|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الفنان الصغير (قصة للأطفال)
الفنان الصغير (قصة للأطفال) أسعد الديري ذاتَ صباحٍ رائقٍ وجميلٍ، قالَ لي والدي: • لماذا يا ياسر لا تأخذ علبةَ الألوان ودفترَ الرسم وتذهب إلى مزرعةِ جدِّك؛ فأنتَ فنانٌ وتحتاجُ لكي تبدع في الرسمِ إلى رؤيةِ الطبيعةِ عن قربٍ؟! وضعتُ دفترَ الرسم وعلبةَ الألوانِ في الحقيبةِ، واستأذنتُ أمِّي وأبي في الذهابِ إلى مزرعةِ جدِّي. وافقَ والداي على ذهابي شرطَ أن أعودَ في وقتٍ مبكر. وما أن وصلتُ حتَّى وجدتُ جدِّي أمامَ باب المزرعةِ يُرحِّبُ بي. دخلتُ المزرعةَ وجلستُ في ركنٍ أستطيعُ من خلالهِ أن أستمتعَ برؤيةِ الحيواناتِ التي يَملكها جدِّي والتي كانت تسرحُ وتمرحُ أمامي. أخرجتُ دفترَ الرسمِ وعلبةَ الألوانِ من الحقيبةِ، وبدأتُ الرسمَ. أذكر أنني رسمتُ حصانًا جامحًا يجوبُ الفضاءَ بخفةٍ ورشاقةٍ، وخلفه أرنبٌ أبيضُ يعدو فوق قِطَعِ الغيمِ المتناثرةِ هنا وهناك، وشمسًا مُشرقةً تنيرُ الكونَ بأشعتها الذهبيةِ، وأزهارًا جميلةً.. زركشتُ بها اللوحةَ حتى غدت رائعة، وبعد أن أنجزتُ اللوحةَ شعرتُ بالتعبِ، فغفوتُ قليلاً.. ولم أصحُ إلا على صوتِ جدِّي وهو يُوقظني ويقولُ: لقد تأخرتَ يا ياسر، اذهب إلى البيتِ قبل أن تغيبَ الشمسُ. حملتُ حقيبتي وذهبتُ، وحين وصلتُ إلى البيتِ بحثتُ عن اللوحةِ فلم أجدها في دفترِ الرسمِ، فقلت في نفسي: ربَّما هربتِ الحيواناتُ التي رسمتُها من الدفتر! وحدثَ - بعد عدة أيام - أن قمتُ بزيارةِ جدِّي برفقةِ أمِّي وأبي فوجدتُ اللوحةَ معلقةً على الحائطِ في وسطِ الغرفةِ، وقد وضعها جدِّي ضمن إطارٍ أنيقٍ. وبينما كنت أنظر إلى اللوحة بدهشة نادى جدي أبي وأمي وقال لهما: انظرا إلى تلك اللوحة الجميلة، إنها لوحة الفنان ياسر! وكم شعرت بالسعادة والفرح حين تقدَّم مني جدِّي وربَّتَ على كتفي.. وهو يقولُ: إنك فنانٌ ماهرٌ يا ياسر!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |