بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 06-12-2021, 04:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(21)
من صـــ 203 الى صـــ 209

بصيرة فى.. ألمص
هذه السورة نزلت بمكة إجماعا.

وعدد آياتها مائتان وست آيات فى عد قراء كوفة والحجاز، وخمس فى عد الشام والبصرة.
وكلماتها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة. وحروفها أربعة عشر ألفا وثلاثمائة وعشرة أحرف.
والآيات المختلف فيها خمس: المص {بدأكم تعودون} {مخلصين له الدين} {ضعفا من النار} على بنى إسرائيل.
مجموع فواصل آياته (م ن د ل) على الدال منها آية واحدة: المص، وعلى اللام واحدة: آخرها إسرائيل.
ولهذه السورة ثلاثة أسماء: سورة الأعراف، لاشتمالها على ذكر الأعراف فى {ونادى أصحاب الأعراف} وهى سور بين الجنة والنار. الثانى سورة الميقات؛ لاشتمالها على ذكر ميقات موسى فى قوله: {ولما جآء موسى لميقاتنا} . الثالث سورة الميثاق؛ لاشتمالها على حديث الميثاق فى قوله: {ألست بربكم قالوا بلى} وأشهرها الأعراف.
مقصود السورة على سبيل الإجمال: تسلية النبى صلى الله عليه وسلم فى تكذيب الكفار إياه (و) ذكر وزن الأعمال يوم القيامة، وذكر خلق آدم، وإباء إبليس من السجدة لآدم، ووسوسته لهما لأكل الشجرة، وتحذير بنى آدم من قبول وسوسته، والأمر باتخاذ الزينة، وستر العورة فى وقت الصلاة، والرد على المكذبين، وتحريم الفواحش ظاهرا وباطنا، وبيان مذلة الكفار فى النار، ومناظرة بعضهم بعضا، ويأسهم من دخول الجنة، وذكر المنادى بين الجنة والنار، ونداء أصحاب الأعراف لكلا الفريقين وتمنيهم الرجوع إلى الدنيا، وحجة التوحيد، والبرهان على ذات الله تعالى وصفاته، وقصة نوح والطوفان، وذكر هود وهلاك عاد، وحديث صالح وقهر ثمود، وخبر لوط وقومه، وخبر شعيب وأهل مدين، وتخويف الآمنين من مكر الله، وتفصيل أحوال موسى (وفرعون والسحرة، واستغاثة بنى إسرائيل، وذكر الآيات المفصلات، وحديث خلافة هارون، وميقات موسى) ، وقصة عجل السامرى فى غيبة موسى و (رجوع موسى) إلى قومه، ومخاطبته لأخيه هارون، وذكر النبى الأمى العربى صلى الله عليه وسلم، والإشارة إلى ذكر الأسباط، وقصة أصحاب السبت، وأهل أيلة، وذم علماء أهل الكتاب، وحديث الميثاق ومعاهدة الله تعالى الذرية وطرد بلعام بسبب ميله إلى الدنيا، [و] نصيب جهنم من الجن والإنس، وتخويف العباد بقرب يوم القيامة، وإخفاء علمه على العالمين، وحديث صحبة آدم وحواء فى أول الحال، وذم الأصنام وعبادها وأمر الرسول بمكارم الأخلاق، وأمر الخلائق بالإنصات والاستماع لقراءة القرآن، وخطبة الخطباء يوم الجمعة، والإخبار عن خضوع الملائكة فى الملكوت، وانقيادهم بحضرة الجلال فى قوله: {يسبحونه وله يسجدون} .

المتشابهات:

قوله: {ما منعك} هنا، وفى ص {ياإبليس ما منعك} وفى الحجر {قال ياإبليس مالك} بزيادة {ياإبليس} فى السورتين؛ لأن خطابه قرب من ذكره فى هذه السورة وهو قوله: {إلا إبليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك} فحسن حذف النداء والمنادى، ولم يقرب فى ص قربه منه فى هذه السورة؛ لأن فى ص {إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين} بزيادة {استكبر} فزاد حرف النداء والمنادى، فقال: {ياإبليس ما منعك} وكذلك فى الحجر فإن فيها {إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين} بزيادة (أبى) فزاد حرف النداء والمنادى فقال {ياإبليس مالك} .
قوله: {ألا تسجد} وفى ص {أن تسجد} وفى الحجر {ألا تكون} فزاد فى هذه السورة (لا) . وللمفسرين فى (لا) أقوال: قال بعضهم: (لا) صلة كما فى قوله: {لئلا يعلم} . وقال بعضهم: الممنوع من الشىء مضطر إلى خلاف ما منع منه. وقال بعضهم: معناه: من قال لك: لا تسجد. وقد ذكر فى مطولات مبسوطة. والذى يليق بهذا الموضع ذكر السبب الذى خص هذه السورة بزيادة (لا) دون السورتين. قال تاج القراء: لما حذف منها (يا إبليس) واقتصر على الخطاب جمع بين لفظ المنع ولفظ (لا) زيادة فى النفى، وإعلاما أن المخاطب به إبليس؛ خلافا للسورتين؛ فإنه صرح فيهما باسمه. وإن شئت قلت: جمع فى هذه السورة بين ما فى ص والحجر، فقال: ما منعك أن تسجد، مالك ألا تسجد، وحذف (مالك) لدلالة (الحال ودلالة) السورتين عليه، فبقى: ما منعك ألا تسجد. وهذه لطيفة فاحفظها.
قوله: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} ، وفى ص مثله. وقال فى الحجر: {لم أكن لأسجد لبشر} فجاء على لفظ آخر، لأن السؤال فى الأعراف وص: ما منعك، فلما اتفق السؤال اتفق الجواب، وهو قوله: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} ، ولما زاد فى الحجر لفظ الكون فى السؤال وهو قوله {مالك ألا تكون مع الساجدين} زاد فى الجواب أيضا لفظ الكون فقال: {لم أكن لأسجد لبشر} .
قوله: {أنظرني إلى يوم يبعثون} وفى الحجر وفى ص {رب فأنظرنى} لأنه سبحانه لما اقتصر فى السؤال على الخطاب دون صريح الاسم فى هذه السورة، اقتصر فى الجواب أيضا على الخطاب، دون ذكر المنادى. وأما زيادة الفاء فى السورتين دون هذه السورة فلأن داعية الفاء ما تضمنه النداء من أدعو أو أنادى؛ نحو قوله: {ربنا فاغفر لنا} أى أدعوك، وكذلك داعية الواو فى قوله: {ربنا وآتنا} فحذف المنادى، فلما حذفه انحذفت الفاء.
قوله: {إنك من المنظرين} هنا، وفى السورتين (فإنك) ؛ لأن الجواب يبنى على السؤال، ولما خلا السؤال فى هذه السورة عن الفاء خلا الجواب عنه، ولما ثبت الفاء فى السؤال فى السورتين ثبتت فى الجواب، والجواب فى السور الثلاث إجابة، وليس باستجابة.
قوله: {فبمآ أغويتني} فى هذه السورة وفى ص {فبعزتك لأغوينهم} ، وفى الحجر: {رب بمآ أغويتني} لأن ما فى هذه السورة موافق لما قبله فى الاقتصار على الخطاب دون النداء، وما فى الحجر موافق لما قبله من مطابقة النداء، وزاد فى هذه السورة الفاء التى هى للعطف ليكون الثانى مربوطا بالأول، ولم يدخل فى الحجر، فاكتفى بمطابقة النداء (لامتناع النداء) منه؛ لأنه ليس بالذى يستدعيه النداء؛ فإن ذلك يقع مع السؤال والطلب، وهذا قسم عند أكثرهم بدليل ما فى ص، وخبر عند بعضهم. والذى فى ص على قياس ما فى الأعراف دون الحجر؛ لأن موافقتهما أكثر على ما سبق، فقال: {فبعزتك} وهو قسم عند الجميع، ومعنى {بما أغويتني} يئول إلى معنى {فبعزتك} والله أعلم. وهذا الفصل فى هذه السورة برهان لامع. وسأل الخطيب نفسه عن هذه المسائل، فأجاب عنها، وقال: إن اقتصاص ما مضى إذا لم يقصد به أداء الألفاظ بعينها، كان اتفاقها واختلافها سواء إذا أدى المعنى المقصود، وهذا جواب حسن إن رضيت به كفيت مؤنة السهر إلى السحر.
قوله: {قال اخرج منها مذءوما مدحورا} ليس فى القرآن غيره؛ لأنه سبحانه لما بالغ فى الحكاية عنه بقوله: {لأقعدن لهم} الآية بالغ فى ذمه فقال: اخرج منها مذءوما مدحورا، والذأم أشد الذم.
قوله: (فكلا) سبق فى البقرة. قوله: {ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم} بالفاء [حيث] وقع إلا فى يونس، فإنه جملة عطفت على جملة بينهما اتصال وتعقيب، وكان الموضع لائقا بالفاء، وما فى يونس يأتى فى موضعه.
قوله: {وهم بالآخرة كافرون} ما فى هذه السورة جاء على القياس، وتقديره: وهم كافرون بالآخرة، فقدم (بالآخرة) تصحيحا لفواصل الآية، وفى هود لما تقدم {هاؤلاء الذين كذبوا على ربهم} ثم قال: {ألا لعنة الله على الظالمين} ولم يقل (عليهم) والقياس ذلك التبس أنهم هم أم غيرهم، فكرر وقال: {وهم بالآخرة هم كافرون} ليعلم أنهم هم المذكورون لا غيرهم، وليس (هم) هنا للتأكيد كما زعم بعضهم؛ لأن ذلك يزاد مع الألف واللام، ملفوظا أومقدرا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 07-01-2022, 10:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد


بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(22)
من صـــ 210 الى صـــ 216


قوله: {وهو الذي يرسل الرياح} هنا، وفى الروم بلفظ المستقبل وفى الفرقان وفاطر بلفظ الماضى، لأن ما قبلها فى هذه السورة ذكر الخوف والطمع، وهو قوله: {وادعوه خوفا وطمعا} وهما يكونان فى المستقبل لا غير، فكان (يرسل) بلفظ المستقبل أشبه بما قبله، وفى الروم قبله {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره} فجاء بلفظ المستقبل ليوافق ما قبله.
وأما فى الفرقان فإن قبله {كيف مد الظل} الآية (وبعد الآية) (وهو الذى جعل لكم [ومرج وخلق] وكان الماضى أليق به. وفى فاطر مبنى على أول السورة {الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا} وهما بمعنى الماضى، فبنى على ذلك (أرسل) بلفظ الماضى؛ ليكون الكل على مقتضى اللفظ الذى خص به.
قوله: {لقد أرسلنا نوحا} هنا بغير واو، وفى هود والمؤمنين (ولقد) بالواو؛ لأنه لم يتقدم فى هذه السورة ذكر رسول فيكون هذا عطفا عليه، بل هو استئناف كلام.
وفى هود تقدم ذكر الرسل مرات، وفى المؤمنين تقدم ذكر نوح ضمنا؛ لقوله {وعلى الفلك تحملون} ؛ لأنه أول من صنع الفلك، فعطف فى السورتين بالواو.
قوله: {أرسلنا نوحا إلى قومه فقال} بالفاء هنا، وكذا فى المؤمنين فى قصة نوح، وفى هود فى قصة نوح، {إني لكم} بغير فاء، وفى هذه السورة فى قصة عاد بغير فاء؛ لأن إصبات الفاء هو الأصل، وتقديره أرسلنا نوحا فجاء فقال، فكان فى هذه السورة والمؤمنين على ما يوجبه اللفظ. وأما فى هود فالتقدير: فقال إنى فأضمر ذلك قال، فأضمر معه الفاء. وهذا كما قلنا فى قوله: {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم} أى فقال لهم: أكفرتم، فأضمر القول والفاء معا وأما فى قصة عاد فالتقدير: وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا فقال، فأضمر أرسلنا، وأضمر الفاء؛ لأن الفاء لفظ (أرسلنا) .
قوله: {قال الملأ} بغير واو فى قصة نوح وهود فى هذه السورة، وفى هود والمؤمنين (فقال) بالفاء، لأن ما فى هذه السورة فى القصتين لا يليق بالجواب وهو قولهم لنوح {إنا لنراك في ظلال مبين} وقولهم لهود {إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين} بخلاف السورتين، فإنهم أجابوا فيهما بما زعموا أنه جواب.
قوله: {أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم} فى قصة نوح وقال فى قصة هود {وأنا لكم ناصح أمين} لأن ما فى هذه الآية {أبلغكم} بلفظ المستقبل، فعطف عليه {وأنصح لكم} كما فى الآية الأخرى {لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم} فعطف الماضى (على الماضى) ، فكن فى قصة هود قابل باسم الفاعل قولهم له {وإنا لنظنك من الكاذبين} ليقابل الاسم بالاسم.
قوله: {أبلغكم} فى قصة نوح وهود بلفظ المستقبل وفى قصة صالح وشعيب {أبلغتكم} بلفظ الماضى، لأن [ما] فى قصة نوح وهود وقع فى ابتداء الرسالة، و [ما] فى قصة صالح وشعيب وقع فى آخر الرسالة، ودنو العذاب.
قوله: {رسالات ربي} فى القصص إلا فى قصة صالح؛ فإن فيها (رسالة) على الواحدة لأنه سبحانه حكى عنهم بعد الإيمان بالله والتقوى أشياء أمروا بها إلا فى قصة صالح؛ فإن فيها ذكر الناقة فقط، فصار كأنه رسالة واحدة. وقوله: {برسالاتي وبكلامي} مختلف فيهما.
قوله: {فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنآ} وفى يونس {فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك} لأن أنجينا ونجينا للتعدى، لكن التشديد يدل على الكثرة والمبالغة، وكان فى يونس {ومن معه} ولفظ (من) يقع على أكثر مما يقع عليه (الذين) لأن (من) يصلح للواحد والاثنين، والجماعة، والمذكر، والمؤنث، بخلاف الذين فإنه لجمع المذكر فحسب، وكان التشديد مع (من) أليق.
قوله: {ولا تمسوها بسواء فيأخذكم عذاب أليم} وفى هود، {ولا تمسوها بسواء فيأخذكم عذاب قريب} وفى الشعراء {ولا تمسوها بسواء فيأخذكم عذاب يوم عظيم} لأن فى هذه السورة بالغ فى الوعظ، فبالغ فى الوعيد، فقال: {عذاب أليم} ، وفى هود لما اتصل بقوله {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} وصفه بالقرب فقال: {عذاب قريب} وزاد فية الشعراء ذكر اليوم لأن قبله: {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} والتقدير: لها شرب يوم معلوم، فختم الآية بذكر اليوم، فقال: عذاب يوم عظيم.
قوله: {فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم} على الواحدة وقال: {وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين} حيث ذكر الرجفة وهى الزلزلة وحد الدار، وحيث ذكر الصيحة جمع؛ لأن الصيحة كانت من السماء، فبلوغها أكثر وأبلغ من الزلزلة، فاتصل كل واحد بما هو لائق به.
قوله: {ما نزل الله بها من سلطان} وفى غيره {أنزل} لأن أفعل كما ذكرنا آنفا للتعدى، وفعل للتعدى والتكثير، فذكر فى الموضع الأول بلفظ المبالغة؛ ليجرى مجرى ذكر الجملة والتفصيل، أو ذكر الجنس والنوع، فيكون الأول كالجنس، وما سواه كالنوع.
قوله: {وتنحتون الجبال بيوتا} فى هذه السورة، وفى غيرها {من الجبال} لأن [ما] فى هذه السورة تقدمه {من سهولها قصورا} فاكتفى بذلك.
قوله: {وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين} وفى غيرها {فسآء مطر المنذرين} لأن ما فى هذه وافق ما بعده وهو قوله {فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} .
قوله: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة} بالاستفهام، وهو استفهام تقريع وتوبيخ وإنكار، وقال بعده: {أئنكم لتأتون} فزاد مع الاستفهام (إن) لأن التقريع والتوبيخ والإنكار فى الثانى أكثر.
ومثله فى النمل: {أتأتون} وبعده أئنكم وخالف فى العنكبوت فقال: {إنكم لتأتون الفاحشة} {أئنكم لتأتون الرجال} فجمع بين أئن وأئن وذلك لموافقة آخر القصة، فإن فى الآخر {إنا منجوك} و {إنا منزلون} فتأمل فيه؛ فإنه صعب المستخرج.
قوله: {بل أنتم قوم مسرفون} هنا بلفظ الاسم، وفى النمل {قوم تجهلون} بلفظ الفعل. أو لأن كل إسراف جهل وكل جهل إسراف، ثم ختم الآية بلفظ الاسم؛ موافقة لرءوس الآيات المتقدمة، وكلها أسماء:للعالمين، الناصحين، المرسلين، جاثمين، كافرون، مؤمنون، مفسدون. وفى النمل وافق ما قبلها من الآيات، وكلها أفعال: تبصرون، يتقون، يعملون.
قوله: {وما كان جواب قومه} بالواو فى هذه السورة. وفى سائر السور (فما) بالفاء؛ لأن ما قبله اسم، والفاء للتعقيب، والتعقيب يكون مع الأفعال. فقال فى النمل {تجهلون فما كان} وكذلك فى العنكبوت {وتأتون في ناديكم المنكر فما كان} وفى هذه السورة {مسرفون وما كان} .
قوله: {أخرجوهم من قريتكم} فى هذه السورة وفى النمل {أخرجوا آل لوط} ما فى هذه السورة كناية فسرها ما فى السورة التى بعدها، وهى النمل ويقال: نزلت النمل أولا، فصرح فى الأولى، وكنى فى الثانية.
قوله: {كانت من الغابرين} (هاهنا، وفى النمل: {قدرناها من الغابرين} أى كانت فى علم الله من الغابرين) .
قوله: {بما كذبوا من قبل} هنا وفى يونس {بما كذبوا به} لأن أول القصة هنا {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا} وفى الآية {ولاكن كذبوا} وليس بعدها الباء، فختم القصة بمثل ما بدأ به، فقال: كذبوا من قبل. وكذلك فى يونس وافق ما قبله وهو {كذبوه} {فنجيناه} ثم {كذبوا بآياتنا} فختم بمثل ذلك، فقال: {بما كذبوا به} . وذهب بعض أهل العلم إلى أن ما فى حق العقلاء من التكذيب فبغير الباء؛ نحو قوله: كذبوا رسلى، وكذبوه، وغيره؛ وما فى حق غيرهم بالباء؛ نحو كذبوا بآياتنا وغيرها. وعند المحققين تقديره: فكذبوا رسلنا برد آياتنا، حيث وقع.
قوله: {كذلك يطبع الله} ، وفى يونس {نطبع} بالنون؛ لأن فى هذه السورة قد تقدم ذكر الله سبحانه بالتصريح، والكناية، فجمع بينهما فقال: {ونطبع على قلوبهم} بالنون، وختم الآية بالتصريح فقال: {كذلك يطبع الله} وأما فى يونس فمبنى على ما قبله: من قوله: {فنجيناه} {وجعلناهم} {ثم بعثنا} بلفظ الجمع، فختم بمثله، فقال: {كذلك نطبع على قلوب المعتدين} .
قوله: {قال الملأ من قوم فرعون إن هاذا لساحر عليم} وفى الشعراء {قال للملإ حوله} ؛ لأن التقدير فى هذه الآية: قال الملأ من قوم فرعون وفرعون بعضهم لبعض، فحذف (فرعون) لاشتمال الملأ من قوم فرعون على اسمه؛ كما قال:
{وأغرقنا آل فرعون} أى آل فرعون وفرعون، فحذف (فرعون) ، لأن آل فرعون اشتمل على اسمه. فالقائل هو فرعون نفسه بدليل الجواب، وهو (أرجه) بلفظ التوحيد، والملأ هم المقول لهم؛ إذ ليس فى الآية مخاطبون بقوله: {يخرجكم من أرضكم} غيرهم. فتأمل فيه فإنه برهان للقرآن شاف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 07-01-2022, 10:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد



بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(23)
من صـــ 217 الى صـــ 223

