![]() |
|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أتعرض دائما للأذى النفسي من والديَّ فماذا أفعل ؟ أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو تنمُّر والديها على شكلها، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: أتعرض دائمًا للأذى النفسي من والديَّ؛ فهما يتنمَّرانِ على شكلي، ويدعوان عليَّ، ويناديانني بألفاظ سيئة جدًّا، ويشبِّهانني بالحيوانات، دعوت الله عليهما؛ لأنهما يؤذيانني، فماذا أفعل؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: ابنتي الغالية، ربط الله على قلبكِ، وهدى نفسكِ، وسخر لكِ الصالحين من عباده، هوِّني على نفسكِ يا حبيبتي، لا أنكر أننا في زمن نعاني فيه من عقوق الآباء للأبناء، كما كنا في السابق نعاني من عقوق الأبناء للآباء. في العموم، من ثوابت التعامل أن الطيب لا يأتي إلا بطيب، نعم، هم قساة عليكِ، لكن أيضًا هم لهم عليكِ درجة، ففضلهم عليكِ لا يمكن رده، وتأكيد رب العالميين على هذا الحق يجعلنا ملزمين به، حتى وإن كان على غير هوانا. كذلك - بنيتي - مهما طال زمننا هنا في هذه الدنيا، فنحن راجعون إلى ربٍّ كريم لا يُظلم عنده أحد، وكذلك هو لا ينام ولا يغفُل. أوصيكِ - بنيتي - ببعض السلوكيات المهمة التي تقلل من هذه المشكلة: • اضبطي أعصابكِ ولسانكِ عند التعامل معهم، لا تردِّي على كل ما يقولون، كلما أساؤوا إليكِ، سلي الله عز وجل أن يأجركِ على صبركِ، ورددي بينكِ وبين نفسكِ: (اللهم إني أحتسب ذلك عندك). • أنا واثقة إن أقلعتِ عن الرد عليهم، عندما يسيئون إليكِ، فلن يتمادوا أبدًا، بل ربما يقذف الله في قلبهم الرفق بكِ. • أكثري من الدعاء في جوف الليل: (اللهم أصلح بيني وبين والديَّ، وألِّف بين قلوبنا، يا رحمن، يا رحيم). • راجعي نفسكِ بنيتي؛ فربما لديكِ ذنب تصرين عليه، أنزل الله عليكِ هذا البلاء بسببه، فتوبي إلى الله عز وجل، وليس بالضرورة يكون الذنب الوقوع في فاحشة ما، بل قد يكون تقصيرًا في شيء من الفرائض؛ كالصلاة، والصيام، والذكر، والقرآن. • أصلحي علاقتكِ بالله يرفع عنكِ البلاء، ويسخر لكِ الناس، بل بالطاعة والإخلاص لله عز وجل يسخر لكِ كل خلقه؛ ما يعقل منه، وما لا يعقل ... زاحمي الحزن في قلبكِ بالذكر والطاعة، وسيقل همكِ، وينصلح شأنكِ. •كوني صريحة مع نفسكِ، وناقشيها بوضوح: (ما الذي أوصل العلاقة بيني وبين والدي لهذه المرحلة من الكراهية؟)، لا تجيبي بما فعلوا هم، بل ردِّي ما فعلتِه أنتِ، وأغضبهم، وابدئي أن تمتنعي عن كل ما يغضبهم، وستجدينهم بحول الله تبدل حالهم. إذًا عليكِ التوبة من أي ذنب، جبر أي تقصير خاصة الصلاة والصوم والذكر، الصبر والصمت، بإذن الله لن ينسى الله صبركِ، وستجدين بردًا في قلبكِ، وأما الدعاء عليهم وأنتِ مقهورة، فارجعي عنه، وتوبي إلى الله منه؛ حتى لا يورَث هذا الذنب لأولادكِ، احتسبي واصبري وتوبي وانتظري حسن الثواب من الله تعالى. أما الوالدان: فاعلما أن الله رزقكم الأبناء، وهي نِعَمٌ؛ ليبلوكم أتشكرون أم تكونوا كافرين بنعمه، ابنكِ يطيعكِ، لكنه ليس ملكية خاصة لكِ، بدليل أنه سيُحاسَب وحده، ويُحشَر وحده، لن يحمل عنكِ شيئًا، ولن تحمل عنه، فاحرص - يا هداك الله - على أن تجعلهم في ميزان حسناتكِ، وحببهم فيكِ؛ ليكونوا صدقة جارية لكِ بعد موتكِ، ولا يكونوا مصدرًا للعنت؛ فتُعذَّب ويُعذَّبون. شكل ابنكِ من صنعة خالقه، ومن جيناتكِ، فأنت المتسبب بما فيه من جمال أو عدم جمال، فلا تقتله وتعيِّره بعيوبه التي لا يدَ له فيها، وتذكَّر أن الله الذي قدركِ عليه هو قادر عليكِ. اتقوا الله، وأحسنوا، فما أشد التفريط في زمننا من الرفاهية المفسدة أو القسوة المحبطة! كونوا عباد الله إخوانًا، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع ••• |
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |