سحر اللمسات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 33 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-11-2022, 03:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي سحر اللمسات

سحر اللمسات
أ. رضا الجنيدي


فنون الحب في الإسلام (2)




حنَّ إلى الحبيب حين فارَقَه وزاد إليه الشوق، ومن شدة اشتياقه وحنينه ظلَّ يئنُّ وكأن خلاياه تنشقُّ؛ فلمسه الحبيب بيده الشريفةِ واحتضنه فهَدَأَ واستكان...


عن جذعِ نخلةٍ كان يستند إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في خُطَبِه أتحدثُ، فلما صُنِعَ له منبرٌ، افتقد الجذعُ لمسات النبيِّ صلى الله عليه وسلم له؛ فجزع وحلَّت عليه الأحزان... جذع نخلة يفتقد لمسات الحبِّ من حبيبه فيتألَّم، فما بالنا بالإنسان؟!


وكأنها رسالة من الحبيب صلى الله عليه وسلم لنا: ألَّا تفرِّطوا في اللمسات الحانية، والأحضان الدافئة لمن يحبُّكم وتحبُّونه؛ فلمسةٌ حانية، وحضن دافئ: بإمكانهما إعادة السكينة إلى النفوس المتعبَة، والقلوب التي صارت بالهموم مثقلة، بل هما يَحفِران طريقًا في القلب ليجري فيه نهر الحبِّ عذبًا رقراقًا بسلاسةٍ ويسر، ودون عوائقَ تعكِّر صفو ماء هذا النهر.


اللمسات المُحِبَّة، والأحضان الطيبة: تستطيع أن تغيِّر كمياء النفس، فتُحفِّز الجسم على إفراز هرمونات السعادة؛ لتتحول النفس من حالٍ إلى حال في لحظات معدودات، فيزول التوتُّر، ويتوارى القلق، وتهدأ نوبات الحزن، وتتناقص علامات الاكتئاب!


فهل استشعَرْنا قيمة هذا الفنِّ من فنون التعبير عن الحب؟
وهل انتبهنا لهذه النفوس التي تحبُّنا من كلِّ قلبها ونحن قد نغفُل كثيرًا عن إشباعها؟


أيها القارئ الكريم، ألا تشعر أنَّ بالقرب منك، وربما على بُعدِ خطوات يجلس قلب طفل، أو قلب والد أو والدة، أو زوجة أو زوج، يفتقد لمساتك الحنون، وحضنك العطوف؟
يشتاق إلى ضمةٍ تعيد له توازنه النفسيَّ؟
يحتاج إلى حضن يقلِّل من توتُّره وقلقه واكتئابه؟
ربَّما تتعجَّب وتظنُّ أنَّ كلامي ضربٌ من الخيال، ونوعٌ من المبالغة التي تسيطر على أقلام بعض الكُتَّاب، ولكنها الحقيقة العلمية التي تؤكِّد لنا أننا حين نحتضن من نحبُّهم ويحبُّوننا، فإن عددًا من الهرمونات - التي يسمِّيها العلماء: هرمونات السعادة والثقة - تتحفَّز لدينا ولديهم، وتُفرز بقوة؛ لنصبح أكثر هدوءًا وسكينةً وسعادة في لحظات!


لقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقبِّل حفيدَيْه الحسنَ والحسين، ويصف مَن لا يقبِّل أبناءه بأنَّ الرحمة قد نُزعت منه، بل وكان يقوم إلى فاطمة رضي الله عنها فيأخذ بيدها ويقبِّلها بين عينيها ويُشعرها بالحبِّ والاهتمام... تصف لنا السيدة عائشة علاقة الحبِّ الأبويِّ الرائع بين النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفاطمةَ رضي الله عنها فتقول: "كانت إذا دخلت عليه، قام إليها فأخذ بيدها، وقبَّلها، وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها، قامت إليه، فأخذت بيده فقبَّلته، وأجلسته في مجلسها"؛ (رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني).


وكأنها رسالة لكلِّ أب وأمٍّ: أنْ قبِّلوا أبناءكم، واهتمُّوا بنفسياتهم، وأظهِروا الفرح عند لقائهم؛ ففي ذلك حياةٌ لقلوب الأبناء، ومشاعر تُحلِّق بهم في عنان السماء... في تقبيل الأبناء واحتضانهم عالَمٌ من الثقة يقفز إلى نفوسهم، وعالمٌ من الأمان يحتضن أيامهم.


لذلك قم واحتضن أبناءك دون مقدِّمات؛ فاحتضان الطفل يزيد من قوة جهازه المناعيِّ، ويزيد من قدرته على النمو، ويرفع معدلاتِ ذكائه، بل ويساعد في وقايته من بعض الأمراض الجسدية والنفسية.


في احتضانك المستمرِّ لأبنائك رسالةٌ ضمنية تصل إلى عقولهم وقلوبهم، مضمونُها: أنِّي أحبُّك بقوة وعمق؛ مما يجعلهم أكثر إقبالًا على الحياة، وأكثر رغبةً في طاعتك وإسعادك.


اغمروا أبناءكم بقبلات وأحضان ولمساتِ الحبِّ؛ فستصبح هذه الأحضان ذات يوم ذكرى جميلةً، يبتسمون ويستعيدون الإحساس بروعتها كلما تذكَّروها حين نغيب نحن عن الحياة.


هذا عن أبنائك... ولكن ماذا عن هذين القلبين الجميلين اللذَيْن كنتَ لهما ذات يوم طفلًا صغيرًا يشبعانه بالحنان، ويغمرانه بالأحضان، ويمنحانه ما يستطيعانه من رعايةٍ واهتمام؟
أرأيت كيف كانت فاطمة رضي الله عنها تقوم لأبيها، وتأخذ بيده، وتقبِّله، وتجلسه في مجلسها؟
احتضن والديك، ولا تبخل عليهما بهذه الأحضان التي كانا يغمرانك بمثلها في صغرك؛ فَهُم الآن قد كَبِر سنُّهما، ووهن عظمهما، ويمرَّان بمشاعر يملؤها الحاجة إلى الحبِّ والتقبيل والاحتواء.


سارِعْ بالذهاب إليهما، والارتماء في أحضانهما، وتقبيل أيديهما ورأسهما... افعل ذلك بحبٍّ وحنان، وانتظر بركات هذا الفعل وهذه اللحظات.


والآن دعونا ننتقل إلى الحياة الزوجية من خلال موقفٍ واحد فحسب... أتذكُرون كيف مات النبيُّ صلى الله عليه وسلم؟
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث المتفق عليه: "فلمَّا كان يومي، قَبَضَهُ الله بين سَحْرِي ونَحْرِي"؛ أي: على صدرها.

أرأيتم عمق الحبِّ وقوته؟
أرأيتم كيف أن للاحتضان قيمةً كبرى في النفس حتى في أصعب اللحظات وأشدِّها على الإنسان؟


الاحتضان الدافئ لغةُ حبٍّ وتواصل قويةٌ تختصر المسافات بين الأزواج والزوجات، وتذيب الجليد الذي يُغلِّف بعضَ هذه العلاقات؛ فليسارع كلُّ زوج بالإقبال على شريك الحياة، وليحتضنه بقوَّة وحنان دون مقدِّمات أو مبرِّرات.


قم واحتضن زوجتك؛ ففي احتضانك المستمرِّ لها رسالةٌ كلُّها حبٌّ وتقدير، وراحة نفسية، وشعور بالاطمئنان؛ نتيجة لإفراز هرمون السيروتونين، وهو ما يُعرف بهرمون السعادة، الذي يزيد إفرازه وقت الاحتضان، والذي يسبِّب نقصُه التقلُّباتِ النفسية، وحدَّةَ المزاج، والميل للرغبة في الوحدة، والشعور بالاكتئاب.


احتضانك لزوجتك يقلِّل من حِدَّة المشاعر السلبية، وأعراض الاكتئاب والتوتُّر لديها في أوقات الحيض والحمل والنفاس؛ مما ينعكس عليك أنت، ويجعلك أكثر راحةً وهدوءًا وسكينة، احتضِنْها بحبٍّ وستنطلق هرمونات السعادة لديك كذلك، وستنعم بلحظات هانئةٍ وجميلة بإذن الله.


وأنت أيتها الزوجة الفاضلة، لا تنتظري أن يقترب زوجك منك ليحتضنَكِ، احتضنيه أنت بحبٍّ... اربتي على كتفيه بحنان حين يعود من العمل مثقلًا بالهموم... ففي هذه اللمسات الدافئة والأحضان الطيبة تحفيزٌ لهرمون العناق، أو هرمون النعيم كما يفضِّل أن يسمِّيه البعض، وهو هرمون الأوكسيتوسين، الذي يمنح الرجلَ الكثيرَ من الشعور بالسعادة والحبِّ، ويجعله أكثر قدرةً على التفاعل النفسيِّ معك، ويمنحه المزيد من الراحة والأمل، ويخفِّف عنه وطأةَ ضغوط العمل، واعلمي أن الجزاء من جنس العمل؛ فحين تَمْنَحين الحبَّ تنالين الحب، وحين تُقدِّمين السعادة، فإن نفس الهرمون يُفرز لديك، وتحصلين على السعادة.

احتضنوا أزواجكم وزوجاتكم، وأكثِروا من الاحتضان، ولا تبخلوا عليهم وعلى أنفسكم بهذه الفوائد والنِّعم الربَّانية، واجعلوا هذه اللمسات وسيلةً لإحياء الحبِّ في القلوب، وإزالة الرواسب النفسية التي تعيق دماء السعادة عن الجريان في شرايين النفوس... ووسيلة لإحياء سنةٍ من سنن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في التعامل مع من نحبُّهم.

احتضنوا أحبابكم كذلك في حال مرضهم؛ فالاحتضان يزيد من فرصة إفراز هرمون الأندروفين، الذي يعمل كمسكن طبيعيٍّ للآلام... احتضنوهم واجعلوا هذا الاحتضان وسيلةً لتخفيف الألم بإذن الله.


احتضنوا أحبابكم بحبٍّ؛ فالاحتضان راحة للنفوس، وحياة للقلوب، وتذكَّروا القاعدة الثانية من قواعد وفنون الحبِّ في الإسلام، التي تؤكِّد أن التقبيلَ والاحتضان واللمسات الدافئة لأزواجنا وزوجاتنا، وأبنائنا وبناتنا، وآبائنا وأمهاتنا - سِحرٌ حلال، يغيِّر حياتنا الاجتماعية، وحالتنا النفسيَّة من حال إلى حال، وشمسٌ مشرقة تنشر الدفء في النفوس والأجسام، فلا تحرِموا أنفسكم ومَن تحبُّون من هذا السِّحر الحلال.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.69 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]