التكوين الجيد للمترجم - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858819 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393209 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215602 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2022, 03:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي التكوين الجيد للمترجم

التكوين الجيد للمترجم
أسامة طبش




إن الحديث عن التكوين الجيد للمترجمين حساسٌ؛ لأنه يمسُّ مهنةً ربما لم يُلقَ عليها الضوءُ بما فيه الكفاية، وهي بحاجة ماسَّة للتنويه بها والتعريف بفحواها؛ حتى يتمكَّن كلُّ من يجهل هذا الموضوع من استيضاح نقاطه، وتكوين فكرة واضحة عنه، وتغيير صورة نمطية قد تكون عَلِقَتْ في أذهان البعض.


في الحقيقة، نفتقر في تكويننا الجامعيِّ إلى أسباب، هي كفيلة بتلقين الطالب مبادئَ العلم، وربطها ربطًا موثقًا بالواقع، وفي حديثنا عن الترجمة، وبالأخص تكوين المترجم، سأسوق إليكم في هذا المقال الأسباب التي قد تكون - حسب رأيي - عائقًا وحائلًا دون وصول المترجم إلى مراحله القصوى، وبالتالي خوضه لمعترك الحياة المهنية وهو متسلِّح جيدًا لها، ومن جملة هذه الأسباب ما يلي:
1- التركيز في مرحلة التكوين الجامعي على الجانب النظريِّ، والإهمال بصفة كلية للجانب التطبيقيِّ؛ حيث إن الجانب التطبيقيَّ هو الأهم؛ لأنه هو الذي يُمكِّننا من اختبار مدى مقدرة الطالب على تطبيق ما تعلَّمه من مبادئَ نظرية في الجامعة.


وهذا ينطبق على أصحاب المهن الحرة كالمترجمين الرسميين، فالمترجم المعتمَد من طرف الدولة مُلزمٌ بترجمة وثائق رسمية بين يديه، وفي هذا الأمر خطورةٌ ومسؤوليةٌ قانونيةٌ، فإن لم يُلقَّن بصفة تطبيقية كيفية ترجمة هذه الوثائق، مع الدراسة النظرية، نتساءل: كيف يمكن له الاضطلاع بهذه المهمة الشاقَّة؟


ولهذا؛ من الضرورة بمكان أن يوازي التكوين العمليُّ للمترجم تكوينه النظريَّ، هكذا يتخرَّج في الجامعة مُتسلِّحًا بسلاح العلم، ويعلم أيضًا كيف يُجسِّده على أرض الواقع، وسيما عدم ارتكاب أي هفوة قد لا تُحمد عقباها.


2- النقص الواضح في المؤطِّرين المختصِّين على مستوى الجامعات؛ ولهذا كثيرًا ما نُصادف دكتورًا في الآداب العربية يُدرِّس الترجمة، في حين أن الأمر مختلف تمامًا؛ لأن صبغة المترجم تختلف عن ذاك المتخصِّص في لغة واحدة أو الذي يُتقن لغتين معًا، فالمترجم مترجم بالفطرة، فزيادة على إتقانه للغتين، ودرايته التامَّة بثقافة كل لغة، فهو يملك مَلَكةً تُمكِّنه من معرفة اللفظة المناسبة للسياق المناسب لها في النص.


فالترجمة لها طابعها الخاص والدراسات اللسانية أيضًا، رغم أن الترجمة خرجت من رحم اللسانيات، لكن أصبح لها كيانٌ، وتحوَّلت إلى علم له مبادئه ومرتكزاته ونظرياته، بمعنى أنها تأسَّست كاختصاص، ولها المنظِّرون الذين يرسمون خطوطها العريضة.


3- النقص الكبير في المَراجع على مستوى المكتبات، سواء الجامعية أو الخاصة أو العامة، وهذا أهم عائق يواجه طالبَ الترجمة، فإضافة إلى قلة الترجمة إلى اللغة العربية في هذا الميدان، فإن الكتب الأصيلة من منابعها مفقودة، وما يتوافر قد لا يَشفي غليلَ مَنْ هو شغوف بميدان الترجمة، ما يُصيب طالبَ الترجمة بنوع من الإحباط؛ حيث كان يتمنَّى لو أنه يستغلُّ الفرصة أثناء تكوينه الجامعي، ويُحصِّل الوسائل الكفيلة بجعله مترجمًا بحقٍّ، لا يهاب تحدِّيات المهنة، وإن عَرَضت له صعوبات، وجد لها الحلول المناسبة لها، وهكذا يُصبح واثقًا بنفسه، ويُتقن عمله الإتقان الذي يطمئنُّ إليه قلبُه.


أردت في هذه العجالة أن أسوق إليكم أهمَّ ثلاثةِ أسباب أراها عائقًا يحول دون تكوين المترجمين التكوين الجيد في الوطن العربي؛ لأنه لا بد من إعادة الهيبة لهذا التخصُّص وهذه المهنة، فلقد هُضِم حقُّها في ظل الجهل بطبيعة دورها، وهو دون ريب رئيس؛ وبذلك يضطلع المترجمون بمهامهم في الحياة العلمية والثقافية بالمجتمع، وبدايةُ إعادة هذا الاعتبار يكون بالعناية بتكوينهم الجيد؛ حتى يلجوا الواقع المهنيَّ والعملي وهم على أتمِّ الاستعداد والكفاءة، فيخوضون غماره فينجحون فيه بيسر وسهولة تامَّينِ؛ ليتحقَّق المراد لهذا التخصص الذي كان له مكانةٌ خاصَّةٌ في تاريخنا، ونتمنَّى لو يستعيد هذه المكانة، فينجلي بعض الغبار الذي كساه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.28 كيلو بايت... تم توفير 1.69 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]