إضاءات على رثاء شوقي لـ (سليمان باشا أباظة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 17 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 49 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2021, 04:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي إضاءات على رثاء شوقي لـ (سليمان باشا أباظة)

إضاءات على رثاء شوقي لـ (سليمان باشا أباظة)


إسلام أنور المهدي





ألفٌ وخمسمائة مُجلَّدٍ لا تَشْفَع!!

إضَاءَاتٌ على رِثَاءِ شَوْقِي لِـ "سليمان باشا أباظة"



حين كفَّ المسلمون عن عبادة الأصنام من الحَجَر: تلك التي كانت تسكُنُها شياطينُ الجنِّ فتُحَدِّثُ الناس؛ كهُبل واللاَّت والعُزَّى.. تفنَّنَتْ شياطينُ الإنسِ في صناعة أصنامٍ أُخَر: من لحمٍ ودمٍ وحدَّثوا عنها الناس؛ ليعبدوها من دون الله وليجتالهوم بها عن منهج الله..

و من ضمن تلك الأصنام الخادعة ما درج عليه الغربُ من تلميعٍ لرموز فاسِدة ودفعها لتتصدَّر مشاهد قيادةِ الأمَّةِ المسلمة خاصة في أوقاتِ التحوُّل ومَشَارِفِ النُّهوض من سُبات الرُّكودِ.. حتى إذا استقر في قلوب الناس توقيرُ تلك الأصنام أمَرَتْهُم –كما كانت شياطينُ الجِنِّ تأمُرُ عُبَّاد أصنام الجاهلية الأولى- أن يُوَلُّوا وجوهَهُم شَطْرَ الغربِ بدلا من تِجَاهِ الكعبة!!..

[ هُبلٌ.. هُبلْ..

رمزُ الخيانةِ والعَمَالةِ والدَّجَلْ..

صِيغَتْ لَهُ الأمجادُ زائفةً فصدَّقَها الغبيّ..

واستنكَرَ الكذبَ الصُّرَاحَ وردَّهُ الحرُّ الأبيّ..

لَكِنَّمَا الأحرارُ في هَذَا الزمانِ هُمُ القليلْ..

فليدخلوا السجنَ الرهيبَ.. ويَصْبِرُوا الصبرَ الجميلْ..

ولْيَشهدوا أقسَى روايةْ.. فلِكُلِّ طاغيةٍ نهايةْ.. ولكلِّ مخلوقٍ أجلْ..

هُبلٌ.. هُبلْ..

هُبلٌ.. هُبلْ.. ]

و كان للغربِ أدَوَاتٌ كثيرة في تلميع تلك الرموز وأهمُّ أدواته الإعلام.. ولكل عصر وسائل إعلامه التي تؤثر في أهلِه وتتوغل في وجدانهم وتقودهم وتسوقهم إلى مبتغى الغرب اللَّئيم!!..

فكما أن الناسَ اليوم تسوقهم القنواتُ الإخباريةُ الموجِّهَةُ والبرامجُ الحِوَاريَّةُ المُشكِّلةُ للوجدانِ؛ فقد كانت مصرُ منذ قرنٍ ويزيد تسوسها الجرائدُ الوليدةُ والقصائدُ العصماءُ ومحافلُ الخطابةِ الرنَّانة..

و دومًا تجدُ الأبواق التي يستغلُّها الغربُ في الترويج له وتَوْليةِ الناس شَطْرَ قبلَتِه.. تجدهم على صِنفين: فالأول مُروِّجٌ مُستَغْفَل والثاني عميلٌ مَأجُور.. والمُتابع لحياة أمير الشعراء "أحمد شوقي" رحمه الله يجده كان من الصنف الأول المُستغفل باقتدار حتى وإن قَبَضَ أجرًا عن كثيرٍ مما أنشد!!.. فقد أسَرَهُ القصرُ بإنعامه وصَوْلجَانه.. بل لقد عاش في كنفِ سطوته حيث نشأ في حِجر جدَّتِه "تِمراز" التي كانت رَقِيقَةً يونانيَّة فأعتقها "إبراهيم باشا بن محمد علي" وزوجها من أحد بَكَوَاتِه كما سيأتي في رثائها.. فَدَارَ "شوقي" في فَلَكِ القَصْرِ عُقُودًا حتى عاد في آخر أيامه نادِمًا واعيًا بكثيرٍ مما طاش فيه من تضليل قديم!!..

و المراثي أخطرُ في صناعةِ الأصنامِ من المدائح!!.. فالمدائحُ ربَّما تعلل الناقدُ لأهلها بأنها كانت حال حياة الممدوح وأنه قد تغيَّر بعدَهَا وطرأ عليه الافتتنان.. لكن المراثِي أشبه بصَكِّ الغُفران!!.. وكأن المرثيّ قد خُتِم له بخيرٍ بشهادة من يرثيه وأنه قد صار عَلَمًا في التاريخ مهما تعاقبَت لياليه!!..

و نحن إذ نُقلِّبُ في عذب أشجانِ "شوقي" حين نطالع مراثيه متباعدة الأزمان عن بعضها فإننا لا ينبغي أن يفوتنا ما تلبَّس به رحمهُ اللهُ من تأييدٍ للباطل وتلميعٍ لأصنامه وكذلك من مخالفات شرعيةٍ جُلِّها عقائدية وقع فيها نتيجة نوع التديُّن السائد في عصره وهو التصوُّف والطُّرقيِّة واتِّباعِ الاستحسان والرأي وفَرْنَجَةِ الإسلام..

و سيأتي علينا في المراثي قصائد نظمها "شوقي" فيمن يستحقها من أهل الحق حقًّا.. بل فيمن لم يوفِّه غير "شوقي" حقه فيما أعلم!!.. ولكن هذا أيضًا من الخَطَر حيث يُمدح الصالح والطالح فيُصحَّح الباطلُ بزهوةِ الحقِّ ويُحاكِي ظلامُ السُّوء نور الحُسْنِ فيخيل على الناس.. فلزم التنبيه!!..

و قد أسميتُ هذه السلسلة: (إضاءاتٍ على رثاء شوقِي لـ"فلان") لكثرةِ ما فيها من ظلامٍ لابدَّ وأن نُضِيئَه بشمسِ الحقيقة، وسأُتبِعُ اسمَ السلسلة في كل حلقةٍ باسم المرثيِّ مع وضع عُنوانِ سابق قبل اسم السلسة في كل مرة.. واللهَ أسألُ التوفيقَ والهُدى والرشادَ..


و ستكون التعليقاتُ في حلقاتٍ مُتتابعة.. وستكونُ مختصرةً على متنِ القصيدةِ دون تعديلٍ في بنيتها ولا حذف ولا إخلال.. حفاظًا على تصوُّر القاريء عن فِكر "شوقي" ولفظِه واعتقاده.. فليس الهدف تعديل ما نَظَمَهُ رحمه الله ولكن الهدف هو: استخدام نَظْمِهِ في تسليط الضوء كاشِفًا على أصنام ذلك العصر، وتبيين طرفًا من سِماتِ ذلك العصر السياسية والعقدية والاجتماعية؛ فهمًا لسُنّن الله في تدافع الأُمم ومُجريات الدَّهر وتصاريفه.. والله الهادي سواء السبيل..

سليمان باشا أباظة[1]


مَن ظنَّ بعدَكَ أَن يقولَ رِثاءَ
فلْيَرْثِ من هذا الورىَ مَن شاءَ

فَجع المكارمَ فاجعٌ في رَبِّها
والمجدَ في بانيهِ، والعلياءَ

ونعَى النعاةُ إلى المروءَة كنزَها
وإلى الفضائل نجمَها الوضَّاءَ

أَأَبا محمدٍ،[2] اتَّئِدْ في ذا النَّوى[3]
وارفُقْ بآلك، وارحمِ الأَبناءَ[4]

واستبق عِزَّهمُ (بطهراءَ) التي
كانوا النجومَ بها وكنتَ سماءَ[5]

أَدجى بها ليلُ الخطوبِ، وطالما
مُلِئتْ منازلُها سَنًى وسَناءَ

وإِذا سليمان استقلّ محلَّةً
كانت بساطًا للندى ورجاءَ

فانظر من الأَعواد حولك هل ترى
من بعدِ طبِّك للعُفاة دواءَ



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-11-2021, 04:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إضاءات على رثاء شوقي لـ (سليمان باشا أباظة)

سارت جنازةُ كلِّ فضلٍ في الورى[6]
لما ركبتَ الآلة الحَدْباءَ

وتيتَّمَ الأَيتامُ أَوّلَ مرَّةٍ
ورمى الزمانُ بِصَرفه الفقراءَ

ولقد عَهدتُكَ لا تُضيِّع راجيًا
واليومَ ضاع الكلُّ فيك رجاءَ

وعلمْتُ أَنك مَنْ يَوَدُّ ومَنْ يَفِي
فقف الغداةَ لو استطعتَ وفاءَ

وذكرتُ سعيَكَ لي مريضًا فانيًا
فجعلتُ سَعْيِيَ بالرثاءِ جزاءَ

والمرءُ يُذْكَر بالجمائل بعدَه
فارفع لذِكْرِك بالجميل بِناءَ

واعلمْ بأَنك سوف تُذْكَر مَرةً
فيقالُ: أَحسنَ، أَو يقالُ: أَساءَ

أَبَنِيه، كونوا للعِدَى مِن بَعده
كيدًا، وكونوا للْوَلِيِّ عَزَاءَ

وتجلَّدُوا لِلخطْب مثلَ ثَباته
أَيامَ كان يُدافع الأَرْزاءَ

والله ما مات الوزيرُ وكنتمُ
فوقَ الترابِ أَعزَّةً أَحياءَ



[1] سليمان باشا أباظة : أحد سُرَاة مصر الكبار ، تولى نظارة المعارف (٢ يونيو ١٨٨٢ - ٢٧ أغسطس ١٨٨٢) في وزارة إسماعيل راغب باشا قصيرة العُمر جدًّا و التي خلفت وزارة البارودي و كانت موالية للخديو توفيق و كانت تحميها و تحمي الخديو الأساطيل الأجنبيه الرابضة أمام الإسكندرية؛ و هي التي مهَّدَت لتمكين الاحتلال الإنجليزي من مصر؛ و الذي بدأ عمليًّا في نفس شهر تشكيل الوزارة (يونيو 1882) ، و قد خلَّف المرثيُّ وراءه مكتبة فيها قرابة الألف و خمسمائة مُجلَّد تضمَّنت قرابة الألف مخطوطة جلُّها بخطِّ أكابر النسَّاخ كابن مقلة و بن هلال و منها مئة مخطوطة بخطِّ مؤلفيها كما أخبر بذلك محمد رشيد رضا في مجلة المنار (1/ 481) مادحًا الباشا بحرصه على جمع الكُتُب و الإنفاق في سبيل ذلك بعد أن تبرَّع ورثتُه بها كلها للجامع الأزهر .. و لكن هل تشفع ألف و خمسمائة كتاب في ثلاثة أشهر أسس فيها لتمكين الانجليز من أرض مصر و من عقول أبنائها عبر وزارته "المعارف" تمكينا استمر أربعًا و سبعين سنة منها ثلاث و خمسون سنة بعد وفاة الباشا ؟ فأقول : لا و الله لا يشفع و لا ألف ألف ألف كتاب في ضياع عقل مُسلمٍ واحِد و تدجينه لعَدُوِّه فضلا عن ملايين المسلمين !!.. فبينما كان المرثيُّ يتخبَّط في إقرار جدوى تعليم مفهوم الوطنية الجديد للناشئة في المدارس كما صاغة "المرصفيُّ" في كتابه "رسالة الكَلِمِِ الثمان" الذي شكَّل أساسًا لفلسفة الثورة العرابية و أساسًا لمفهوم الوطنية الجديدة .. و بينما كان المرثيُّ منشغلا بهدم ما أعلنه عُرابي من غاية لثورته و هو "توسيع نطاق التهذيب" و بيان "فائدة و ضرورة التربية الجيدة" كوسيلة لتعديل وعي المصريين .. و بينما كانت حكومة إسماعيل راغب باشا كلها تفتخر بإنجازها قوانين جديدة لتنظيم الزراعة في مصر !!.. بينما كانت تلك الحكومة التخديرية التي أبقَت على عُرابي صورةً في وزارة الحربية بعد عزله عن البارودي و سائر شركائِه في ثورته تصنع ذلك ؛ كانت بريطانيا قد قرَّت عينُها بضمان احتلال مصر بعد اعتمادها على أحدث سلاح حربي و هو "مدفع جاتلينج سريع الطلقات" و ضمان التواصل بين جيوشها عبر إشارات التلغراف و قد "اتخُذت الترتيبات لتقديم الخيام ، و الخشب للوقود لعشرين ألف رجل لمدة ستين يومًا من قُبرص ، و الاستعداد لشراء البغال . و تم التوصل إلى قرار بشأن تشكيل فرقة مهندسين لإنشاء الخطوط الحديدية ، و تنظيم سلاح للشرطة العسكرية ، و وضع قواعد لمراسلي الصحف . و كان لابد من دراسة إنشاء مستشفيات في جوزو (مالطة) و قبرص ، و الإمداد بالمياه ، و المسدسات ، و العربات ، و مد خدمة الرجال الذين كانوا يخدمون في الفصائل من ست سنوات إلى سبع سنوات . و تم التوصل إلى قرار بشأن إنشاء سلاح للبريد صُمِّمَ نظام له . و تقرر الترتيب مع الحكومة الهندية لإرسال قوات من هناك . كانت كل هذه النقاط قد حُسِمَت و دُرست التفاصيل في الإدارات ، بحلول العاشر من يوليو" [استعمار مصر ، 218] .. و لربما التبسَ على كثيرٍ من الناس في كل عصرٍ فساد أقوامٍ فظنوهم أهل صلاح بسبب خيراتٍ ظاهرة و سمات صالحة و سجايا كريمة يتمتعون بها !!.. و لربما هذا ما غرَّ شوقي فقال ما قال في سائر القصيدة مما يُبدي فيه حُزنه و تأسفه على غياب المكرمات و المجد بموت المرثيِّ !!.. يُعجب الناس بما ينفعهم من الشخص و يتناسون ما يضر الأمة بأسرها !!.. و يعظِّمون الرجل لإحسانه إليهم و يغفلون عن موالاته لأعداء الله العظيم و سيبقى الأصنامٌ أصنامًا ما لم يكُن مقياس تقدير الناس هو الشرعُ الحنيف لا المنفعة الزائلة .. قال ابنُ عقيل الحنبليّ رحمه الله: ‹إذا أردت أن تنظر إلى مَحِلِّ الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، و لا ضجيجهم في الموقِفِ بِلَبَّيْك ، و إنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة‹ [الآداب الشرعية، ابن مفلح، 1/210] ، توفي سنة (1901) .

[2] "أبو محمد" هي كُنية المرثيّ ، و محمدٌ هو "محمد بك أباظة" نجل الباشا الأكبر ، و هو الذي زار الجامع الأزهر بتاريخ (10 ربيع الآخر سنة 1316) على إثر وفاة أبيه فأهدى إليهم مكتبته و استقبله شيخُ الأزهر بنفسه و أنجز له الإجراءات محمد عبدُه بيده –حيث كان لا يزال عُضوا عاملا في إدارة الأزهر- و كتبوا له خِطاب شُكر فخم تضمَّن الدعاءٍ له و لأبيه المتوفىَّ و لسائر الأسرة الأباظية.

[3] النَّوى : الرحيل . و الشطرةُ فيها رجاءٌ من الميت أن يتروَّى و لا يموت !! و هذا هو الـمُحال بعينه ؛ و لا يجوز ذلك القول و لو على سبيل التشبيه أو الكناية ؛ فإنما الأجل بيد الله – تبارك و تعالى – وحده ؛ ﴿ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الـمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [ آل عمران : 168] . و لربما قيل أن هذه استعاراتٌ لا يعنيها شوقي و لكن سيظهر جليا في مُستقبل المراثي أن الاعتدء على الغيب من سماتِ نظمِه رحمه الله –و البرزخُ الذي فيه المرثيَّ حين خاطبه شوقي بل و فيه شوقي نفسه الآن من الغيب- و ستأتي أمثلة كثيرة لا تقبل التأويل و اللهَ أسألُ أن يغفر لنا و له.

[4] يظن شوقي أن موت العائل ليس فيه رفق بالآل و لا رحمة بالأبناء !! و هذا باطلٌ ؛ فقضاء الله عاقبته الخبر و لوكرهته النفوس ؛ ﴿ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ﴾ [ النساء : 19 ] .


[5] طهراء : بلد المرثيّ ، وهي في محافظة الشرقية بمصر .

[6] أما غلوّ شوقي في المرثيِّ بتقريره انقطاع كل فضل في الناس بموته فهذا لا يُقال و لا حتى في الأنبياء !! فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ» فهذا نهيٌ عن مثل قوله (سارت جنازةُ كلِّ فضلٍ في الورى) بل يبقى في الناس أفضالٌ كثيرة على كل حال يقوم بها أهلُ الفضل و إن عمَّ الفسادُ و طَمَّ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.06 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]