|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#171
|
||||
|
||||
![]() سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 164 " كان صلى الله عليه وسلم في غزو تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر إلى أن يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعاً , وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس عجل العصر إلى الظهر , وصلى الظهر والعصر جميعاً , ثم سار وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء , وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 263 : أخرجه أبو داود ( 1220 ) والترمذي ( 2 / 438 ) والدارقطني ( 151 ) والبيهقي ( 3 / 163 ) وأحمد ( 5 / 241 - 242 ) كلهم من طريق قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن # معاذ بن جبل # مرفوعاً . وقال أبو داود : " لم يرو هذا الحديث إلا قتيبة وحده " . قلت : وهو ثقة ثبت فلا يضر تفرده لو صح , ولذلك قال الترمذي : " حديث حسن غريب تفرد به قتيبة , لا نعرف أحداً رواه عن الليث غيره " . وقال في مكان آخر : " حديث حسن صحيح " . قلت : وهذا هو الصواب . فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين وقد صححه ابن القيم وغيره , وأعله الحاكم وغيره بما لا يقدح كما بينته في " إرواء الغليل " ( 571 ) , وذكرت هناك متابعاً لقتيبة وشواهد لحديثه يقطع الواقف عليها بصحته . ورواه مالك ( 1 / 143 / 2 ) من طريق أخرى عن أبي الطفيل به بلفظ : " أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك , فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر , والمغرب والعشاء , قال : فأخر الصلاة يوماً , ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً , ثم دخل , ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً " . ومن طريق مالك أخرجه مسلم ( 7 / 60 ) وأبو داود ( 1206 ) والنسائي ( 1 / 98 ) والدارمي ( 1 / 356 ) والطحاوي ( 1 / 95 ) والبيهقي ( 3 / 162 ) وأحمد ( 5 / 237 ) , وفي رواية لمسلم ( 2 / 152 ) وغيره من طريق أخرى : " فقلت : ما حمله على ذلك ? قال : أراد ألا يحرج أمته " . فقه الحديث فيه مسائل : 1 - جواز الجمع بين الصلاتين في السفر ولو في غير عرفة ومزدلفة , وهو مذهب جمهور العلماء . خلافاً للحنفية , وقد تأولوه بالجمع الصوري أي بتأخير الظهر إلى قرب وقت العصر , وكذا المغرب مع العشاء , وقد رد عليهم الجمهور من وجوه : أولاً : أنه خلاف الظاهر من الجمع . ثانياً : أن الغرض من مشروعيته التيسير ورفع الحرج كما صرحت بذلك رواية مسلم , ومراعاة الجمع الصوري فيه الحرج كما لا يخفى . ثالثاً : أن في بعض أحاديث الجمع ما يبطل دعواهم كحديث أنس ابن مالك بلفظ : " أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع بينهما " . رواه مسلم ( 2 / 151 ) وغيره . رابعاً : ويبطله أيضاً جمع التقديم الذي صرح به حديث معاذ هذا " وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس عجل العصر إلى الظهر " . والأحاديث بهذا المعنى كثيرة كما سبقت الإشارة إلى ذلك . 2 - وأن الجمع كما يجوز تأخيراً , يجوز تقديماً , وبه قال الإمام الشافعي في " الأم " ( 1 / 67 ) وكذا أحمد وإسحاق كما قال الترمذي ( 2 / 441 ) . 3 - وأنه يجوز الجمع في حال نزوله كما يجوز إذا جد به السير , قال الإمام الشافعي في " الأم " بعد أن روى الحديث من طريق مالك : " وهذا وهو نازل غير سائر , لأن قوله " دخل " ثم خرج " لا يكون إلا وهو نازل فللمسافر أن يجمع نازلاً وسائراً " . قلت : فلا يلتفت بعد هذا النص إلى قول ابن القيم رحمه الله في " الزاد " ( 1 / 189 ) : " ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم الجمع راكباً في سفره كما يفعله كثير من الناس , ولا الجمع حال نزوله أيضاً " . وقد اغتر بكلامه هذا بعض إخواننا السلفيين في بعض الأقطار , فلذلك وجب التنبيه عليه . ومن الغريب أن يخفى مثل هذا النص على ابن القيم رحمه الله مع وروده في الموطأ وصحيح مسلم وغيرهما من الأصول التي ذكرنا , ولكن لعل الغرابة تزول إذا تذكرنا أنه ألف هذا الكتاب " الزاد " في حالة بعده عن الكتب وهو مسافر , وهذا هو السبب في وجود كثير من الأخطاء الأخرى فيه , وقد بينت ما ظهر لي منها في " التعليقات الجياد على زاد المعاد " . ومما يحمل على الاستغراب أيضاً أن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صرح في بعض كتبه بخلاف ما قال ابن القيم رحمه الله , فكيف خفي عليه ذلك وهو أعرف الناس به وبأقواله ? قال شيخ الإسلام في " مجموعة الرسائل والمسائل " ( 2 / 26 - 27 ) بعد أن ساق الحديث : " الجمع على ثلاث درجات , أما إذا كان سائراً في وقت الأولى , فإنما ينزل في وقت الثانية , فهذا هو الجمع الذي ثبت في الصحيحين من حديث أنس وابن عمر , وهو نظير جمع مزدلفة , وأما إذا كان وقت الثانية سائراً أو راكباً فجمع في وقت الأولى , فهذا نظير الجمع بعرفة وقد روي ذلك في السنن ( يعني حديث معاذ هذا ) وأما إذا كان نازلاً في وقتهما جميعاً نزولاً مستمراً , فهذا ما علمت روي ما يستدل به عليه إلا حديث معاذ هذا , فإن ظاهره أنه كان نازلاً في خيمته في السفر , وأنه أخر الظهر ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً ثم دخل إلى بيته , ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً , فإن الدخول والخروج إنما يكون في المنزل , وأما السائر فلا يقال : دخل وخرج , بل نزل وركب . وتبوك هي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يسافر بعدها إلا حجة الوداع , وما نقل أنه جمع فيها إلا بعرفة ومزدلفة . وأما بمنى فلم ينقل أحد أنه جمع هناك , بل نقلوا أنه كان يقصر الصلاة هناك , وهذا دليل على أنه كان يجمع أحياناً في السفر , وأحياناً لا يجمع , وهو الأغلب على أسفاره أنه لم يكن يجمع بينهما . وهذا يبين أن الجمع ليس من سنة السفر كالقصر , بل يفعل للحاجة سواء أكان في السفر أو في الحضر , فإنه قد جمع أيضاً في الحضر لئلا يحرج أمته . فالمسافر إذا احتاج إلى الجمع جمع , سواء أكان ذلك لسيره وقت الثانية أو الأولى وشق النزول عليه , أو كان مع نزوله لحاجة أخرى مثل أن يحتاج إلى النوم والاستراحة وقت الظهر ووقت العشاء , فينزل وقت الظهر وهو تعبان سهران جائع يحتاج إلى راحة وأكل ونوم , فيؤخر الظهر إلى وقت العصر ثم يحتاج أن يقدم العشاء مع المغرب وينام بعد ذلك ليستيقظ نصف الليل لسفره , فهذا ونحوه يباح له الجمع . وأما النازل أياماً في قرية أو مصر وهو في ذلك المصر , فهذا وإن كان يقصر لأنه مسافر فلا يجمع , كما أنه لا يصلي على الراحلة ولا يصلي بالتيمم ولا يأكل الميتة . فهذه الأمور أبيحت للحاجة , ولا حاجة به إلى ذلك بخلاف القصر فإنه سنة صلاة السفر " . ![]() يتبع الحديث التالي إن شاء الله تعالى |
#172
|
||||
|
||||
![]() سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الحديث رقم 165 " الوزن وزن أهل مكة , والمكيال مكيال أهل المدينة " . قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 267 : رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 167 / 2 ) وأبو داود ( 2340 ) والنسائي ( 7 / 281 المطبعة المصرية ) وابن حبان ( 1105 ) والطبراني ( 3 / 202 / 1 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 99 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 20 ) والبيهقي ( 6 / 31 ) من طريقين عن سفيان عن حنظلة عن