|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2601
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ...) ♦ الآية: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (20). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ... الآية ﴾ هذا جواب لقولهم: ﴿ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ ﴾ الآية [الفرقان: 7]؛ أخبَرَ الله سبحانه أن كل من خلا من الرسل كان بهذه الصفة، ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ﴾ الصحيح للمريض، والغني للفقير، فيقول الفقير: لو شاء الله لأَغْناني كما أغنى فلانًا، ويقول المريض: لو شاء الله لعافاني كما عافى فلانًا، وكذلك كلُّ الناس مبتلًى بعضهم ببعض، فقال الله تعالى: ﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾ على البلاء؟ فقد عرفتم ما وُعِد الصابرون، ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ بمن يصبر وبمن يجزع. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ يا محمد، ﴿ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾ روى الضحاك عن ابن عباسٍ قال: لما عيَّر المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟ أنزل الله عز وجل هذه الآية. يعني ما أنا إلا رسولٌ، وما كنت بدعًا من الرسل، وهم كانوا بشرًا يأكُلون الطعام، ويمشون في الأسواق. وقيل: معناه وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا قيل لهم مثل هذا؛ أنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، كما قال في موضعٍ آخر: ﴿ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ [فصلت: 43]، ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ﴾؛ أي بليةً، فالغنيُّ فتنة للفقير، يقول الفقير: ما لي لم أكن مثله؟! والصحيح فتنة للمريض، والشريف فتنة للوضيع. وقال ابن عباسٍ: أي جعلت بعضكم بلاءً لبعضٍ؛ لتصبروا على ما تسمعون منهم وترون من خلافهم، وتتبعوا الهدى. وقيل: نزلت في ابتلاء الشريف بالوضيع؛ وذلك أن الشريف إذا أراد أن يُسلِمَ فرأى الوضيع قد أسلَمَ قبله، أَنِفَ وقال: أُسلِمُ بعده فيكون له عليَّ السابقة والفضل؟! فيقيم على كفره ويمتنع من الإسلام، فذلك افتتان بعضهم ببعضٍ، وهذا قول الكلبي. وقال مقاتلٌ: نزلت في أبي جهلٍ، والوليد بن عقبة، والعاص بن وائلٍ، والنضر بن الحارث؛ وذلك أنهم لما رأوا أبا ذرٍّ وابن مسعودٍ وعمارًا وبلالًا وصهيبًا وعامر بن فهيرة وذويهم، قالوا: نُسلِمُ فنكون مثل هؤلاء؟! وقال مقاتل: نزلت في ابتلاء فقراء المؤمنين بالمستهزئين من قريشٍ، كانوا يقولون: انظروا إلى هؤلاء الذين اتبَعوا محمدًا من موالينا وأراذلنا، فقال الله تعالى لهؤلاء المؤمنين: ﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾؛ يعني على هذه الحال من الفقر والشدة والأذى، ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ بمن صبر وبمن جزع. أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أنا أبو بكرٍ أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو العباس الأصم، ثنا زكريا بن يحيى المروزي، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يبلُغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والجسم، فلينظر إلى من هو دونه في المال والجسم)). تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2602
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
__________________
|
#2603
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا) ♦ الآية: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (22). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ ﴾ يعني: أن ذلك اليوم الذي يرَوْنَ فيه الملائكةَ هو يوم القيامة، وأن الله سبحانه حرَمَهم البُشرى في ذلك اليوم، وتقول لهم الملائكة: ﴿ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾؛ أي: حرامًا محرَّمًا عليهم البُشرى. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ ﴾ عند الموت، وقيل: في القيامة، ﴿ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ للكافرين؛ وذلك أن الملائكة يبشِّرون المؤمنين يوم القيامة، ويقولون للكفار: لا بُشرى لكم؛ هكذا قال عطية، وقال بعضهم: معناه أنه لا بشرى يوم القيامة للمجرمين؛ أي: لا بشارة لهم بالجنة كما يُبشَّر المؤمنون، ﴿ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ قال عطاء عن ابن عباس: تقول الملائكة: حرامًا محرَّمًا أن يدخل الجنة إلا من قال: لا إله إلا الله، وقال مقاتل: إذا خرج الكفار من قبورهم قالت لهم الملائكة: حرامًا محرَّمًا عليكم أن تكون لكم البُشرى، وقال بعضهم: هذا قول الكفار للملائكة، قال ابن جريج: كانت العرب إذا نزَلتْ بهم شِدَّةٌ ورأَوْا ما يكرهون، قالوا: حجرًا محجورًا، فهم يقولونه إذا عايَنوا الملائكة، قال مجاهد: يعني عَوذًا مُعاذًا، يستعيذون به من الملائكة. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2604
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) ♦ الآية: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23]. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (23). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَقَدِمْنَا ﴾ وقصَدْنا، ﴿ إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ﴾ مما كانوا يقصدون به التقرُّبَ إلى الله سبحانه، ﴿ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ باطلًا لا ثواب له؛ لأنهم عَمِلوه للشيطان، والهَباء: دُقَاقُ الترابِ، والمنثور: المتفرِّق. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقَدِمْنَا ﴾ وعمدنا، ﴿ إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾؛ أي: باطلًا لا ثوابَ له؛ لأنهم لم يَعمَلوه لله عز وجل. واختلفوا في الهباء؛ قال علي: هو ما يُرى في الكَوَّةِ إذا وقع ضوءُ الشمس فيها كالغبار فلا يُمَسُّ بالأيدي، ولا يُرى في الظل، وهو قول الحسن وعكرمة ومجاهد، والمنثور: المتفرِّق، وقال ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير: هو ما تَسْفِيهِ الرياحُ وتَذْرِيهِ من التراب وحطام الشجر، وقال مقاتل: هو ما يسطع من حوافر الدوابِّ عند السير، وقيل: الهباء المنثور: ما يُرى في الكَوَّة، والهباء المُنْبَثُّ: هو ما تطيره الرياح من سنابك الخيل. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2605
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) ♦ الآية: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24]. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (24). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا ﴾ موضع قرار، ﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ موضع قيلولة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا ﴾؛ أي: من هؤلاء المشركين المستكبرين، ﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ موضع قائلة؛ يعني أن أهل الجنة لا يمرُّ بهم يوم القيامة إلا قدرَ النهار من أوله إلى وقت القائلة حتى يسكُنوا مساكنهم في الجنة، قال ابن مسعود: لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يَقيل أهلُ الجنة في الجنة، وأهلُ النار في النار، وقرأ «ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم» هكذا كان يقرأ. وقال ابن عباس في هذه الآية: الحساب ذلك اليوم في أوله. وقال القوم: حين قالوا في منازلهم في الجنة. قال الأزهري: القيلولة والمقيل: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن مع ذلك نوم؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾، والجنةُ لا نوم فيها. ويُروى أن يوم القيامة يقصُر على المؤمنين حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2606
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا) ♦ الآية: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (25). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ ﴾ عن الغَمام، وهو السحاب الأبيض الرقيق، ﴿ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾ لإكرام المؤمنين.♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ ﴾؛ أي: عن الغمام، الباء و(عن) يتعاقبان؛ كما يقال: رميت عن القوس وبالقوس، وتَشقَّقُ بمعنى تَتَشقَّق، أدغَموا إحدى التاءين في الأخرى، وقرأ أبو عمرو وأهل الكوفة بتخفيف الشين هاهنا، وفي سورة «ق» [44] بحذف إحدى التاءين، وقرأ الآخرون بالتشديد؛ أي: تتشق بالغمام، وهو غمام أبيضُ رقيق مثل الضبابة، ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تِيهِهم. ﴿ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾ قرأ ابن كثير: «ونُنْزِلُ» بنونين خفيف ورفع اللام، «الملائكةَ» نصبٌ. قال ابن عباس: تشقق السماءُ الدنيا فينزل أهلُها، وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس، ثم تشقق السماءُ الثانية فينزل أهلُها، وهم أكثر ممن في السماء الدنيا ومن الجن والإنس، ثم كذلك حتى تشقق السماء السابعة، وأهلُ كل سماء يزيدون على أهل السماء التي قبلها، ثم ينزل الكَرُوبيُّون، ثم حمَلةُ العرش. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2607
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا) ♦ الآية: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (26). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾؛ أي: المُلْكُ الذي هو المُلْك حقًّا مُلْكُ الرحمنِ يومئذٍ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ ﴾؛ أي: المُلْكُ الذي هو المُلْك الحقُّ حقًّا مُلْكُ الرحمن يوم القيامة، قال ابن عباس: يريد أن يوم القيامة لا مَلِكَ يَقضى غيرُه. ﴿ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴾ شديدًا، فهذا الخطاب يدل على أنه لا يكون على المؤمنين عسيرًا، وجاء في الحديث: ((أنه يهُونُ يوم القيامة على المؤمنين، حتى يكون عليهم أخَفَّ من صلاة مكتوبة صَلَّوْها في الدنيا)). تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2608
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلًا) ♦ الآية: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (27). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ ﴾ الكافرُ؛ يعني: عُقبة بن أبي مُعَيْط، كان قد آمَنَ ثم ارتدَّ لرضا أُبَيِّ بن خلف، ﴿ عَلَى يَدَيْهِ ﴾ ندمًا وتحسُّرًا، ﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ طريقًا إلى الجنة بالإسلام. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ﴾ أراد بالظالم عُقبةَ بن أبي مُعَيط؛ وذلك أن عُقبة كان لا يَقدَمُ من سفر إلا صنع طعامًا فدعا إليه أشرافَ قومه، وكان يُكثِر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فقَدِمَ ذات يوم من سفر فصنع طعامًا فدعا الناس على عادته، ودعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرَّب الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنا بآكلٍ طعامَك حتى تَشهَدَ أنْ لا إله إلا الله، وأني رسول الله))، فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأكَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه، وكان عقبة صديقًا لأُبَيِّ بن خلف، فلما أُخبِر أُبيُّ بن خلف قال له: يا عقبةُ، صبَأتَ؟! قال: لا والله ما صبأتُ، ولكن دخل عليَّ رجلٌ فأبى أن يأكل طعامي إلا أنْ أشهد له أنه رسول الله، فاستحييتُ أن يخرُج من بيتي ولم يَطعَمْ، فشَهِدتُ له فطَعِمَ، فقال: ما أنا بالذي أرضى عنك أبدًا إلا أن تأتيَه فتبزق في وجهه، ففعل ذلك عقبةُ، فقال عليه السلام: ((لا ألقاك خارجًا من مكة إلا علوتُ رأسك بالسيف))، فقُتِل عقبة يوم بدر صَبْرًا، وأما أُبَيُّ بن خلف فقتَلَه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُدٍ بيده. وقال الضحاك: لما بزق عقبةُ في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد بزاقه في وجهه فاحترق خدَّاه، وكان أثر ذلك فيه حتى الموت. وقال الشعبي: كان عقبة بن أبي معيط خليلَ أُميَّةَ بن خلف، فأسلَمَ عقبةُ، فقال أميَّةُ: وجهي من وجهك حرام أنْ بايعتَ محمدًا، فكفَر وارتدَّ، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ ﴾؛ يعني عقبة بن أبي معيط بن عبدشمس بن مناف، ﴿ عَلَى يَدَيْهِ ﴾ ندمًا وأسفًا على ما فرَّط في جنب الله، وأَوْبَقَ نفسه بالمعصية والكفر بالله، بطاعة خليله الذي صدَّه عن سبيل ربه. قال عطاء: يأكل يديه حتى تبلغ مرفقيه، ثم تنبُتانِ، ثم يأكلهما، هكذا كلما نبتت يداه أكَلَهما تحسُّرًا على ما فعل. ﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ ﴾ في الدنيا، ﴿ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ ليتني اتبعتُ محمدًا صلى الله عليه وسلم، واتخذتُ معه سبيلًا إلى الهدى، قرأ أبو عمرو: «يا ليتنيَ اتخذت» بفتح الياء، والآخرون بإسكانها. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2609
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) ♦ الآية: ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (29). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ ﴾ القرآنِ، ﴿ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ عند البلاء؛ يعني: أن قَبولَه قولَ أُبَيِّ بن خلف في الكفر كان من عمل الشيطان. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ ﴾ عن الإيمان والقرآن، ﴿ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ يعني الذِّكر مع الرسول، ﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ ﴾ وهو كل متمرِّدٍ عاتٍ من الإنس والجن، وكلُّ من صدَّ عن سبيل الله فهو شيطان، ﴿ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ أي: تاركًا يتركه ويَتبرَّأُ منه عند نزول البلاء والعذاب. وحُكمُ هذه الآيات عامٌّ في حق كل متحابَّينِ اجتمعا على معصية الله عز وجل. أخبرنا عبدالواحد المليحي، أنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا محمد بن العلاء، أنا أبو أسامة، عن بُرَيْد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَثَلُ الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخِ الكِيرِ، فحامل المسك إما أن يُحذِيَك، وإما أن تَبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثيابك، وإما تجد منه ريحًا خبيثة)). أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أبي توبة، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث، أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي، أنا عبدالله بن محمود، أنا إبراهيم بن عبدالله الخلال، ثنا عبدالله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، أخبرني سالم بن غيلان، أن الوليد بن قيس التجيبي أخبره، أنه سمع أبا سعيد الخدري - قال سالم: أو عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تُصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ)). أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أشكاب النيسابوري، أنا أبو العباس الأصم، ثنا حميد بن عياش الرملي، أنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا زهير بن محمد الخراساني، ثنا موسى بن وردان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله؛ فلْينظُرْ أحدكم من يُخالِل)). تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2610
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله
تفسير: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) ♦ الآية: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (30). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ ﴾ في ذلك اليوم: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ متروكًا أعرَضوا عنه. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ ﴾ يعني: ويقول الرسول في ذلك اليوم: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ يعني متروكًا فأعرَضوا عنه، ولم يؤمِنوا به، ولم يعمَلوا بما فيه. وقيل: جعلوه بمنزلة الهُجْر، وهو الهذيان، والقول السيئ، فزعَموا أنه شِعر وسِحر، وهو قول النخعي ومجاهد. وقيل: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ ﴾ يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم يشكو قومَه إلى الله: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |