عندما فر القطيع - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215413 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2021, 03:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي عندما فر القطيع

عندما فر القطيع
أسعد الديري






في مساء أحدِ الأيام عقدت الأغنامُ اجتماعًا طارئًا في الحظيرة، وقرَّرت أن تتمرَّد على راعيها!
فطلب منهم كبيرُهم "الكبش" الحكيم أن يُقدِّموا المُبرِّرات التي تسوِّغ لهم هذا التمرُّد المفاجئ!

قال أحدهم: إن راعيَنا إنسان جبان؛ ألَا تذكرون يومَ هاجمتنا الضِّباع كيف فرَّ هاربًا وتركَنا مع أولادنا فريسةً سائغة لهم؟
وقال الآخر: إنه يأخذ صوفَنا ولبنَنا، يتمتَّع به هو وأولادُه وأصدقاؤه، ولا يُقدِّم لنا ما نستحقُّ من الطعام والشراب!
أما الثالث، فقال: إنه لا يتركُنا نتمتَّع بحريتنا في السُّهول والوِدْيان، فما أن يجدَ أحدَنا قد ابتعد عن القطيع حتى يُهرَعَ إليه، ويذيقَه سوء العذاب!
أما الرابع، فقال: الويلُ والثُّبورُ لمن يخالفُه الرأي، ولمَن لا يُطيعُه!

هزَّ الكبش الحكيم رأسَه، وقال: حقًّا إنه راعٍ ظالم، على كلِّ حال الرأي رأيُكم، ولكم ما تريدون.
في الصباح الباكر، وقبلَ أن يستيقظَ الراعي من نومه، تقدَّم الكبشُ من باب الحظيرةِ وكسره بقَرنَيْه، وقال لرفاقه: هيَّا، أسرِعوا قبل أن يستيقظَ الراعي.
خرجَتِ الأغنام، يتقدَّمُها الكبش، وما إن أصبحت في العَراء حتى تنفَّست الصُّعداءَ، وشعرت بقيمة الحريَّة!

وبينما كانت الأغنام تسيرُ في الصحراء المترامية الأطرافِ، أحسَّت بالجوع والعطشِ، فقال أحدهم "للكبش" الحكيم: أما من بِركةِ ماءٍ أو جدول صغير نشرب منه ونرتوي؟
أجابه الكبش: عليك بالصبرِ والتحمُّل أنت ورفاقك؛ فلا بدَّ أن نهتديَ إلى جدول ماء بعد هذا المسير المُضني، وبعد هذه المشقة والعناء صمتَتِ الأغنام، وسارَتْ خلف الكبش، وهي تُمنِّي النفس بالماء والكلأ؛ لتسد به رَمَقها!

وما هي إلا خطوات حتى أبصر الكبشُ شبحًا لكائن ما تحت ظلِّ شجرة وارفةٍ، فحثَّ الخَطْوَ نحوه، فإذا به أمام ذئبٍ نائم!
فناداه الكبش: أيها الذئب، أيها الذئب.
استيقظ الذئب، وبعد أن تمطَّى، وفتح عينَيْه، وجد نفسه أمام قطيعٍ من الأغنام الفتيَّة.

قال الذئب: نعم، نعم، ما بك أيها الكبشُ تناديني؟
قال الكبش: أرجوك، أَمَا من بِركةِ ماء أو جدول صغير نشرب منه؟
قال الذئب: قبل أن أدلَّك على جدول ماءٍ، أريد أن أعرفَ ما هي قصَّتُك أنت وأغنامُك، ومن أين جئتم، وإلى أين وِجهتُكم؟

قصَّ الكبش على الذئب ما جرى بينه وبين رفاقه؛ حينها سال لُعابُ الذئب، واستشعرَ بغريزته العدوانيَّة غباءَ الكبش ورفاقه حين لجؤوا إليه.
فقال لهم: ما رأيُكم أن أدلَّكم على غابة مليئة بطعام شهيٍّ تستسيغونه، وشرابٍ عَذْب يروي عطشَكم؟
تهلَّل وجهُ الكبش بالفرح، وأحسَّ رفاقه أن الفرج قد جاء، فقالوا بصوت واحد: إذا فعلتَ ذلك، فإننا ندينُ لك بالولاء والطاعة.
قال الذئب: هيَّا اتبعوني.

سار الكبش مع أغنامه خلفَ الذئب، وما هي إلا بضع دقائق حتى وصلوا إلى غابةٍ كثيفة الأشجار، وارفةِ الظِّلال، تتفجَّر منها الينابيع العَذْبةِ.
وما إن رأتِ الأغنام ما رَأَت، حتى أعلنت ولاءَها للذئب، وقالت له: منذ اليوم أنت سيدُنا وقائدنا ووليُّ أمرنا.
وراحت ترعى في الغابة فَرِحةً مسرورة!

بيدَ أنَّ الكبش - بعد بضعة أيام - أحسَّ أن أعداد الأغنام قد بدأت تتناقص رويدًا رويدًا!
فشعر بالخطر الداهم الذي ينتظرُه هو ورفاقه؛ فنصح رفاقَه بالابتعاد عن الغابة.

في الصباح الباكرِ فرَّ الكبش مع رفاقه من الغابة، ونجوا بأنفسهم من بطش الذئبِ وشراستِه، بيد أنهم ما يزالون في الصحراء تحتَ أشعةِ الشمس الحارقة، يفكرون حائرين: هل يعودون إلى الحظيرةِ؟ أم يجدون لأنفسهم مكانًا آخر يأوون إليه مع علمهم أن الغابات مليئة بالوحوش الكاسرة؟


عزيزي القارئ:
إذا كان لديك حلٌّ لهذه الورطة، فلا تبخل بالكتابة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.92 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]