سلسلة خطب الدار الآخرة (8) بقية الآيات الكبرى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850999 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386988 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 225 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60077 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 848 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-11-2021, 05:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي سلسلة خطب الدار الآخرة (8) بقية الآيات الكبرى

سلسلة خطب الدار الآخرة (8) بقية الآيات الكبرى
الشيخ عبدالله محمد الطوالة



الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ دبَّرَ بحكمته شؤونَ العبادِ، وأوضحَ برحمته سبيلَ الرشادِ، وقهرَ بحُجَّته أهلَ الزيغِ والعنادِ، ﴿ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الرعد: 33].. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، تنزَّهَ عن الأشباهِ والأضداد والأندادِ، ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].. وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ، ومصطفاهُ وخليلهُ؛ من إذا ذُكرَ العُبَّادُ فهو أعبَدُهم، وإذا أُشِيدَ بالعلماء فهو أعلَمُهم، وإذا أُثنيَ على الشُّجعان فهو أشجَعُهم، وإذا عُظِّمَ الرؤساءُ فهو أعظَمُهم، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابهِ وتابعيهِ.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، فلا عزَّ أرفعُ من التقوى، ولا زينَة أجملُ من العقل، ولا كنزَ أنفعُ من العلم، ولا قرِينَ شرُّ من الجهلِ، ولا عيبَ أسوءُ منَ الكَذِب، ولا غـائبَ أقـربُ من الموت، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282].

معاشر المؤمنين الكرام: هذه هي الحلقةُ الثامنةُ من سلسلةِ دروسِ الدارِ الآخرة، وكنَّا قد تحدثنا في الحلقة الماضيةِ عن أولِ ثلاثِ آياتٍ من أشراطِ الساعةِ الكبرى، وهي الأعورُ الدجال، الفتنةُ الأكبرُ والأخطرُ على الإطلاق، ونزولُ عيسى عليه السلام، ليقتُلَهُ ويحكمَ بالعدل، وخروجُ يأجوجَ ومأجوجَ بأعدادِهم الهائلةِ جدًّا التي لا قِبَلَ لأحدٍ بها، وموتُهم بالنَّغفِ في رقابهم بعدَ أن دعا عليهم نبيُّ اللهِ عيسى عليه السلام.. ثم يعمُّ السلامُ ولا يبقي إلا الإسلام، وتكونُ الكلمةُ واحدةً، وتضعُ الحربُ أوزارَها، وتحلُّ البركةُ في الأرض، وبعد أن يحكمَ عيسى عليه السلامُ أربعينَ سنةً، يموتُ ويُصلى عليه ويدفن، ثم يعقبهُ رجلٌ صالحٌ يسيرُ على هديه، ثم تأخذُ الأمورُ من بعدهِ بالتَّدهور والخراب، وينتشرُ الضلال والفساد شيئًا فشيئًا.. ثم تبدأُ بقيةُ الآياتِ الكبرى بالظهور تباعًا.

وليس هناك ترتيبٌ مؤكدٌ لخروجها، لكن المتأمِّل يخمن أن تكون آية الدخان هي من يظهرُ قبل غيرها.. يقولُ الحقُّ جلَّ وعلا: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الدخان: 10، 11]، فهي إذًا آيةٌ عظيمةٌ، ظاهرةٌ بينة، وهي كما جاء في الحديث الصحيح من الآيات العشرِ الكبرى، فهي آيةٌ عامة، يصل أثرها لأهل الأرض جميعًا؛ لقوله تعالى: ﴿ يَغْشَى النَّاسَ ﴾، وهي نوعٌ من العذاب الشديد، لم يرد له تفسيرٌ محدد؛ لقوله تعالى: ﴿ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾، وإن كان جاءَ في الأثر: أنها تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يجد المؤمن منهُ إلا كالزكمة، وأما الكافرُ فتثقبُ مسامعه.

ولا شك أن هذه الآيةَ العظيمةَ ستقعُ بعد موتِ عيسى عليه السلام، وبعدَ أن يضعُفَ الإسلامُ، وينتشر الضلال والشرك، وبعد وقوعها سيعودُ النَّاسُ إلى ربهم، ويُعلِنون توبتهم، فيكشفُ الله العذابَ عنهم، لكنهم سُرعانَ ما يعودونَ لضلالهم وغيِّهم، قال تعالى في الآية بعدها: ﴿ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴾ [الدخان: 15]، وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، وَخُوَيصَّةَ أَحَدِكُمْ))، ووردت أخبارٌ عن تفاصيل هذا الدخان كلَوْنِه، ومدة بقائه، وما يفعله بالنَّاس، ولكنها أخبارٌ لا تصح.

ومن الآيات الكبرى: طلوعُ الشمسِ من مغربها، وهي أعظمُ الآياتِ وأكبرها، فلا يراها أحدٌ من الناس إلا آمن.. ففي صحيح البخاري: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ فَرَآها النَّاسُ آمَنُوا أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ: ﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾ [الأنعام: 158]، فطلوعُ الشمسِ من مغربها هو أولُ الآياتِ الكبرى المؤذنةِ بتغير أحوالِ العالم، ومقدمةٌ لقيامِ الساعةِ، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 84، 85].

وفي صحيح مُسلم: قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا))، وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ إذا خَرَجْنَ لا يَنفعُ نفسًا إيمانُها لمْ تَكُنْ آمَنَتْ من قبلُ أو كَسبَتْ في إيمانِها خيرًا: طُلوعُ الشمسِ من مَغرِبِها، والدَّجَّالُ، ودابَّةُ الأرضِ))، قال الإمام ابن كثير: "فهذا دليلٌ على أن من أحدثَ إيمانًا أو توبةً بعد طلوعِ الشمسِ من مغربها لا تُقبلُ منه".


ومن آيات الساعةِ الكبرى المرتبطةِ بطلوع الشمسِ من مغربها: خروجُ دابَّةِ الأرض، ففي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أوَّلَ الآياتِ خُروجًا طلوعُ الشَّمسِ من مغربِها أو الدَّابَّةُ على النَّاسِ ضُحًى، فأيَّتُهما كانت قبل صاحبتِها، فالأخرَى على أثرِها))؛ فآيةُ الدابةِ من الآيات الكبرى التي يعمُّ أثرها جميعَ الناس، وهي ثابتةٌ في الكتابِ والسنة، وهي مخلوقٌ مهولٌ، فريدةٌ في شكلها، وفي فعلها، وتعتبرُ من خوارق العادات، غيرِ المألوفةِ عند الناس؛ ولذلك ستحدثُ أثرًا بالغًا عند ظهورها.. ولم يثبت في وصفها أو مكانِ خروجها أو مُدةِ مُكثها حديثٌ صحيح، لكنها كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82]، فهي دابةٌ عظيمةٌ تخرجُ من الأرض، تُكلم الناس؛ أي: تخاطبهم بكلامٍ مسموعٍ مفهوم، وهي كذلك تَكْلُمُهم أي تجرحُهم وتَسِمُهم وسمًا على وجوهِهم، وسمًا يميزُ المؤمنَ من الكافر، وفي الأثرِ أنَّها تسِمُ أنف الكافر، وتجلو وجه المؤمن، حتى يتنادى الناس بيا مؤمن أو يا كافر.. قال صلى الله عليه وسلم: ((تَخرُجُ الدَّابَّةُ فتَسِمُ النَّاسَ على خَراطيمِهم))؛ صححه الألباني.. قال ابن حجر رحمه الله: طلوع الشمسِ من مغربها يسدُّ بابَ التوبة، فتجيءُ الدابةُ فتميزُ بين المؤمن والكافر، تكميلًا للمقصود من إغلاق باب التوبة، والله أعلم.

ومن علامات الساعة شبه الكبرى: رفعُ المصاحفِ واختفاءُ الإسلام، ففي حديثٍ صححه الإمام الألباني، قال صلى الله عليه وسلم: ((يَدْرُسُ الإسلامُ كما يَدرُسُ وَشْيُ الثَّوبِ، حتَّى لا يُدْرَى ما صِيامٌ، ولا صَلاةٌ، ولا نُسُكٌ، ولا صدَقةٌ، ولَيُسْرَى على كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ في ليلةٍ، فلا يَبْقى في الأرضِ مِنه آيةٌ، وتَبْقى طوائفُ مِن النَّاسِ: الشَّيخُ الكبيرُ والعَجوزُ يَقولون: أدرَكْنا آباءَنا على هذه الكلمةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ فنحنُ نَقولُها))، وفي حديثٍ موقوفٍ على الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "لَيُسْرَيَنَّ عَلَى الْقُرْآنِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلا يُتْرَكُ آيَةٌ فِي مُصْحَفٍ وَلا فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلا رُفِعَتْ".. ثم قرأ قول الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 86]، والحديثُ له حكم الرفع؛ لأنه من الغيبيات.. وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "يُسرى به في آخر الزمان من المصاحف والصدور، فلا يبقى في الصدور منه كلمة، ولا في المصاحف منه حرف".

ومن علامات الساعة شبه الكبرى: عودة الشرك وعبادة الأوثان، ففي حديثٍ صححه الألباني، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تقومُ الساعةُ حتى تلحقَ قبائلُ من أمَّتي بالمشركينَ، وحتى يعبدوا الأوثان))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى لا يقالَ في الأرضِ: لا إله إلا اللَّهُ))؛ صححه الألباني.. وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ والْعُزَّى))، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33] أنَّ ذلكَ تامًّا! قالَ: ((إنَّه سَيَكونُ مِن ذلكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَن في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ، فَيَبْقَى مَن لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ))؛ رواه مسلم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الزخرف: 48].

فبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

الحمد لله كثيرًا كثيرًا، والصلاة والسلام على المبعوث بالحق بشيرًا ونذيرًا..
أما بعد، فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله.

معاشر المؤمنين الكرام: ومن علامات الساعة شبه الكبرى: ريحٌ لينة تقبضُ أرواح المؤمنين، ففي صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثم يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا كَرِيحِ المِسْكِ مَسُّهَا مَسُّ الحَرِيرِ، فلا تَتْرُكُ نَفْسًا في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ الإيمَانِ إلَّا قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عليهم تَقُومُ السَّاعَةُ))، وفي رواية: ((فبينما هُمْ كذلِكَ إذ بعَثَ اللهُ ريحًا طيبَةً فتأخُذُهُمْ تَحَتَ آباطِهِم، فتَقْبضُ روحَ كلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلمٍ، ويبقى شرارُ الناسِ يتهارجونَ فيها تَهارُجَ الحمُرِ، فعليْهِم تقومُ الساعَةُ)).

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثم يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا باردةً من قِبَلِ الشامِ، فلا يَبْقَى على وجهِ الأرضِ أحدٌ في قلبِه مِثْقالُ ذَرَّةٍ من إيمانِ إلا قَبَضَتْهُ، حتى لو أنَّ أحدَكم دخل في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عليه حتى تَقْبِضَه))؛ صححه الألباني.

ومن علامات الساعة شبه الكبرى: هدمُ الكعبة الشريفة، ففي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرِّبُ الكعبةَ ذو السُّوَيْقتينِ منَ الحبَشةِ))، وفي صحيح البخاري، قال صلى الله عليه وسلم: ((كأنِّي أنظُرُ إليه أسودَ أفحَجَ يقلعُها حَجَرًا حَجَرًا)) يعني الكعبةَ.

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: قال صلى الله عليه وسلم: ((اسْتمتعوا من هذا البيتِ؛ فإنَّه قد هُدِمَ مرتينِ، ويُرْفَعُ في الثالثةِ))، والحديث صححهُ الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: ((تأتي الحبَشةُ فيُخرِّبونَهُ خرابًا لا يُعمَرُ بعدَهُ أبدًا، وَهُمُ الَّذينَ يستخرِجونَ كنزَهُ))، والحديث صححه الألباني.

ومن علامات الساعة شبه الكبرى: نفي المدينة لشرارها ثم خرابها.. ففي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَنْفِيَ المَدِينَةُ شِرَارَهَا، كما يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ))، قال الإمام النووي: الأظهر أنه في زمن الدجال.

وفي البخاري، قال صلى الله عليه وسلم: ((ليسَ مِن بَلَدٍ إلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إلَّا مَكَّةَ والمَدِينَةَ؛ ليسَ له مِن نِقَابِهَا نَقْبٌ إلَّا عليه المَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ ومُنَافِقٍ)).

وفي البخاري: يقولُ أبو هريرة رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ علَى خَيْرِ ما كَانَتْ، لا يَغْشَاهَا إلَّا العَوَاف - يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ والطَّيْرِ - وآخِرُ مَن يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِن مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ المَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ بغَنَمِهِما، فَيَجِدَانِهَا وحْشًا، حتَّى إذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الوَدَاعِ، خَرَّا علَى وُجُوهِهِمَا)).

ومن آيات الساعةِ الكبرى: الخسوف الثلاثة؛ خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وهي التي وردت في حديث الآيات الكبرى، ومن الأحاديث الواردة حولها يستشعرُ المتأمِّلُ أنها من آخر الآيات ظهورًا.. ومعنى الخسف الغوص في الأرض، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾ [القصص: 81]، وقال تعالى: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل: 45].

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيكون بعدي خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ في جزيرة العرب))، قلت: يا رسول الله، أيخسف بالأرض وفيها الصالحون؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أكثر أهلها الخبث)).


وهذه الخسوف العظيمة غير الخسف الخاص بالجيش الذي يُبعث لمطاردة المهدي في أول ظهوره فيخسفُ به قرب المدينة.. والله أعلم بالصواب.

أيها الأحبة الكرام: تبقى من كل العلامات والآيات الآيةُ الأخيرة، وهي نارٌ تخرج من عدن تسوقُ الناسَ إلى محشرهم، وهذا ما سنتحدثُ عنه في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.

فيا بن آدم، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان..

اللهم صلِّ على محمد...






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.70 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]