![]() |
|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل خطيبي له سوابق؟ الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة عُقِد قرانها، ذكرت أن خطيبها طلب منها بعد عقد القران تصوير أماكن حساسة، بحجة أن تكون ليلة العرس سهلة على كليهما، ولما عرضت مشكلتها على الإنستجرام، أخبروها بأنه له سوابق، فتسرَّب إليها الشك فيه، رغم ما هو عليه من دين وحبٍّ وإخلاص لها، وهي مشوَّشة ولا تدري: هل تكمل معه أو لا؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عُقِد قراني منذ ثلاثة أشهر، وبقي ثلاثة أشهر لإتمام الزواج، في الشهرين الأولَيْنِ كان هناك تغَزُّلٌ وتعمقنا كثيرًا في الكلام، وكنا في دورة للمقبلين على الزواج، وقد نصح المستشار بأن يكون ثمة كلام وملامسات خفيفة كيلا تكون ليلة العُرس صعبة على الطرفين، وبعد الملكة بثلاثة أيام، صار زوجي متحمِّسًا لأشياء عجيبة؛ فقد سألني يومًا: هل تريدين رؤيته؟ يقصد: العضو، وطلب مني أن أصوِّر أماكن حساسة عندي وصوَّرتها، ولا أكذبكم أنني كنت سعيدة بالكلام، أما أمر الصور فقد صدمني، وأراد أن يخلوَ بي أيضًا؛ وحجَّتُه في ذلك أن تكون ليلة العرس سهلة علينا، فلما وضعت مشكلتي بأحد حسابات الإنستجرام، كان الرد من الجميع بأن له سوابق، وأنه معتاد هذه الأفعال، وأنه شهوانيٌّ، وقد استشارني يومًا أن يزيل شعر صدره، وحدثَّني برغبته في إزالته من أجل الحَرِّ وممارسة الرياضة؛ فهو رياضي، وعندما ذكرت تلك الحادثة على الإنستجرام، علَّق رجل فقال: إنه فعل ذلك بناءً على طلبٍ من فتاة أخرى؛ فضاق صدري لذلك، ولأنني أتذكر أنه وقت الملكة كان أكثر استحياء، كان يرتجف ويتعرق لرؤيتي، حتى إنه لم يستطع أن يلبسني الشبكة، وألبستني أخته. هو شخص يحافظ على الصلاة، كريم وطيب، لا يرفض له أمرًا، يقول لي دائمًا: لن أجعل لكِ حاجة، لكني طلبتُ من أبي الانفصال، فقال لي: لا تتسرعي، فقد تظلمين الرجل، اجلسي معه وابحثي عن الخَلَلِ، وأخبرني أنه متعلق بي، وأن أبي سأل عليه في المسجد، والجميع يتكلم عنه بالخير، وأرجع أبي السبب في طلبي الانفصال إلى أنه خطيبي يكلمني دائمًا، وأنني أريد شخصًا "ثقيلًا" كما يقولون، ونصحني بألَّا أتركه، وذكر لي أنه لو كان فيه عيب فسوف أقف بمواجهته. وقد وقع بيننا شجار؛ لأنني أريد تأجيل موعد الزواج؛ لمخاوفي التي ذكرت، وهو يرفض ذلك، لكنه عاد ووافق على ما أريد؛ إرضاء لي، أنا مشوَّشة ولا أدري ماذا أفعل، أشك في أنه له سوابق، فهل أُكمل معه أو لا؟ أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمشكلتكِ تتلخص في: ١- خوفكِ من بعض التصرفات الخاطئة من زوجكِ في الفترة التي أعقبت عقد النكاح. ٢- وتتسائلين: هل لها دلالة أن له سوابق سيئة أو لا؟ ٣- وطلبتِ من والدكِ إلغاء الزواج ورفض متحجِّجًا بحسن سمعة زوجكِ وثناء الناس عليه. ٤- زوجكِ يُحبكِ كثيرًا ومتعلق بكِ جدًّا، وأنتِ كذلك إلا أنه رابكِ منه بعض تصرفاته وتحليلات الناس لها بالسوء. فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: فرقٌ كبير بين الخاطب الذي لم يكتب عقد النكاح على زوجته، وبين الذي خطب وكتب كتاب الزواج؛ فالأول ما زال أجنبيًّا عن المخطوبة، لا يجوز له منها أي شيء غير الرؤية الشرعية، وبعض الكلام المباح من غير خلوة، أما الثاني فقد صار زوجًا بكتابة عقد النكاح، ويجوز له من زوجته كل ما يجوز لأي زوج من زوجته. ثانيًا: ويُستثْنَى ما تعارف عليه الناس من عدم الجماع إلا بعد حفلة الزواج، وهذا ليس منعًا شرعيًّا، ولكن من باب حفظ العرض من لوكة الألسن، لو تم إلغاء الزواج، وحملت المرأة من هذا الجماع، ولأنه حصل عدة مرات أن تم الجماع في هذه الفترة، ثم تمَّ الطلاق قبل الدخول الرسمي، وحصل بعد ذلكِ مشاكل وكلام تنوء بحمْلِهِ الجبال. ثالثًا: ما حصل من زوجكِ من بعض التجاوزات الخاطئة هو أخطأ فيها، فيوجَّه ويُنْصَح بعدم الوقوع فيها، ولكن مع ذلك لعلكِ تُحسنين الظن به؛ نظرًا لشدة رغبته وحاجته للاستعفاف، وجهله بالحدود الشرعية. رابعًا: لستُ مع الذين فسروا تصرفاته بأنه شهواني وله سوابق في الفساد؛ فلا دليل صريحَ لديهم على ذلك، وأيضًا فالأصل حسن الظن به، خاصة أنه قد أُثْنِيَ عليه من قِبلِ أهل الحي، وزملائه في العمل؛ قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]. خامسًا: حتى لو فرضنا صحة بعض ما فُسرت به بعض تصرفاته من أن له سوابق، فما الذي يضيره وقد جاء مقبلًا طالبًا الاستعفاف بالحلال، ومُحبًّا صادقًا لكِ، والتوبة تجُبُّ ما قبلها. سادسًا: في هذا العصر مع الانفتاح العالمي على وسائل التواصل وما فيها من خير وشر كثُرَتِ الفِتَنُ على الشباب والشابات، خاصة ما يتعلق بالحب والجنس، ومع ضعف الإيمان وشدة الحاجة الجنسية، ربما وقع لبعضهم فتنٌ ومآزقُ، ومنهم مَن ينغمس فيها، وتصبح همَّه الأكبر، ومنهم من تكون هذه الفتن وقتية عنده، فإذا تزوج، عقل وهجرها. وعلى فرض تصديق مقولة أن زوجكِ له سوابق، فلعله من الفئة الأخيرة، خاصة أنه خطبكِ مقبلًا، وأحَبَّكِ، وأيضًا أثنى عليه الناس. سابعًا: الخلاصة أني أنصحكِ أن تبعدي عن رأسكِ كلامَ وتحريضاتِ مَن لا علم لهم، ولا خبرة، وإنما يخبطون في الأمور خبطًا، ويُقدِّمون سوء الظن دائمًا، وتذكري القاعدة الشرعية العظيمة؛ وهي: (براءة المتهم حتى تثبت إدانته). وأن الذين تكلموا في زوجكِ لم يقدموا دليلًا ناصعًا، وإنما تخرصات لا مستند لها؛ واذكري قوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6]. حفظكِ الله، وأعاذكِ من نزغات شياطين الجن والإنس. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع ••• |
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |