|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الليلة السادسة عشرة: (من حسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه) عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فإن المرء الذي ينشغل بقضايا الناس وتصنيفهم، وتتبُّع أخبارهم، لم يكمُل إسلامُه بعدُ، فقد ورد في الحديث: عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ»؛ متفق عليه. والإسلام يَنهى عن التدخل في شؤون الغير، لِما في ذلك من انشغال المرء بعيوب غيره عن عيوب نفسه، وتضييع للوقت فيما لا فائدة فيه، فقد يوقِع ذلك إما بإظهار الشماتة وتنقُّص الآخرين ... ا .هـ. ومما شاع الاشتغال به فيما لا يعني: تصنيف الناس وتقسيمهم فرقًا وأحزابًا وجماعات، ومما لا ينبغي السؤال عنه من أحوال الناس أيضًا: عباداتهم التي يسُّرون بها فيما بينهم وبين خالقهم؛ لأن السؤال عنها يعرِّض المسؤول للرياء، أو الكذب، أو للاستحقار، أو للتعب في حيلة دفْع الجواب، وعلى الأقل فإن عبادته ستَخرج إلى ديوان العلن، وهو أقل رُتبة من عبادة السر، وكذلك السؤال عن معاصيهم وما يستحون من المعاصي ذكره؛ (إحياء علوم الدين 3 /113)؛ إذ الاستتار بالمعاصي - لمن وقع فيها - مقصود صحيح، بل المجاهرة بالمعصية معصية ومنكرٌ آخر يحول بين صاحبه وبين العافية، "فقد ثبت في صحيح مسلم رحمه الله /2990" ((كلُّ أُمتي معافًى إلا المجاهرون ...))؛ الحديث. ومما لا ينبغي أيضًا السؤال عن أحوالهم - الناس - الحسنة التي لا يُحبون إظهارها خشية الحسد مثلًا: نبوغ أولادهم وذكاؤهم، ونحوه: وسؤالهم عن تفاصيل مشكلاتهم التي وقعت لهم مما لا يرغبون اطِّلاع الناس عليها. أما الضابط في معرفة ما يعني وما لا يعني: قال ابن رجب رحمه الله: "وليس المراد أن يترك ما لا عناية له ولا إرادة بحكم الهوى وطلب النفس، بل بحكم الشرع والإسلام، ولهذا جعله من حُسن الإسلام، فإذا حسُن إسلام المرء تركُ ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال"؛ (جامع العلوم والحكم 1 /289). واليوم يَفهَم كثيرٌ من الناس أن المراد بما لا يعني: شؤون الغير على الأطلاق، وهو خلطٌ في المفاهيم، ولَبْس في المراد، فإن من شؤون الغير ما يعني الإنسان مباشرةً، ومن ذلك: ما كان من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»؛ رواه مسلم 49. فترى أن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأيمان، فهو إذًا مما يَحسُن به الإسلام، ويزداد به الإيمان. ومما يعني الإنسان بدرجة كبيرة من شؤون الآخرين: شؤون المسلمين وقضاياهم، في أي صقع كانوا - وذلك على حسب استطاعة المرء - فقد ورد في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ؛ متفق عليه. (انتهى بتصرف يسير من كتاب: معلم في تربية النفس/ عبداللطيف الحسن / ص:25ـ 26 ــ 29 ـ 31). اللهم بصِّرنا في عيوبنا، واغفر لنا وتُبْ علينا برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |