تواصل النبي صلى الله عليه وسلم مع الرهط الثلاثة الذين سألوا عن عبادته - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2022, 06:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي تواصل النبي صلى الله عليه وسلم مع الرهط الثلاثة الذين سألوا عن عبادته

تواصل النبي صلى الله عليه وسلم مع الرهط الثلاثة الذين سألوا عن عبادته
سميرة البوبكري

قصة اليوم هي تواصل النبي صلى الله عليه وسلم مع الرهط الثلاثة الذين سألوا عن عبادته صلى الله عليه وسلم، وقبل البدء في تناول الموضوع لا بُدَّ أن أطلعكم على المنهجية التي اعتمدتها، فتصميم عرض القصة بعد التقديم عرضت لسياق القصة فالأركان ثم أنواع التواصل وأثر التواصل ثم العوائق.

وفي التقديم أرى أنه من المناسب جدًّا إيراد قول الإمام الشاطبي فيما يخص أقسام قصد الشارع أربعة، منها قصد الشارع في وضع الشريعة ابتداءً مراعاة لمصالح العباد في الدارين؛ لذا فإن الاهتداء بالوحي الرباني أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم عين الصواب، ولا يُنظَر للأمور هنا خاصة في مجال العبادات بمفهومنا وإلا كنا مفرطين أو وقعنا في غلوٍّ، ولو كان الدين عمومًا بالعقل لكان المسح على باطن الخُفِّ أولى من المسح على ظاهره؛ لأن كل تشريعات الحق جل وعلا هي مصلحة للعباد، والزيادة بشكل من الغلو والتكلُّف على النفس قد تكون منافيةً لمصلحة العبد؛ إذ بذلك يُلحِق المرءُ بنفسه الهلاك أولًا؛ بل ولا يستطيع الاستمرار فيكون بذلك عاصيًا لمخالفته أمر الشارع.

النص المؤطر للقصة:
جاء في البخاري حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبِرُوا كأنَّهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصومالدهر ولا أُفْطِر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوَّج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: ((أنتم الذين قُلْتُم كذا وكذا؟ أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له؛ لكني أصلي وأرقد وأصوم وأفطر وأتزوَّج النساء، فمَنْ رغبَ عن سُنَّتي فليس مني))، الحديث كما سبق.

وأشارتروايةلأنس رضي الله عنه وهو وارد بصحيح البخاري، حيث إن ثلاثة من الصحابة رضوان الله عليهم ذهبوا لبيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليسألوا عن عبادته صلى الله عليه وسلم لأجل الاقتداء ونيل طاعة رب العالمين، فإن نيَّتهم وقصدهم الحرص على الطاعة والاقتداء؛ ولكن الخطأ الذي وقعوا فيه هو فَهْمُهم الخاطئ لمعنى العبادة؛ إذ كانوا يعتقدون أن العبادة بالكَمِّ، وهذا سبب قولهم لما قالوا، فلما أُخبِروا عن هذه العبادة فكأنهم تقالُّوها؛ إذ اعتبارهم العبادة بالكمِّ كما قلنا سالفًا وقصدهم لذلك أي إنهم تقالُّوها يظهر بجوابه عليه السلام لهم رغم أنهم تقالُّوها للاعتبارالخاطئ لمفهوم العبادة كما سبق، فهم يرونها بالكم،تذكروا أن النبي وإن أقَلَّ فهو مغفور له، وإلا فلا يُتصوَّر عمومًا القول بأن عبادة النبي قليلة، يتبين ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها لما رأت النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر ويُبالغ في الدعاء مع أنه مغفور له، فقال لها: ((ألَا أكونُ عَبْدًا شَكُورًا))، فهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقل ولا يقصر من العبادة مع علمه أنه صلى الله عليه وسلم مغفور من ذنبه ما تقدَّم وما تأخَّر.

بالعودة دائمًا لنصِّ الحديث، فالصحابة الثلاثة فكَّروا بِناءً على ذلك بالتكثير من العبادة لنيل ثواب أكثر، فعزم أحدهم على أن يُصلِّي الليل أبدًا، والآخر على أن يصوم الدهر أبدًا، والآخر على ألَّا يتزوَّج النساء، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال: ((أما والله، إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له))، وهنا ردُّ النبي صلى الله عليه وسلم أو جوابه هذا دليلٌ على ما فهموه من معنى العبادة؛ إذا اعتقدوا أن العبادة بالكَمِّ، وهذا ما سنتعرف عليه أكثر في التواصل غير المباشر، فقال لهم عليه السلام بعدها: ((إني أُصلِّي وأرقُد، وأصوم وأُفْطِر، وأتزوَّج النساء، فمَنْ رغبَ عن سُنَّتي فليس مني))، فبيَّن لهم عليه السلام المنهج الوسط المعتدل بأن كل شيء يكون باعتدال وبتوسُّط لا يعني انقطاع عن المباحات، وأن الانقطاع عن المباحات ليس مما يطلبه الشارع والقوانين الكونية؛ بل يكون سببًا في الخروج عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما قال: ((فمَنْ رغبَ عن سُنَّتي فليس مني)).


ننتقل الآن لسياق القصة:

سياق القصة:
تندرج قصة الصحابة؛ أي: الرهط الثلاثة الذين يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في إطار سياق تعليمي توجيهي؛ إذ إن دافع الصحابة هنا للسؤال هو الحرص على تعلُّم الدين، وكان تعليمُ النبي صلى الله عليه وسلم لهم بيانَ لما استُشكِل عليهم فهمُه وتوجيهًا، وهو هنا- أي التوجيه- تبيين أن العبادة ليست بالكَمِّ، وهو تعليم للأمة بعدهم.

والقصة تأصيلٌ للنهي عن الغلوِّ في العبادة، وتأكيدٌ لضرورة الاعتدال والاقتداء بالسنة.


التواصل من خلال القصة:
فيما يخص الأركان حيث لدينا السياق وهو طلب السنةلأجل الاهتداء، والاقتداء،أما الرسالة أو هدف التواصل، فهو تبيين ضرورة الاعتدال واتِّباع السنة فيما يخص المرسل والمرسل إليه، فهنالك تفاعل؛إذ المرسل يكون مرسلًا إليه في الآن ذاته.


فيما يخص أطراف التواصُل لدينا طرفان رئيسيان هما النبي صلى الله عليه وسلم، والسائلون عن العبادة، على أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم طرف آخر من القصة إلا أنهن طرف ثانوي؛ لذلك اقتصرتُ على ذكرهن في إطار الاكتفاء بالإشارة إليهن.

أشكال التواصل:
ولدينا نوعان من التواصُل: التواصُل اللفظي، والتواصُل غير اللفظي، وكان من جهة الرهط الثلاثة بأن قالوا بما عزموا على فعله ونهجه بعدم الراحة وعدم الإفطار وعدم الزواج، وكان ردُّ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بالرد على كل منهم بأنه يُصلِّي ويرقد، ويصوم ويُفطِر، ويتزوَّج النساء، ويكون بذلك ردًّا لفظيًّا؛ أي: ردًّا باللفظ على ما قاله كل واحد منهم.

التواصل غير اللفظي بالقصة:
فيما يخص التواصل غير اللفظي: هو تواصُل لم يُعبَّر عنه بكلمات مسموعة؛ ولكن رد فعل الرهط على ما سَمِعُوه عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم من حيث الكَمِّ جعلهم يعتقدون بقِلَّتِها وتتأكَّد صحَّة هذا الاستنتاج من خلال أمور هي:
أولًا: وهذا اجتهاد لعل ملامحهم تبين ذلك بعدماسمعوه من خلال أزواجه،ومن خلال تعبير الراوي أيضًا.


الأمر الثاني: إنما عزموا على القيام به دليل على أنهم تقالُّوا عبادةَ النبي أيضًا في قولهم: "وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم" دليل على أنهم تقالُّوا عبادته عليه السلام، وأيضًا في عزمهم الانقطاع عن المباحات والتفرُّغ للعبادة دليل آخر يُبيِّن فَهْمَهم الخاطئ لمعنى العبادة، ثم إن ردَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عليهم في قوله: ((أما واللهِ، إني لأخشاكُم للهِ وأتقاكُم له)) دليلٌ قاطعٌ على ما فَهِمُوه من عبادة النبي صلى الله عليه وسلم على أن اعتبروا تلك الأفعال من العبادة قليلًا.

أثر التواصل:
فقد كان للتواصل بالقصه أثر إيجابي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فَهِمَ قصدَ السائلين، وركَّز على معالجة الفهم الخاطئ أو التصوُّر الخاطئ، ووجَّه الرجال أو الرهط الثلاثة للسُّنَّة والاعتدال، والأكيد تحقُّق الإجابة من طرف الرهط من الصحابة، أيضًا تراجعهم عما قد عزموا نهجه من الأعمال.

إن التواصل قد تحقق ولا يتصور مخالفة الصحابة قول النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لم يرد خبربمخالفتهم التوجيه النبوي.

العوائق بالقصة:
ويمكن إجمال هذه العوائق في القول بأن الخطأ في تصوُّر معنى العبادة هو العائق الأساسي في هذه القصة على أن ما عزم الصحابة أو الرهط ثلاثة نهجه كان سيؤدي بهم لمخالفة السنة ومخالفة الفطرة، وإلا فإنه لا يتصور قصد الصحابة مخالفة أو الخروج على السنة المحمدية.

وفي الختام نخلص لما يلي:
يُستفاد من قصة التواصل أولًا الأمر بالترفُّق في العبادة، ثم النهي عن التشديد على النفس في العبادات بما لا يُطاقُ، وحرص الصحابة على العبادة وهمتهم العالية في التقرُّب إلى الله تعالى، وتوقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وقصدهم الاقتداء به عليه السلام.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.02 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]