تحت العشرين .. أمانينا وأمانيهم

[ابوالوليد المسلم]

تحت العشرين .. أمانينا وأمانيهم


مصطفى دياب




إن الشباب هم قوة الأمة وعماد نهضتها، ومبعث عزتها وكرامتها، وهم رأس مالها وعدة مستقبلها، هم ذخرها الثمين وأساسها المتين، عزهم عزنا، وضعفهم ضعفنا، وخسارتهم خسارتنا؛ فدورهم في الحياة دور عظيم جدًّا، فعلى أكتافهم قامت الحضارات، وبجهودهم نهضت الأمة الإسلامية على مر العصور واختلاف المجالات، من هنا كانت هذه الصفحة.




أمانينا وأمانيهم


في غزوة بدر يقول سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: رأيت أخي عمير قبل أن يعرضنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر يتوارى ـ أي: يختبئ في الجيش، فقلت: ما لك يا أخي؟! قال: إني أخاف أن يراني رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة.

قال سعد: فعرض عمير على رسول الله فرده لصغره، فلما رده بكى فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره. طفل صغير تمنى الشهادة في سبيل الله بصدق فنالها بل بكى خوفًا من أن يُحرم هذه الأمنية العظيمة فما أسماها من أمنية! وما أروعها من صورة تعكس لنا بجلاء أي هم كانت تحمله تلك النفوس الطاهرة الزكية! أما بعض شباب اليوم فأعظم أمانيهم أن يفوز النادي الفلاني أو اللاعب الفلاني، بل قد يذرف الدموع إذا خسر هذا النادي، نسأل الله أن يصلح شباب المسلمين.

أثر الصديق الصالح


إن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتَهم هي خيرُ وسيلةٍ للاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم، فللأصدقاء تأثيرٌ كبير على مَن في سنِّهم؛ فالصديق الصالح له أثر طيب على صاحبه؛ من أجل ذلك حثنا نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - على حسن اختيار الصديق، روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، عن النبي -صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنما مَثَل الجليس الصالح والجليس السَّوء، كحاملِ المسك، ونافخ الكِير، فحاملُ المسك، إما أن يُحذِيَك (يعطيك مجانًا)، وإما أن تبتاع (تشتري) منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يُحرِقَ ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة».

الوقت هو الحياة


قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاس: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ»، والمغبون: هو المخدوع، وتأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ النَّاسِ يَغدُو فَبَائِعٌ نَفسَهُ فَمُعتِقُهَا أَو مُوبِقُهَا»، فأنا وأنت بضاعتنا هي أنفسنا (التي هي أوقاتنا)، ونحن بائعوها لا محالة؛ فرابحٌ في بَيعِه أو خاسر، قال الحسن البصري: «يا ابن آدم إنما أنت أيام؛ فإذا ذهب يوم ذهب بعضك»، وقال بعض السلف: «الإنسان بين ثلاث ساعات: وقت مضى لن يعود، والمؤمل غيب، ولك الساعة التي أنت فيها»، فاغتنم وقتك مع ولا تضيعه فيما لا يفيد.




مؤرخ الكويت الأول

العالم عبد العزيز الرشيد


عبد العزيز بن أحمد الرشيد (1887 الكويت - 3 فبراير 1938)، مؤرخ وأديب كويتي، عمل في الصحافة وكتب في التاريخ، له مؤلفات عديدة، من أهمها كتاب (تاريخ الكويت)، وكان من الداعين إلى فهم الإسلام الفهم الصحيح مع يوسف بن عيسى القناعي، اللذَين كانا من أول الدعاة الذين أباحوا قراءة الصحف وطباعتها، ودعوا إلى تعليم العلوم العصرية، ووقفوا أمام دعاة الرجعية في الكويت، شارك في معركة الجهراء عام 1920، وجُرِحَ فيها، ويُسمى بمؤرخ الكويت الأول؛ لأنه أول من أصدر كتابًا في تاريخ الكويت في عام 1926، ويُسمى أيضاً برائد الصحافة في الكويت؛ لأنه قام بإصدار أول مجلة في الكويت وهي مجلة الكويت في عام 1928، وقد جمعت أعداد المجلة التي صدرت بين مارس 1928 ومارس 1930 في كتاب باسم (أعداد مجلة الكويت).

شروط كلمة التوحيد


اعلم - أخي الشاب أن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لا تنفع قائلها إلا بشروط ثمانية هي :

(1) العلم المنافي للجهل.

(2) اليقين المنافي للشك.

(3) الإخلاص المنافي للشرك.

(4) الصدق المنافي للكذب.

(5) المحبة المنافية للبغض.

(6) الانقياد المنافي للترك.

(7) القبول المنافي للرد.

(8) الكفر بما يُعبد من دون الله.

فاحرص -رحمك الله- على تحقيق هذه الشروط وإياك والتفريط في شيء منها.

آية وهداية




قال الله -تعالى- لموسى -عليه السلام- :{اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي}.

اذهب: ترك السلبية، وتبني الإيجابية.

أنت وأخوك: ترك الفردية، وتبني الجماعية.

بآياتي: ترك الجهل والعشوائية، وتبني العلم والمنهجية.

ولا تنيا: ترك الكسل والتواكل، وتبني الهمة والتضحية.

في ذكري: ترك المادية، وتبني الربانية.

أية واحدة تحمل دلالات ومعاني عظيمة، ما أحوجنا لتطبيقها في ديننا ودنيانا!.

صفحة جديدة


ابدأ صفحة جديدة مع البُعد عن قرناء السوء، واستبدلهم بصحبة أهل الخير، الذين يُذَكِّرونك إذا نسيت، ويقومونك إذا انحرفت، ويقودونك إلى الطريق المستقيم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسكِ وَكِيرِ الحَدَّادِ، لاَ يَعدَمُكَ مِن صَاحِبِ المِسكِ إِمَّا تَشتَرِيهِ، أَو تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الحَدَّادِ يُحرِقُ بَدَنَكَ، أَو ثَوبَكَ، أَو تَجِدُ مِنهُ رِيحًا خَبِيثَةً».



قرارات حاسمة


من القرارات الحاسمة التي يجب أن يأخذها الشباب قبل فوات الأوان:

- بدء صفحة جديدة مع الله بالتوبة والرجوع إليه.

- المحافظة على الصلوات الخمس.

- المحافظة على وِرد القرآن والأذكار.

- الاجتهاد في التحصيل الدراسي بالمدرسة.

- الاجتهاد في المشاركة في الأنشطة المدرسية.

إلا صلاتي!


خلال العام الدراسي وزحمة الدروس ينشغل كثير من الطلاب عن المحافظة على الصلاة في أوقاتها؛ فاحذر أن تكون من {الَّذِينَ هُم عَن صَلاتِهِم سَاهُونَ}؛ فالصلاة عمود الدين، وأعلى أركان الإسلام بعد النطق بالشهادتين.