الصفح والتسامح بين الناس - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2021, 09:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الصفح والتسامح بين الناس

الصفح والتسامح بين الناس


عبد الله بن محمد الطيار



يجب على المسلمين عامة، والعلماءِ والدُّعاةِ والمصلحين منهم خاصة - أن يُسْدوا النصحَ لبعضهم بالطريقة الشرعية المقبولة، وذلك خيرٌ للمجتمع وأصلَح لِشؤونه، فبذلك تتبدَّد الظُّلمة، وتزول الفرقة، ويخرج المنافقون مِن المجتمع، وتجتمع كلمةُ المسلمين على الحق؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ما رأيتُ رجلًا أوليتُه معروفًا إلا أضاء ما بيني وبينه، ولا رأيتُ رجلًا أوليتُه سوءًا إلا أَظْلَمَ ما بيني وبينه".

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يحلُّ لامرئٍ مسلمٍ يسمع كلمةً مِن أخيه المسلم، أو عن أخيه المسلم - أنْ يَظُنَّ بها سوءًا وهو يجد لها في الخير محملًا".

ما دامت الكلمةُ تَحمل طوايا الخيرِ في ثناياها، فلماذا نُسيء بصاحبها الظنَّ، ونحملها على غير ما ينبغي، وفرقٌ بين مَن يفعل ذلك بقصد سوء النية، وحبِّ أَذِيَّة الخَلْق، وبين مَن يُبَيِّن العيبَ للآخرين بهدف النصيحة، وعدم الاغترار بالشخص؛ كما فعل سلَف الأمَّة في باب الجرح والتعديل.

هناك فرقٌ بين مَن يَبْذر الإساءاتِ في طريق المسلمين لِيُسيء بها إليهم؛ لأنه لم يَعرف إلا السخط والضيق، وبين مَن يَنصح للمسلمين ببيانِ عيوبِ فلان وفلان، لا على سبيل التنقُّص والازدراء، وإنما لكشْف الحال وبيان المقام، لا حُبًّا في الظهور، ولا رغبةً في الانتقام ولا تَشَفِّيًا، وإنما نُصْحًا لله ولرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم وللمؤمنين.

هناك رؤيةٌ قاصرةٌ تنظُر بنصْف عينٍ فقط، وفي ضوء هذه الرؤية القاصِرة تنساق النفسُ إلى الجدل واللجاجة، فتقع في المحظور الشرعي الذي تجنَّبَه العلماء، وجعلوا بينهم وبينه سدًّا حاجزًا، وبَوْنًا بعيدًا.

وهذا هو الحسَنُ البصري وقد قيل له: نجادلك، فقال: لستُ في شكٍّ مِن ديني، وكان الإمامُ أحمدُ رحمه الله لا يَعْدِل بالسلامة شيئًا، فليكُن شعارنا التسامُح والعفو والصفح، ومحبة الآخرين وعدم الخوض فيما لا ينفع؛ لِننالَ رضوانَ الله، ونكُون مِن السائرين على درب الصالحين، فلا يُسوَّغ لمسلمٍ أنْ يَتَّهِم مسلمًا دون دليل، أو أن يَنْقُل عن أحد دُون تثبُّت، أو أن يحمِّل الكلامَ غير ما يحتمِل، أو أن نحكم على الآخرين دون وقوف على أفعالهم، أو سماعٍ لأقوالهم، أو اطِّلاع على كتاباتهم.

إن الله جل وعلا يحاسب الناسَ على أعمالهم؛ خيرها وشرها، فمَن ثقُل خيْرُه فله الثواب، ومَن ثقُل شرُّه فعليه العقاب، ولكنَّ بعضَ الناسِ لا يرى إلا الخطأ، ولا يتعامل إلا به دون نصيحة أو توجيه.

إننا بحاجة أن نلجم ألسنَتَنَا، فلا نخوض فيما لا فائدة فيه؛ لأن كل كلمة تصْدر منَّا سنُحاسَب عليها، وخيرٌ لنا الأدبُ مع الآخرين، ورعاية حقوقهم، ولم تزل قلَّة الإنصاف قاطعةً بين الأنام، وإن كانوا ذوي رَحِم؛ لقد شبَّه الرسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم المؤمنَ في تعاوُنه مع أخيه بالبُنيان، فقال: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيان، يَشُدُّ بعضُه بعضًا»، والبنيان لا يزال متماسكًا رفيعًا منيعًا ما دامَت أجزاؤه سليمةً مِن العطب، أما إذا دبَّ إليها الفساد، ونخرت في أعوادها الأكَلَة، فإنه لا يلبث أن ينهار، ثم يُصبح عُرضةً للرياح، والبناءُ القويُّ الشامخ هو الذي يَصمُد أمام الرياح العاتية، وتتحطم عليه ضربات الخصوم.

عجيبٌ أمرُ فئةٍ من الناس إذا أحبوا شخصًا أسرفوا في مدحه، وبالغوا في رفع شأنه، وتناسَوا عثراته، بل لا يسمحون للآخرين بذكْرها، حتى ولو كانت مثلَ الجبال، بل ولو كانت تمسُّ المعتقدَ، وهم يَسِيرون على قاعدةِ عَيْنِ الرضا على حد قول القائل:
وعَيْنُ الرِّضَا عن كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ

وإذا قلتَ لهم: إن هذه أخطاء يجب أن نُبيِّنها للناس؛ لئلا ينخدعوا، قالوا: هذه الأخطاء لا تساوي شيئًا في ميزان حسناتِ هذا الشخص.

سبحان الله! وهل أصبَح منهجُ الموازنةِ هو كل شيء، إذًا لماذا أفرَد السلَفُ كُتبًا تَبْلُغ عشراتِ المجلدات؛ لنقْد الرجال والحُكْم عليهم؟! أليس ذلك مِن الدِّين؟! أليسوا يتقرَّبون بذلك إلى الله؟! أم أن المعاصرين لنا أرفَعً قَدْرًا مِن أولئك؟!

حقًّا لقد اختلَّت الموازينُ عند كثير من الناس، وغاب الوعي الشرعي عنهم؛ بسبب قشورِ الثقافةِ، وسطحية التفكير، والولاء للمناهج والأشخاص.

إن الذي نرفُضه ونردُّه هو أذية الآخرين، والتقوُّل عليهم، وتحميل كلامهم ما لا يُحْتَمل.

أما بيانُ العيوبِ، ونقْد الآخرين بما فيهم، وبيانُ عيوبِ المناهجِ والأشخاصِ، فهذا مِن الدِّين الذي يُؤْجَر المسلمُ عليه إن شاء اللهُ؛ ما دام لا يَستَهدف مِن وراء ذلك أذية أو انتقامًا أو تشفِّيًا، وهذا ما كان عليه حال سلَف الأمَّة، رَزَقَنا اللهُ حُسْن اتِّباعِهم، ووفَّقنا لسلوك طريقهم، وكفانا الله شرَّ أنفُسِنا والشيطان.


وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.77 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]