نرجس وحكاية الأمل (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11930 - عددالزوار : 190855 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92681 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56888 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26179 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 726 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 59 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2021, 09:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,586
الدولة : Egypt
افتراضي نرجس وحكاية الأمل (قصة)

نرجس وحكاية الأمل (قصة)
د. زهرة وهيب خدرج








سأروي لحضراتكم قصة امرأة.
بعد أن تقرؤوا قصتَها لا تعتقدوا أنها عاشت في عصور الصحابة أو التابعين، أو عصور العباسيين، أبدًا... إنما كانت جزءًا من الحياة التي تدبُّ هاهنا على هذه الأرض المقدَّسة، في بداية الألفية الميلادية الثالثة...

ربما تفتقدون التشويق الكافي لتتابعوا القراءة عنها، وربما تعتقدون أن قصتها لا تعنيكم... ولكن كونوا على ثقة أنكم ستخسرون أشياء كثيرة كانت قد فاتَتْكم بعد أن تعرفوا بقية الحكاية؛ حكاية الأرض الممتدة في أعماق التاريخ، والتي تصارِع طُغاةً بُغاةً؛ لأجل أن يبقى في عروقها بقيةٌ من رمق الحياة...

نرجس... هذا هو اسمها؛ سمَّاها والدها به تيمُّنًا بأزهار فلسطين البرِّية الخريفية، ذات الرائحة الزكية، والتي تَنبت بالقرب من جذور الصخور على الجبال، عندما ترتوي الأرض ببواكير خيرات السماء، قبل بَدء موسم الفيض... فتبعث الحياةَ بكل معانيها في الجبال القاحلة، التي أعياها الجفافُ ولونه...
نرجس... أنتِ لستِ كأية فتاة أخرى... أنتِ مقدسية مختلفة... منحكِ الله الكثير... لهذا؛ أنتظر منك أكثر مما أُعطِيتِ...

كانت هذه كلمات والدها لها منذ صِغَرها... لم تكن تدرك معنى ما يقول، إلا أنها كانت تشعر بجاذبيةٍ خاصة تشدُّها نحوَه خلال نطقه بتلك الكلمات؛ فكانت في كل مرة تركِّز نظرها في عينيه لتشاهد ذاتَ الإصرار والتحدي... لتدرك في كل مرة أن الأمر جدُّ خطير...

نمتْ نرجس كما تنمو النبتةُ البرية على جبال فلسطين... وأورقت وأينعت... تحفظ كتاب الله، تتفوَّق أدبًا وعلمًا وتقوى... لا تفوتها حلقاتُ تجويد القرآن في المسجد الأقصى، ولا حلقات الدروس الدعوية لبعض أعلام المسجد الأقصى وأئمته وشيوخه... نهلَت من النبع الصافي حتى ارتوت... فشبَّت مقدسية مختلفة كما كان يقول والدها دائمًا... رغم أنه انتقل إلى جوار ربه بحادثِ إطلاق نار من قِبَل جنود الاحتلال على المارَّة من حاجز (قلنديا) قبل أن يتحقَّق الحلم، إلا أنَّ صدى كلماتِه لا يزال يتردد في أذنيها...

وكما هي عادة الدنيا... بعد موسم الخضرة واليَنْع لا بد وأن يحين موسم القِطاف...

بعد أن أنهَتْ دراسة الشريعة الإسلامية، أصبحت نرجسُ من المرابطات الدائمات في المسجد الأقصى، إلى جوار ثُلة من الفتيات مثلها، ممَّن نذرنَ أنفسهنَّ للدفاع عنه... لا تكادُ تغادره هي ومن معها، تصل إليه في الصباح الباكر قبل شروق الشمس، ولا تغادره إلا بعد أن تصلي العشاء... ترابط فيه لتحميَه من مؤامرة حِيكَتْ له في كبدِ ليلٍ مظلم... خاصةً مع رؤيتها للهجمة الشرسة التي يواجهها الأقصى الكليم وحيدًا، شاكيًا لربه العُزلة والأَسْر والوَحدة، وخيانة الأهل والمقرَّبين...

