![]() |
|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التعامل السادي مع أختي أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: شاب في العشرين من عمره، له أخت ترك أبواه مسؤوليتها إليه؛ فجعلها خادمة له، تخدمه في كل شيء، وهو يعاقبها على أخطائها بالضرب أو الحرمان، وهو يشعر بتأنيب الضمير؛ فأخته ليست فتاة عادية، ويسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: أنا الابن الأكبر في عائلتي، في العشرين من عمري، لديَّ أختٌ تصغُرني بخمس سنوات، وتوءمان، والداي في شغل دائم بعملهما، لم تكن والدتي تبالي بأمر أختي، فلم تكن تريد سواي، وهدأ الأمر لما أنجبت توءمين؛ حيث انشغلت بهما، وكان والداي يشجعانني على تحمُّل مسؤولية أختي؛ لشغلهما الدائم، أحببتُ الأمر كثيرًا، فمنذ أن كان عمري عشر سنوات، وأنا أتحكم بها، كنت آمرها فتطيع، وإذا خالفت أمري أعاقبها بالضرب أو الحرمان من الطعام أو اللعب، جعلت منها خادمة لي، مع وجود خادمة في البيت؛ فهي تنظف غرفتي، وتجهز لي الحمام، وتنظف حذائي، وتدلك قدمي، حتى إنه ممنوع عليها أن تجلس على الكرسي إلى جواري، بل تجلس تحت قدمي، أهلي لا يعلمون أنني أعاملها بهذه الطريقة، ولم تكن هي تتكلم؛ فقد تعودت على ذلك، وصارت مطيعة لي، وإذا أخطأت أطلب منها أن تعتذر، وتتوسل إليَّ، وتُقبِّل قدمي ويدي حتى أرضى، هي الآن لعبة بيدي، كنت مراهقًا، والآن أرى في ذلك تسلية لي، لا تخرج من المنزل قط إلا للتسوق معي وحمل الأكياس، وخدمتي ومساعدتي في الشراء، وهي متعلقة بي جدًّا؛ فلا تنام إلا إذا سألتني عما إذا كنت أريد شيئًا، وتنتظرني بلهف حتى أرجع إلى البيت، وتركض لتنزع عني حذائي، وتجلب الماء لغسل قدمي؛ فهي تحب أن تفعل ذلك، أختي دائمًا هادئة وحزينة، تسمع الكلام وتنفذ ما أقول، ليس عندها أي مشاعر، حتى إنني إذا غضِبتُ عليها لا تبكي، هي متفوقة في الدراسة، أحاسبها على درجاتها، وإذا نقصت درجة أعاقبها بالضرب، أشعر بتأنيب الضمير، أريدها فتاة عادية، فما الحل برأيكم؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرأت رسالتك وتألم قلبي كثيرًا مما أقرأ، ولكني عدت واستبشرت خيرًا برسالتك؛ لأنها تنبئ برغبتك الصادقة في تعديل مسارك وتصحيح أخطائك، والرجوع إلى ما يريده الله من كل أخٍ تجاه أخواته من حب وحنان وعناية، وممارسة دور الرجولة الحقيقية معهن، والتي تتمثل في الاحتواء والإحسان والاعتناء. أسأل الله أن يجعلك كذلك، وأن تكون هذه الاستشارة بداية حياة جديدة لك مع أختك؛ حياة تعيشان فيها معًا ملامح الأخوة الحقيقية المملوءة بدفء المشاعر، وحسن الخلق، وطيب المعاملة. اعلمْ - يا بني - أنك أصبحت في موضع مسؤولية تحاسب فيها أمام الله عز وجل على كل كبيرة وصغيرة، من وقت أن صرت مكلفًا، وهذا الذي تفعله مع أختك ظلمٌ واضح وخطير، فاتقِ الله في نفسك، واتق الله في أختك؛ فالظلم ظلمات يوم القيامة، وكل ما تفعله مع أختك يُسجل في صحيفتك، وسيُعرض عليك يوم القيامة، فكيف لك أن تتحمل كل هذه الأوزار؟ وكيف لك أن تقابل الله عز وجل وتقف بين يديه وأنت مُثقَل بهذه الآثام؟! أتفهم رغبتك يا بني، ورغبة كل فتى بأن يشعر برجولته منذ نعومة أظفاره، وأتفهم أنكم - معشر الشباب - تبدؤون بممارسة هذه الرجولة مع أخواتكم الإناث، وهذا خير تدريب عملي لكم على تحمل تبعات الرجولة ومسؤوليتها في المستقبل مع أزواجكم، ولكنْ للأسف الكثيرون يمارسون هذه الرجولة بشكل خاطئ تمامًا كما فعلت أنت، ويقلبون الموازين فيتعاملون بعكس ما تقتضيه الرجولة تمامًا، بل وينزعون من أنفسهم لقب رجل، ويكتفون بلقب الذكورة. الرجولة - يا بُني - تظهر في التعامل بإنسانية، وبأخلاق إسلامية راقية وسامية؛ كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يتعامل مع النساء من أهله فكان رحيمًا بهن، حنونًا عليهن، متفهمًا لضعفهن واحتياجاتهن، كان يلاعبهن ويدخل السرور على قلوبهن، ويعلمهن أمور دينهن برفق. النبي صلى الله عليه وسلم ما امتدت يده على امرأة قط ضاربًا لها، بل كان هو النبع الأكبر للحنان والاحتواء، فاقتدِ بنبيك لتُكتب عند الله في عداد الرجال الحقيقيين لا الرجال المزيفين. لن أطيل الحديث عن هذا الأمر معك؛ فأنا لا أريد تأنيب ضميرك، بل أريد إيقاظه، وواضح من رسالتك أن قلبك قد عادت له الحياة، وضميرك بدأ في الاستيقاظ؛ لذلك دعنا نركز على الحلول ولا نبكي على اللبن المسكوب. استغفر ربك كثيرًا، وتُبْ من هذه الذنوب، واعزم عزمًا صادقًا على عدم العودة إليها أبدًا. أكْثِر من الدعاء بأن يصلحك الله، ويقيك شر نفسك، ويصلح قلبك، ويؤلف بينك وبين أختك. اقترب من أختك اقتراب الأخ الحنون، فاحتويها بحب وحنان، وعبِّر لها عن حبك لها، واعتذر لها اعتذارًا واضحًا وصريحًا عما بدر منك سابقًا، ولا تخجل من هذا الاعتذار؛ فأنت الذي تحتاج إليه أكثر منها، تحتاج إليه حتى يُغفر ذنبك، وتحتاج إليه حتى يتطهر قلبك، وتُزال القسوة من أركان روحك ونفسك، وتحتاج إليه حتى تنعم بأخوة دافئة، وتحظى في المستقبل بحنان وحب أختك. اجلس مع أختك جلسات لطيفة، واستمع إليها، وحاول أن تجعلها تفتح قلبها لك، فواضح أنها رغم كل ما فعلته معها تحبك وتحب وجودك في حياتها؛ فاستثمر هذه المشاعر خير استثمار لبداية جديدة قبل أن تمر السنوات، وتتحول مشاعر أختك نحوك إلى مشاعر كراهية ونفور واشمئزاز. لا تجعل أختك مسؤولة عن أي شيء يخصك رغمًا عنها، واشكرها على كل ما فعلته من أجلك سابقًا، وحاول أنت أن تكون مسؤولًا بلطف عن احتياجاتها، وأقصد بذلك المسؤولية الطبيعية التي تخص الرجال تجاه النساء، والتي تشعر المرأة بالأمان؛ لأنها في حماية رجل يحتويها ويهتم بها. أخيرًا ابدأ صفحة جديدة مع أختك، وبإذن الله بمعاملتك الطيبة ستُشفى أختك من الجراح النفسية، التي من المؤكد أنها تعاني منها وستعيشان معًا حياة طيبة يظللها الحب والحنان الأخوي. يسر الله لك أمرك، وأصلح لك قلبك، ووقاك شر نفسك، وشر الشيطان وشركه، وجعلك ممن يشدون أزْرَ إخوتهم، ويعينونهم على مشقات ومصاعب الحياة، ويأخذون بأيديهم إلى الله وإلى طريق النجاة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع ••• |
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |