فقري يعيق زواجي، فماذا أفعل؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854725 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389611 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2021, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي فقري يعيق زواجي، فماذا أفعل؟

فقري يعيق زواجي، فماذا أفعل؟
أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ غير متزوِّج، ملتزمٌ، مثقف، مواظب على دروس العلم في المساجد، تخرَّجت في كلية العلوم، وأعمل بشركة أدوية، مرتبي 950 جنيهًا، أريد الزواج، ولكني لم أتخذْ أية خطوة إيجابية في هذا الموضوع؛ بسبب ارتفاع الإيجارات؛ فأقلُّ إيجار محدد 500 جنيه، وربما يصل إلى 600 جنيه، نصَحني بعضُ الإخوة بالأخْذ بالأسباب.
ولكني أخاف من الرفض بسبب فقري؛ فقد رأيتُ فقراء تزوَّجوا، ولكن بسبب فقْرِهم تنازلوا عما كانوا يتمنونه؛ فمنهم مَن رضي بزوجةٍ أكبر منه بكثيرٍ، ومنهم مَن رضيها غير محجبة، ومنهم مَن رضي بمُخالفات في عرْسِه؛ من كوافير، وتصوير، وموسيقا، أو مخالفات في بيته؛ من تلفاز، أو رضِي بفتاةٍ ليستْ كُفْئًا له؛ سواء من الناحية الدينيَّة، أو العلميَّة، أو الجماليَّة، ومنهم مَن واجه مَشاكل بعد الزواج؛ حيث بدأ الضجَر والشكوى من فقرِه بعد فترة من الزواج.
وبالرغم مِن كلِّ ما سبق، فإني قررتُ البحث عن زوجةٍ مناسبة لظروفي، وسؤالي: كيف أتقدَّم لخطبة فتاة؟ وهل أخبر أهلها بكلِّ ظروفي العائليَّة الخاصة؛ (فعلى سبيل المثال: والدي كان متزوجًا بزوجةٍ أخرى ثم طلَّقَها، وكذلك هما يأخذان مساعدات من بعض الناس، وقد عرضتُ على والدتي أخْذ مرتبي فرَفَضَتْ!)، فإذا وجدتُ فتاةً مناسبةً، ورضِي أهلُها بظروفي، فهل أخبرهم بهذه التفاصيل عن والدي ووالدتي؟!
كيف أتأكَّد من أن الفتاة لديها قناعة، ولن تتذمر من حياتي إذا استمرَّ فقري، مع أنني على يقينٍ بفرَج الله ويُسرِه؟

في انتظار ردِّكم - بارك الله فيكم.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل، حيَّاك الله..
أتشكو الفقر، وتخشى أثره على مُستقبلك؟ أتهاب التقدُّم لإحدى الفتيات؛ لأمرٍ قضاه اللهُ، وقدَّره عليك، وعلى ملايين البشر؟ أتظنه عيبًا يُجبرك على تقديم التنازُلات, والتغاضي عن بعض الزلَّات, والرِّضا بقبيح الصفات في زوج المستقبل؟
أتخاله شبحًا يُبدِّد أحلامك، ويقضي على آمالك؟

وَمَا الفَقْرُ عَيْبًا مَا تَجمَّلَ أَهْلُهُ
وَلَمْ يَسْأَلُوا إِلَّا مُدَاوَاةَ دَائِهِ

وَلاَ عَيْبَ إِلَّا عَيْبُ مَنْ يَمْلِكُ الغِنَى
وَيَمْنَعُ أَهْلَ الفَقْرِ فَضْلَ ثَرَائِهِ

عَجِبْتُ لِعَيْبِ العَائِبِينَ فَقِيرَهُمْ
بِأَمْرٍ قَضَاهُ رَبُّهُ مِنْ سَمَائِهِ

وَتَرْكِهِمُ عَيْبَ الغَنِيِّ بِبُخْلِهِ
وَلُؤْمِ مَسَاعِيهِ وَسُوءِ بَلَائِهِ



يقول ابنُ كثير في شرح كلام الله: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15، 16]: "يقول تعالى مُنكِرًا على الإنسانِ في اعتقاده إذا وسَّع اللهُ عليه في الرزق ليختبره في ذلك، فيعتقد أنَّ ذلك مِن الله إكرامٌ له، وليس كذلك، بل هو ابتلاءٌ وامتحان... وكذلك في الجانبِ الآخر إذا ابتلاه وامتحنَه، وضَيَّق عليه في الرِّزق، يعتقد أن ذلك مِن الله إهانةٌ له.
قال الله: ﴿ كَلَّا ﴾؛ أي: ليس الأمرُ كما زعَم، لا في هذا ولا في هذا، فإنَّ الله يُعطي المال مَن يحب ومَن لا يحب، ويُضيِّق على مَن يحب ومَن لا يحب، وإنما المدارُ في ذلك على طاعة الله في كلٍّ من الحالين، إذا كان غنيًّا بأن يشكرَ الله على ذلك، وإذا كان فقيرًا بأن يصبر". ا.هـ ( تفسير ابن كثير - ج 8 / ص 398).

فلم ولن يكونَ الفقر عارًا, إلا في نظر الأعيُن القاصرة وفِكر العقول الفارغة:

مَا الفَقْرُ عَارٌ وَإِنْ كَشَّفْتَ عَوْرَتَهُ
وَإِنَّمَا العَارُ مَالٌ غَيْرُ مَحْمُودِ



ومتى أيقن الإنسانُ بأن رزقَه آتيه لا محالة, وأنَّ قدر الله خير له مما يظن, ومتى علِم أنَّ الدُّنيا بزُخرفها وبهرجها وجمالها لا تُساوي عند الله جناح بعوضة, قنع بما أعطاه الله ورضي به حق الرضا, ومتى رضي به، واستيقنتْ نفسُه تلك المشاعر، واستقرَّتْ في قلبه معانيها السامية، حصل على السعادة الحقيقيَّة، وامتلأتْ نفسُه غبطة, وحينها لن يرى في الأغنياء ما كان يرى من إعجاب, ولن ينظرَ إليهم بعين الإكبار, ولن ينظرَ لنفسه نظرة الازدراء التي لا بد وأن تنتقل إلى مَن حوله مِن زوج وأبناء وأهل, بل سيعلم أنه عبدٌ مِن عباد الله، رزَقه اللهُ برزقٍ فقنع به، وحمد الله عليه، وشكر مولاه على ما أعطى مِن مال وإن قلَّ.

لَمَّا حَصلْتُ عَلَى القَنَاعَةِ لَم أَزَلْ
مَلِكًا يَرَى الإِكْثَارَ كَالإِقْلَالِ

إِنَّ القَنَاعَةَ بِالكَفَافِ هِيَ الغِنَى
وَالفَقْرُ عَيْنُ الفَقْرِ فِي الأَمْوَالِ

مَنْ لَمْ يَكُنْ في اللهِ يَمْنَحُكَ الهَوَى
مَزَجَ الهَوَى بِمَلالَةٍ وَثِقَالِ



فاطلبْ مَن ترغب فيك لنفسِك وأخلاقك ودينك, ومن ترنو عيش الآخرة قبل عيش الدُّنيا, وصدِّقني لن تعدمَ أن تجدها, بيد أنهن أقل مِن سواهن.
منَ الخطأ أن تقيسَ حالك على من حولك ممن تنازَل عن بعض سمات المرأة الصالحة، ورضي بالتهاوُن في سبيل الظفر بالزواج؛ فحالةٌ أو اثنتان أو عشر حالات لا يُقاس عليها, وإن كانتْ بعضُ الفتيات من غير أهل التقى والصلاح قد رضين بزوجٍ قليل ذات اليد، فمِن باب أولى أن تقبلَ صاحبةُ الدين بذلك, فلا يدخلن الشيطانُ إليك من مدخلِ القنوط؛ فتخسر أعظم خسارة؛ قال شيخُ الإسلام - رحمه الله: "واجتهدْ في تحصيل الزوجة الصالحة إن كان ذلك ممكنًا؛ لتحصن فرجك، وتعفَّ نفسك، فإن لم تستطعْ فاسرد الصوم، فإنَّ له تأثيرًا بالغًا في كسْر حدة الشهوة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرْج، ومن لم يستطعْ فعليه بالصَّوم؛ فإنه له وجاء))؛ رواه البخاري ومسلم، واحذرْ من القنوط واليأس مِن رحمة الله". ا.هـ (أسباب رفع العقوبة).
لديك بعضُ المفاهيم غير الصحيحة حول الزواج، والتي أظن الكثير منها تولَّد نتيجة ضعفِ ثقتك في نفسك وظروفك.
هل يُخبر الخاطبُ مَن يتقدم إليها بكلِّ صغيرة وكبيرة في حياته؟ هل يخبرها عنْ أقاربه ومَن تزوَّج منهم، ومن طلَّق ومن فقَد عمله، ومَن تشاجَر مع أهله، ومَن رسب في دراسته، أو أخفق في عمله؟!
يا أخي، هي ستتزوجك أنتَ، وليس العائلة بمَن فيها, فلا تكلِّف نفسك كل ذلك العناء, ولا تحمِّلها ما لا طاقة لها به, كلنا لدينا مِن الأمور ما لا نُحب أن يطلعَ عليها أصدقاؤنا أو أزواجُنا أو أقاربُنا، ولا يشترط أن تكونَ هذه الأمور معاصي، أو أفعالًا مخجلةً في حدِّ ذاتها, أو أن تكون "حقيقة مفجعة" كما تصفها! لكن لكلِّ إنسانٍ خصوصيته وشؤونه التي لا يُفضِّل أن تُعلَن وتُنشرَ على الملأ, ولا يعني كتمانها غشًّا أو نفاقًا؛ تزوَّج والدُك على والدتك في زمنٍ مضى، ثم طُويتْ صفحةُ هذا الحادث، ومضى عهدُه, فما علاقةُ مخطوبتك بذلك؟ وما شأنها بالخلافات بينهما، ما داما الآن زوجين؟
هناك خلْط لديك بين ما يجب الإفصاح عنه، وما لا داعي للخوض فيه, وللتوضيح فقط أقول لك: كل ما قد يؤثِّر على حياتك الزوجيَّة معها، عليك أن تخبرَها به؛ كراتبك، وظروفك، وحالتك الدينية، واستعدادك للزواج, ونبذة كافية عنْ أهلك؛ كعمل الوالد، ومكانتكم الاجتماعية، وغيرها من الأمور العادية, وأما أدقُّ التفاصيل عن حياتكم، فلا تشغل بالك به, ولا أجد فيما ذكرتَ ما يدعو للخجل أو الخوف, حتى مساعدة بعض المحسنين للوالدين لا يدعو لكلِّ هذا الحرج, ففكِّر في نفسك وأهلك بصورةٍ أكثر إيجابية, وارفعْ رأسك غير مستحي من حالهما، وقد ربَّياك حتى تخرجتَ في كلية علميةٍ مرموقة, وأنفقا عليك سني دراستك كلها، وأوصلاك وإخوانك إلى برِّ الأمان, تحدَّث عنهما بإعزازٍ، واذكر محاسنهما، وإن تيسَّر لك مُساعدتهما في أي وقتٍ فلا تتأخَّر.
الأمرُ الذي عليك أن تفكِّر فيه بصورةٍ أكثر جدية هو قلة راتبك, وكنتُ أودُّ لو تُوضح لنا كيف كان وضعُك خلال السنوات الخمس الماضية؛ فمن المفترض أنك تخرجتَ قبل خمس سنوات، وتعمل براتب 950 جنيهًا, فهل حصلت على هذا العمل للتوِّ، أو منذ تخرجك؟
إن كان - كما هو متوقَّع - بعد تخرُّجك مباشرة، أو بعده بعام، فمن المفترض أنك ادَّخرتَ مبلغًا لا بأس به؛ فأربعة أو حتى ثلاثة أعوام من العمل تكفي لادِّخار أكثر من ثلاثين ألف جنيهٍ, فهل أنا على صوابٍ؟ أو إنك لم تفعل؟ وإن كان هذا المبلغُ لا يكفي لشراء منزل, لكنه سيهوِّن عليك تجهيز البيت، وإعدادات الزواج على الأقل!
ما دعاني لطرْح هذا الأمر قولُك: إنَّ الوالدة رفضتْ أخْذ أي جزءٍ مِنْ راتبك، وهذا يعني أنك مسؤول عن نفسك فقط!
الأمرُ الآخر الذي أودُّ أن أُثيره، أني حقًّا لا أرى فيك روح السَّعي لزيادة دخلك, عملُك في شركة الأدوية يدلُّ على تخصُّصك في الكيمياء الحيويَّة, وهذا التخصُّص مجاله واسعٌ في العمل, على الأقل بإمكانك أن تعرضَ رقم هاتفك، وتعلنَ عن استعدادك لإعطاء بعض الطلاب دروس تقوية في مادَّة الكيمياء, على أن تتجنَّب التدريس للفتيات, أو أن تتقدَّم بسيرتك الذاتية لشركة أكبر من التي تعمل بها, فالراتبُ ضعيف، وقد يُيسِّر اللهُ لك أفضل منه في شركةٍ أكبر, أو أن تدرسَ الدبلوم لسنةٍ واحدة، ثم تتقدم للعمل في معامل التحاليل الكبرى، والعمل في هذه المعامل له مميزاتٌ عديدة، ورواتبُ مجزيةٌ, المهمُّ أن تسعى وتفكِّر بجديةٍ في تطوير نفسك، والانطلاق في المجال الذي تُحب.

