متى يتقاعد مخ المتقاعد عن العمل؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 88 - عددالزوار : 24292 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 8573 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 4984 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 22 - عددالزوار : 1698 )           »          أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فقه النبوءات والتبشير – عند الملِمّات وضوابطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 70 )           »          ذنوب القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3796 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الكفت المنهي عنه في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          سجود المسبوق مرَّة أخرى في آخر صلاته بعد أن سجد مع الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2022, 07:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,412
الدولة : Egypt
افتراضي متى يتقاعد مخ المتقاعد عن العمل؟

متى يتقاعد مخ المتقاعد عن العمل؟


هشام محمد سعيد قربان







لعلَّ هذا العنوان يقوم مقام المقدِّمة، فيوفِّر عدة أسطُر من المناورات الفكرية، ويُريح منها الكاتب العجول والقارئ الملول، ونَدلف عبر جدليته المقصودة وصوره المُستثارة يَمنةً ويَسرة في إثر زخم من التساؤلات والتعليقات والانتقادات والإسقاطات والتفريعات والمُناقشات والتحديات، وبهذا يَحصل بعض المقصود مِن المقدِّمة من جهة التمهيد للحديث، وقدح زناد الفِكر، ودوران دولاب التأمُّل والتحليل والنقد والاستدلال والقياس والاستنباط والمُقارنة والاستنتاج، وتَنبثِق من كُوَّته الصغيرة قبسات تُضيء بدايات لمسالك متفرِّعة ودروب ومباحث مفيدة.



نعم يا عزيزي القارئ، أنت محقٌّ فيما تفكِّر فيه، فمخُّ الإنسان - من الناحية النظرية - لا يتوقَّف أو "يتقاعَد" بمجرَّد توقُّف صاحبه عن العمل النظامي والذي يُشار إليه بكلمة "التقاعد"، وهي ترجمة لمصطلح غربي النزعة والأصول، ويذهب الكثير من أهل اللغة - في أصولها الغربية وترجمتها للعربية وغيرها - إلى عدم مُواءمة المعنى اللغويِّ المباشر لهذه الكلمة وأخيلتها المصاحبة للدلالة الاصطلاحية المرجوَّة منها، والتي نشهَد تغيُّرها عما كانت عليه مع تقدُّم الزمن وتطوُّر الأحوال واختلاف التجربة.



لكن يا عزيزي القارئ، تمهَّل قليلاً، ولنُفكِّر معًا، فهل يتَّفق ما فكرتُ فيه - نظريًّا - مع دليل الحال في واقع وتَجربة المُتقاعِدين في عالمنا العربي؟ ونعني بهذا: ما أثَرُ التوقُّف عن العمل النظامي على العطاء الفكري والنشاط الذِّهني للمُتقاعد في عالمنا العربي؟



كأني أسمعك تفكِّر بعمْق وتقول:

إن هذا سؤال مُهمٌّ وكبير، ولا بدَّ أن تعتمد إجابته على معلومات إحصائية دقيقة مُستقاة من دراسات منهجية موثقة واستقصاءات ميدانية مكثَّفة، وأنت مُحقٌّ مرة أخرى، ولعلنا نترك هذا المَنحى العِلميَّ المُفصَّل والممنهج للمختصين والباحثين.



