حوار.. مطابق للمواصفات! - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215341 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29180 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2022, 09:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي حوار.. مطابق للمواصفات!

حوار.. مطابق للمواصفات!
هنادي الشيخ نجيب

مع أنَّه وسيلةٌ خطيرة ومؤثرة في تغيير الأفكار أو تصويبها، ومع أنه سببٌ في تسويةِ نفوسٍ شاردة، وتحريك عواطف باردة، وطريقة فعَّالة في إحياء قيَمٍ بائدة، وتقويم تقاليد سائدة، مع ذلك كلِّه، يعتبره كثيرون مجرد تبادل كلمات، وتناقل عبارات، أو طريقة لملء الأوقات بالدردشات والمحادثات!

والحقيقة أنه من أعظم السُّبل لغرس المفاهيم، وتوضيح الرؤى، وتعديل المواقف، وحشد المناصرين، وإقناع المتخالفين، وتبصير المعاندين، وأي شيء أعظم من ذلك كلِّه، نريد أن نحقِّقَه، ونصل إليه؟!
إنَّه الحوار؛ الحوار الحقيقي، لا على مذهب البرامج القتالية التي سُمِّيت حوارية مجازًا، والتي تضيِّع الناس بدل أن تُرشِدهم، وتشحن مشاعرهم بالتحامل والغضب، وتصوِّر لهم المتحاورين كأنهم في ساحةِ حربٍ: تعصُّب وضرب، وشتائم وسب، ثم يخرج المُشاهِد، أو المستمع مبغضًا كلَّ الأطراف، نادمًا على لحظةٍ ظنَّ فيها أن هذا الحوار سيحسم الخلاف.

ذاك حوار خاض فيه المتحدثون في كلِّ شيء، ولم ينضبطوا بشيء، فخرَّبوا الثوابت بحُجَّة حبِّ الاستطلاع والانفتاح، وهدموا القواعد، إلا قاعدةً واحدة: (في الحوار... كلُّ شيء مستباح)!
ولا أعجب من دعوةِ قاتلٍ ضحاياه للحوار، دليلًا على تردِّي حال الحوار، وسوءِ استخدامه!

يقول أحد المدعوين لحوارِ مجرم:
لماذا الحوارُ، وأين، وكيفا؟!
وأنت بصدريَ تغرِز سيفا
أنرضى الحوار وقد صار زيفا؟
وأضحى شعارًا يورث خوفا
فلا للحوار فقد صار حتفا
ولا لن نمُد إلى الخصم كفَّا

تلك كانت صورة عن الحوار المشوَّه الذي لا يكرِّس في النفوس إلا النفور، ولا يشيع بين الناس إلا الكذب والزور، ولا يُديره إلا من امتلأ صدرُه بالتكبُّر والغرور!
أما الحوار الذي يكون سببًا في التوعية والتسوية، فهو: قول سديد، وخلق رشيد، واحترام شديد، مع مراعاة استيعاب الناس، وحسن الظنِّ بهم، ومحبة الخير لهم، وأدبٌ وخلق، ومنطقٌ وصدق، وأرضية سليمة للانطلاق؛ لتحقيق الوئام والوفاق.

حوارٌ تطلقه أطراف مختلفة، مؤهلة محترِفة، تثير في داخل المستمعين حوارًا داخليًّا، يظلُّ يتردَّدُ صداه، حتى يبلُغ مداه، في العقائد والقناعات، وصولًا إلى السلوك والتعاملات.
حوارٌ يخاطِبُ العقل والقلب، عليه في كتاب ربِّنا براهين وأدلَّة، وفي سُنَّة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم عشرات القَصص والأمثلة.

فيها من الجرأة، وطلب الحق، وإخلاص النيَّة، والتسليم بالخطأ، وعدم التعصُّب، والتواضع والرفق والإشفاق، والبدء بنقاط الاتِّفاق، وتسوية على يد مَن أتقن هذا الفنَّ، وإليكم نموذجًا عن: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].
يقول أحد الدعاة الشباب: كنت في جولةٍ دعوية في بلغاريا، فقابلني في صباحِ يومٍ شابٌ بلغاري ألحَّ عليَّ بعدة أسئلة، ومع أنه بدأ حديثه بنبرةٍ فيها استياء واتهام، إلا أنني حرصتُ أن أبقى لطيفًا معه ولينًا.

طرح عليَّ عدة استفسارات، ودار بيننا هذا الحوار:
قال البلغاري: هل تؤمنون بأن عيسى وُلد من أمٍّ بدون أب؟
قلتُ: أؤمن، فهو موجودٌ عندنا في الكتاب، ولدينا سورةٌ كاملة باسم أمِّه مريم عليها السلام.
قال البلغاري: هل تستطيع أن تقول لي مَن أبوه؟
قلت له: نعم، صحيح، كلامك منطقي، فكيف يأتي أحدٌ من أمٍّ بغير أب، وهل هذا الذي جعلكم تنسبونه لله؟
قال البلغاري: نعم.

قلت له: سآتي لك بمثال أنت تؤمن به، وجاء مِن غير أبٍ ولا أمٍّ، ومع ذلك لم تجعلوه إلهًا، ولا ابنَ إله، ثم سألته: هل لآدم عليه السلام أمٌّ وأب؟!
قال: كلامك صحيح، ثم أردف: لكنَّ عيسى يُحيِي الموتى.
أجبته: وهذا عندنا في كتاب ربنا، ونؤمن به أيضًا.
قال البلغاري: هذا معناه أنَّ عند عيسى صفات ألوهية!
قلت له: وأنت تؤمن بنبيٍّ جاء بما هو أعظم من عيسى، ومع ذلك لم تؤلِّهوه!!

قل لي ماذا فعل عيسى: رُوحٌ كانت موجودةً، فأعادها إلى صاحبها بإذن الله، أمَّا موسى عليه السلام فقد حوَّل جمادًا إلى حيوان، قلب العصا إلى ثعبان، فأيُّهما أصعب؟!
قال البلغاري: معك حقٌّ، ما فعله موسى أصعب، ثم هزَّ رأسه موافقًا؛ كأنه يعيد ترتيب أفكاره، وقال: لا شك أنَّ ما جاء به دينُكم حقٌّ، ويستحقُّ أن تحاوِروا الناس به.

إنَّه الحوار، مقوِّم الأفكار السلبية، ومصنعُ النفوس السويَّة، مسدد عقيدتها، ومثبِّتُ استقامتها، ومنقذها من جهالتها وغَوايتها، لتبلغ سعادتها في دنياها وأخراها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.48 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]