ألوان الفاجعة (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         لماذا يكذب الأطفال؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 16813 )           »          وأنت تقرأ القرآن أو تسمعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشيخوخة وتأثيرها على عملية التعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدعـــاة وأزمـــة التفاهــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إلى الدعاة المخلصين…لا تنازعوا فتفشلوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 391141 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856673 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-11-2021, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,981
الدولة : Egypt
افتراضي ألوان الفاجعة (قصة قصيرة)

ألوان الفاجعة (قصة قصيرة)
د. أسعد أحمد السعود





شارة الترصُّد:
وجد نفسه مقاتلًا لا يُشق له غبار، كان طالبًا بالمستوى الثالث في كلية الهندسة الزراعية، صار ذلك ماضيًا يدعو للسُّخرية، وليس ذلك فحسب، بل والاستهجان من حالٍ أصبحَت فيه القيَم - كل القيَم - تُهدر برصاصة رخيصة رعناء غادرة!
في ذلك الصَّباح المشؤوم، لم يجد أحدًا من أهله، أين أمه وأخواته البنات الثلاث؟ أين أخوه؟!
جاء ليطمئنَّ عليهم بعد طول غياب، لا أثَر لهم، ولا أحَد يعرف عنهم أيَّ ذِكر!
استنفر للبحث عنهم، وحتى رصيده وسُمْعته في (داعش) عجَزَا عن معرفة مكان اختفائهم!
اختلَط حزنه الشَّديد بأسفه بآلامِه، ولم يسعِفه أحد، كادت أن تخور قواه، لولا قَسوة التدريب الذي تلقَّاه وقوَّة الأعمال القتالية التي نفَّذها.

أصبح إنسانًا مغايرًا صلبًا، لا يهاب الموت، لكن فقد أمَّه وإخوته هكذا فجأة، وخاصة أخاه الأوحد الذي يَصغره بأربع سنين، أدخل اليأس في نفسه.

لم يكن ليعلم أو يتصوَّر أن تأتي ساعة لا يجد فيها أخاه أبدًا، وما كان ليعلم أن حبًّا بهذا الحجم يكنُّه في داخله، خاصَّة وقد تملَّكه إحساس هزَّ خلجات كيانه بأنه لن يراه ثانية.

جلس في زاويةٍ من جانب الجدار الخارجي للبيت الذي كان ملجأ مؤقتًا لأمِّه وإخوته، وأخذ يبكي بكاءً لم يعرفه منذ صغره، وكأنَّ الزمن عاد به إلى تلك الطفولة الهاربة والتي لم تَعد، كأنَّه سمع صوت أبيه يناديه:
لِم تَبكِ يا (رامز)؟

انتفض بكلِّ عزيمته واقفًا، ونظر يَمنةً ويَسرة، لكنَّه عاد إلى صحوته ولم يجد أحدًا والظلام يخيم على كلِّ شيء؛ إذ عادت إلى ذهنه صورة أبيه حينما قضى بطلقة قنَّاص مترصد، فحلَّت الفجيعة، وهامَت العائلة على تضاريس وجه الوطن، شاردة هاربة من تدمير همجي طال كلَّ شيء، إلى مصير ظلاميٍّ عاتم.

استلبَته ظروف قاهرة، وقدره أنه كان أكبر إخوته، حلَّ (ضيفًا) في أولها ليخضع لدورةٍ (مزعومة)، راجع نفسَه كثيرًا، من أجل أن ينقِذ أخاه وأخواته الثلاث من (حكم مجهول) كادوا يقعون في براثنه.

توقَّف كلُّ شيء، وانقطع كلُّ شيء، ومفترق الطرق أصبح حكاية مثاليَّة، بل أصبح وهمًا، فكل الطُّرق بحياة الناس في سوريا، غدَت نُذرَ فاجعة، ونبوءة مأساة، ومسلكها نفوذ ضياع!

تذكَّر وعده لأمِّه ولإخوته حين هربوا من تدمير الطَّيران الوحشي، أن يكونوا كما تركهم أبوهم؛ أسرة متكاتفة، لكن أول النُّذر كانت حين وقعوا في فخِّ سيطرة داعش، ولمَّا لم يكمِلوا طريقهم بعد! وكان من حالهم ما يراه الآن!
حين تسلَّلت الأمُّ وابنها الشاب وبناتها الثلاث، متخفية إلى حيث سيطرة جيش النظام.

لم يمنحوها فرحة الأمان والاستِقرار، انتزعوا منها ابنَها عنوة، وجُنِّد جنديًّا مجهولَ الخدمة والمكان، فانتهَت هي وبناتها في أحد مخيمات اللاجئين على الحدود.

نتوءات الفاجعة:
لماذا سكتَ المدفع الرشاش فجأة، بعد أن أفرغ زخة عشوائيَّة مجنونة من مخزونه النَّاري المكبوت، لم تصِبه أي طلقة منها، بالرغم من أنها تفجَّرَت كالحمم، تصبُّ قذائفها الخارقة في كل الاتجاهات!

خمسون مترًا تبعد عنه بوابة بَهو البناء الضَّخم، الذي هو هدفه الآن، وبمقدمته ذلك المدفع الرشَّاش، ومن المفترض أن يصِل إليه بالسرعة المباغتة في أقل من نصف دقيقة، لم يحسب أنَّه قد أصبح وجهًا لوجه أمام الجندي قائد المدفع الرشاش، وأن المسافة بينهما غدَت لا تزيد عن مترين.

كان ملثمًا لا يُرى منه شيء، وأمَّا ذاك الجندي المتحصِّن خلف مدفعه، مكشوف الوجه تمامًا، فبُهت وأصابته صَدمة خلخلَت كيانه المتحجر، لقد عرفه بالسرعة نفسها؛ إنَّه (فائق) أخوه الأصغر!

لم يدَع المفاجأة أن تذهب به إلى غير ما يضمر في نفسه، وبسرعة أشد من الأولى التي تدرَّب عليها وأتقنها، رمى بكلِّ ثقله باتجاهه وصاح ملهوفًا:
فائق، أنا أخوك!
أنا (رامز)!
وفي ثوانٍ كانا كتلةً واحدة، يتدحرجان على الأرض بين أكياس الرَّمل، خلف المتراس.
لم تشفع لهما أخوَّة الدم؛ إذ كانا ضحيَّةَ لون ثالث سرعان ما قتَل فرحتهما في مهدها.

التقاسم:

كل الألوان قد تغيَّرَت من هول وشدَّة التفجير التالي، لقد أتى على كلِّ التفاصيل؛ لا صوت ولا حركة، وربَّما لا حياة بقيَت في هذا المكان!

هناك في ظلِّ خيمة بائسة صامِدة بين أشجار الزيتون، تتناوب الرياح الشديدة البارِدة بمحاولاتها الرعناء لاقتلاعها، تكوَّرَت الأمُّ مع بناتها الثلاث، يتبادلنَ الوجوم الكئيب، والمصيرَ الحزين، ولا أحد يبالي، ولا أحد يعلم أنَّ الأب والأمَّ وأبناءهم قد تقاسموا ألوان فاجعة الوطن!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.95 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]