ولنستعرض بعض التوقُّعات المبدئية حول إجابة هذا السؤال المبنية على تجاربنا المحدودة والتوجهات الفكرية العامة في مجتمعاتنا، فبعض من حولنا يَعتقدون - وقد تُوافقهم أو لا توافقهم الأبحاث إن وجدت - أن الطاقة الذهنية للمُتقاعدين في عالمنا العربي مهمَّشة ومُهمَلة وغير مُستغلَّة، وهي بهذا مُعرَّضة للضعف والتلف جزءًا وكُلاًّ، ويَعلو صوت البعض متحديًا: أعطني أمثلة حقيقية من واقعنا على جهات أو إدارات أو مُنشآت تُشرك المتقاعدين في مجالس إداراتها ولجانها وأجهزتها بهدف الإفادة من خبرتهم وعطائهم الفكري الناضج، وآخر يعلِّق ساخرًا بمرارة لا تخفى: لعلكم نسيتُم النشاط الذهني المتَّقد في اللقاء السنوي اليتيم مع المتقاعدين والمهرجان الخطابي الذي يَحتكِرُه بعض الوجهاء وحفل الغداء! ويضحَك متقاعد مخضرم مدَّعيًا - بلا دليل أو بينة - بأن سرَّ حِفاظه على مخِّه وطاقته الفكرية هو كأس الشاي "المُنعنَع" الذي تقدِّمه جمعية المُتقاعدين في بلده لزوَّارها من المتقاعِدين!



لكن يا عزيزي القارئ، ما أظنُّك تدَّعي أن كل السبُل قد سدَّت، وأنه لا مفرَّ من إعلان الحداد الرسمي على ذبول الطاقات الذهنية للمُتقاعدين في عالمنا العربي، ولنَختم حديثنا بنقاش أكثر تفاؤلاً وأقرب نفعًا لجُمهور المتقاعدين.



ينصح الخبراء المختصون في علم نفس التقاعد - وجلُّهم من الغربيين - المتقاعدين بالاستمرار في التعلم بشتى صوره في سني التقاعد، ولا يَحصرونه في صور أو أنماط مقولبة ومحددة، ويضيفون إليه تعلم مهارات وهوايات جديدة، ويَذكرون له فوائدَ جمَّة:

1- إن التعلم المستمر للمُتقاعِد يُقوِّي قواه العقلية.

2- ويروِّح به عن نفسه.

3- ويُبعِد عنه الملل والسأم والوحدة.

4- ويَصرف وقته في نشاط هادف وماتع وذي معنى.

5- ويُعزِّز ثقة المتقاعد في نفسه وفي قدراته.

6- ويتعرف على أصدقاء جدد يُشاركونه اهتماماته التعليمية.

7- ويُعطيه مواضيعَ كثيرة للحديث مع بعض أصدقائه.

8- ويُحافظ بها المتقاعد على صحته النفسية والجسمية.



إن المتقاعد في عصر الثورة المعلوماتية لهو أوفر حظًّا ممَّن سبقه، فعلى الشبكة المعلوماتية العالمية كنوز لا حدَّ لها في مجال التعلم وتنوعه واستمراريته للمُتقاعد، والكثير منها لا يُكلِّفه مالاً، ويُعرض بالمجَّان لطالبيهِ، فهنالك العشرات - بل المئات - من الجامعات والمنشآت العالمية تَعرض دروسًا علمية وورشات عمل ولقاءات ودورات في مُختلَف الفنون عبر أسلوب التعلم غير المباشِر، وبعض هذه الدروس يُعرَض في زمن محدد يتلاقى فيه المعلم والمتقاعد عبر وسائل الاتصال الحديثة، ويُشاهد كل منهما الآخر ويَسمعُه ويُحادثه كأنه بجواره، والبعض الآخر قد تمَّ تَجهيزه وتَسجيله، ويَنهل منه المتعلم عِلمَه عبر الوسائل الحديثة متى شاء غير مرتبط بزمان أو مكان محدَّد.




كما توفِّر وسائل التواصل ومتعدِّدة الوسائط الحديثة فرصًا سانحة للمُتقاعدين لتسجيل خبراتهم الحياتية صوتًا وصورة، وإيداعها على نوادٍ أو مواقع إليكترونية على الشبكة المعلوماتية العالمية، وبهذا يفيد المتقاعد الكثير حول العالم بخبراته وتجاربه، ولعل بعض المتلقين يتصلون بالمتقاعدين للمزيد من الاستفسار والمشورة أو لشُكرهم، ولهذا أثر لا يخفى على إحساس المتقاعد بقيمته وفائدته ومعنى حياته بعد التقاعد عن العمل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.29 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]