أخذت نرجس تجمع النساء حولها في المسجد الأقصى، وتشجعهُنَّ على الرباط فيه، وتلقي المحاضرات الدعوية المؤثرة، وتُعلِّم النساء شؤونَ دينهنَّ، وتحضُّهنَّ للدفاع عن مسرى نبيِّهنَّ، وتؤكد دائمًا على أهمية وعِظَم دَور المرأة في بناء المجتمع الصالح، وإعدادِ القادة الذي سيحرِّرون كاملَ تراب فلسطين... كانت مُوَلدًا للطاقة، يَشحَنُ جميع المرابطات بالوقود والجهد، والهمة العالية...

وفي أحد الأيام التي شردَ فيها الصبحُ عن الفجر... حضرَ قطيع من المستوطنين لساحات المسجد الأقصى قبل شروق الشمس على غير عادتهم؛ فهم يبدؤون بالوصول عادة بعد ارتفاع الشمس في كبدِ السماء... تسرَّبت لنرجس وأخواتها من المرابطات أنباءٌ أن هؤلاء قد قدموا لإقامة طُقوس "تلمودية" في ساحات المَسرى... والتي لا يكتمل عيدُهم في ذلك اليوم إلا بإقامتها حَسَب اعتقادهم... كانوا يحملون الشمعدان اليهودي، والقرن، ومشاعل تَلفظ حِقْد قلوبهم من أفواهها، وجميعهم يتَّشِحون بالسواد، ويرتدون القبَّعات اليهودية على رؤوسهم...

وبدأ زحف المستوطنين يتجه نحو المسجد القبلي... لاحظَت المرابطاتُ وجود نيَّة مُبيَّتة لديهم لإحراقه إن استطاعوا دخوله... أخذوا يقومون بحركات غريبة ويرفقونها بغناء عبري غير مفهوم... اصطفَّت المرابطات أمام المسجد القبلي، وشكَّلن سلسلة بشرية متراصَّة، وقفَت في وجوه المستوطنين لحماية المسجد الأقصى بأجسادهن؛ لمنع المستوطنين من الاقتراب منه أكثر... وهنَّ يرفعن حناجِرهنَّ بالتكبير...

حضرت تعزيزات كبيرة من الجيش المُدجَّج بالأسلحة والعتاد لحماية المستوطنين المُعتدِين، وبدأ الجيش يضرب المرابطاتِ بالهِرَاوات الثقيلة، ويحاول اختراق سلسلتِهِنَّ البشرية... ألقَوْا عليهنَّ قنابل الغاز، والفلفل الحار، والرصاص المطاطي، أُصيب خلال ذلك الكثيرُ من حراس المسجد الأقصى، ووقعت إصابات كثيرة بينهنَّ، وهنَّ يجاهدنَ أنفسهنَّ باستماتة؛ للصمود، ولمنع المعتدين من التقدم، رغم جراحهنَّ... أخذت مآذن المسجد الأقصى تصدح بالتكبير والاستغاثة؛ طالبةً من كلِّ مَن يسمع النداء التلبيةَ والهبوبَ لحماية المسجد الأقصى... حضر الكثيرُ من كبار السن وبعض الشباب، ممَّن استطاعوا النفاذ إلى الداخل رغم أنف الجنود الذين أحكموا إغلاق الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى... وبقي الوضع على حاله حتى انتصفَ النهار... مُنِع الأذان في ذلك اليوم في المسجد الأقصى... احترقَ الكثير من سِجاد المسجد القبلي، وسقط الكثيرُ من الجرحى... واعتُقِل الشباب الذين حاولوا حمايةَ مسرى نبيِّهم بأيديهم الفارغة من أيِّ سلاح، بتُهَمٍ شتى وعجيبة.


أما نرجس... فقد أصيبت بعِدَّة رَصاصات في أماكن مختلفة من جسدها... ومنع الاحتلالُ طواقمَ الإسعاف الأَوليِّ من مساعدتها... وتركوها مُلقاة على الأرض نازفةَ الجراح... وبعد انسحاب الجيش والمستوطنين بعدَ أن عاثَوْا فسادًا ودمارًا في المكان... كانتْ روح نرجس قد فارقتْ جسدَها وارتقتْ إلى بارئها، شهيدة بإذن الله... بذلتْ روحَها في سبيل قضيتها العادلة، وحماية أقصاها من أن يُدنِّسه غاصب... لتكون "مقدسية مختلفة" كما علَّمها والدها أن تكون...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.26 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]