|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشكلة النحافة الزائدة
مشكلة النحافة الزائدة الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شاب يعاني من مشكلة النحافة، ويريد أن يزيد وزنُه ويصبح شكله مقبولًا، ويسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شاب في مرحلة المراهقة، لدي مشكلة قد تسبِّب ضياع حياتي، فوزني 44 كيلو جرامًا، وطولي متر وتسعة وستون، إذًا أنا نحيف جدًّا، وهذا بالطبع قد سبَّب لي الخجل والعزلة. وأرجو ألا تقولوا لي: صبِّر نفسك، فهناك مَن هو أقل منك؛ لأن لي الحق في أن أعيش حياة طيبة مثل باقي الناس. أريد زيادة وزني، فهذه مشكلة لا يحس بها إلا مَن ذاقَها، أحلم بالزواج وعلاج الخجل، لكن ما يهمني الآن أكثر من أي شيء آخر، هو أن يزيد وزني، وأكتسب الجمال وحسن المظهر، ماذا أفعل؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فمشكلتك تتلخص في أنك غير راضٍ عن شكلك ونحافتك الزائدة، خاصة أنك تقارن نفسك بأقرانك، وتريد جسمًا مقبولًا ومظهرًا جميلًا، وتتأثر كثيرًا جدًّا بكلام الناس عنك، ونظراتهم إليك! فأقول مستعينًا بالله سبحانه: يبدو من مشكلتك الآتي: أنت حساس جدًّا، وتحتاج أيضًا إلى تقوية ثقتك بنفسك، ومقارنة نفسك بغيرك أتعبتْك كثيرًا، وجعلت همَّك كله الدنيا وجمالها، لذا فحلُّ مشكلتك لعله يكمُن بمشيئة الله في التخلص نهائيًّا من الحساسية المفرطة، ومِن ضَعف الثقة بالنفس، ومن مقارنة نفسك بالآخرين، فهذه الثلاثة ما حلَّت بجسد إلا أنهكتْه وقد تُهلكه، أما كيف تتخلص من هذا الثلاثي المزعج، فبالآتي: أ- الدعاء وهو مهم جدًّا. ب- التخلص نهائيًّا من النظر إلى مَن هم فوقك، والنظر إلى من هم دونك، وذلك بتذكُّر ما أنعم الله عليك من الصحة، بينما غيرك يتمتَّع بجمالٍ وأجسام ومالٍ، وهو في نعمة فيما يظهر للناس، ولكنه ربما هو في الحقيقة تَعيسٌ يندب حظَّه؛ إما بسبب مسٍّ، أو حسد، أو أمراض أخرى مزمنة، وقد عافاك الله منها كلها! تأمَّل كثيرًا في قوله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى مَن هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقَكم، فهو أجدر ألا تَزدروا نعمة الله عليكم)؛ متفق عليه. ذكر لي طبيب نفسي أنه يدخل عنده في العيادة أناس لهم وجاهة وأموال، وسيارات فارهة وقصور، ويقول: لو رأيتَ ما هم فيه من النعيم، لتمنيتُم أن تكونوا مثلهم، ولكنهم في الحقيقة تعساء يَصيحون من وطأة الأمراض النفسية والاكتئاب. ج- الجمال والمال ظاهرهما نعمة، لكنهما ربما صارا فتنة لصاحبهما، وقد حصل هذا كثيرًا، وقد عُرضت عليَّ مشكلات لشباب في عمرك أصابتهم فتنٌ ومصائبُ وتعاسة بسبب جمالهم، ويَطلبون مني حلولًا تخلِّصهم مما هم فيه مِن همٍّ وغَمٍّ وخوف، فاحمَد ربك أن عافاك من هذا كله. د- أن تعلم أن الأرزاق من صحة جسم وجمال ومال، أقدار كتبها الله، ومنَع بعض الناس منها، ومنهم أنت؛ رأفةً بهم ومحبةً لهم؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]. هـ- لا بأس أن تراجع طبيبًا مختصًّا لمعالجة نقص الوزن، واعلَم أن أخطر ما يهدِّد الصحة وينقص الوزن هو الاستسلام للهموم والأحزان، ومقارنة النفس بالآخرين. وأخيرًا أُذكرك ابني الكريم بأن الحياة الدنيا ليست هي كل شيء، ولا تستحق كل هذا الاهتمام، بل الذي يستحق العناية والمنافسة هي الدار الآخرة والاستعداد لها بصالح الأعمال. حفِظك الله ورزَقك القناعة والرضا وحماك من الفتن، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |