[30] المصدر السابق (30/ 110).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.38 كيلو بايت... تم توفير 2.11 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]