طاووس عن # ابن عمر # مرفوعاً . قلت : وهذا سند صحيح كما قال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 64 - 65 ) وصححه ابن حبان والدارقطني والنووي وابن دقيق العيد والعلائي كما في " فيض القدير " ورواه بعضهم عن سفيان به فقال " عن ابن عباس " بدل " ابن عمر " وهو خطأ كما بينته في تخريج أحاديث بيوع الموسوعة الفقهية , ثم في " الإرواء " ( 1331 ) . قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله : " تأملنا هذا الحديث , فوجدنا مكة لم يكن بها ثمرة ولا زرع حينئذ , وكذلك كانت قبل ذلك الزمان , ألا ترى إلى قول إبراهيم عليه السلام : ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ) , وإنما كانت بلد متجر , يوافي الحاج إليها بتجارات فيبيعونها هناك , وكانت المدينة بخلاف ذلك , لأنها دار النخل , ومن ثمارها حياتهم , وكانت الصدقات تدخلها فيكون الواجب فيها من صدقة تؤخذ كيلاً , فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الأمصار كلها لهذين المصريين أتباعاً , وكان الناس يحتاجون إلى الوزن في أثمان ما يبتاعون , وفيما سواها مما يتصرفون فيه من العروض ومن أداء الزكوات وما سوى ذلك مما يستعملونه , فيما يسلمونه فيه من غيره من الأشياء التي يكيلونها , وكانت السنة قد منعت من إسلام موزون في موزون ومن إسلام مكيل في مكيل , وأجازت إسلام المكيل في موزون , والموزون في مكيل ومنعت من بيع الموزون بالموزون , إلا مثلاً بمثل , ومن بيع المكيل بالمكيل إلا مثلاً بمثل , وكان الوزن في ذلك أصله ما كان عليه بمكة , والمكيال مكيال أهل المدينة , لا يتغير عن ذلك , وإن غيره الناس عما كان عليه إلى ما سواه من ضده فيرحبون بذلك إلى معرفة الأشياء المكيلات التي لها حكم المكيال إلى ما كان عليه أهل المكاييل فيها يومئذ , وفي الأشياء الموزونات إلى ما كان عليه أهل الميزان يومئذ , وأن أحكامها لا تتغير عن ذلك ولا تنقلب عنها إلى أضدادها " . قلت : ومن ذلك يتبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من وضع أصل توحيد الموازين والمكاييل , ووجه المسلمين إلى الرجوع في ذلك إلى أهل هذين البلدين المفضلين : مكة المكرمة والمدينة المنورة . فليتأمل العاقل هذا ولينظر حال المسلمين اليوم واختلافهم في مكاييلهم وموازينهم , على أنواع شتى بسبب هجرهم لهذا التوجيه النبوي الكريم . ولما شعر بعض المسؤولين في بعض الدول العربية المسلمة بسوء هذا الاختلاف اقترح البعض عليهم توحيد ذلك وغيره كالمقاييس , بالرجوع إلى عرف الكفار فيها ! فوا أسفاه , لقد كنا سادة وقادة لغيرنا بعلمنا وتمسكنا بشريعتنا , وإذا بنا اليوم أتباع ومقلدون ! ولمن ! لمن كانوا في الأمس القريب يقلدوننا , ويأخذون العلوم عنا ! ولكن لابد لهذا الليل من أن ينجلي , ولابد للشمس أن تشرق مرة أخرى , وها قد لاحت تباشير الصبح , وأخذت الدول الإسلامية تعتمد على نفسها في كل شؤون حياتها , بعد أن كانت فيها عالة على غيرها , ولعلها تسير في ذلك على هدي كتاب ربها وسنة نبيها . ولله في خلقه شؤون . ![]() يتبع الحديث التالي إن شاء الله تعالى |
#173
|
||||
|
||||
![]() السلام عليکم ورحمة الله وبرکاته
ياريت اخي تعطيني معلومات عن الشيخ الالباني سيرته الذاتية مثلا ،شخصيته ،الاماکن التي تلقى فيها علومه،الشهادات التي نالها واتجاهاته العلمية اکون شاکرة جدا لک
__________________
اللهم إنَّا نسألك عِلما نَافِعا ورِزقا طَيِّبا وعَملا مُتقبلا
|
#174
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
موضوع رائع جدا شكرااااااااااااااااااااا |
#175
|
|||
|
|||
![]() رائع جداً شكراً لك كل هذا ثوابة عند الله عظيم |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |