تجديد الإيمان بآيات الرحمن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59781 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 162 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28257 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 795 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 686 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 100 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 16036 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2021, 02:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي تجديد الإيمان بآيات الرحمن

تجديد الإيمان بآيات الرحمن (1)






أحمد حرفوش


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه نسمات من أيات سورة الحجرات نجدد بها الإيمان في قلوبنا، والله الموفق والمستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الحجرات:1)، تأمل لقد جاء في الأية النداء بوصف الإِيمان؛ للتنبيه على أهمية ما يرد بعد ذلك النداء لتترقبه أسماعنا بشوق.

والمعنى: يا أيها المؤمنون، يا مَن اتصفتم بالإِيمان، وصدَّقتم بكتاب الله، لا تقُدموا أمرًا أو فعلًا بين يدي الله ورسوله، ولم يذكر لنا تلك الأمور؛ لقد حُذِف المفعول للتعميم، ليذهب ذهنك إلى كل ما يمكن تقديمه من قولٍ أو فعل.

لا تقضوا أمرًا دون الله ورسوله من شرائع دينكم، والأصل: أن العبد المُكلف لا يُقدِم على فعلٍ حتى يعلم حكم الله فيه، ولما نزلت هذه الآية كان الصحابة إِذا عرضت مسألة في مجلسه -صلى الله عليه وسلم- لا يسبقونه بالجواب، وإِذا حضر الطعام لا يبتدئونه بالأكل، وإِذا ذهبوا معه إلى مكان لا يمشون أمامه، قال ابن عباس: "نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه -صلى الله عليه وسلم-".

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ): والمعنى: واتقوا الله فيما أمركم به، إن الله سميعٌ لأقوالكم، عليمٌ بنياتكم وأحوالكم، ثم يأتي النداء بوصف الإيمان ثانية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) (الحجرات:2). والمعنى: يا أيها المؤمنون، يا مَن اتصفتم بالإِيمان، وصدَّقتم بكتاب الله إِذا كلمتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاخفضوا أصواتكم، ولا ترفعوها على صوتِ النبي -صلى الله عليه وسلم-.

(وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بالقول كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) أي: ولا تَبلُغوا حدَّ الجهرعند مخاطبته -صلى الله عليه وسلم- كما يجهر بعضكم في الحديث مع البعض، ولا تخاطبوه باسمه وكنيته كما يخاطب بعضكم بعضًا، فتقولوا: "يا محمد، ولكنْ قولوا يا نبيَّ الله، ويا رسول الله، تعظيمًا لقدره، ومراعاة للأدب معه -صلى الله عليه وسلم-".

قال المفسرون: "نزلت في بعض الأعراب الجفاة الذين كانوا ينادون رسول الله باسمه، ولا يعرفون توقير الرسول الكريم، فإن في رفع الصوت والجهر بالكلام في حضرته -صلى الله عليه وسلم- استخفافًا قد يؤدي إلى الكفر المحبط للعمل".

(أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) أي: خشية أن تبطل أعمالكم مِن حيث لا تشعرون ولا تدرون، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: (اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ) (متفق عليه).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-04-2021, 02:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تجديد الإيمان بآيات الرحمن

تجديد الإيمان بآيات الرحمن (2)

أحمد حرفوش



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


قال الله -تعالى-: (إ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (الحجرات:3)، أي: إن الذين يخفضون أصواتهم في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أولئك الذين أخلص الله قلوبهم للتقوى.

قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي أخلصها للتقوى، وجعلها أهلًا ومحلًّا".

وقد روى البخاري عن ابن أبي مليكة أنها نزلت في الشيخين: (أبي بكر) و(عمر) -رضي الله عنهما-، فعن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا (أبو بكر) و (عمر) -رضي الله عنهما-، رفعا أصواتهما عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس -رضي الله عنه- (يقصد به أن يكون أميرًا على الوفد)، وأشار الآخر برجل آخر، قال نافع: لا أحفظ اسمه، فقال أبو بكر لعمر -رضي الله عنهما-: ما أردت إلا خلافي! قال: ما أردت خلافك. فارتفعت أصواتهما في ذلك بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما نزل النهي عن رفع الصوت بحضرته -صلى الله عليه وسلم- قال ابن الزبير: فما كان عمر -رضي الله عنه- يُسمِع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هذه الآية حتى يستفهمه" (يكاد لا يسمع ما يقوله عمر)، وأما أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله، والله لا أكلمك إلا كأخي السرار" (كمَن يحدث أحدًا بسر لا يريد أن يسمعه غيره).

- ولم يكره رفع الصوت بحضرتة حيًّا فقط -صلى الله عليه وسلم-، بل يكره كذلك بعد موته، قال العلماء: "يُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ عِنْدَ قبره -صلى الله عليه وسلم- كما كان يُكره في حياته -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه محترم حيًّا، وفي قبره -صلى الله عليه وسلم- دَائِمًا، فقد روى البخاري عَنْ السائب بن يزيد: أن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ الله عنه- سمع صوت رجلين فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فَجَاءَ، فَقَالَ: "أَتَدْرِيَانِ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ ثُمَّ قَالَ: مَن أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالَا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟!".

- (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ): الذين يغضون أصواتهم بحضرته في حياته، وعند قبره بعد وفاته لهم في الآخرة صفحٌ عن ذنوبهم، وثواب عظيم في جنات النعيم.

- ثم ذمَّ الله -تعالى- الأعراب الجفاة الذين ما كانوا يتأدبون في ندائهم للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (الحجرات:4)، أي: يدعونك مِن وراء الحجرات، منازل أزواجك الطاهرات، أكثر هؤلاء غير عقلاء؛ إذ العقل يقتضي حسن الأدب، لاسيما مع رسول -صلى الله عليه وسلم-. وقيل: إِن الذي ناداه "عُيينة بن حُصين" و"الأقرع بن حابس"، وقد وفدا على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- في سبعين رجلًا من بني تميم وقت الظهيرة، وهو راقد، فقالا: "يا محمد، اخرج إلينا!".

- (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) أي: ولو أنَّ هؤلاء المنادين لم يزعجوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمناداتهم وصبروا حتى يخرج إليهم لكان ذلك الصبر خيرًا لهم وأفضل عند الله وعند الناس؛ لما فيه من مراعاة الأدب في مقام النبوة.


- (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي: الغفور لذنوب العباد، الرحيم بالمؤمنين، ومِن رحمته -سبحانه وتعالى- بهؤلاء الأعراب أن الأمر اقتصر على نصحهم وعتابهم، ولم يُنزل العقاب بهم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-09-2021, 02:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تجديد الإيمان بآيات الرحمن

تجديد الإيمان بآيات الرحمن من سورة الحجرات (3)






أحمد حرفوش


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلقد حذَّر الله -تعالى- المؤمنين مِن الاستماع للأخبار بغير تثبت، فقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (الحجرات:6)، أي: إِذا أتاكم رجل فاسق غير موثوق بصدقه وعدالته بخبرٍ مِن الأخبار (فَتَبَيَّنُوا) أي: فتثبتوا مِن صحة الخبر (أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ) أي: لئلا تصيبوا قومًا وأنتم جاهلون حقيقة الأمر (فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) أي: فتصيروا نادمين أشد الندم على صنيعكم.

عن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي -رضي الله عنه- قال: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ، فَدَخَلْتُ فِيهِ وَأَقْرَرْتُ بِهِ، وَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاةِ فَأَقْرَرْتُ بِهَا، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ، فَمَنِ اسْتَجَابَ لِي جَمَعْتُ زكاته، وترسل إليَّ يا رسول الله رسولًا إبَّان كَذَا وَكَذَا لِيَأْتِيَكَ بِمَا جَمَعْتُ مِنَ الزَّكَاةِ، فَلَمَّا جَمَعَ الْحَارِثُ الزَّكَاةَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لَهُ، وَبَلَغَ الْإِبَّانَ -الموعد- الَّذِي أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ، احْتُبِسَ عليه الرسول، ولم يأته، وظن الْحَارِثُ أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِيهِ سُخْطَةٌ مِنَ الله -تعالى- ورسوله، فَدَعَا بِسَرَوَاتِ -كبراء- قَوْمِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ وَقَّتَ لِي وَقْتًا يُرْسِلُ إليَّ رَسُولَهُ، لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدِي مِنَ الزَّكَاةِ، وَلَيْسَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْخُلْفُ، وَلَا أرى حبْس رسوله إلا مِن سخطه.

فانطلقوا بنا نأتي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبة) إِلَى الْحَارِثِ لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِمَّا جَمَعَ مِنَ الزَّكَاةِ، فَلَمَّا أَنْ سَارَ الْوَلِيدُ حَتَّى بَلَغَ بَعْضَ الطَّرِيقِ فَرِقَ -أي: خاف- فرجع حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْحَارِثَ قد منعني الزكاة وأراد قتلي، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وبعث البعث إلى الحارث -رضي الله عنه-، وَأَقْبَلَ الْحَارِثُ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا اسْتَقْبَلَ الْبَعْثُ وَفَصَلَ عَنِ الْمَدِينَةِ لَقِيَهُمُ الْحَارِثُ، فَقَالُوا: هَذَا الْحَارِثُ، فَلَمَّا غَشِيَهُمْ قَالَ لَهُمْ: إِلَى مَنْ بُعِثْتُمْ؟ قَالُوا: إِلَيْكَ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: إِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث إِلَيْكَ (الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبة) فَزَعَمَ أَنَّكَ مَنَعْتَهُ الزكاة وأردت قتله، قال -رضي الله عنه-: لا والذي بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ بَتَّةً، وَلَا أَتَانِي، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَارِثُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنَعْتَ الزَّكَاةَ وَأَرَدْتَ قَتْلَ رَسُولِي؟!) قَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ وَلَا أَتَانِي، وَمَا أَقْبَلْتُ إِلَّا حِينَ احْتُبِسَ عَلَيَّ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، خشيت أن يكون سُخطةً من الله -تعالى- ورسوله، قَالَ: فَنَزَلَتِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ) إِلَى قَوْلِهِ: (فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

(واعلموا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله) أي: واعلموا أيها المؤمنون أنَّ بينكم الرسول المعظَّم، والنبيُّ المكرم المعصوم عن اتباع الهوى، (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأمر لَعَنِتُّمْ) (الحجرات:7)، أي: لو يسمع وشاياتكم، ويصغي بسمعه لآرائكم، ويطيعكم في غالب ما تشيرون عليه مِن الأمور؛ لوقعتم في الجهد والهلاك.

قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي: اعلموا أنَّ بين أظهركم رسول الله فعظّموه ووقروه، فإنه أعلم بمصالحكم، وأشفق عليكم منكم، ولو أطاعكم في جميع ما تختارونه؛ لأدَّى ذلك إلى عنتكم وحرجكم. كَمَا قَالَ -تعالى-: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) (المؤمنون:71)، (ولكن الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمان) أي: ولكنه -تعالى- بمنّه وفضله نوَّر بصائركم، فحبَّب إلى نفوسكم الإِيمان (وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) أي: وحسَّنه في قلوبكم، حتى أصبح أغلى عندكم من كل شيء.

(وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) (الحجرات:7)، أي: وبغَّض إلى نفوسكم أنواع الضلال، من الكفر والمعاصي، والخروج عن طاعة الله.

قال ابن كثير -رحمه الله-: "والمراد بالفسوق الذنوبُ الكبار، وبالعصيان جميع المعاصي".

(أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) أي: أولئك المتصفون بالنعوت الجليلة هم المهتدون، (الرَّاشِدُونَ) في سيرتهم وسلوكهم، والجملة تفيد الحصر، أي: هم الراشدون لا غيرهم، وكان مِن دعائه -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنَا، وكرِّه إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ) (رواه أحمد، وصححه الألباني). وفي الحديث: (مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني). (فَضْلاً مِّنَ الله وَنِعْمَةً) (الحجرات:8)، أي: هذا العطاء تَفَضُّلٌ منه -تعالى- عليكم وإِنعام، (والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ) أي: عليمٌ بمَن يستحق الهداية، حكيم في خلقه وصنعه وتدبيره.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-09-2021, 02:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تجديد الإيمان بآيات الرحمن


تجديد الإيمان بآيات الرحمن من سورة الحجرات (4)






أحمد حرفوش


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) (الحجرات:9).

أي: وإنْ حدث أنَّ فئتين وجماعتين مِن إخوانكم المؤمنين جنحوا إلى القتال فأصلحوا بينهما، واسعوا جهدكم للإِصلاح بينهما، والجمعُ (اقْتَتَلُوا) باعتبار المعنى، والتثنية (بَيْنَهُمَا) باعتبار اللفظ؛ وقد سَمَّاهُمْ الله مُؤْمِنِينَ مَعَ الِاقْتِتَالِ، وَبِهَذَا اسْتَدَلَّ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَى أَنَّهُ لَا يخرج عن الْإِيمَانِ بِالْمَعْصِيَةِ وَإِنْ عَظُمَتْ.

(فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى) أي: فإِن بغت إحداهما على الأخرى، وتجاوزت حدَّها بالظلم والطغيان، ولم تقبل الصلح وصمَّمت على البغي (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ) أي: فقاتلوا الفئة الباغية حتى ترجع إلى حكم الله وشرعه، وتُقلع عن البغي والعدوان، وتعمل بمقتضى أخوة الإِسلام.

(فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ) أي: فإن رجعت وكفَّت عن القتال؛ فأصلحوا بينهما بالعدل، دون حيفٍ على إِحدى الفئتين، واعدلوا في جميع أموركم.

والآية نزلت في قتالٍ حدث بين "الأوس" و"الخزرج" في عهده -صلى الله عليه وسلم- كان فيه ضرب السَّعف والنعال.

وأخرج البخاري عن أبي بكرة -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ يَوْمًا وَمَعَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ الْحَسَنُ بن علي -رضي الله عنهما- فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ مَرَّةً، وَإِلَى النَّاسِ أُخرى وَيَقُولُ: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ تعالى أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المسلمين)، فكان كما قال -صلى الله عليه وسلم-، أصلح الله به أهل الشام وأهل العراق، والآية تدل على أن الباغي مؤمن، وأنه إِذا كفَّ عن الحرب تُرك، وأنه يجب تقديم النصح والسعي في المصالحة.

روى الإمام أحمد عن أنَس -رضي الله عنه قال: قِيلَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبي، فَانْطَلَقَ إليه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَرَكِبَ حِمَارًا، وَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ يَمْشُونَ وَهِيَ أَرْضٌ سَبْخَةٌ، فَلَمَّا انْطَلَقَ النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه قَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي فَوَاللَّهِ لَقَدْ آذَانِي رِيحُ حِمَارِكَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَاللَّهِ لَحِمَارُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ، قَالَ: فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ، قَالَ: فَكَانَ بَيْنَهُمْ ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَالْأَيْدِي وَالنِّعَالِ، فَبَلَغَنَا أَنَّهُ أُنْزَلَتْ فِيهِمْ".

وَقَالَ السُّدِّيُّ: "كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ عِمْرَانُ، كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ تُدْعَى أُمَّ زَيْدٍ، وَإِنَّ الْمَرْأَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَزُورَ أَهْلَهَا فَحَبَسَهَا زَوْجُهَا، وَجَعَلَهَا فِي عِلْيَةٍ لَهُ -حجرة فوق البيت-، لَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّ الْمَرْأَةَ بَعَثَتْ إِلَى أَهْلِهَا فَجَاءَ قَوْمُهَا وَأَنْزَلُوهَا، لِيَنْطَلِقُوا بِهَا، وَإِنَّ الرجل كان قد خَرَجَ، فَاسْتَعَانَ أَهْلُ الرَّجُلِ، فَجَاءَ بَنُو عَمِّهِ لِيَحُولُوا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ أَهْلِهَا فَتَدَافَعُوا وَاجْتَلَدُوا بِالنِّعَالِ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَصْلَحَ بينهم، وفاءوا إلى أَمْرِ الله تعالى".

(وَأَقْسِطُوا) أي: اعدلوا في جميع أموركم، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) أي: يحبُّ العادلين الذين لا يجورون في أحكامهم، وفي الحديث: (إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا) (رواه مسلم).

(إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ) أي: ليس المؤمنون إلا إخوة، جمعتهم رابطة الإِيمان، لا ينبغي أن تكون بينهم عداوة ولا شحناء، ولا تباغضٌ، وفي الآية إشارة إلى أنْ أخوة الإِسلام أقوى من أخوَّة النسب، بحيث لا تعتبر أخوَّة النسب إذا خلت عن أخوة الإِسلام كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يظلمهُ وَلَا يُسْلِمُهُ) (متفق عليه)، وَفِي الصَّحِيحِ: (وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) (رواه مسلم)، وَفِي الصَّحِيحِ أَيْضًا: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ) (رواه مسلم).


(فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) أي: فأصلحوا بين إخوانكم المؤمنين، دون حيفٍ على إِحدى الفئتين، ولا تتركوا الفرقة تدبُّ بينهم، والبغضاء تعمل عملها، وفي الصحيح: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: (تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ) (رواه البخاري).

(وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) أي: اتقوا الله -تعالى- بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه؛ لتنالكم رحمته، وتسعدوا بجنته ومرضاته.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 87.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 83.74 كيلو بايت... تم توفير 3.30 كيلو بايت...بمعدل (3.79%)]