ليتك والدي (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 851031 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 387012 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 228 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28465 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60095 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 854 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-11-2021, 01:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي ليتك والدي (قصة)

ليتك والدي (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه












لفَّتِ الشمسُ نورها وطوَته، وبدأ الليل يرخي سدولَه ويضعه، سماءٌ ملبَّدة بالغيوم، وذرَّات المطر تتساقط، ورعدٌ رَعَبَ صغارَ القرية وكبارها، برق أخافهم، أرض مبتلَّة برَذاذ المطر، ريح تَعصف بأوراق الأشجار المتناثرة.



سارع النَّاس إلى بيوتهم، واندسَّتْ الزواحف في جحورها، وعادَ النمل إلى مساكنه والطيور إلى أعشاشها خوف المطر.



كان الغلمان يَنظرون من نوافذ المنازِل نحو الخارج.







وإذا بصوت غلامٍ ينبعث من أسفل القمَّة سمعه أهلُ القرية، تشبَّث الغلمان في شبابيك نوافذهم حين سمِعوا صوت غلام ينادي بصوتٍ هزَّ مسامعهم، خرَج الرجالُ والنساء إلى فناء المنازل ليرَوا مصدرَ الصوت، لقد سبق صوتُه صوتَ الرعدِ إلى آذانهم.







بينما أحمد فتَح بابه على مصراعيه منطلقًا كالسهم الثاقب من قوسه صوبَ مصدر الصوت، لقد رآه يَحمل متاعَه فوق ظهره، إنه كيسٌ كبيرٌ قد أثقل كاهله، إنه يساويه وزنًا.



تقدَّم أحمد نحوه، فسُرَّ الغلامُ وفاضت عيناه بالدَّمع، لقد تبسَّم تبسُّمَ الأسد المنتصر بعد ثخن الجراح.







تبسَّمَ وكأنه رأى والدَه ينقذه من بين فكَّي ذئب حاقد، أطلق (رافِع) نحوه فاستقبله أحمد استقبال الغائب عند عودته، استقبله بكفَّيه، حضنه بين ذراعيه.







حلَّق ببصره نحو عينيه فلم يعرفه، قال في نفسه:



إنَّه غلام صغيرٌ، وليس من أبناء القرية ولا ممَّن يعتادون زيارتها، تدلُّ هيأته على أنَّه ابن نعمة، فلِم ساقَته الأقدار إلى هنا؟!







أخذه أحمد صَوب منزله دون أن يسأله:



مَن أنت؟ وما الذي أتى بك في هذه الساعة؟



إنَّه طفل يبلغ من العمر اثني عشر عامًا أو ثلاثة عشر عامًا، لقد ابتلَّت ثيابه وظهر عليه التعب.



أوصله إلى المنزل، فانطلقَت زوجته نحو الغرفة لتُخرج له ثيابًا من ثياب أولادها، وتعد له طعامًا، إنَّه يبدو عليه أثَر الجوع، خلع الغلام ملابسَه بعد أن أصرَّ عليه أحمد بارتداء ملابس تقيه البرد.







قُدِّمَ له الطعام، فكان الغلام يأكل بشراهة، وكأنَّه مَحروم من الأكل منذ الصباح الباكر، وما أن أكمل (رافع) وجبتَه حتى تقدَّم أحمد نحوه قائلًا له:



السَّلام عليك يا بني.



رافع:



وعليك السَّلام يا والدي.



أحمد:



لستُ والدَك، بل قل: وعليك السلام يا سيدي.



رافع:



أنت أفضل مِن والدي، أنت الذي صنعتَ ما لم يصنعه والدي منذ الطفولة، أنت مَن توجَّه صوب صراخي ولم يتحرَّك لأهل القرية ساكنٌ، أنت مَن عرفتُ منه الحنان والحب والأمل.



فاضَت عيون من سمِع صوت الغلام.



سأله أحمد:



قل لي: مَن أنت؟ وما الذي أتى بك في مثل هذا الوقت؟



رافع:



أنا رافعٌ بن نجم الدين أحد التجار في السوق، والدي يقسُو عليَّ، إنَّه يعاملني معاملةَ السيِّد لغلامه الآبق.



اسمح لي سيدي أن أقصَّ عليك قصَّتي.







ماتت والدتي، وماتت معها الرَّحمة والحب، مات معها العطف والحنان، لقد دفنَتْهما معها في قبرٍ واحد، ماتت وعمري ثمان سنوات، بحثتُ عن الحبِّ والحنان في والدي، فلم أجده؛ بل وجدتُ القسوة محلِّقة فوق هامَتي.







إنَّ والدي يضَع في هذا الكيس الذي بين يديك أنواعًا كثيرة من الإكسسوارات لِأَمُرُّ بها في كلِّ القرى المجاورة، ولا أعود حتى أكمل ما أعطاني.



إنِّي أغيب بضعة أسابيع متجولًا من مكانٍ إلى آخر لأبيع ما بحوزَتي من بضاعة، فلا يسأل عنِّي.







فإذا عدتُ إليه من غير مالٍ، أخرَج سوطَه الملهب ليلقيه على جسَدي النَّحيل.



إنَّ والدي ليس فقيرًا حتى أساعده في جَلب المال ليعينه على مرارة الحياة؛ إنَّه تاجر في سوق المدينة، لكنه طمَّاع، لا يقتنع بما قسَم الله له.








إنَّه لا يعرف معنى الأُبوَّة، لقد حرَمني تعليمي، واكتفى ببضعة نقودٍ تصله نهاية كلِّ أسبوع أو أسبوعين.







كان الولد يحكي قصَّته وعيناه تفيض بالدَّمع قائلًا:



ليست أول مرَّةٍ ألتقي بتلك الكلاب المتوحِّشة، مرَّات عدَّة تحاول الكلاب أن تلتهمني، فلا ترحم طراوة أناملي ولا نَحالة جسمي، إنَّها شرسة خبيثة، هذه هي حياتي، مهدَّدة بالخطر كلَّما خرجتُ مِن بيت والدي، لكنِّي أرى أنَّ الخروج جنَّتي؛ فهو خيرٌ لي من كابوسِه المخيف كلَّما اقتربتُ منه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.62 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]