كن رفيقا - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858591 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393030 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215519 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-12-2022, 01:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي كن رفيقا

كن رفيقا
آية عاطف عويس



كيف تكون لينًا؟ وكيف نربي أطفالنا على الرفق بأنفسهم وأخلاقهم؟
أحيانًا نتعامل بتكلُّف شديد يُضفي على المشاعر ثِقَلًا لا تكاد تحمِله الأكتاف، وأحيانًا كثيرة لا يرى الإنسان نفسه عندما يكون غليظًا فَظًّا في كلامه وتصرُّفاته، لذا يجب أن تكون لديك مرآة تُريك ذلك الوجه الذي لا تراه أنت إلا نادرًا، وخاصة إذا كنتَ غاضبًا.

وهذه المرآة يمكنها أن تكون أنت إذا كنتَ منصفًا وعادلًا مع نفسك بما فيه الكفاية أو يزيد، ولا مانعَ مِن الاستعانة بمرآة أخرى توضِّح لك الصورة؛ كأمٍّ عاقلة، أو أخت منصفة، أو أب حنون، وكذلك أخ مُقنع.

وعندما تأتيك النصيحة، فلا ترفضْها، ولا تُلوِّح برأسك لأعلى ولأسفل، مشيرًا بأنك قد فهِمتَ وأنت لم تَعِ شيئًا، ولَم يتجاوز الكلام مسامعَ أُذنك.
نعاني كثيرًا من هذه الأشياء البسيطة التي نجدها دائمًا في حياتنا اليومية، تكلُّف واضح من الآخرين يُشعرك بالوَحدة.

كم أتمنى أن أكون لينًا رفيقًا، كم هو سهل النُّطق بهذه الكلمات الرقيقة!
ولكن هل انتبهتَ أن كلمة (رفيقًا) المستخدمة في العنوان، لا تعني فقط الرفق، بل الصاحب اللين في الطريق، فلن تكون رفيقًا إلا إذا كنتَ رفيقًا، يعني لن تكون صاحبًا إلا إذا كنتَ لينًا؛ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُخبركم بمن يحرم على النار، وبمن تحرم النار عليه؟ على كل هيِّن ليِّن، قريب سهل)).

عندما كانت تمر على تلك الكلمات - أقصد (الرفق واللين) - في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم أكُن أَعِيهُنَّ بالقدر الكافي، ولم أُوَفِّ هاتين الصفتين حقَّهما في الوعي والإدراك، ولكن بعد مرور الوقت والمرور ببعض التجارب الاجتماعية، يمكنني القول: إنه إذا أُتيحت لي الفرصة لتعليم نَشئًا من الصغار أدوات التعامل الحياتية، فإنني سأبدأ بهاتين الصفتين، ومن المتوقع أن أقضيَ أيامًا، بل أسابيعَ لتعليمهم هذه الصفات الرائعة.

فالإنسان أحيانًا يحتاج إلى أن يقضيَ أوقاتًا ليست بالقليلة لتعلُّم أشياءَ بسيطة، ولكنها تعتبر منهجَ حياة.

وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب كثيرة شاملة، حتى إنه لم يترك شيئًا:
((إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ))؛ (رواه مسلم)، كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس: المنذر بن الأشج العصري سيد قومه.

واللين صورة من صور الرحمة؛ قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك ﴾ [آل عمران: 159].

والرِّفق يحافظ على تماسُك الأسرة وصفاء أجوائها، فقد أوصَى نبيُّنا الهادي السيدة عائشة رضي الله عنها، فقال: (يا عائشة، ارفُقي؛ فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرًا، أنزل عليهم الرِّفق)).

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانَه، ولا نُزِع من شيءٍ إلا شانَه))؛ صحيح الجامع.

فهل فكَّرتَ يومًا أن تغيِّر فيك سلوكًا يُزعج من حولك؟ هل كنتَ لينًا لدرجة تقبُّل النقد، وإعادة تشكيل ذاتك، أو أن النقد لا تقبله إلا إن كان صادرًا من نفسك؟

هل جرَّبت ذلك الشعور أن تقول لك أُمُّك أو أقرب مَن حولك: لم تحسنِ التصرف في هذا الموقف، أو لم تكن جيدًا في هذا، أو لم تَلِقْ بك هذه الفَعلةُ؟

وأخذتَها على محمل الجد، وفكَّرت فيها، وعاتبتَ نفسَك، بل شكرتَها على تنبيهها لك!
هذا كله لِينٌ.

يا له من شعور رائع أن تتبدَّل وتتغيَّر للأفضل، ليست مبادئك هي مَن ستتغير، بل تصرفاتك هي التي يجب أن تتطور معك ما دام الأمر لا يمس العقيدةَ، فلِمَ لا نتغيَّر ونتجدد مع تجدُّد الحياة وتغيُّر الظروف؟!

لَمَّا كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم في مكة، كانت هناك أمور بالطبع تسير في شكل معين، وعندما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فُتِحت له أفاقٌ جديدة، وتوسَّعت الدولة، فطرأ عليها الجديد، وتغيَّرت فيها أشياءُ ليست بالقليلة، فالفرق واضح في التعامل في مكة عن المدينة في الحياة الاجتماعية، وليس في العقيدة الراسخة، فما دامت العادات مِن صُنع البشر، فهي قابلة للتغيير، ولا تردُّدَ!
ولا يَنفي ذلك أن المؤمنين أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم، يَغضبون لله، كما أنهم يَلينون لله عز وجل.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.76 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]