سؤالك: "كيف أتقدَّم لخطبة فتاة؟".
كان بعضُ الطلاب يقول فور خروجِه من الاختبار: إن الاختبار سهْلٌ، لدرجة أنه عجز عن الجواب, وهذا ما أصابني عند قراءة سُؤالك!
تتقدَّم لخطبة فتاة عن طريق:
1- توصية الأصدقاء، مع إخبارهم بالشروط التي ترغب فيها، ونبذة عن ظروفك.
2- تكليف الوالدة أو بعض نساء العائلة؛ كالعمَّات أو الخالات بالأمر, وثِق أنَّ العروس ستكون أمامك في غضون أيام؛ فلهنَّ قُدرة عجيبة على ذلك، وكأنها هواية لدى البعض.
3- الدُّخول إلى مَواقع الزواج الإسلامية الموثوقة، ووضْع معلومات عنك, على ألا يتمَّ التواصُل مع الفتاة شخصيًّا أو مراسلتها بأية وسيلة.
4- البحث والتفكير فيمن حولك مِن القريبات، أو الجارات، أو المعارف؛ فكم يكون الحلُّ بين أيدينا، ونعجز عن رؤيته أحيانًا!
وقبل ذلك كله، عليك أن تسألَ الله أن يرزقكَ الفتاة التي تتمنَّاها، وأن تكثرَ من الاستغفار والإلحاح على الله في الدعاء؛ فلن يخيبَ الله قلبًا تعلَّق به ورَجَا رحمته.

سؤالك: "وكيف أتأكَّد من أن الفتاة لديها قناعة، ولن تتذمر من حياتي إذا استمر فقري، مع أنني على يقينٍ بفرَج الله ويُسره؟".
بإمكانك أن تتيقنَ أن لديها قناعةً إن هي قبلتْ بك! لكن استمرار الرضا وعدم التذمر فذلك مما لا نستطيعه، ولن يفيدك أو يخبرك به بَشَر؛ فهو من الأمور الغيبيَّة التي اختص الله - تعالى - بها نفسه:

وَبِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ
فَهْوَ المُحِيطُ وَلَيْسَ ذَا نِسْيَانِ

وَكَذَاكَ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ غَدًا وَمَا
قَدْ كَانَ وَالمَوْجُودَ فِي ذَا الآنِ

وَكَذَاكَ أَمْرٌ لَم يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْ
فَ يَكُونُ ذَاكَ الأَمْرُ ذَا إِمْكَانِ



فلا تحملْ همَّ الغد، ودَعْه لخالقِه وخالقك وخالق من ستكون زوجك, على ألا تبقى على حالك، وألا تعيش سلبيًّا منتظرًا للفرَج أن يطرقَ بابك، دونما تحرُّك سريع وتفكير فوري منك.
وأما قولك: إنك على يقينٍ بفَرَج الله ويُسره، فأخشى أن ما سبقه يناقضه، أو يقدح في هذا اليقين؛ إذ كيف نتوقع استمرار الفقر مع اليقين بالله؟
جاء عن عمر - رضي الله عنه - قوله: "إني لا أحمل همَّ الإجابة, ولكن أحمل همَّ الدعاء", وهذا مِن يقينه بربه وثقته في مولاه, ولكن الشك يقع في نفسه فقط، والخشية من ألا يُوفَّق إلى الدعاء.

رزقك الله زوجًا صالحة، وأقر عينك بها، وأقر عينها بك، ويسَّر لك ولشباب المسلمين كل عسير, والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.46 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]