![]() |
|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أشعر أن خطيبتي لا تليق بمقامي أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: شاب خطب فتاة من عائلة فقيرة، فيها كل مواصفات الزوجة الصالحة، وبعد عقد القران، شعر بأنه قد تسرَّع في الأمر؛ إذ بدأ يُقارن بينها وبين غيرها، ويرى أنه يستحق فتاة أحسن منها، ويسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ ثلاثيني، أبحث عن فتاة للزواج، لم تسِرِ الأمور كما أحب لأكثر من مرة، إلى أن خطبتُ فتاة قبل شهرين، عن طريق أحد المعارف، وعُقِدَ القِران، ثم إنني بدأت أقارن؛ فأصابتني الحسرة، وشعرت بأنني قد تسرعت في الخِطبة، وأنني أستحق فتاة أحسنَ منها؛ إذ إن خطيبتي من عائلة فقيرة، ولا أشعر أنني أحبها أو أشتاقها، غير أنها تملك كل مواصفات الزوجة الصالحة؛ فهي تحافظ على صلاتها، وتحبني كثيرًا، وتسعى لإرضائي بكل الطرق، وعلى مستوى الجمال، فهي جميلة، وعلاقتها طيبة مع أهلي، وهم يحبونها؛ ومن ثَمَّ فأنا لا أجد سببًا واحدًا يدعوني لفسخ العقد، لكني أخشى أن أظلمها وأن تتغير مشاعري بعد الزواج، وفي الوقت نفسه أخشى أن أتركها ولا أجد امرأة بهذه الصفات، دعوت الله كثيرًا أن يختار لي، وأحِسُّ راحة بعد الدعاء، لكن تبقى في نفسي غصة لا أدري ما هي؛ حيث أشعر أنني غير راضٍ، ولن أقتنع بشيء، فهل أستمر في الاستخارة؟ وكيف أتخلص من المقارنات؛ حيث تشعرني بأنني أدمر حياتي بيدي؟ وهل يمكن أن يأتي الحب بعد الزواج؟ وهل الزواج مقدَّر ومكتوب أو هو باختيار الإنسان، ويُحاسَب عليه؟ وهل من الممكن أن يكون قدَري أن أتزوج بهذه الطريقة؟ أرجو الرد، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد النبي الأمي الأمين؛ أما بعد: فيقول ربك جل شأنه: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، الإنسان العاقل يرجو فتاة ودودًا تحبه، يرى منها في شكلها وطبعها ما يرضيه، ثم يبحث عن دينها وأخلاقها، فإن وجد الحدَّ الذي يعينه على الحياة، والذي يأتمنها من خلاله على ماله وعرضه وولده، حمِدَ ربَّه، وخرَّ له ساجدًا. أما من يجحد هذه النعم بعد أن يجدها، فيتحقق فيه جواب القسم في الآية الكريمة: ﴿ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، أنت فتحت الباب للشيطان على مصراعيه، وبدأت تمد عينك إلى من ليست لك، وتقارن: هذه لها مال، وزوجتي لا، وهذه لديها أهل وعزوة، وأهل زوجتي فقراء، حتى لعِب الشيطان برأسك الكرة. أنت تشهد لها بالجمال والدين وحبها لك، ثم إنك خطبت وعقدت القِران، أتعتقد أن هذه الفتاة التي ستسمَّى مطلقة إذا تركتها ليس لها رب يُعوِّضها وينتقم ممن ظلمها؟ كان عليك اختبار مشاعرك جيدًا قبل عقد القران، أما وقد عقدت، فغضَّ بصرك عن بنات الناس، وغض سمعك عن أحوال البيوت، وتُبْ إلى الله من المقارنات التي ستخرب عليك، وتفسد مزاجك، وتوكل على الله، وأتم زواجك. النساء بعد الزواج كلهن متشابهات والفطرة واحدة، أما حزنك لأن أهلها فقراء، فهذا والله يعيبك أنت، فمن أخذها لمالها ظل منكسرًا لأهلها، استغنِ يُغْنِك الله من فضله. هذا رأيي الذي أدين به لله، أما في حال تزوجتها وأنت كاره، وشعرت من نفسك أنك ستظلمها، وتظل محزون القلب يردد عليك شيطانك: (أنا أستحق امرأة أفضل، أنا ملك ولا تليق بي هذه الفقيرة...)، فاتركها الآن قبل الدخول بها أرحم لك ولها، ولكل منكما ربٌّ يتولى أمره بإذن الله. إما أن ترضى تمامًا وتسجد لله شكرًا على ما رزقك، وإما أن تتركها يتولاها الذي خلقها، لا تتزوجها أبدًا، وأنت متعالٍ عليها، أو تراها ليست أهلًا لمقام. فقر المرأة لا يعيبها إذا توفر الخلق والدين والحب، كما اعترفت أنت بذلك، بل يعيبك أنت الطمع وتذبذب الشخصية. أبنائي الأحباء: عقد القران عهد بينك وبين الله، لا تقدم عليه أبدًا إلا بعد التأكد من شعورك؛ لأن الطلاق يضر بالفتاة في مجتمعاتنا أشد الضرر، فخَفْ ربك، وخَفْ ذنبك، واحترس، فلك أخوات، وغدًا بنات. ثِقْ من مشاعرك، تحرَّ جيدًا عن أهلها، وكن صريحًا مع نفسك، ثم أقبل أو أحجم كما تشاء، أما أن تعقد ثم تكتشف أنها لا ترقى لمقامك، فهذا والله ظلم! وأُشدِّد عليك، لا تتحرج من الذهاب لأهلها، والجلوس معها مرة واثنتين وثلاثة، حتى تطمئن نفسك، فتقبل، أو تنفر منها وتتركها. هدى الله شبابنا، وطمأن قلوبهم، وكفاهم شر أنفسهم وشر الشيطان وشركه. أما عن سؤالك عن الزواج؛ قدر أم اختيار؟ فالزواج فيه مساحة قدر ومساحة اختيار، لا شك في ذلك، فكن على قدر المسؤولية، وتحمل قرارك وعواقبه، وارضَ في النهاية مهما كانت العاقبة، وأيًّا كانت من تتزوجها، فاعلم أنه لا حياة كاملة في دنيا الناس، لا بد من نافذة كَبَدٍ يتحقق من خلالها البلاء المصاحب لوجود البشر في الدنيا. هدى الله قلبك لِما فيه خيرك وخيرها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع ••• |
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |