مواهـب أم مكاسـب؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386364 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16164 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3118 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 98 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2021, 09:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي مواهـب أم مكاسـب؟

مواهـب أم مكاسـب؟


د.وليد خالد الربيع




لما قدم وفد عبد القيس المدينة ، بادروا إلى لقاء النبي[، ولهم العذر في ذلك؛ فمن منا لا يشتاق إلى لقاء رسول الله[ لو كان بين أظهرنا؟! وبقي الأشج عند رحالهم ، فجمعها وعقل ناقته ولبس أحسن ثيابه ثم أقبل على النبي[، فقربه وأجلسه إلى جانبه، ثم قال لهم النبي[:" تبايعون على أنفسكم وقومكم؟" فقال القوم: نعم، وقال الأشج: يا رسول الله، إنك لم تزاول - أي تزيل - الرجل عن شيء أشد عليه من دينه، نبايعك على أنفسنا، ونرسل من يدعوهم، فمن اتبعنا كان منا، ومن أبى قاتلناه، قال النبي[: "صدقت، إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة" وجاء في رواية: أن الأشج قال: يا رسول الله كانا فـيّ أم حدثا؟ قال: «بل قديم» ،فقال الأشج: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما.



فهذا الحديث فيه فوائد عديدة، منها أن الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة منها ما هو جبلي فطري يتحلى به الإنسان دون جهد ولا عناء ، فبعض الناس قد يجبل على بعض الأخلاق كما في حديث أشج عبد القيس، وكما قال[:"ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر" متفق عليه، والناس متفاوتون في ذلك كما يتفاوتون في الذكاء والقوة، ومن جبل على خلق يسهل عليه ترسيخه في نفسه وممارسته مع الآخرين.

ومن الأخلاق والصفات ما هو مكتسب يمكن للمرء أن يحصله ويتحلى به بالدربة والمران والمجاهدة، ومما يؤكد هذا أن الشرع قد أمر بالتخلق بالأخلاق الحسنة، ونهى عن ضدها؛ فلو لم يكن ذلك مقدورا للناس لما ورد به الشرع؛ لأنه لا تكليف إلا بمقدور عليه، وأيضا فقد بيـّن الشرع إمكانية التخلق بالأخلاق الحسنة والتخلي عن الصفات الذميمة كما قال[:"إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم"، وقال[:"من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله"، وقد كان من دعاء الرسول[:"اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت".

ومعلوم أن الناس يتفاوتون في قدرتهم على اكتساب الأخلاق وتعديلها كاختلافهم في التعلم واكتساب المهارات المختلفة؛ ولهذا من الأهمية بمكان أن يعرف المسلم سبل اكتساب الصفات الحميدة والتخلي عن الأخلاق الذميمة، فمن ذلك:

1- العلم بالأخلاق الحسنة وضدها:

لاشك أن رأس الأمر في كل أمر مهم هو العلم، فباب الأخلاق من الركائز الرئيسة في شرعنا المطهر كما قال شيخ الإسلام: "فإن السلوك هو بالطريق التي أمر الله بها ورسوله من الاعتقادات والعبادات والأخلاق، وهذا كله مبين في الكتاب والسنة؛ فإن هذا بمنزلة الغذاء الذي لابد للؤمن منه" وقال : "فمسائل السلوك من جنس مسائل العقائد كلها منصوصة في الكتاب والسنة"، فدراسة الأخلاق حسنها وسيئها ، ومعرفة ما جاء فيها من الوعد والوعيد، والثواب والعقاب، من أهم ما يعين المسلم على التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، فهذا الأساس يضفي على الأخلاق هيبة وسلطة؛ ولهذا ربطت نصوص كثيرة الإيمان بالخلق كقوله عز وجل: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون.. }، وقوله[: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا».

2- الاستحضار الدائم للأخلاق ومباشرتها:

العلم بالأخلاق الحميدة والمذمومة ليس كافيا وحده، بل المطلوب هو الاستحضار الدائم لأنواع الأخلاق والممارسة العملية لها والتخلق بها فعلا؛ ولهذا قال عز وجل: {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}، وقال[: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب».

3- مخالطة المؤمنين ذوي الأخلاق الحسنة:

يقول شيخ الإسلام:" الأخلاق مكتسبة بالمعاشرة"، ويقول: "إن الله جبل بني آدم - بل سائر المخلوقات - على التفاعل بين الشيئين المتشابهين، وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم"؛ ولهذا تجد الجبان مع الشجعان يتشجع، والبخيل مع الكرماء يبذل، فالطبع يعدي والصاحب ساحب كما يقال، ومن هنا نفهم لماذا أكد القرآن على ضرورة مصاحبة الأخيار فقال عز وجل: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}، وقال[: «لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي»، وحذر الشرع من مخالطة المنحرفين من كفار وعاصين فقال تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}.

4- العبادة الصحيحة تورث حسن الخلق وتنمّيه:

العبادة سبب عظيم لتهذيب النفوس البشرية من الذنوب والمعاصي والأمراض التي تطرأ عليها والأخلاق الرديئة التي تنطبع بها ، وهذا ما يظهر واضحا من خلال نصوص كثيرة تربط بين العبادة والتزكية مثل قوله تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}؛ وقوله عز وجل: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}، وقوله تعالى: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى}، ونصوص كثيرة تشير إلى أثر العبادة في الإنسان حيث تجعله شخصا مهذبا متوازنا بين متطلبات الروح والجسد، قويا لا يهاب، صبورا لا يجزع، صدوقا لا يكذب، أمينا لا يخون، إذاً للعبادة دور كبير في تزكية النفوس.


والخلاصة أن سبل اكتساب الأخلاق الحميدة عديدة ويجمعها قوله[: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"، قال ابن القيم: جمع النبي[ بين تقوى الله وحسن الخلق؛ لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه، فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته".







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.17 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]