|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التربية بالأحداث
التربية بالأحداث علي بن حسين بن أحمد فقيهي بوح القلم (تأملات في النفس والكون والواقع والحياة) التربية بالأحداث • تمرُّ بالمرء خلال سِنِي عمرِه، وفتراتِ حياته - الكثيرُ من المواقف، والعديد من الأحداث، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي أو الدولي. • تمثِّل تلك المواقفُ والأحداث مخزونًا ثريًّا، وموردًا متدفقًا من التجارب والخبرات، والحِكم والعِبرات، والعظات والمَثُلات، للأفراد والمجتمعات. • دعَت آياتُ الكتاب العزيز للتفكر والتدبر، والنظرِ والتأمل في الأحداث السالفة، والوقائعِ الحاضرة، والأخبار المستقبلة. • تعتبر السيرة النبوية واقعًا حافلًا بالمَشاهد والصور الداعيةِ للاستفادة والاعتبار، والانتفاع والاستثمار للمواقف والأحداث، والتي برزت في الأمثلة التالية: ١ - عن جابر بن عبدالله، يحدِّث "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارةَ للكعبة وعليه إزاره"، فقال له العباس عمُّه: يا بن أخي، لو حللتَ إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة، قال: "فحلَّه فجعله على منكبيه، فسقط مغشيًّا عليه، فما رُئي بعد ذلك عريانًا صلى الله عليه وسلم". ٢ - عن أم حبيبة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبدٍ مسلمٍ توضأ، فأسبَغ الوضوء، ثم صلَّى لله عز وجل كلَّ يوم ثنتي عشرة ركعة، إلا بُني له بيت في الجنة))، قالت أم حبيبة: "فما زلتُ أصلِّيهن بعدُ"، وقال عنبسة: "فما زلت أصلِّيهن بعد"، وقال عمرو بن أوس: "فما زلت أصلِّيهن"، قال النعمان: "وأنا لا أكاد أدعهن". ٣ - عن معاوية بن الحكَم السُّلميِّ، قال: بينا أنا أصلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمِّتونني؛ لكني سكتُّ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلِّمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فو الله، ما كَهَرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس؛ إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)). • من الآثار المفيدة، والعوائد الحميدة للتربية بالمواقف والأحداث - ما يلي : ١ - الرابطة القوية، والعلاقة العضوية ما بين الفكرة والممارسة، والنظر والتطبيق؛ فالأفكارُ تدعو وتدفع للممارسة، والممارسةُ بدورها تخصب الأفكار وتعدلها، وتقوِّمها وتطوِّرُها؛ "فمبدأُ كل علم نظري وعملٍ اختياري هو الخواطر والأفكار؛ فإنها توجب التصورات، والتصوراتُ تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضي وقوع الفعل". ٢ - قوة التأثير وعمقُ الفاعلية للقول والعمل المرتبط بالموقف، أو الناتجِ عن الحدث. ٣ - الاسترداد الذهني، والارتباط الشرطي عند تجدُّد الوقائع المتشابهة، والأحوال المتطابقة. ٤ - إعجاب وتعلُّق المتربي بالقدوات العملية، والرموز الفاعلة، والشخصيات المؤثِّرة. ٥ - الإذعان الذاتيُّ للأوامر، والإحجام الإرادي عن المناهي بكل انقياد وطمأنينة، وقَبول ورغبة. ٦ - أخذ النصيحة، وقبول النقد، والرضا بالمعاتبة من الصغير والكبير، والقريب والبعيد، والعدوِّ والصديق. ٧ - اشتراك الفكر والمعرفة، والمشاعر والأحاسيس، والجوارح والحواس في التفاعل والتأثر مع المواقف والأحداث. ٨ - لا يصل المرء للفطنة والحكمة، والخبرة والحنكة، ما لم يعالج صوارفَ الأيام، ويغالبْ نوازل الأعوام (فلا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة). ٩ - ترسيخ المبادئ، وتعزيز القيم، وتزكية النفوس، وتهذيب السلوك لدى الأطفال والخدم والمسلمين الجُدُد، ونشر صور رائعة، ونماذجَ جاذبةٍ للسلوك الراقي، والتعامل الأخلاقي للمسلمين أمام الكفار والمخالفين. ١٠ - تفهم الأفراد ووعي المجتمعات بمعاني وآثار التوجيه والإصلاح والتعاون والتكامل، وتحذيرهم من عواقب التلاوم والتكاسل، والأثرة والأنانية.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |