مشروع العمر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836892 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379405 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191257 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 661 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 947 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1099 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-11-2022, 03:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي مشروع العمر

مشروع العمر
د. علي أحمد الشيخي



يُحكى أن رجلًا يُدعى شفيق بن جبر، كان مولعًا بالسفر، ومُغرمًا باللهو، ولم يكن له في الحياة هدفٌ ذو شأنٍ، وذات مرةٍ زار إحدى المدن، وكان ضمن برنامجه زيارةُ مقبرة المدينة، وبينما كان يسير بين القبور متأمِّلًا، وقد رقَّ قلبُه، وسكنت روحُه، إذ به يُلاحِظلوحةً على أحد القبور، كُتب عليها: "هذا قبر فلان بن فلان، ولد عام 1819 م، ومات عام 1881م، وحين مات كان عمره شهرين"، فتملَّكته الدهشة، وبلغ منه العجَبُ مبلغَه! فتوجَّه نحو حفَّار القبور، وسأله عن هذه المفارقة التي رآها مكتوبةً على اللوحة! فردَّ عليه حفَّار القبور بقوله: نحن في مدينتنا نقيس عمر الإنسان بقدر إنجازاتهوعطاءاته للإنسانية، وليس بحسب عمره الزمنيِّ، فقال له صاحبنا - وكان ذا دعابة وطرفة -: إذا وافتني المنية وأنا في مدينتكم، فاكتبوا على قبري: "شفيق بن جبر، من بطن أمه إلى القبر!".

فكم من أُناس في هذه الحياة أمثال صاحبنا شفيق بن جبر! وهم من نجدهم قد رضوابالخنوع والاستكانة، فليس لهم في الحياة أهدافٌ، ولا مشاريعُ ذاتُ نفعٍ للإنسانية، فلا إنجازات تُذكر، ولا عطاءات تُشكر، لا يُخطِّطون لحياتهم، أوقاتُهم ضائعةٌ، يعيش أحدُهم حياةً هامشيةً، لا أثرَ له فيها ولا ذكرَ، ولا تقديرَ عنده لذاته، لا يمتلكقرارًا، يلعن الظلام، ويُعلِّق إخفاقاتِه دائمًا على الظروف، ويُكثر التبرير، يقول الشاعر:
وما المرءُ إلا حيثُ يجعل نفسَه ♦♦♦ فكنْ طالبًا في الناس أعلى المراتبِ

فاجعل من نفسك رقْمًا صعبًا، وعنصرًا مؤثِّرًا في معادلة الحياة؛ فحياة الإنسان لا تُقاس بطول السنين؛ وإنما بقدر الأحداث التي يتركها بعد رحيله عن هذه الدنيا، فلا تكن نسخةً مكررةً من الآخرين، وكن فاصلةً لا يلحق بك أحدٌ، أو كن نقطةً ينتهي عندك كلُّ أحدٍ.

ولقد أضاءت سماءَ الدنيا على مرِّ العصور نجومٌ خلَّدها التأريخ، قدَّموا مشاريعَ رائدةً، تخدم الإنسانية في الدعوة والعلم والجهاد والتعاملات، وغيرها الكثير، وسأقتصر على ذكر أمثلة لما بعد جيل صحابة رسول الله الكِرام رضوان الله عليهم، الذين هم بلا شكٍّ مناراتٌ للاقتداء بهم في منهاج حياتهم، ففي الأثر المسند للرسول صلى الله عليه وسلم: ((أصحابي كالنجوم؛ بأيهم اقتديتم اهتديتم))، ومع أن هذا حديثٌ ضعيفٌ، فإن أحدًا لا يختلف على أفضلية الاقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لحديث: ((خير القرون قرني الذي بُعثتُ فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))؛ (مجموع الفتاوى؛ لابن تيمية: 20/ 295).

ومن هذه الأسماء التي خلَّدها التأريخ في مجال الدين والدعوة إلى الله: الشيخان: البخاري، ومسلم رحمهما الله، حيث نذرا نفسيهما لجمعِ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخذ الشيخان في جمع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وَفْق ضوابط فحصٍ دقيقةٍ، لم يحيدَا عنها قِيدَ أنملة، يقول الإمام النووي: اتفق العلماء على أن أصحَّ الكتب بعد القرآن الكريمِ الصحيحان: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وقد تلقَّتهما الأمَّة بالقَبول.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما كتب الحديث المعروفة، مثل: البخاري، ومسلم، فليس تحت أديم السماء كتابٌ أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن الكريم"؛ ا هـ.
وهناك أيضًا الأئمة الأربعة في فقه الأحكام: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وابن حنبل، رحمهم الله جميعًا، الذين أسسوا المذاهب الأربعة، استدلالًا بالقرآن الكريم والسُّنة النبوية المطهرة، واستنباطًا وقياسًا واجتهادًا، ثم المجدِّد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الذي تصدَّى لعبادة الأوثان، ودعا إلى التوحيد الخالص لله سبحانه، ثم الشيخ عبدالعزيز بن باز وغيرهم الكثير.

أما في مجال الاختراعات العلمية، فالقائمة تطول بهم قديمًا وحديثًا، وسأقتصر بالإشارة إلى بعضهم، وفي الإشارة أحيانًا ما يُغني ويفي؛ ففي مجال الطب يأتي أبو الطب الشيخ ابن سينا، وهو الأشهر بينهم، ثم ألكسندر فليمنغ مخترع البنسيلين، ومن أعلام المخترعين أيضًا في المجالات الأخرى: توماس أديسون صاحب اختراع المصباح الكهربائي، وأنطونيو ميوتشي مخترع الهاتف، وكذا تشارلز بابيج الذي بدأ فكرة تصميم الحاسوب، وفي مجال الاقتصاد يأتي بيل غيتس كأغنى رجلٍ في العالم، وهو صاحب شركة ميكروسوفت.

وقد يتعلَّل البعض أو يشكو من قلة الإمكانات، فهلا تأسَّى هذا بأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الربُّ سبحانه أن يُؤذِّن في الناس بالحج، كما في قوله تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27]، يقول ابن كثير: ذُكر أنه قال: يا رب، كيف أبلِّغ الناس، وصوتي لا ينفذهم؟ فقال: نادِ، وعلينا البلاغ؛ (تفسير ابن كثير، ج 3: 210).

أما من يتحجَّج بالمعوِّقات، فلينظر في قصة أصحاب الرقيم التي ورد ذكرُها في قصة أصحاب الكهف، يقول تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴾ [الكهف: 9]، فليتقوَّ بعزيمتهم وإصرارهم على تبليغ دعوة الحق لقومهم الذين كانوا يعبدون الأصنام؛ خوفًا من ملِكِهم صاحب الجبروت، الذي لم يترك لشعبه حريةَ العبادة، ولا لهؤلاء الفتية حريةَ الدعوة، ففرُّوا إلى كهف؛ مخافةَ البطش، ولكن الدعوة كانت هاجِسَهم؛ فدوَّنوا منهجهم على صخرةٍ لحفظه خشيةَ أن يموتوا دون أن يتمكَّنوا من تبليغها للناس، يقول ابن عباس رضي الله عنهما، لما سئل عن معنى الرقيم: الرقيم لوح من حجارة، كَتب فيه أصحابُ الكهف قصتَهم، ثم وضعوه على باب الكهف؛ (تفسير ابن كثير، ج3: 72).

أما أولئك الذين يستصغرون بعضَ المشاريع الصغيرة المتاحة التي قد ينظر لها البعضُ نظرةً دونيةً أو أنها حقيرة، فليتأمَّلوا قصةَ تلك المرأة التي كانت تقُمُّ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ماتت ذات ليلة في ساعةٍ متأخِّرةٍ، فصلَّى عليها بعضُ الصحابة ودفنوها، دون أن يُخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكونها في نظرهم ليست ذاتَ شأنٍ في مجتمع المدينة النبوية، وفي الصباح لما دخل الرسول عليه السلام، لم يرَ المرأة تُنظِّف المسجد كعادتها، فسأل عنها، فأخبروه أنها ماتت ودُفنت في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل، فقال لهم: ((أفلا آذنتموني؟!))؛ أي: أخبرتموني، ثمَّ ذهب بعد ذلك إلى المقبرة وصلى عليها، ودعا لها؛ وما ذلك إلا لعظيم صنيعِها، ورفعةِ مكانتها.

ولكي تصنع مشروعك الخاصَّ، يجب عليك أولًا: اكتشاف مواهبك وقُدراتك الخاصة، ومن ثم العمل على صقل تلك الموهبة بالتدريب والقراءة والبحث، وعدم التسويف أو تأجيل الشروع في التنفيذ.
أما الخطوة التي يجب التنبه لها، فهي الحذر من فخِّ الاستنساخ لتجارب الآخرين، والركض خلف مشاريعهم، لا من أجل جعلها مُحفِّزًا لنا، وإنما استنساخها بجعل مشروعنا نسخةً مزيفةً ومكررةً منها، وهذا هو الفشل الذريع!

وأخيرًا: إذا لم تكن قد بدأت بالتفكير في مشروع العمر الخاص بك، فاعقد العزم من الآن، وابدأ في مشروعك الذي تمتدُّ به حياتُك بعد الممات، مشروع يخدم الأمة، ويستمرُّ لك معه الأجر، وأبشِر بوعد المصطفى عليه السلام في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أنه قال: ((إذا مات الإنسان، انقطع عملُه إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))؛ (صحيح الجامع: 793).

وإذا رغبت في نجاح مشروعك، فرابِط على فكرته، ولا تُقزِّم نفسك، فتُحبِطها بقولك: أنا لست أهلًا لذلك، ولكن تسلَّح بالإصرار والعزيمة، وستنقاد لك الأحلامُ، وتتهادى بين يديك طائعةً، فقط ابدأ الخطوة الأولى، فمهما كانت ظروفك، فإن أمانيَك وطموحاتِك سوف تُعانق الأفراح قريبًا، فتوكَّل على مولاك، وكان الله معك.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.14 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]