من سنن الوضوء أن يقول الذكر الوارد بعده - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-11-2021, 10:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي من سنن الوضوء أن يقول الذكر الوارد بعده

من سنن الوضوء أن يقول الذكر الوارد بعده
دبيان محمد الدبيان


يستحب أن يقول بعد فراغه من الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله[1].
(923-152) لما رواه مسلم، قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة - قال: يعني ابن يزيد - عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة بن عامر ح.
وحدثني أبو عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي فروَّحتها بعشي، فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يحدث الناس، فأدركت من قوله: ((ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبتْ له الجنة))، قال: فقلت: ما أجود هذه! فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود، فنظرت فإذا عمرُ، قال: إني قد رأيتك جئت آنفًا قال: ((ما منكم من أحد يتوضأ، فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))[2].
ولا أعلم أحدًا خالف في استحباب هذا الذكر بعد الوضوء؛ لهذه السنة الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وما يفعله العامة عندنا من رفع السبابة حال الذِّكر، لا أعلم له أصلاً في الشرع، والأصل عدم المشروعية.
كما أن استقبال القبلة حال الذكر لم يقم عليه دليل، وما قيل في استقبال القبلة حال الوضوء يقال هنا، من أن الاستقبال لو كان مشروعًا لأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولفعله - عليه الصلاة والسلام - فلما لم ينقل أمره ولا فعله، كان الأصل عدم التقرب إلى الله به.
المبحث الأول: استحب بعض الفقهاء أن يقول بعد الوضوء: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين[3].
(924-153) لما رواه الترمذي - رحمه الله - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، حدثنا زيد بن حباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء))[4]. [زيادة: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، زيادة شاذة في هذا الحديث][5].
وقد استحب بعض الحنابلة رفع البصر إلى السماء عند ذكر هذا الدعاء[6].
(925-154) لما رواه أحمد، قال: حدثنا عبدالله بن يزيد، حدثنا حيوة، أخبرنا أبو عقيل، عن ابن عم له، عن عقبة بن عامر، وفيه: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من توضأ فأحسن الوضوء، ثم رفع نظره إلى السماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء))[7] [زيادة رفع البصر إلى السماء زيادة منكرة][8].
الدليل الثاني: قالوا: إن رفع الطرف إلى السماء من آداب الدعاء، والذكر مشتمل على الدعاء السابق: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين".
والدليل على أن رفع البصر إلى السماء من آداب الدعاء أدلة، منها:
(926-155) ما رواه مسلم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن المقداد من حديث طويل، وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع رأسه إلى السماء، فقال: ((اللهم أطعم من أطعمني، وأسق من أسقاني)).
(927-156) ومنها ما رواه البخاري من طريق كريب، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بِتُّ في بيت ميمونة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندها، فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه، قعد فنظر إلى السماء، فقرأ: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)[9].
(928-157) ما رواه الترمذي، قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي المديني وغير واحد قالوا: حدثنا ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل، عن المقبري، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء، فقال: ((سبحان الله العظيم))، وإذا اجتهد في الدعاء قال: ((يا حي يا قيوم)). قال أبو عيسى: هذا حديث غريب[10] [إسناده ضعيف، وليس صريحًا في الباب][11].
(929-158) ومن الأذكار التي تقال بعد الوضوء ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من توضأ ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق، ثم طبع في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة)) [الصحيح أنه موقوف ولم يثبت مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -][12].
المبحث الثاني: في الأذكار التي تقال عند غسل الأعضاء:
استحب الحنفية أن يدعو بالدعوات المأثورة عند كل فعل من أفعال الوضوء[13].
ومن هذه الأدعية ما ذكره الرافعي نقلاً من تلخيص الحبير[14]، قال: "ومن السنن المحافظة على الدعوات الواردة في الوضوء، فيقول في غسل الوجه: اللهم بيِّض وجهي يوم تبيَضُّ وجوه وتسودُّ وجوه، وعند غسل اليد اليمنى: اللهم أعطني كتابي بيميني وحاسبني حسابًا يسيرًا، وعند غسل اليد اليسرى: اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا من رواء ظهري، وعند مسح الرأس: اللهم حرِّم شَعَري وبَشَري على النار، وروي: اللهم احفظ رأسي وما حوى، وبطني وما وعى، وروي: اللهم أغنني برحمتك، وأنزل علي من بركتك، وأظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، وعند مسح الأذنين: اللهم اجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وعند غسل الرجلين: اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزل الأقدام". [هذا الدعاء لا أصل له][15].
قال ابن القيم: كل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه، فكذب مختلق، لم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا منه، ولا علَّمه لأمَّته، ولا ثبَت عنه غير التسمية في أوله، وقوله: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، في آخره.
وفي سنن النسائي مما يقال بعد الوضوء أيضًا: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. ا. هـ
وكل هذه الأذكار سبق الكلام عليها وتخريجها.
وقال الخرشي المالكي: وما يقال عند فعل كل عضو، فحديث ضعيف جدًّا، ولا يعمل به، وقول الأقفهسي: إنه يستحب، فيه نظر[16].
المبحث الثالث: في حكم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند غسل الأعضاء:
استحب بعض الحنفية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل عضو من أعضاء الوضوء[17].
واستحبه بعضهم وبعض الشافعية بعد الفراغ من الوضوء[18].
ولا أعلم لهم سنة صحيحة في هذا.
كما استحب بعض الحنفية التسمية على كل عضو[19].
وهذا لا أعلم له أصلاً من أثر أو نظر، وقد علمت الخلاف في التسمية في أول الوضوء، ولو قيل بمشروعيتها لكانت التسمية في أوله كافية؛ لأنه فعل واحد، كما يسمي الإنسان حين يأكل في أول الأكل، ولا يشرع له أن يسمي على كل لقمة يرفعها إلى فيه.
المبحث الرابع: في حكم قراءة سورة القدر بعد الوضوء:
سئل ابن حجر الهيتمي عن حديث: ((من قرأ في أثر وضوئه: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) مرة واحدة، كان من الصديقين، ومن قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء، ومن قرأها ثلاثًا حشره الله محشر الأنبياء)) من رواه؟
(فأجاب) بقوله: رواه الديلمي، وفي سنده مجهول، والله أعلم[20].

__________________
[1] انظر في مذهب الحنفية: بدائع الصنائع (1/24)، الفتاوى الهندية (1/8)، حاشية ابن عابدين (1/127).
وفي مذهب المالكية: الخرشي (1/139)، الفواكه الدواني (1/144).
وفي مذهب الشافعية: المجموع (1/481)، تحفة المحتاج (1/238).
وفي مذهب الحنابلة: المغني (1/94)، الإنصاف (1/165)، مطالب أولي النهى (1/120).
[2] مسلم (234).
[3] تبيين الحقائق (1/7)، درر الحكام شرح غرر الأحكام (1/12)، الفتاوى الهندية (1/8)، المجموع (1/482)، والمغني (1/95)، إعلام الموقعين (1/267).
[4] سنن الترمذي (55).
[5] انفرد زيد بن الحباب بهذه الزيادة، عن معاوية بن صالح، وقد خالف زيد بن الحباب من هو أوثق منه في هذا الحديث سندًا ومتنًا، وإليك تخريج الحديث؛ ليتبين لك وجه المخالفة في السند والمتن:
هذا الحديث مداره على معاوية بن صالح، ويرويه معاوية عن ثلاثة شيوخ له:
أبي عثمان، وربيعة بن يزيد، وعبدالوهاب بن بخت.
أما رواية معاوية بن صالح عن أبي عثمان، فلم يختلف عليه فيه، فقد رواه معاوية، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر به.
رواها أحمد (4/153)، ومسلم (67- 234) من طريق عبدالرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير به.
وأخرجه أبو داود (169) من طريق ابن وهب، قال: سمعت معاوية بن صالح يحدث عن أبي عثمان به. ومن طريق ابن وهب أخرجه ابن حبان (1050).
وأخرجه أحمد (4/145، 164) ومن طريقه البيهقي (1/78) من طريق ليث، عن معاوية، عن أبي عثمان به.
وأبو عثمان هذا اختلف في اسمه، فجاء في الميزان (4/250): أبو عثمان، عن جبير بن نفير، لا يدرى من هو؟
وفي العلل للدارقطني (2/114): هو الأصبحي.
وفي التقريب: شيخ لربيعة بن يزيد الدمشقي، قيل: هو سعيد بن هانئ الخولاني (وهو ثقة).
وقيل: حرز بن عثمان (وهو ثقة ثبت)، وإلا فمقبول. ا. هـ
وقد أخرج له مسلم متابعة.
وأما رواية معاوية بن صالح، عن عبدالوهاب بن بخت فكذلك لم يختلف عليه فيه:
رواه أحمد (4/145، 146) من طريق ليث، عن معاوية بن صالح، عن عبدالوهاب بن بخت، عن الليث بن سليم الجهني، عن عقبة بن عامر.
وأخرجه البيهقي (1/78) من طريق أحمد بن حنبل، حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن عبدالوهاب بن بخت به.
وعبدالوهاب بن بخت ثقة، لكن الليث بن سليم الجهني جاء في تعجيل المنفعة (ص: 234): الليث بن سليم الجهني عن عقبة بن عامر، وعنه عبدالوهاب بن بخت مجهول. ا. هـ
وأما رواية معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد، ففيها اختلاف: فرواه ابن وهب، كما في رواية أبي داود (169) وابن حبان (1050).
وعبدالرحمن بن مهدي، كما في رواية أحمد (4/153)، ومسلم (234).
والليث بن سعد، كما في مسند أحمد (4/145، 146).
وعبدالله بن صالح الجهني، كما في رواية البيهقي (1/78)، أربعتهم رووه عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر به.
ورواه زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، واختلف عليه في إسناده ومتنه: أما المخالفة في الإسناد، فقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة، كما في المصنف (1/3)، ومن طريقه مسلم (234)، والبيهقي (1/78).
ومحمد بن علي بن حرب المروزي، وموسى بن عبدالرحمن المسروقي، كما في رواية النسائي (147، 151)، ثلاثتهم عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة، عن أبي إدريس الخولاني، عن جبير بن نفير، عن عقبة به، فجعل بين أبي إدريس وبين عقبة بن عامر جعل جبير بن نفير.
فخالف زيد بن الحباب ثلاثة أئمة، كل واحد منهم لا يوزن به ولا يقاربه: منهم الإمام عبدالرحمن بن مهدي، الذي قال فيه الحافظ في التقريب: ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، قال ابن المديني: ما رأيت أعلم منه.
ومنهم الليث بن سعد، قال عنه الحافظ في التقريب: ثقة ثبت فقيه إمام مشهور.
ومنهم عبدالله بن وهب، قال فيه الحافظ: ثقة حافظ عابد.
بينما الذي خالفهم زيد بن الحباب، قال فيه في التقريب: صدوق يخطئ في حديث الثوري.
كما أن في رواية زيد بن الحباب اختلافًا آخر، فقد رواه جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي، حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر، وهذا قد خالف في إسناده ومتنه؛ أما إسناده فجعل الحديث يرويه أبو إدريس وأبو عثمان عن عمر، والمحفوظ أنه من رواية أبي إدريس عن عقبة، ومن رواية أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة.
وأما المخالفة في المتن فزاد فيه: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"، تفرد بها عن زيد بن الحباب جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي، وهو صدوق، وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة، كما في المصنف وصحيح مسلم.
ومحمد بن علي بن حرب المروزي وموسى بن عبدالرحمن المسروقي، كما في سنن النسائي، وهؤلاء ثقات، رووه عن زيد بن الحباب دون هذه الزيادة.
كما أن جعفر بن محمد خالف جميع من رواه عن معاوية بن صالح؛ كالليث بن سعد، وابن مهدي، وابن وهب، مما يجعل الباحث يجزم بشذوذ هذه اللفظة في هذا الحديث، والله أعلم.
قال أبو عيسى الترمذي: حديث عمر قد خولف زيد بن حباب في هذا الحديث، قال: وروى عبدالله بن صالح وغيره، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عقبة بن عامر، عن عمر، وعن ربيعة، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عمر، وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب كبير شيء، قال محمد: وأبو إدريس لم يسمع من عمر شيئًا. ا. هـ.
ولحديث عمر طرق أخرى غير طريق معاوية بن صالح، فقد أخرجه عبدالرزاق (142) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبدالله بن عطاء، عن عقبة بن عامر الجهني به، إلا أنه قال: "من توضأ، فأسبغ الوضوء، ثم قام فصلى صلاة يعلم ما يقول فيها حتى فرغ من صلاته، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فتحت له ثمانية أبواب من الجنة يدخل من أيها شاء".
فجعل الذكر يقال بعد فراغه من الصلاة، والمعروف أنه يقال بعد فراغه من الوضوء.
كما أن عبدالله بن عطاء لم ير عقبة بن عامر، انظر الثقات (5/33).
ورواه ابن ماجه (470) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق به. بلفظ: ما من مسلم يتوضأ، فيحسن الوضوء ثم يقول:... وذكر الحديث.
والحديث له علة ذكرها أهل الجرح والتعديل، وقد ساقها الإمام البخاري في كتابه التاريخ الصغير (ص: 162)، ونصه: حدثني أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، قال: سألت أبا إسحاق عن عبدالله بن عطاء الذي روى عن عقبة: كنا نتناوب رعية الإبل، قال: شيخ من أهل الطائف حدثنيه. قال شعبة: فلقيت عبدالله، فقلت: سمعته من عقبة؟ فقال: لا، حدثنيه سعد بن إبراهيم، فسألته - يعني: سعد بن إبراهيم - فقال: حدثني زياد بن مخراق، فلقيت زيادًا فقال: حدثني رجل عن شهر بن حوشب. اهـ فرجع الحديث إلى شهر بن حوشب، وشهر فيه مقال مشهور، كما أن بين شهر وزياد رجلاً مبهمًا. وانظر الكامل لابن عدي (4/168).
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1008) واقتصر منه على ما سمع عقبة دون ما سمع عمر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن زياد بن مخراق، عن شهر بن حوشب، عن عقبة بن عامر به.
وله شاهد من حديث ثوبان عند الطبراني في الأوسط (4895)، قال: حدثنا عيسى بن محمد السمسار، قال: حدثنا أحمد بن سهل الوراق، قال: حدثنا مسور بن مورع العنبري، قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد:
عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من دعا بوضوئه، فساعة يخلو من وضوئه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين... )) الحديث.
وهذا الإسناد ضعيف؛ فيه عيسى بن محمد السمسار، ومسور بن مورع العنبري، لم أجد لهما ترجمة، وفيه أحمد بن سهيل الوراق له ترجمة في اللسان (1/291)، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال فيه أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير. فالسند ضعيف.
وله متابع عند الطبراني في الكبير (1441) وتاريخ بغداد (5/269) من طريق أبي سعد البقال عن أبي سلمة، عن ثوبان. وفيه أبو سعد البقال، وهو ضعيف.
انظر لمراجعة طرقه: أطراف المسند (4/350)، تحفة الأشراف (9914)، إتحاف المهرة (13862، 15705).
[6] المغني (1/94)، الإنصاف (1/165).
[7] المسند (1/19).
[8] تفرد بها ابن عم أبي عقيل، عن عقبة، وهو مجهول.
والحديث أخرجه أبو داود (170)، والدارمي (716)، وأبو يعلى (180)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (84)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (31) من طريق عبدالله بن يزيد المقرئ به.
انظر: أطراف المسند (4/378)، تحفة الأشراف (9974)، إتحاف المهرة (13968).
[9] صحيح البخاري (6215).
[10] سنن الترمذي (3436).
[11] في إسناده إبراهيم بن الفضل، وهو ضعيف، جاء في ترجمته:
قال أحمد بن حنبل: ليس بقوي في الحديث، ضعيف الحديث. الجرح والتعديل (2/122).
وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء. المرجع السابق.
وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، منكر الحديث. المرجع السابق.
وقال أبو زرعة: مديني ضعيف. المرجع السابق.
[12] هذا الحديث أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9909) والحاكم في المستدرك (1/564)، والنسائي في عمل اليوم والليلة كما في التحفة (3/447)، والطبراني في الأوسط (1478) وفي مجمع البحرين (428)، والبيهقي في شعب الإيمان (2754) من طريق يحيى بن كثير، عن شعبة، عن أبي هاشم الرماني، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا.
وتابع عبدالصمد يحيى في رفعه، فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2754) من طريق عبدالصمد، ثنا شعبة به مرفوعًا.
قال النسائي: هذا خطأ، والصواب موقوف، خالفه محمد بن جعفر فوقفه.
قلت: محمد بن جعفر (غندر) من أثبت أصحاب شعبة.
فقد أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10789) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة به موقوفًا.
وقال الطبراني: لم يروه عن شعبة إلا يحيى. يقصد مرفوعًا.
وتابع معاذ بن معاذ محمد بن جعفر في وقفه، فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2754) من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة به موقوفًا.
ورواه الثوري، عن أبي هاشم، واختلف على الثوري:
فرواه ابن مهدي، كما في سنن النسائي الكبرى (10790)، ومستدرك الحاكم (1/565).
وعبدالرزاق، كما في المصنف (730).
وابن المبارك، كما في رواية النسائي في اليوم والليلة، انظر تحفة الأشراف (3/447).
وقبيصة بن عقبة، كما في شعب الإيمان (3038) كلهم رووه عن سفيان، عن أبي هاشم به موقوفًا.
وخالفهم يوسف بن أسباط، فرواه عن سفيان به مرفوعًا كما في رواية ابن السني في عمل اليوم والليلة (28)، وكما في النكت الظراف (3/447)، ويوسف بن أسباط له ترجمة في الجرح والتعديل (9/218) قال أبو حاتم: كان رجلاً عابدًا دفن كتبه، وهو يغلط كثيرًا، وهو رجل صالح لا يحتج بحديثه.
ورواه هشيم، واختلف عليه فيه: فرواه نعيم بن حماد، عن هشيم، عن أبي هاشم به مرفوعًا، أخرجه الحاكم (2/399) والبيهقي (4/530).
وتابعه خالد بن يزيد عند البيهقي في شعب الإيمان (3039)، فرواه عن هشيم مرفوعًا.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (2444) من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم به مرفوعًا. قال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوف، ورواه نعيم بن حماد عن هشيم فرفعه. ا. هـ.
وكذلك رواه الدارمي (3407) عن أبي النعمان (عارم) عن هشيم به، فوقفه.
وذكر الحافظ في النكت الظراف (3/447): بأن قيس بن الربيع رواه عن أبي هاشم به مرفوعًا. وقيس بن الربيع صدوق تغير حفظه لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. قاله الحافظ في التقريب.
فالموقوف أرجح من المرفوع كما قال النسائي عليه رحمة الله، ولكن هذا الموقوف له حكم الرفع؛ لأن مثله لا يقال بالرأي. قال الحافظ في النكت: ومثله لا يقال بالرأي؛ فله حكم الرفع. ا. هـ.
[13] تبيين الحقائق (1/7)، وبدائع الصنائع (1/23).
[14] (1/137).
[15] قال الحافظ في التلخيص (1/137): قال الرافعي: ورد بها الأثر عن الصالحين. قال النووي في الروضة: هذا الدعاء لا أصل له، ولم يذكره الشافعي والجمهور. وقال في شرح المهذب: لم يذكره المتقدمون. وقال ابن الصلاح: لم يصح فيه حديث. قلت - يعني: الحافظ -: روي فيه عن علي، من طرق ضعيفة جدًّا، أوردها المستغفري في الدعوات، وابن عساكر في أماليه، وهو من رواية أحمد بن مصعب المروزي، عن حبيب بن أبي حبيب الشيباني، عن أبي إسحاق السبيعي، عن علي، وفي إسناده من لا يعرف، ورواه صاحب مسند الفردوس من طريق أبي زرعة الرازي، عن أحمد بن عبدالله بن داود، حدثنا محمود بن العباس، حدثنا المغيث بن بديل، عن خارجة بن مصعب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن علي نحوه.
ورواه ابن حبان في الضعفاء، من حديث أنس نحو هذا، وفيه (عباد) بن صهيب، وهو متروك، وروى المستغفري من حديث البراء بن عازب، وليس بطوله، وإسناده واهٍ.
[16] الخرشي (1/139).
[17] البحر الرائق (1/31)، تبيين الحقائق (1/7)، حاشية ابن عابدين (1/127).

[18] انظر حاشية ابن عابدين (1/128)، والمجموع (1/483).
[19] حاشية ابن عابدين (1/127).
[20] الفتاوى الفقهية الكبرى (1/59، 60).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.18 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]