قوله: {يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون} وفى الشعراء {من أرضكم بسحره} لأن الآية (الأولى فى هذه السورة بنيت على الاقتصار [وليس] كذلك الآية) الثانية، ولأن لفظ الساحر يدل على السحر.
قوله: {وأرسل} ، وفى الشعراء: {وابعث} لأن الإرسال يفيد معنى البعث، ويتضمن نوعا من العلو؛ لأنه يكون من فوق؛ فخصت هذه السورة به، لما التبس؛ ليعلم أن المخاطب به فرعون دون غيره.
قوله: {بكل ساحر عليم} وفى الشعراء بكل {سحار} لأنه راعى ما قبله فى هذه السورة وهو قوله: {إن هاذا لساحر عليم} وراعى فى الشعراء الإمام فإن فيه (بكل سحار بالألف) وقرئ فى هذه السورة {بكل سحار} أيضا طلبا للمبالغة وموافقة لما فى الشعراء.
قوله: {وجاء السحرة فرعون قالوا} وفى الشعراء {فلما جاء السحرة قالوا لفرعون} لأن القياس فى هذه السورة وجاء السحرة فرعون وقالوا، أو فقالوا، لا بد من ذلك؛ لكن أضمر فيه (فلما) فحسن حذف الواو.
وخص هذه السورة بإضمار (فلما) لأن ما فى هذه السورة وقع على الاختصار والاقتصار على ما سبق. وأما تقديم فرعون وتأخيره فى الشعراء لأن التقدير فيهما: فلما جاء السحرة فرعون قالوا لفرعون، فأظهر الأول فى هذه السورة لأنها الأولى، وأظهر الثانى فى الشعراء؛ لأنها الثانية.
قوله: {قال نعم وإنكم لمن المقربين} وفى الشعراء {إذا لمن المقربين} (إذا) فى هذه السورة مضمرة مقدرة؛ لأن (إذا) جزاء، ومعناه: إن غلبتم قربتكم، ورفعت منزلتكم. وخص هذه السورة بالإضمار اختصارا.
قوله: {إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين} وفى طه {وإما أن نكون أول من ألقى} راعى فى السورتين أواخر الآى. ومثله {فألقي السحرة ساجدين} فى السورتين، وفى طه {سجدا} وفى (السورتين) أيضا {ءامنا برب العالمين} وليس فى طه {رب العالمين} وفى السورتين {رب موسى وهارون} وفى طه {رب هارون وموسى} (وفى هذه السورة: {فسوف تعلمون لأقطعن} [وفى الشعراء: {فلسوف تعلمون لأقطعن} ] وفى طه {فلأقطعن} وفى السورتين [ {ولأصلبنكم أجمعين} ، وفى طه] : {ولأصلبنكم في جذوع النخل} . وهذا كله لمراعاة فواصل الآى؛ لأنها مرعية يبتنى عليها مسائل كثيرة.
قوله: {ءامنتم به} (وفى السورتين: آمنتم) له) لأن هنا يعود إلى رب العالمين وهو المؤمن (به) سبحانه وفى السورتين يعود إلى موسى؛ لقوله {إنه لكبيركم} وقيل آمنتم به وآمنتم له واحد.
قوله: {قال فرعون} (وفى السورتين: قال آمنتم، لأن هذه السورة مقدمة على السورتين فصرح فى الأولى، وكنى فى الأخريين، وهو القياس: وقال الإمام: لأن [ما] هنا بعد عن ذكر فرعون فصرح وقرب فى السورتين ذكره فكنى.
قوله: {ثم لأصلبنكم} وفى السورتين {ولأصلبنكم} ؛ لأن (ثم) يدل على أن الصلب يقع بعد التقطيع، وإذا دل فى الأولى علم فى غيرها، ولأن الواو يصلح لما يصلح له (ثم) .
قوله: {إنا إلى ربنا منقلبون} وفى الشعراء {لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون} بزيادة (لا ضير) لأن هذه السورة اختصرت فيها القصة، وأشبعت فى الشعراء، وذكر فيها أول أحوال موسى مع فرعون، إلى آخرها، فبدأ بقوله: {ألم نربك فينا وليدا} وختم بقوله ثم {أغرقنا الآخرين} فلهذا وقع زوائد لم تقع فى الأعراف وطه، فتأمل تعرف إعجاز التنزيل.
قوله {يسومونكم سواء العذاب يقتلون} بغير واو على البدل. وقد سبق.
قوله: {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شآء الله} هنا وفى يونس: {قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شآء الله} لأن أكثر ما جاء فى القرآن من لفظ الضر والنفع معا جاء بتقديم لفظ الضر؛ لأن العابد يعبد معبوده خوفا من عقابه أولا، ثم طمعا فى ثوابه ثانيا. يقويه قوله: {يدعون ربهم خوفا وطمعا} ، وحيث تقدم النفع تقدم لسابقة لفظ تضمن نفعا. وذلك فى ثمانية مواضع: ثلاثة منها بلفظ الاسم، وهى هاهنا والرعد وسبأ.
وخمسة بلفظ الفعل وهى فى الأنعام {ما لا ينفعنا ولا يضرنا} وفى آخر يونس {ما لا ينفعك ولا يضرك} وفى الأنبياء {ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} وفى الفرقان {ما لا ينفعهم ولا يضرهم} وفى الشعراء {أو ينفعونكم أو يضرون} أما فى هذه السورة فقد تقدمه {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل} فقدم الهداية على الضلالة.
وبعد ذلك {لاستكثرت من الخير وما مسني السواء} فقدم الخير على السوء، فكذلك قدم النفع على الضر وفى الرعد {طوعا وكرها} فقدم الطوع وفى سبأ {يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر} فقدم البسط. وفى يونس قدم الضر على الأصل ولموافقته ما قبلها {لا يضرهم ولا ينفعهم} وفيها {وإذا مس الإنسان الضر} فتكرر فى الآية ثلاث مرات.
وكذلك ما جاء بلفظ الفعل فلسابقة معنى يتضمن فعلا. أما سورة الأنعام ففيها {ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} ، ثم وصلها بقوله: {قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا} وفى يونس تقدمه قوله:
{ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين} ثم قال: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} وفى الأنبياء تقدمه قول الكفار لإبراهيم فى المجادلة {لقد علمت ما هاؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} وفى الفرقان تقدمه قوله: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} وعد نعما جمة فى الآيات ثم قال: {ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم} تأمل؛ فإنه برهان ساطع للقرآن.
فضل السورة
ثم يرو سوى هذه الأخبار الضعيفة (من قرأ سورة الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس سترا يحرس منه، ويكون ممن يزوره فى الجنة آدم. وله بكل يهودى ونصرانى درجة فى الجنة) وعنه صلى الله عليه وسلم: يا على من قرأ سورة الأعراف قام من قبره وعليه ثمانون حلة، وبيده براءة من النار، وجواز على الصراط، وله بكل آية قرأها ثواب من بر والديه، وحسن خلقه. وعن جعفر الصادق رضى الله عنه: من قرأ سورة الأعراف فى كل شهر كان يوم القيامة من الآمنين. ومن قرأها فى كل جمعة لا يحاسب معه يوم القيامة، وإنها تشهد لكل من قرأها.
بصيرة فى.. يسألونك عن الأنفال
اعلم أن هذه السورة مدنية بالإجماع وعدد آياتها سبع وسبعون عند الشاميين، وخمس عند الكوفيين، وست عند الحجازيين، والبصريين. وعدد كلماتها ألف ومائة وخمس وتسعون كلمة. وحروفها خمسة آلاف ومائتان وثمانون.
الآيات المختلف فيها ثلاث {يغلبون} ، {بنصره وبالمؤمنين} ، {أمرا كان مفعولا} .
فواصل آياته (ن د م ق ط ر ب) يجمعها ندم قطرب، أو نطق مدبر. على الدال منها آية واحدة {عبيد} . وعلى القاف آية واحدة {حريق} وعلى الباء أربع آيات آخرها {عقاب} .
ولهذه السورة اسمان: سورة الأنفال؛ لكونها مفتتحة بها، ومكررة فيها، وسورة بدر، لأن معظمها فى ذكر حرب بدر، وما جرى فيها.
مقصود السورة مجملا: قطع الأطماع الفاسدة من الغنيمة التى هى حق الله ولرسوله، ومدح الخائفين الخاشعين وقت سماع القرآن، وبعث المؤمنين حقا، والإشارة إلى ابتداء حرب بدر، وإمداد الله تعالى صحابة نبيه بالملائكة المقربين، والنهى عن الفرار من صف الكفار، وأمر المؤمنين بإجابة الله ورسوله، والتحذير عن الفتنة، والنهى عن خيانة الله ورسوله، وذكر مكر كفار مكة فى حق النبى صلى الله عليه وسلم، وتجاسر قوم منهم باستعجال العذاب، وذكر إضاعة نفقاتهم فى الضلال والباطل، وبيان قسم الغنائم، وتلاقى عساكر الإسلام وعساكر المشركين، ووصية الله المؤمنين بالثبات فى صف القتال، وغرور إبليس طائفة من الكفار، وذم المنافقين فى خذلانهم لأهل الإيمان، ونكال ناقضى العهد ليعتبر بهم آخرون، وتهيئة عذر المقاتلة والمحاربة، والميل إلى الصلح عند استدعائهم الصلح، والمن على المؤمنين بتأليف قلوبهم، وبيان عدد عسكر الإسلام، وعسكر الشرك، وحكم أسرى بدر، ونصرة المعاهدين لأهل الاسلام، وتخصيص الأقارب، وذوى الأرحام بالميراث فى قوله {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} إلى آخر السورة.
الناسخ والمنسوخ:
الآيات المنسوخة فى السورة ست {يسألونك عن الأنفال} م {ما غنمتم} ن {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} م {وما لهم ألا يعذبهم الله} ن {قل للذين كفروا إن ينتهوا} م {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} ن {وإن جنحوا للسلم} م {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله} ن {إن يكن منكم عشرون صابرون} م {الآن خفف الله عنكم} ن {والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء} م {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} ن.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 07-01-2022, 10:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(24)
من صـــ 224 الى صـــ 230

المتشابهات:
قوله: {وما جعله الله إلا بشرى} وقوله: {ومن يشاقق} وقوله: {ويكون الدين كله لله} قد سبق.
قوله: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} ثم قال بعد آية {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} أجاب عن هذا بعض أهل النظر وقال: ذكر فى الآية الأولى عقوبته إياهم عند الموت؛ كما فعله بآل فرعون ومن قبلهم من الكفار، وذكر فى الثانية ما يفعله بهم بعد موتهم. قال الخطيب: الجواب عندى: أن الأول إخبار عن عذاب لم يمكن الله أحدا من فعله، وهو ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند نزع أرواحهم، والثانى إخبار عن عذاب مكن الناس من فعل مثله، وهو الإهلاك والإغراق.
قال تاج القراء: وله وجهان [آخران] محتملان. أحدهما: كدأب آل فرعون فيما فعلوا، والثانى: كدأب فرعون فيما فعل بهم. فهم فاعلون فى الأول، ومفعولون فى الثانى. والوجه الآخر: أن المراد بالأول كفرهم بالله، وبالثانى تكذيبهم بالأنبياء؛ لأن تقدير الآية: كذبوا الرسل بردهم آيات الله. وله وجه آخر. وهو أن يجعل الضمير فى (كفروا) لكفار قريش على تقدير: كفروا بآيات ربهم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم، وكذلك الثانى: كذبوا بآيات ربهم كدأب آل فرعون.
قوله: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} هنا بتقديم أموالهم وأنفسهم وفى براءة بتقديم {في سبيل الله} لأن فى هذه السورة تقدم ذكر المال والفداء والغنيمة فى قوله: {تريدون عرض الدنيا} و {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيمآ أخذتم} أى من الفداء، {فكلوا مما غنمتم} فقدم ذكر المال، وفى براءة تقدم ذكر الجهاد، وهو قوله: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} وقوله: {كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله} فقدم ذكر الجهاد، وذكر هذه الآى فى هذه السورة ثلاث مرات. فأورد فى الأولى {بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله} وحذف من الثانية {بأموالهم وأنفسهم} اكتفاء بما فى الأولى، وحذف من الثالثة {بأموالهم وأنفسهم} وزاد {في سبيل الله} اكتفاء بما فى الآيتين.
فضل السورة
يروى بسند ساقط أنه قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الأنفال وترا فأنا شفيع له، وشاهد يوم القيام أنه برىء من النفاق، وأعطى من الأجر بعدد كل منافق فى دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان العرش وحملته يصلون عليه أيام حياته فى الدنيا" وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا على، من قرأ سورة الأنفال أعطاه الله مثل ثواب الصائم القائم.
بصيرة فى.. براءة من الله ورسوله
هذه السورة مدنية بالاتفاق. وعدد آياتها مائة وتسع وعشرون عند الكوفيين، وثلاثون عند الباقين. عدد كلماتها ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة. وحروفها عشرة آلاف وسبعمائة وسبع وثمانون حرفا.
والآيات المختلف فيها ثلاث {برياء من المشركين} {عاد وثمود} {عذابا أليما} .
مجموع فواصل آياته (ل م ن ر ب) يجمها (لم نرب) على اللام منها آية واحدة {إلا قليل} وعلى الباء آية {وأن الله علام الغيوب} وكل آية منها آخرها راء فما قبل الراء ياء.
ولهذه السورة ثمانية أسماء: الأول براءة؛ لافتتاحها بها، الثانى سورة التوبة؛ لكثرة ذكر التوبة فيها {ثم تاب عليهم ليتوبوا} {لقد تاب الله على النبى} الثالث الفاضحة؛ لأن المنافقين افتضحوا عند نزولها. الرابع المبعثرة؛ لأنها تبعثر عن أسرار المنافقين. وهذان الاسمان رويا عن ابن عباس. الخامس المقشقشة؛ لأنها تبرىء المؤمن، فتنظفه من النفاق وهذا عن ابن عمر. السادس البحوث؛ لأنها تبحث عن نفاق المنافقين. وهذا عن أبى أيوب الأنصارى. السابع سورة العذاب؛ لما فيها من انعقاد الكفار بالعذاب مرة بعد أخرى {سنعذبهم مرتين} الثامن الحافرة؛ لأنها تحفر قلوب أهل النفاق بمثل قوله: {إلا أن تقطع قلوبهم} ، {فأعقبهم نفاقا في قلوبهم} .
مقصود السورة إجمالا: وسم قلوب الكفار بالبراءة، ورد العهد عليهم، وأمان مستمع القرآن، وقهر أئمة الكفر وقتلهم، ومنع الأجانب من عمارة المسجد الحرام، وتخصيصها بأهل الإسلام، والنهى عن موالاة الكفار، والإشارة إلى وقعة حرب حنين ومنع المشركين من دخول الكعبة، والحرم، وحضور الموسم، والأمر بقتل كفرة أهل الكتاب وضرب الجزية عليهم، وتقبيح قول اليهود والنصارى فى حق عزير وعيسى عليهما السلام، وتأكيد رسالة الرسول الصادق المحق، وعيب أحبار اليهود فى أكلهم الأموال بالباطل، وعذاب مانعى الزكاة، وتخصيص الأشهر الحرم من أشهر السنة، وتقديم الكفار شهر المحرم، وتأخيرهم إياه، والأمر بغزوة تبوك، وشكاية المتخلفين عن الغزو، وخروج النبى صلى الله عليه وسلم مع الصديق رضى الله عنه من مكة إلى الغار بجبل ثور، واحتراز المنافقين من غزوة تبوك، وترصدهم وانتظارهم نكبة المسلمين، ورد نفقاتهم عليهم، وقسم الصدقات على المستحقين، واستهزاء المنافقين بالنبى صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن، وموافقة المؤمنين بعضهم بعضا، ونيلهم الرضوان الأكثر بسبب موافقتهم، وتكذيب الحق للمنافقين فى إيمانهم، ونهى النبى عن الاستغفار لأحيائهم، وعن الصلاة على أمواتهم، وعيب المقصرين على اعتذارهم بالأعذار الباطلة، وذم الأعراب فى صلابتهم، وتمسكهم بالدين الباطل، ومدح بعضهم بصلابتهم فى دين الحق، وذكر السابقين من المهاجرين والأنصار، وذكر المعترفين بتقصيرهم، وقبول الصدقات من الفقراء، ودعائهم على ذلك، وقبول توبة التائبين، وذكر بناء مسجد ضرار للغرض الفاسد، وبناء مسجد قباء على الطاعة والتقوى، ومبايعة الحق تعالى عبيده باشتراء أنفسهم وأموالهم، ومعاوضتهم عن ذلك بالجنة، ونهى إبراهيم الخليل من استغفار المشركين، وقبول توبة المتخلفين المخلص من غزوة تبوك، وأمر ناس بطلب العلم والفقه فى الدين، وفضيحة المنافقين، وفتنتهم فى كل وقت، ورأفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورحمته لأمته وأمر الله نبيه بالتوكل عليه فى جميع أحواله بقوله: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إلاه إلا هو عليه توكلت} الآية.
الناسخ والمنسوخ:
الآيات المنسوخة ثمان آيات {فسيحوا في الأرض} م {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} ن {يكنزون الذهب والفضة} م (آية الزكاة) ن {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} وقوله: {انفروا خفافا وثقالا} م {وما كان المؤمنون لينفروا} ن {عفا الله عنك لم أذنت لهم} م {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم} ن {استغفر لهم} م {سوآء عليهم أستغفرت لهم} ن {الأعراب أشد كفرا ونفاقا} إلى تمام الآيتين م {ومن الأعراب من يؤمن بالله} ن.
المتشابهات:
قوله: {واعلموا أنكم غير معجزي الله} وبعده {واعلموا أنكم غير معجزي الله} ليس بتكرار؛ لأن الأول للمكان، والثانى للزمان. وتقدم ذكرهما فى قوله: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 07-01-2022, 10:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(25)
من صـــ 231 الى صـــ 237

قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} وبعده {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} ليس بتكرار؛ لأن الأول فى المشركين، والثانى فى اليهود، فيمن حمل قوله: {اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا} على التوراة. وقيل: هما فى الكفار وجزاء الأول تخلية سبيلهم، وجزاء الثانى إثبات الأخوة لهم ومعنى {بآيات الله} القرآن.
قوله: {كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله} ثم ذكر بعده {كيف} واقتصر عليه، فذهب بعضهم إلى أنه تكرار للتأكيد، واكتفى بذكر (كيف) عن الجملة بعد؛ لدلالة الأولى عليه. وقيل تقديره: كيف لا تقتلونهم، (ولا) يكون من التكرار فى شىء.
قوله: {لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة} وقوله: {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة} الأول للكفار والثانى لليهود. وقيل: ذكر الأول، وجعله جزاء للشرط، ثم أعاد ذلك؛ تقبيحا لهم، فقال: ساء ما يعملون لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة. فلا يكون تكرار محضا.
قوله: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم} إنما قدم {في سبيل الله} لموافقة قوله قبله {وجاهدوا في سبيل الله} وقد سبق ذكره فى الأنفال. وقد جاء بعده فى موضعين {بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} ليعلم أن الأصل ذلك، وإنما قدم هنا لموافقة ما قبله فحسب.
قوله: {كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون} بزيادة باء، وبعده {كفروا بالله ورسوله} و {كفروا بالله ورسوله} بغير باء فيهما؛ لأن الكلام فى الآية الأولى إيجاب بعد نفى، وهو الغاية فى باب التأكيد، وهو قوله: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله} فأكد المعطوف أيضا بالباء؛ ليكون الكل فى التأكيد على منهاج واحد، وليس كذلك الآيتان بعده؛ فإنهما خلتا من التأكيد.
قوله: {فلا تعجبك أموالهم} بالفاء، وقال فى الآية الأخرى: {ولا تعجبك} بالواو؛ لأن الفاء يتضمن معنى (الجزاء، والفعل الذى قبله مستقبل يتضمن معنى) الشرط، وهو قوله: {ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا} اى إن يكن منهم ما ذكر فجزاؤهم. وكان الفاء هاهنا أحسن موقعا من الواو [و] التى بعدها قبلها {كفروا بالله ورسوله وماتوا} بلفظ الماضى وبمعناه، والماضى لا يتضمن معنى الشرط، ولا يقع من الميت فعل، (وكان) الواو أحسن.
قوله: {ولا أولادهم} بزيادة (لا) وقال: فى الأخرى {وأولادهم} بغير (لا) لأنه لما أكد الكلام الأول بالإيجاب بعد النفى وهو الغاية، وعلق الثانى بالأول تعليق الجزاء بالشرط، اقتضى الكلام الثانى من التوكيد ما اقتضاه الأول، فأكد معنى النهى بتكرار (لا) فى المعطوف.
قوله: {إنما يريد الله ليعذبهم} ، وقال: فى الأخرى: {أن يعذبهم} لأن (أن) فى هذه الآية مقدرة، وهى الناصبة للفعل، وصار اللام هاهنا زيادة كزيادة الباء، و (لا) فى الآية. وجواب آخر: وهو أن المفعول فى هذه الآية محذوف، أى يريد الله أن يزيد فى نعمائهم بالأموال والأولاد؛ ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا. والآية الأخرى إخبار عن قوم ماتوا على الكفر فتعلق الإرادة بما هم فيه، وهو العذاب.
قوله: {في الحياة الدنيا} وفى الآية الأخرى {في الدنيا} لأن (الدنيا) صفة للحياة فى الآيتين فأثبت الموصوف (والصفة فى الأولى، وحذف الموصوف) فى الثانية اكتفاء بذكره فى الأولى، وليست الآيتان مكررتين؛ لأن الأولى فى قوم، والثانية فى آخرين، وقيل: الأولى فى المنافقين والثانية فى اليهود.
قوله: {يريدون أن يطفئوا نور الله} وفى الصف {ليطفئوا نور الله} هذه الآية تشبه قوله: {يريد الله أن يعذبهم} و {ليعذبهم} حذف اللام من الآية الأولى، لأن مرادهم إطفاء نور الله بأفواههم، وهو المفعول به، والتقدير: ذلك قولهم بأفواههم، ومرادهم إطفاء نور الله بأفواههم.
والمراد الذى هو المفعول به فى الصف مضمر تقديره: ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب [يريدون ذلك] ليطفئوا نور الله فاللام لام العلة. وذهب بعض النحاة إلى أن الفعل محمول على المصدر.
أى إرادتهم لإطفاء نور الله.

قوله: {ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} هذه الكلمات تقع على وجهين: أحدهما: ذلك الفوز بغير (هو) . وهو فى القرآن فى ستة مواضع: فى براءة موضعان، وفى النساء، والمائدة، والصف، والتغابن؛ وما فى النساء (وذلك) بزيادة واو. والثانى ذلك هو الفوز بزيادة (هو) وذلك فى القرآن فى ستة مواضع أيضا: فى براءة موضعان، وفى يونس، والمؤمن، والدخان، والحديد، وما فى براءة أحدهما بزيادة الواو. وهو قوله: {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} وكذلك ما فى المؤمن بزيادة واو. والجملة إذا جاءت بعد جملة من غير تراخ بنزول جاءت مربوطة بما قبلها إما بواو العطف وإما بكناية تعود من الثانية إلى الأولى، وإما بإشارة فيها إليها.
وربما يجمع بين اثنين منها، والثلاثة؛ للدلالة على مبالغة فيها. ففى السورة {خالدا فيها ذلك} و {خالدين فيها ذلك} وفيها أيضا {ورضوان من الله أكبر ذلك هو} فجمع بين اثنين. وبعدهما {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو} فجمع بين الثلاثة، تنبيها على أن الاستبشار من الله يتضمن رضوانه، والرضوان يتضمن الخلود فى الجنان قال تاج القراء:
ويحتمل أن ذلك لما تقدمه من قوله: {وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن} فيكون كل واحد منهما فى مقابلة (واحد، وكذلك فى المؤمن تقدمه "فاغفر وقهم وأدخلهم"، فوقعت فى مقابلة) الثلاثة.
قوله: {وطبع على قلوبهم} ثم قال بعد: {وطبع الله على قلوبهم} لأن قوله: (وطبع) محمول على رأس الآية، وهو قوله: {وإذا أنزلت سورة} فبنى مجهول على مجهول، والثانى محمول، على ما تقدم من ذكر الله تعالى مرات (وكان) اللائق: وطبع الله، ثم ختم كل آية بما يليق بها، فقال فى الأولى: لا يفقهون، وفى الثانية: لا يعلمون، لأن العلم فوق الفقه، والفعل المسند إلى الله فوق المسند إلى المجهول.
قوله: {وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون} ، وقال فى الأخرى: {وسيرى الله عملكم ورسوله وستردون} لأن الأولى فى المنافقين، ولا يطلع على ضمائرهم إلا الله تعالى، ثم رسوله بإطلاع الله إياه عليها؛كقوله: {قد نبأنا الله من أخباركم} والثانية فى المؤمنين، وطاعات المؤمنين وعباداتهم ظاهرة لله ولرسوله وللمؤمنين. وختم آية المنافقين بقوله: {ثم تردون} فقطعه عن الأول؛ لأنه وعيد. وختم آية المؤمنين بقوله: {وستردون} لأنه وعد، فبناه على قوله {فسيرى الله} .
قوله: {إلا كتب لهم به عمل صالح} وفى الأخرى {إلا كتب لهم ليجزيهم الله} [لأن الآية الأولى] مشتملة على ما هو من عملهم، وهو قوله: {ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا} ، وعلى ما ليس من عملهم، وهو الظمأ والنصب والمخمصة، والله سبحانه بفضله أجرى ذلك مجرى عملهم فى الثواب، فقال: {إلا كتب لهم به عمل صالح} أى جزاء عمل صالح، والثانية مشتملة على ما هو من عملهم، وهو إنفاق المال فى طاعته، وتحمل المشاق فى قطع المسافات، فكتب لهم بعينه. لذلك ختم الآية بقوله: {ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون} لكون الكل من عملهم فوعدهم حسن الجزاء عليه وختم (الآية) بقوله: {إن الله لا يضيع أجر المحسنين} حين ألحق ما ليس من عملهم بما هو من عملهم، ثم جازاهم على الكل أحسن الجزاء.
فضل السورة
عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ما نزل على القرآن إلا آية آية، وحرفا حرفا، خلا سورة براءة، وقل هو الله أحد؛ فإنهما أنزلتا ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة، كل يقول استوصوا بنسبة الله خيرا" وقال: من قرأ سورة الأنفال وبراءة شهدا له يوم القيام بالبراءة من الشرك والنفاق، وأعطى بعدد كل منافق ومنافقة منازل فى الجنة، ويكتب له مثل تسبيح العرش وحملته إلى يوم القيامة. وعنه: يا على من قرأ سورة التوبة يقبل الله توبته؛ كما يقبل من آدم وداود، واستجاب دعاءه، كما استجاب لزكريا. وله بكل آية قرأها مثل ثواب زكريا. الحديثان ضعيفان جدا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 07-01-2022, 11:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(26)
من صـــ 238 الى صـــ 244

بصيرة فى.. الر. تلك آيات الكتاب
اعلم أن هذه السورة مكية، بالاتفاق. عدد آياتها مائة وعشر آيات عند الشاميين، وتسع عند الباقين. وعدد كلماتها ألف وأربعمائة وتسع وتسعون كلمة. وحروفها سبعة آلاف وخمس وستون.
والآيات المختلف فيها أربعة: {مخلصين له الدين} {وشفآء لما في الصدور} و {من الشاكرين} .
ومجموع فواصلها (ملن) على اللام منها آية واحدة {ومآ أنا عليكم بوكيل} وكل آية على الميم قبل الميم ياء.
وسميت سورة يونس لما فى آخرها من ذكر كشف العذاب عن قوم يونس ببركة الإيمان عند اليأس فى قوله: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعهآ إيمانها إلا قوم يونس} .
مقصود السورة: إثبات النبوة، وبيان فساد اعتقاد الكفار فى حق النبى صلى الله عليه وسلم والقرآن، وذكر جزائهم على ذلك فى الدار الآخرة،وتقدير منازل الشمس والقمر لمصالح الخلق، وذم القانعين بالدنيا الفانية عن النعيم الباقى، ومدح أهل الإيمان فى طلب الجنان؛ واستعجال الكفار بالعذاب، وامتحان الحق تعالى خلقه باستخلافهم فى الأرض، وذكر (عدم تعقل) الكفار كلام الله، ونسبته إلى الافتراء والاختلاف، والإشارة إلى إبطال الأصنام وعبادها، وبيان المنة على العباد بالنجاة من الهلاك فى البر والبحر، وتمثيل الدنيا بنزول المطر، وظهور ألوان النبات والأزهار، ودعوة الخلق إلى دار السلام، وبيان ذل الكفار فى القيامة، ومشاهدة الخلق فى العقبى ما قدموه من طاعة ومعصية، وبيان أن الحق واحد، وما سواه باطل، وإثبات البعث والقيامة بالبرهان، والحجة الواضحة، وبيان فائدة نزول القرآن، والأمر بإظهار السرور والفرح بالصلاة والقرآن، وتمييز أهل الولاية من أهل الجناية، وتسلية النبى صلى الله عليه وسلم بذكر شىء من قصة موسى، وواقعة بنى إسرائيل مع قوم فرعون، وذكر طمس أموال القبطيين، ونجاة الإسرائيليين من البحر، وهلاك أعدائهم من الفرعونيين، ونجاة قوم يونس بإخلاص الإيمان فى قوت اليأس، وتأكيد نبوة النبى صلى الله عليه وسلم، وأمره بالصبر على جفاء المشركين وأذاهم، فى قوله: {حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين} .
الناسخ والمنسوخ
المنسوخ فى هذه السورة خمس آيات {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} م {ليغفر لك الله} ن {قل فانتظروا} م آية السيف ن {من اهتدى} إلى قوله: {وكيل} م آية السيف ن {فقل لي عملي} م آية السيف ن {واتبع ما يوحى إليك واصبر} م آية السيف ن.
المتشابهات
قوله: {إليه مرجعكم [جميعا] } وفى هود {إلى الله مرجعكم} لأن ما فى هذه السورة خطاب للمؤمنين والكافرين جميعا؛ يدل عليه قوله: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا} الآية. وكذلك ما فى المائدة {مرجعكم جميعا} ؛ لأنه خطاب للمؤمنين والكافرين بدليل قوله: {فيه تختلفون} وما فى هود خطاب للكفار؛ يدل عليه قوله: {وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير} .
قوله: {وإذا مس الإنسان الضر} بالألف واللام؛ لأنه إشارة إلى ما تقدم من الشر فى قوله: {ولو يعجل الله للناس الشر} فإن الضر والشر واحد. وجاء الضر فى هذه السورة بالألف واللام، وبالإضافة وبالتنوين.
قوله: {وما كانوا ليؤمنوا} بالواو؛ لأنه معطوف على قوله: {ظلموا} من قوله: {لما ظلموا وجآءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا} وفى غيرها بالفاء للتعقيب.
قوله: {فمن أظلم} بالفاء؛ لموافقة ما قبلها. وقد سبق فى الأنعام. قوله: {ما لا يضرهم ولا ينفعهم} سبق فى الأعراف.
قوله: {فيما فيه يختلفون} وفى غيرها: {فيما هم فيه} بزيادة (هم) لأن هنا تقدم (فاختلفوا) ، فاكتفى به عن إعادة الضمير؛ وفى الآية {بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض} بزياة (لا) وتكرار (فى) لأن تكرار (لا) مع النفى كثير حسن، فلما كرر (لا) كرر (فى) تحسينا للفظ. ومثله فى سبأ فى موضعين، والملائكة.
قوله {فلمآ أنجاهم} بالألف؛ لأنه وقع فى مقابلة {أنجينا} .
قوله: {فأتوا بسورة مثله} وفى هود: {بعشر سور مثله} لأن ما فى هذه السورة تقديره: بسورة مثل سورة يونس. فالمضاف محذوف فى السورتين، وما فى هود إشارة إلى ما تقدمها: من أول الفاتحة إلى سورة هود، وهو عشر سور.
قوله: {وادعوا من استطعتم} هنا، وكذلك فى هود، وفى البقرة {شهدآءكم} ؛ لأنه لما زاد فى هود {وادعوا} زاد فى المدعوين. ولهذا قال فى سبحان: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} لأنه مقترن بقوله: {بمثل هاذا القرآن} والمراد به كله.
قوله: {ومنهم من يستمعون إليك} بلفظ الجمع وبعده: {ومنهم من ينظر إليك} بلفظ المفرد؛ لأن المستمع إلى القرآن كالمستمع إلى النبى صلى الله عليه وسلم، بخلاف النظر (وكان) فى المستمعين كثرة فجمع ليطابق اللفظ المعنى، ووحد (ينظر) حملا على اللفظ إذ لم يكثر كثرتهم.
قوله: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا} فى هذه الآية فحسب؛ لأن قبله قوله: {ويوم نحشرهم جميعا} وقوله: {إليه مرجعكم جميعا} يدلان على ذلك فاكتفى به.
قوله: {لكل أمة أجل إذا جآء أجلهم فلا يستأخرون ساعة} فى هذه السورة فقط؛ لأن التقدير فيها: لكل أمة أجل، فلا يستأخرون إذا جاء أجلهم. فكان هذا فيمن قتل ببدر والمعنى: لم يستأخروا.
قوله: {ألا إن لله ما في السماوات والأرض} ذكر بلفظ ما لأن معنى ما هاهنا المال، فذكر بلفظ ما دون من ولم يكرر ما اكتفاء بقوله قبله {ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض} .
قوله: {ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض} ذكر بلفظ (من) وكرر؛ لأن هذه الآية نزلت فى قوم آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل فيهم {ولا يحزنك قولهم} فاقتضى لفظ من وكرر؛ لأن المراد: من فى الأرض هاهنا لكونهم فيها؛ لكن قدم ذكر (من فى السماوات) تعظيما ثم عطف (من فى الأرض) على ذلك.
قوله: {ما في السماوات وما في الأرض} ذكر بلفظ (ما) فكرر؛ لأن بعض الكفار قالوا: اتخذ الله ولدا، فقال سبحانه: له ما فى السماوات وما فى الأرض، أى اتخاذ الولد إنما يكون لدفع أذى، أو جذب منفعة، والله مالك ما فى السماوات وما فى الأرض. (وكان) الموضع (موضع [ما وموضع] التكرار؛ للتأكيد والتخصيص.
قوله: {ولاكن أكثرهم لا يشكرون} . ومثله فى النمل. وفى البقرة ويوسف والمؤمن: {ولاكن أكثر الناس لا يشكرون} . لأن فى هذه السورة تقدم {ولاكن أكثرهم لا يعلمون} فوافق قوله: {ولاكن أكثرهم لا يشكرون} وكذلك فى النمل تقدم {بل أكثرهم لا يعلمون} فوافقه. وفى غيرهما جاء بلفظ التصريح. وفيها أيضا قوله: {في الأرض ولا في السمآء} فقدم الأرض؛ لكون المخاطبين فيها. ومثله فى آل عمران، وإبراهيم، وطه، والعنكبوت. وفيها {إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} بناء على قوله: {ومنهم من يستمعون إليك} ومثله فى الروم: {إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} فحسب.
قوله: {قالوا اتخذ الله ولدا} بغير واو؛ لأنه اكتفى بالعائد عن الواو والعاطف. ومثله فى البقرة على قراءة ابن عامر: {قالوا اتخد الله ولدا} .
قوله: {فنجيناه} سبق. ومثله فى الأنبياء والشعراء.
قوله: {كذبوا} سبق.
وقوله: {ونطبع على} قد سبق.
قوله: {من فرعون وملئهم} هنا فحسب بالجمع. وفى غيرها (وملإيه)لأن الضمير فى هذه السورة يعود إلى الذرية. وقيل: يعود إلى القوم. وفى غيرها يعود إلى فرعون.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 24-01-2022, 12:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد



بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(27)
من صـــ 245 الى صـــ 251


قوله: {وأمرت أن أكون من المؤمنين} ، وفى النمل: {من المسلمين} ؛ لأن قبله فى هذه السورة {ننج المؤمنين} فوافقه، وفى النمل أيضا وافق ما قبله، وهو قوله: {فهم مسلمون} وقد تقدم فى يونس {وأمرت أن أكون من المسلمين} .
فضل السورة
فيه حديث أبى المتفق على ضعفه: من قرأ سورة يونس أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد من صدق بيونس، وكذب به، وبعدد من غرق مع فرعون. وعن جعفر الصادق: من قرأ سورة يونس كان يوم القيامة من المقربين: وحديث على يا على من قرأ سورة يونس أعطاه الله من الثواب مثل ثواب حمزة، وله بكل آية قرأها مثل ثواب خضر. ضعيف.
بصيرة فى.. الر. كتاب أحكمت
هذه السورة مكية بالإجماع. وعدد آياتها مائة واثتنان وعشرون عند الشاميين، وإحدى وعشرون عند المكيين والبصريين، وثلاث وعشرون عند الكوفيين. وكلماتها ألف وتسعمائة وإحدى عشرة كلمة. وحروفها سبعة آلاف وستمائة وخمس.
والآيات المختلف فيها سبع {برياء مما تشركون} ، {في قوم لوط} ، {من سجيل} ؛ {منضود} ، {إنا عاملون} ، {إن كنتم مؤمنين} ، {مختلفين} .
مجموع فواصلها (ق ص د ت ل ن ظ م ط ب ر ز د) يجمعها قولك (قصدت لنظم طبر زد) .
وسميت سورة هود لاشتمالها على قصة هود - عليه السلام - وتفاصيلها.
المقصود الإجمالى من السورة: بيان حقيقة القرآن، واطلاع الحق سبحانه على سرائر الخلق وضمائرهم، وضمانه تعالى لأرزاق الحيوانات، والإشارة إلى تخليق العرش، وابتداء حاله، وتفاوت أحوال الكفار، وأقوالهم وتحدى النبى صلى الله عليه وسلم العرب بالإتيان بمثل القرآن، وذم طلاب الدنيا المعرضين عن العقبى، ولعن الظالمين، وطردهم، وقصة أهل الكفر والإيمان، وتفصيل قصة نوح، وذكر الطوفان، وحديث هود، وإهلاك عاد، وقصة صالح، وثمود، وبشارة الملائكة لإبراهيم وسارة بإسحاق، وحديث لوط، وإهلاك قومه، وذكر شعيب، ومناظرة قومه إياه، والإشارة إلى قصة موسى وفرعون، وبيان أن فرعون يكون مقدم قومه إلى جهنم، وذكر جميع [أحوال] القيامة، وتفضيل الفريقين والطريقين، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستقامة، والتجنب من أهل الظلم والضلال، والمحافظة على الصلوات الخمس، والطهارة، وذكر الرحمة فى اختلاف الأمة، وبيان القصص، وأنباء الرسل. لتثبيت قلب النبى صلى الله عليه وسلم، والأمر بالتوكل على الله فى كل حال.
الناسخ والمنسوخ:
المنسوخ فى هذه السورة ثلاث آيات {من كان يريد الحياة الدنيا} م
{من كان يريد العاجلة} ن {اعملوا على مكانتكم} م آية السيف ن {وانتظروا إنا منتظرون} م آية السيف ن.
المتشابهات:
قوله: {فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا} بحذف النون، والجمع، وفى القصص {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم} عدت هذه الآية من المتشابه فى فصلين: أحدهما حذف النون من (فإلم) فى هذه السورة وإثباتها فى غيرها. وهذا من فصل الخط. وذكر فى موضعه. والثانى جمع الخطاب هاهنا، وتوحيده فى القصص؛ لأن ما فى هذه السورة خطاب للكفار، والفعل لمن استطعتم، وما فى القصص خطاب للنبى صلى الله عليه وسلم، والفعل للكفار.
قوله: {وهم بالآخرة هم كافرون} سبق.
قوله: {لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون} ، وفى النحل: {هم الخاسرون} ؛ لأن هؤلاء صدوا عن سبيل الله، وصدوا غيرهم، فضلوا وأضلوا؛ فهم الأخسرون يضاعف لهم العذاب، وفى النحل صدوا، فهم الخاسرون. قال الإمام: لأن ما قبلها فى هذه السورة، (يبصرون، يفترون) لا يعتمدان على ألف بينهما، وفى النحل (الكافرون والغافلون) فللموافقة بين الفواصل جاء فى هذه السورة: الأخسرون وفى النحل: الخاسرون.
قوله: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال} بالفاء وبعده: {فقال الملأ} بالفاء وهو القياس. وقد سبق.
قوله: {وآتاني رحمة من عنده} وبعده {وآتاني منه رحمة} وبعدهما {ورزقني منه رزقا حسنا} ؛ لأن (عنده) وإن كان ظرفا فهو اسم فذكر فى الأولى بالصريح، والثانية والثالثة بالكناية؛ لتقدم ذكره. فلما كنى عنه قدم؛ لأن الكناية يتقدم عليها الاسم الظاهر نحو ضرب زيد عمرا فإن كنيت عن عمرو قدمته؛ نحو عمرو ضربه زيد. وكذلك زيد أعطانى درهما من ماله، فإن كنيت عن المال قلت: المال زيد أعطانى منه درهما. قال الإمام: لما وقع {آتاني رحمة} فى جواب كلام فيه ثلاثة أفعال كلها متعد إلى مفعولين ليس بينهما حائل بجار ومجرور وهو قوله: {ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك} و {نظنكم كاذبين} أجرى الجواب مجراه، فجمع بين المفعولين من غير حائل. وأما الثانى فقد وقع فى جواب كلام قد حيل بينهما بجار ومجرور، وهو قوله: {قد كنت فينا مرجوا} ؛ لأن خبر كان بمنزلة المفعول، لذلك حيل فى الجواب بين المفعولين بالجار والمجرور.
قوله: {لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله} فى قصة نوح، وفى غيرها {أجرا إن أجري} لأن فى قصة نوح وقع بعدها (خزائن) ولفظ المال للخزائن أليق.
قوله: {ولا أقول إني ملك} وفى الأنعام: {ولا أقول لكم إني ملك} ؛ لأن [ما] فى الأنعام آخر الكلام [بدأ] فيه بالخطاب، وختم به، وليس [ما] فى هذه السورة آخر الكلام، بل آخره {تزدري أعينكم} فبدأ بالخطاب وختم به فى السورتين.
قوله: {ولا تضرونه شيئا} وفى التوبة) {ولا تضروه شيئا} ذكر هذا فى المتشابه، وليس منه؛ لأن قوله: {ولا تضرونه شيئا} عطف على قوله: {ويستخلف ربي} ، فهو مرفوع، وفى التوبة معطوف على {يعذبكم ويستبدل} وهما مجزومان، فهو مجزوم.
قوله: {ولما جآء أمرنا نجينا هودا} فى قصة هود وشعيب بالواو،وفى قصة صالح ولوط: (فلما) بالفاء؛ لأن العذاب فى قصة هود وشعيب تأخر عن وقت الوعيد؛ فإن فى قصة هود: {فإن تولوا فقد أبلغتكم مآ أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم} وفى قصة شعيب {سوف تعلمون} والتخويف قارنه التسويف، فجاء بالواو والمهلة، وفى قصة صالح ولوط وقع العذاب عقيب الوعيد؛ فإن قصة صالح {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} ، وفى قصة لوط: {أليس الصبح بقريب} فجاء بالفاء للتعجيل والتعقيب.
قوله: {وأتبعوا في هاذه الدنيا لعنة} وفى قصة موسى: {في هاذه لعنة} ؛ لأنه لما ذكر فى الآية الأولى الصفة والموصوف اقتصر فى الثانية على الموصوف؛ للعلم به والاكتفاء بما فيه.
قوله {إن ربي قريب مجيب} وبعده {إن ربي رحيم ودود} ؛ لموافقة الفواصل. ومثله {لحليم أواه منيب} ، وفى التوبة {لأواه حليم} للروى فى السورتين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 24-01-2022, 12:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد



بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(28)
من صـــ 252 الى صـــ 258


قوله: {وإننا لفي شك مما تدعونآ إليه مريب} [وفى إبراهيم {إنا لفي شك مما تدعوننآ إليه مريب} ] ؛ لأن فى هذه السورة جاء على الأصل (وتدعونا) خطاب مفرد، وفى إبراهيم لما وقع بعده (تدعوننا) بنونين، لأنه خطاب جمع، حذف النون استثقالا للجمع بين النونات، ولأن فى سورة إبراهيم اقترن بضمير قد غير ما قبله بحذف الحركة، وهو الضمير المرفوع فى قوله: (كفرنا) ، فغير ما قبله فى (إنا) بحذف النون، وفى هود اقترن ضمير لم يغير ما قبله، وهو الضمير المنصوب، والضمير المجرور فى قوله: {فينا مرجوا قبل هاذا أتنهانآ أن نعبد ما يعبد آباؤنا} فصح كما صح.

قوله: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} ثم قال {وأخذت الذين ظلموا الصيحة} التذكير والتأنيث حسنان، لكن التذكير أخف فى الأولى. وفى الأخرى وافق ما بعدها وهو {كما بعدت ثمود} قال: الإمام: لما جاءت فى قصة شعيب مرة الرجفة، ومرة الظلة، ومرة الصيحة، ازداد التأنيث حسنا.

قوله: {في ديارهم} فى موضعين فى هذه السورة فحسب، لأنه اتصل بالصيحة، وكانت من السماء، فازدادت على الرجفة؛ لأنها الزلزلة، وهى تختص بجزء من الأرض فجمعت مع الصيحة، وأفردت مع الرجفة.
قوله: {إن ثمودا} بالتنوين ذكر فى المتشابه. وثمود من الثمد، وهو الماء القليل، جعل اسم قبيلة، فهو منصرف من وجه، وممنوع من وجه، فصرفوه فى حالة النصب؛ لأنه أخف أحوال الاسم، ومنعوه فى حالة الرفع؛ لأنه أثقل أحوال الاسم، وجاز الوجهان فى الجر؛ لأنه واسطة بين الخفة والثقل.
قوله: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم} وفى القصص: {مهلك القرى} ؛ لأن الله سبحانه وتعالى نفى الظلم عن نفسه بأبلغ لفظ يستعمل فى النفى؛ لأن هذه اللام لام الجحود، ولا يظهر بعدها (أن) ولا يقع بعدها المصدر، ويختص بكان، ولم يكن، ومعناه: ما فعلت فيما مضى، ولا أفعل فى الحال، ولا أفعل فى المستقبل، (وكان) الغاية فى النفى، وفى القصص لم يكن صريح ظلم، فاكتفى بذكر اسم الفاعل، وهو لأحد الأزمنة غير معين، ثم نفاه.
قوله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد} استثنى فى هذه السورة من الأهل قوله: {إلا امرأتك} ولم يستثن فى الحجر اكتفاء بما قبله، وهو قوله: {إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته} فهذا الاستثناء الذى انفردت به سورة الحجر قام مقام الاستثناء من قوله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} وزاد فى الحجر {واتبع أدبارهم} ؛ لأنه إذا ساقهم وكان من ورائهم علم بنجاتهم ولا يخفى عليه حالهم.
فضل السورة
يذكر فيه حديثان ساقطا الإسناد: حديث أبى: من قرأ سورة هود أعطى من الأجر بعدد من صدق نوحا، وهودا، وصالحا، ولوطا، وشعيبا، وموسى، وهارون، وبعدد من كذبهم، ويعطيه بعددهم ألف ألف مدينة فيها من الفوز والنعيم ما يعجز عن ذكره الملائكة ولا يعلم إلا الرب الغفور الودود الشكور، وحديث على: يا على من قرأ سورة هود يخرج من الدنيا كما يخرج يحيى بن زكريا طاهرا مطهرا، وكان فى الجنة رفيق يحيى، وله بكل آية قرأها ثواب أم يحيى.
بصيرة فى.. الر. تلك آيات الكتاب المبين
هذه السورة مكية بالاتفاق. وعدد آياتها مائة وإحدى عشرة، بلا خلاف. وكلماتها ألف وسبعمائة وست وسبعون. وحروفها سبعة آلاف ومائة وست وستون. وما فيها آية مختلف فيها.
مجموع فواصل آياتها يجمعها قولك (لم نر) . منها آية واحدة على اللام: {قال الله على ما نقول وكيل} . وما لها اسم سوى سورة يوسف؛ لاشتمالها على قصته.
مقصود السورة إجمالا: عرض العجائب التى تتضمنها: من حديث يوسف ويعقوب، والوقائع التى فى هذه القصة: من تعبير الرؤيا، وحسد الإخوة، وحيلهم فى التفريق بينه وبين أبيه، وتفصيل الصبر الجميل من جهة يعقوب، وبشارة مالك بن دعر بوجدان يوسف، وبيع الإخوة أخاهم بثمن بخس، وعرضه على البيع والشراء، بسوق مصر، ورغبة زليخا وعزيز مصر فى شراه، ونظر زليخا إلى يوسف، واحتراز يوسف منها، وحديث رؤية البرهان، وشهادة الشاهد، وتعيير النسوة زليخا، وتحيرهن فى حسن يوسف، وجماله، وحبسه فى السجن، ودخول الساقى والطباخ إليه، وسؤالهما إياه، ودعوته إياه إلى التوحيد، ونجاة الساقى، وهلاك الطباخ، ووصية يوسف للساقى بأن يذكره عند ربه، وحديث رؤيا مالك بن الريان، وعجز العابرين عن عبارته، وتذكر الساقى يوسف، وتعبيره لرؤياه فى السجن، وطلب مالك يوسف، وإخراجه من السجن، وتسليم مقاليد الخزائن إليه، ومقدم إخوته لطلب الميرة، وعهد يعقوب مع أولاده، ووصيتهم فى كيفية الدخول إلى مصر، وقاعدة تعريف يوسف نفسه لبنيامين، وقضائه حاجة الإخوة، وتغييبه الصاع فى أحمالهم، وتوقيف بنيامين بعلة السرقة، واستدعائهم منه توقيف غيره من الإخوة مكانه، ورده الإخوة إلى أبيهم، وشكوى يعقوب من جور الهجران، وألم الفراق، وإرسال يعقوب إياهم فى طلب يوسف، وأخيه، وتضرع الإخوة بين يدى يوسف، وإظهار يوسف لهم ما فعلوه معه من الإساءة وعفوه عنهم، وإرساله بقميصه صحبتهم إلى يعقوب، وتوجه يعقوب من كنعان إلى مصر، وحوالة يوسف ذنب إخوته على مكايد الشيطان، وشكره لله تعالى على ما خوله من الملك، ودعائه وسؤاله حسن الخاتمة، وجميل العاقبة، وطلب السعادة، والشهادة، وتعيير الكفار على الإعراض من الحجة، والإشارة إلى أن قصة يوسف عبرة للعالمين فى قوله: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} إلى آخر السورة.
وهذه السورة ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
المتشابهات: قوله: {إن ربك عليم حكيم} ليس فى القرآن غيره أى عليم: علمك تأويل الأحاديث، حكيم: اجتباك للرسالة.
قوله: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل} فى موضعين، وليس بتكرار؛ لأنه ذكر الأول حين نعى إليه يوسف، والثانى حين رفع إليه ما جرى على بنيامين.
قوله: {ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما} ومثلها فى القصص. وزاد فيها (واستوى) ؛ لأن يوسف عليه السلام أوحى إليه وهو فى البئر، وموسى عليه السلام أوحى إليه بعد أربعين سنة. وقوله (واستوى) إشارة إلى تلك الزيادة. ومثله {وبلغ أربعين سنة} بعد قوله: {حتى إذا بلغ أشده} .
قوله: {معاذ الله} هنا فى موضعين، وليس بتكرار؛ لأن الأول ذكره حين دعته إلى المواقعة، والثانى حين دعى إلى تغيير حكم السرقة.
قوله: {قلن حاش لله} فى موضعين: أحدهما فى حضرة يوسف، حين نفين عنه البشرية بزعمهن، والثانى بظهر الغيب حين نفين عنه السوء.
قوله: {إنا نراك من المحسنين} (فى موضعين) ليس بتكرار؛ لأن الأول من كلام من صاحبى السجن ليوسف، والثانى من كلام إخوته له.
قوله: {ياصاحبي السجن} فى موضعين: الأول ذكره يوسف حين عدل عن جوابهما إلى دعائهما إلى الإيمان. والثانى حين عاد إلى تعبير (رؤياهما) ؛ تنبيها على أن الكلام الأول قد تم.

قوله: {لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون} كرر (لعلى) مراعاة لفواصل الآى. ولو جاء على مقتضى الكلام لقال: لعلى أرجع إلى الناس فيعلموا، بحذف النون على الجواب. ومثله فى هذه السورة سواء قوله: {لعلهم يعرفونهآ إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون} أى لعلهم يعرفونها فيرجعوا.

قوله: {ولما جهزهم بجهازهم} فى موضعين: الأول حكاية عن تجهيزه إياهم أول ما دخلوا عليه. والثانى حين أرادوا الانصراف من عنده فى المرة الثانية. وذكر الأول بالواو؛ لأنه أول قصصهم معه، والثانى بالفاء، عطفا على {ولما دخلوا} وتعقيبا له.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 24-01-2022, 12:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(29)
من صـــ 259 الى صـــ 265

قوله: (تالله) فى ثلاثة مواضع: الأول يمين منهم أنهم ليسوا سارقين، وأن أهل مصر بذلك عالمون، والثانى يمين منهم أنك لو واظبت على هذا الحزن والجزع تصير حرضا، أو تكون من الهالكين، والثالث يمين منهم أن الله فضله عليهم، وأنهم كانوا خاطئين.

قوله: {ومآ أرسلنا من قبلك} وفى الأنبياء {ومآ أرسلنا قبلك} بغير (من) لأن (قبل) اسم للزمان السابق على ما أضيف إليه، و (من) يفيد استيعاب الطرفين، وما فى هذه السورة للاستيعاب. وقد يقع (قبل) على بعض ما تقدم؛ كما فى الأنبياء، وهو قوله: {مآ آمنت قبلهم من قرية} ثم وقع عقبه {ومآ أرسلنا قبلك} فحذف (من) لأنه هو بعينه.
قوله: {أفلم يسيروا في الأرض} بالفاء. وفى الروم والملائكة بالواو؛ لأن الفاء يدل على الاتصال والعطف، والواو يدل على العطف المجرد. وفى هذه السورة قد اتصلت بالأول؛ كقوله تعالى: {ومآ أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا} حال من كذبهم وما نزل بهم، وليس كذلك فى الروم والملائكة.
قوله: {ولدار الآخرة خير} بالإضافة، وفى الأعراف {والدار الآخرة خير} على الصفة؛ لأن هنا تقدم ذكر الساعة، فصار التقدير: ولدار الساعة الآخرة، فحذف الموصوف، وفى الأعراف تقدم قوله: {عرض هاذا الأدنى} أى المنزل الأدنى، فجعله وصفا للمنزل، والدار الدنيا والدار الآخرة بمعناه، فأجرى مجراه. تأمل فى السورة فإن فيها برهان أحسن القصص.
فضل السورة
لم يرد فيه سوى أحاديث واهية. منها حديث أبى: علموا أرقاءكم سورة يوسف؛ فإنه أيما مسلم تلاها وعلمها أهله، وما ملكت يمينه، هون الله عليه سكرات الموت، وأعطاه القوة ألا يحسد مسلما، وكان له بكل رقيق فى الدنيا مائة ألف ألف حسنة، ومثلها درجة، ويكون فى جوار يوسف فى الجنة. ثم قال: تعلموها وعلموها أولادكم؛ فإنه من قرأها كان له من الأجر كأجر من اجتنب الفواحش، وأجر من غض بصره عن النظر إلى الحرام. وقال: يا على من قرأ سورة يوسف تقبل الله حسناته، واستجاب دعاءه، وقضى حوائجه وله بكل آية قرأها ثواب الفقراء.
بصيرة فى.. المر. تلك آيات الكتاب والذى أنزل اليك
السورة مكية. وعدد آياتها سبع وأربعون عند الشاميين، وثلاث عند الكوفيين، وأربع عند الحجازيين، وخمس عند البصريين. وكلماتها ثمان مائة وخمس وستون. وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وستة أحرف.
والآيات المختلف فيها خمس: (جديد، النور، البصير، وسوء الحساب، من كل باب) .
وفواصل آياتها يجمعها قولك (نقر دعبل) منها على العين آية واحدة {إلا متاع} وما على النون فقبل النون واو، وسائر الآيات التى على الباء فقبلها ألف؛ نحو مآب، متاب، سوى (القلوب) ؛ فقبلها واو.
وتسمى سورة الرعد؛ لقوله فيها: {يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته} .
مقصود السورة: بيان حجة التوحيد فى تخليق السماوات والأرض، واستخراج الأنهار والأشجار والثمار، وتهديد الكفار، ووعيدهم، وذكر تخليق الأولاد فى أرحام الأمهات، على تباين الدرجات، ومع النقصان والزيادات، فى الأيام والساعات، واطلاع الحق تعالى على بواطن الأسرار، وضمائر الأخيار والأشرار، وذكر السحاب، والرعد، والبرق، والصواعق، والانتظار. والرد على عبادة الأصنام، وقصة نزول القرآن من السماء، والوفاء بالعهد، ونقض الميثاق، ودخول الملائكة بالتسليم على أهل الجنان، وأنس أهل الإيمان، بذكر الرحمة، وبيان تأثير القرآن، فى الآثار والأعيان، وكون عاقبة أهل الإيمان إلى الجنان، ومقر مرجع الكفار إلى النيران، والمحو والإثبات فى اللوح بحسب مشيئة الديان، وتقدير الحق فى أطراف الأرض بالزيادة والنقصان، وتقرير نبوة المصطفى بنزول الكتاب، وبيان القرآن فى قوله: {ويقول الذين كفروا لست مرسلا} إلى آخر السورة.
الناسخ والمنسوخ:
فى السورة آيتان {فإنما عليك البلاغ} م آية السيف ن {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم} م {إن الله لا يغفر أن يشرك به} ن وقيل: هى محكمة.
المتشابهات:
قوله: {كل يجري لأجل مسمى} ، وفى لقمان: {إلى أجل} لا ثانى له، لأنك تقول فى الزمان: جرى ليوم كذا، وإلى يوم كذا، والأكثر اللام؛ كما فى هذه السورة، وسورة الملائكة. وكذلك فى يس {تجري لمستقر لها} ؛ لأنه بمنزلة التاريخ؛ تقول: كتبت لثلاث بقين من الشهر، وآتيك لخمس تبقى من الشهر. وأما فى لقمان فوافق ما قبلها، وهو قوله: {ومن يسلم وجهه إلى الله} ، والقياس: لله؛ كما فى قوله: {أسلمت وجهي لله} لكنه حمل على المعنى، أى يقصد بطاعته إلى الله، كذلك: يجرى إلى أجل مسمى، أى يجرى إلى وقته المسمى له.
قوله: {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} وبعدها {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} ؛ لأن بالتفكر فى الآيات يعقل ما جعلت الآيات دليلا له؛ فهو الأول المؤدى إلى الثانى.

قوله: {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه} هاهنا موضعان. وزعموا أنه لا ثالث لهما. ليس هذا بتكرار محض؛ لأن المراد بالأول آية مما اقترحوا؛ نحو ما فى قوله: {لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض} الآيات وبالثانى آية ما، لأنهم لم يهتدوا إلى أن القرآن آية فوق كل آية، وأنكروا سائر آياته صلى الله عليه وسلم.

قوله: {ولله يسجد من في السماوات والأرض} وفى النحل {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دآبة والملائكة} وفى الحج {أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم} ؛ لأن فى هذه السورة تقدم آية السجدة ذكر العلويات: من البرق والسحاب والصواعق، ثم ذكر الملائكة وتسبيحهم، وذكر بأخرة الأصنام والكفار، فبدأ فى آية السجدة بذكر من فى السماوات لذلك، وذكر الأرض تبعا، ولم يذكر من فيها؛ استخفافا بالكفار والأصنام. وأما فى الحج فقد تقدم ذكر المؤمنين وسائر الأديان، فقدم ذكر من فى السماوات؛ تعظيما لهم ولها، وذكر من فى الأرض؛ لأنهم هم الذين تقدم ذكرهم. وأما فى النحل فقد تقدم ذكر ما خلق الله على العموم،ولم يكن فيه ذكر الملائكة، ولا الإنس تصريحا، فنصت الآية ما فى السماوات وما فى الأرض؛ فقال فى كل آية ما ناسبها.
قوله: {نفعا ولا ضرا} قد سبق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 24-01-2022, 12:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(30)
من صـــ 266 الى صـــ 272

قوله: {كذلك يضرب الله} ليس بتكرار؛ لأن التقدير: كذلك يضرب الله للحق والباطل الأمثال، فلما اعترض بينهما (فأما) و (أما) وطال الكلام أعاد، فقال: {كذلك يضرب الله الأمثال} .

قوله: {له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به} وفى المائدة {ليفتدوا به} ؛ لأن (لو) وجوابها يتصلان بالماضى، فقال: فى هذه السورة {لافتدوا به} وجوابه فى المائدة {ما تقبل منهم} وهو بلفط الماضى، وقوله: {ليفتدوا به} علة، وليس بجواب.
قوله: {مآ أمر الله به أن يوصل} فى موضعين: هذا ليس بتكرار؛ لأن الأول متصل بقوله: (يصلون) وعطف عليه (ويخشون) ، والثانى متصل بقوله: (يقطعون) وعطف عليه (يفسدون) .
قوله: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك} ومثله فى المؤمنين ليس بتكرار. قال ابن عباس: عيروا رسول الله صلى الله عليه وسلم باشتغاله بالنكاح والتكثر منه فأنزل الله تعالى {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} فكان المراد من الآية قوله: {وجعلنا لهم أزواجا وذرية} بخلاف ما فى المؤمنين؛ فإن المراد منه: لست ببدع من الرسل {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} .
قوله: {وإن ما نرينك} مقطوع، وفى سائر القرآن: (وإما) موصول. وهو من الهجاء: (إن) و (ما) وذكر فى موضعين.
فضل السورة
يذكر فيه من الأحاديث الساقطة حديث أبى: من قرأ سورة الرعد أعطى من الأجر عشر حسنات، بوزن كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون، إلى يوم القيامة، ودرجات فى جنات عدن، وكان يوم القيامة فى أولاده، وذريته، وأهل بيته من المسلمين. وعن جعفر الصادق: من قرأها لم تصبه صاعقة أبدا، ودخل الجنة بلا حساب، وحديث على: يا على من قرأ سورة الرعد كتب له بكل قطرة تمطر فى تلك السنة ثمانون حسنة، وأربع وثمانون درجة، وله بكل آية قرأها مثل ثواب من يموت فى طلب العلم.
بصيرة فى.. الر. كتاب أنزلناه اليك
السورة مكية إجماعا، غير آية واحدة: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} الآية. وعدد آياتها خمس وخمسون عند الشاميين، واثنتان عند الكوفيين، وأربع عند الحجازيين، وواحدة عند البصريين، وكلماتها ثمانمائة وإحدى وثلاثون. وحروفها ستة آلاف وأربعمائة وأربع وثلاثون.
والآيات المختلف فيها سبع: {إلى النور} ، وعاد، وثمود، {بخلق جديد} ، {وفرعها في السمآء} {الليل والنهار} {عما يعمل الظالمون} .
مجموع فواصل آياتها (آدم نظر، صب ذل) .
وتسمى سورة إبراهيم؛ لتضمنها قصة إسكانه ولده إسماعيل بواد غير ذى زرع، وشكره لله تعالى على ما أنعم عليه من الولدين: إسماعيل وإسحاق.
مقصود السورة: بيان حقيقة الإيمان، وبرهان النبوة، وأن الله تعالى أرسل كل رسول بلغة قومه، وذكر الامتنان على بنى إسرائيل بنجاتهم من فرعون، وأن القيام بشكر النعم يوجب المزيد، وكفرانها يوجب الزوال، وذكر معاملة القرون الماضية مع الأنبياء، والرسل الغابرين، وأمر الأنبياء بالتوكل على الله عند تهديد الكفار إياهم، وبيان مذلة الكفار فى العذاب، والعقوبة، وبطلان أعمالهم، وكمال إذلالهم فى القيامة، وبيان جزعهم من العقوبة، وإلزام الحجة عليهم، وإحال إبليس اللائمة عليهم، وبيان سلامة أهل الجنة، وكرامتهم، وتشبيه الإيمان (والتوحيد بالشجرة الطيبة وهى النخلة وتمثيل الكفر بالشجرة الخبيثة وهى الحنطة وتثبيت أهل الإيمان) على كلمة الصواب عند سؤال منكر ونكير، والشكوى من الكفار بكفران النعمة، وأمر المؤمنين بإقامة الصلوات، والعبادات، وذكر المنة على المؤمنين بالنعم السابغات، ودعائه إبراهيم بتأمين الحرم المكى، وتسليمه إسماعيل إلى كرم الحق تعالى. ولطفه وشكره لله على إعطائه الولد، والتهديد العظيم للظالمين بمذلتهم فى القيامة، وذكر أن الكفار قرناء الشياطين فى العذاب، والإشارة إلى أن القرآن أبلغ وعظ، وذكرى للعقلاء فى قوله: {هاذا بلاغ للناس} إلى آخر السورة.
والسورة خالية عن المنسوخ فى قول. وعند بعضهم {إن الإنسان لظلوم كفار} م {إن الله غفور حليم} م.
المتشابهات:
قوله: {فليتوكل المؤمنون} وبعده {فليتوكل المتوكلون} لأن الإيمان سابق على التوكل.
قوله: {مما كسبوا على شيء} والقياس على شىء مما كسبوا كما فى البقرة لأن على (من صلة القدرة، ولأن (مما كسبوا) صف لشىء. وإنما قدم فى هذه السورة لأن) الكسب هو المقصود بالذكر، وأن المثل ضرب للعمل، يدل عليه قوله: {أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء} .
قوله: {وأنزل من السمآء مآء} وفى النمل: {وأنزل لكم من السمآء} بزيادة (لكم) ؛ لأن (لكم) فى هذه السورة مذكور فى آخر الآية، فاكتفى بذكره، ولم يكن فى النمل فى آخرها، فذكر فى أولها. وليس قوله: {ما كان لكم} يكفى من ذكره؛ لأنه نفى لا يفيد معنى الأول.
قوله: {في الأرض ولا في السمآء} قدم الأرض؛ لأنها خلقت قبل السماء؛ ولأن هذا الداعى فى الأرض. وقدمت الأرض فى خمسة مواضع: هنا، وفى آل عمران، ويونس، وطه، والعنكبوت.
قوله: {وليذكر أولوا الألباب} (خص أولى الألباب) بالذكر لأن المراد فى الآية التذكر، والتدبر، والتفكر فى القرآن، وانما يتأتى ذلك منهم، مثله فى البقرة {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} يريد فهم معانى القرآن، ثم ختم الآية بقوله: {وما يذكر إلا أولوا الألباب} ومثلها فى آل عمران {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} وذكر فيه المحكمات والمتشابهات، وختمها بقوله: {وما يذكر إلا أولوا الألباب} ، ولا رابع لها فى القرآن.
فضل السورة
ذكروا فيه أحاديث ضعيفة واهية. منها: من قرأ سورة إبراهيم أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد كل من عبد الأصنام، وعدد من لم يعبدها، وفى لفظ: أعطى بعدد من عبد الأصنام مدينة فى الجنة، لو نزل بها مثل يأجوج ومأجوج لوسعتهم ما شاءوا من اللباس، والخدم، والمأكول، وسائر النعم، وحرم عليهم سرابيل القطران، ولا تغشى النار وجهه، وكان مع إبراهيم فى قباب الجنان، وأعطى بعدد أولاد إبراهيم حسنات ودرجات، وحديث على: يا على من قرأ سورة إبراهيم كان فى الجنة رفيق إبراهيم، وله مثل ثواب إبراهيم، وله بكل آية قرأها مثل ثواب إسحاق بن إبراهيم.
بصيرة فى.. ألر. تلك آيات الكتاب وقرآن مبين
السورة مكية إجماعا. وعدد آياتها تسع وتسعون بلا خلاف. وكلماتها ستمائة وأربع وخمسون. وحروفها ألفان وسبعمائة وستون.
ومجموع فواصل آياتها (ملن) على اللام منها آيتان: {حجارة من سجيل} ، {فاصفح الصفح الجميل} .
وتسمى سورة الحجر؛ لاشتمالها على قصتهم، وقوله: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 199.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 193.05 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]