![]() |
|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أذنبت في حق نفسي وابنتي الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة تعرَّفت على رجلٍ، وبعد أن توطَّدت العلاقة، طلب منها صورًا لمناطق حساسة من جسدها، فأرسلت له صورة فيها فرْجُ ابنتها الصغيرة، لكنها ندِمت وتفكِّر في الانتحار، وتسأل: ماذا تفعل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم. لقد أذنبتْ قريبتي بحق ابنتها الصغيرة ذات الأربع سنوات، وهي نادمة أشد الندم، واعترفت لي، وأريدُ مساعدتها؛ لأنها تفكر في الانتحار من شدة الألم النفسي؛ فقد تعرفتْ على شخص عن طريق مواقع التواصل، وظلَّت معه سنتين، وفي آخر هاتين السنتين كان يطلب منها صورًا لمناطق حسَّاسة من جسدها، ولكنها كانت تأبى عليه ذلك، فكان يغضب، ولإرضائه قامت بتصوير فَرْجِ ابنتها الصغيرة؛ ظنًّا منها أن النظر إلى جسم فتاة صغيرة ليس حرامًا، لكنها تابت توبة نصوحًا، ولا تعلم كيف تُكَفِّرُ عن هذا الذنب العظيم، حتى إن حياتها توقفت بالكامل، وترى أن التوبة محالٌ أن تُقبل، وإن تاب الله عليها، فكيف تسامحها ابنتها الصغيرة المسكينة، فلا ترى حلًّا سوى الانتحار، فهل لها من توبة عن هذا الذنب العظيم؟ وكيف يمكن أن تغفر لنفسها لتستطيع إكمال حياتها وهي ترى ابنتها كل يوم؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فأساس مشكلتكِ هو إقامة علاقة عشقٍ محرمة مع رجل أجنبي، وهذه العلاقة بما فيها من مخازٍ أدت إلى خِزْيٍ آخر لا يخطر إلا على قلبٍ أُشرِبَ بسكرة جنون الحب الوهمي الشيطاني، وهذا العشق الفاسد يُخامر العقل فيُتْلِفُه كما تتلفه المخدِّرات، بل أحيانًا أعظم؛ ولذا سمعنا مَن قتلت ولدها من أجل إرضاء عشيقها. ولكن مع الإقرار بعظم ما ارتكبتْه هذه المرأة بحق نفسها أولًا من العلاقات المحرمة، ثم بحق طفلتها من الاعتداء على خصوصيتها وعورتها المغلظة، يبقى السؤال الكبير: هل لها من توبة من هذين الذنبين العظيمين؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: لا بد من أن تتوب توبة صادقة من أساس المشكلة؛ وهو إقامة العلاقات المحرمة مع رجل أجنبي، ومن صدق توبتها الآتي: ١- الندم. ٢- الإقلاع تمامًا. ٣- العزم على عدم العودة أبدًا. ٤- كثرة الاستغفار. ٥- الهجر التام لجميع ما قد يُوقِع في الأوحال القذرة، ومن ذلك حذف حساب العشيق الوهميِّ؛ أقصد المجرم الخبيث، وحذف حساباتكِ في مواقع التواصل التي أودت بكِ لمستنقع العفن، وتغيير رقم جوالكِ، وحذف رقم جواله؛ لأن بقاء هذه الأمور قد يوقع في الفتنة مرة أخرى، والله سبحانه عندما حرم الزنا ما قال: ولا تزنوا، وإنما قال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]؛ ليعمَّ النهيُ الزنا وكل ما قد يُقرب منه من كلام وملابس وصور ونظر... ثانيًا: يبدو واضحًا من مشكلتكِ أنكِ عندما وقعت في هذه القاذورات؛ كنتِ تعانين من أمرين خطيرين أوديا بكِ للمَهْلَكة؛ هما: أ- ضعف إيمان وضعف خوف من الله سبحانه؛ ولذا لا بد من السعي في تقوية إيمانكِ ومراقبتكِ لله سبحانه بطرقٍ شتَّى؛ منها: الإكثار من الصلاة والتلاوة، وملازمة الصالحات والعلم النافع، والدعاء والصدقات، والإكثار من ذكر الله سبحانه، وتقوية التوحيد في القلب، وتوحيد الأسماء والصفات العُلى لله سبحانه؛ وتأملي كثيرًا قوله عز وجل: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقوله عز وجل: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61]، ففيهما رادع قويٌّ عن المعاصي. ب- وتعانين كذلك من نقص حادٍّ في إشباع عواطفكِ الجنسية والجسدية، ويبدو أنكِ بدون زوج حاليًّا؛ ولذا لعلكِ تبحثين عمن يُساعدكِ في الزواج للاستعفاف، وأهم ما يجلب الرزق - ومنه الزواج - الدعاء والاستغفار، وابتعدي كليًّا عما قد يثير شهوتكِ من مواقع وصور وكلام وغيرها. ثالثًا: بقي الإجابة على سؤالكِ المهم جدًّا؛ وهو: هل لكِ من توبة أم جرمكِ لا تُقبَل معه التوبة؟ فأقول: نعم، ولله الحمد لكِ ولكل مذنب نادم صادق توبة مقبولة إن شاء الله، والأدلة على ذلك كثيرة؛ منها الآتي: قوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، وقوله عز وجل: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وقوله عز وجل: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]. ولاحظوا أن الله سبحانه ذكر هذه الآية بعد أن ذكر معاصيَ عظيمة؛ هي الشرك، وقتل النفس بغير حقٍّ، والزنا، ثم ختم الآية بوعد بقبول توبة التائب، وأعظم من ذلك قلب سيئاته السابقة في ميزانه إلى حسنات؛ فافرحوا بفضل الله سبحانه، ولا تيأسوا، فالشيطان هو الذي يوسوس لكم بعدم قبول التوبة؛ حتى تقنطوا وتستمروا في المعاصي. رابعًا: بالنسبة لطفلتكِ كفِّرِي عن صنيعكِ معها بصدق التوبة بالإحسان إليها بحسن التربية والدعاء لها وبالصدقات. خامسًا: واحذري بشكل قاطع أن تذكري لها ما فعلتِهِ معها، واجعليه سرًّا يُدفَن معكِ؛ لأنه لا مصلحة تُرتجى من ذكره، ولأن ذكره لها يُمرضِها نفسيًّا، ويُدخِل في قلبها البغض لكِ، وربما أصابها بالاكتئاب والوساوس الشيطانية. حفظكِ الله، ورزقكِ توبة نصوحًا وثباتًا وزوجًا صالحًا. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع ••• |
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |