الشاعر رامي (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386212 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2022, 08:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الشاعر رامي (قصة قصيرة)

الشاعر رامي (قصة قصيرة)
عبدالحميد ضحا


فاضت مشاعر رامي بالحبِّ والهُيام مذ رأى زميلته في الكلية، كانت هبةُ رائعةَ الجمال، فضلاً عن أدبها وتفوُّقها، فغرق في لجَّة من الحَيرة، وصار يحدِّثه قلبُه: كيف الوصول إلى سَمَاها؟! ولمَّا بلغت منه الحَيرة مبلغًا، أَسَرَّ إلى أحد أصدقائه أنه صار هائمًا في دنيا العشَّاق، فأشار عليه أن يكتب لها خطابًا؛ فهي رومانسية مِفتاحها كلمات الحب والعشق الساحرة!

أيُّ خطاب؟!
كأنك تكتب موضوع تعبير في المدرسة.

ذكَّرتني بما أكره، كنت لا أُطيق حصَّة اللغة العربية. كانت تمرُّ حصَّتُها لحظةً لحظة، وكأن كلَّ لحظة عمر طويل بلَيْلِه ونهاره، وكنت أنجح فيها بأساليبي الخاصة!

كنتَ تكره هناك، والآنَ تحبُّ هنا، والحبُّ يفعل المستحيل، حاولْ ولن تخسر شيئًا.

تغشَّى رامي السُّهادُ حتى لم يَعُدْ يعرف للنوم سبيلاً، يحاول كتابة خِطاب يفوح من كلماته شذا حبِّه وعِشقه! ورسا على الطريقة التي بها سيوصله إليها، فتمدَّد على السَّرير يفكِّر في الدموع التي ستَسيل على وجنتَيْها الجميلتينِ عندما تخترق كلماتُه شَغافَ قلبها!

وقف بعيدًا بعدما وصل إليها الخطاب ينتظر الدموع الحرَّى من قلبها الرقيق وعينَيْها الجميلتينِ.

أُسقط في يديه عندما رآها تنفجر ضاحكةً كلَّما نظرت في خطابه، ورفعت رأسها وعلى محيَّاها أمارات الدهشة والعجب، فتُرِي زميلاتِها ما في الخطاب بسخرية؛ فشعر أن ثمَّةَ أمرًا غريبًا، فكذَّب عينيه واقترب ليرى ما حدث.

وجدها تستهزئ بكلماته، فلم تفهم منها شيئًا، إلا أنها لمست أنه ربَّما خطابٌ يتحدَّث عن الحب، وكاتبُه كأنه طفل لم يتعلَّم الكتابة جيِّدًا!

كَسَرت قلبَ العاشق الوَلْهان، وصار خطابُ الوصل خطابَ قطيعة وفجوة بين القلبينِ، فكيف بعد هذا الاستهزاء ستتقبَّل حبَّه يومًا ما؟!

فغرق في لُججٍ من ظلمات الفكر والحَيرة، وقلبُه يبكي، وعينُه تدمع، وروحه تفكِّر في الفَكاك من إسار جسده، فتلقَّفه صديقه صاحب النصيحة المُهلِكة قائلاً: إذن المشكلة في الخطاب؟ لا تحزن، سأجعل لك هذا الخطابَ سبيلاً لركوعها أمامك! تعالَ معي لنقابل أبي؛ فأبي صاحبُ دار نشر!

وما علاقة أبيك بذلك؟!
لا تجادل وسترى مقدار الخدمة التي سأُهديها لك!
يستقبلهما الأبُ بتَرحاب حارٍّ، فيَحكيان له ما حدث!
الأب: لا تبتئس يا رامي، الأمر يسير، هل تستطيع توفير مبلغ لطبع كتاب لك؟

أيُّ كتاب؟!
ديوان شعر، ونكتب عليه بخط جميل: الشاعر رامي.
نعم! شاعر، أنا لا أعرف شيئًا عن الشعر!
هذه هي الطريقة الوحيدة التي تحوِّل حبيبتك الرومانسية من الاستهزاء إلى الإعجاب والافتخار بك.

رامي مندهشًا: وكيف ذلك؟!
اكتب هذا الخطاب مرة أخرى، وصُغْهُ بأساليبَ مختلفةٍ، أريد أكبر عدد من الخطابات، وراعِ أن تكون الجمل قصيرة، واكتب كلَّ جملة في سطر.

رامي متعجِّبًا: لماذا لا نملأ السطر؟! هل سيكون الكتاب فارغًا؟!
هذه أصول الصنعة؛ حتى يَحسَب من يراه أنه شعر!

تدخَّل صديق رامي:
يا أبي، كيف يكون شعرًا بدون وزن؟
الأب: الآن صاروا لا يَزِنُون الشِّعر، سنقول: قصيدة نثر.
ولكن يا أبي، كيف سيتقبَّله الناس؟!

إنه حرٌّ؛ سيطبع بماله، ويكتب ما يشاء، ومن لا يعجبه لا يشتريه، المهمُّ سنعمل له غِلافًا جميلاً، وننسِّقه تنسيقًا رائعًا بخطٍّ جميل، ونصحِّح لغته، ومن لا يفهم ما تكتب، قل له: هكذا شعر الرمز! المهم حاول توفير عشَرة آلاف جنيه لأطبع لك كتابًا رائعًا!

رامي مصدوم من المبلغ:
لا أستطيع توفير كل هذا المبلغ!
ستملك بهذا المبلغ قلب حبيبتك، وتَأسِر روحها، وتحوِّل الاستهزاء إلى إعجاب!

رامي بعد تفكير:
يمكنني بعد عناء توفير نصف المبلغ.
لا بأس، نطبع لك خمسمائة نسخة.

انطلق رامي مع صديقه وفي إحدى يديه بعض الكتب من ديوانه الأوَّل، التي سيُهديها لزملائه وأساتذته بالكلية، ومنها نسخةٌ معطَّرة لحبيبة القلب، حبلُ الوصال الذي لن تجد نفسَها إلا هائمة في صفِّ المعجبات بالشاعر الجميل، إلا أنه لن يرضى بها إلا أميرةَ الصفِّ لا إحدى الهائمات فيه، وفي يده الأخرى صحيفةٌ مكتوب بها إعلانٌ بصدور الديوان البِكر للشاعر رامي!

رامي لصديقه:
سأكتب عليه إهداءً لحبيبة قلبي.
تأنَّ حتى تجريَ هي وراءك، دَعْها تطلبْ هي منك كتابة إهداء، ولتكن كتابتك للإهداء عادية جدًّا كأيِّ زميلة، وهي التي ستجري وراءك.

يَشعر رامي بالانتشاء، ويعانق أملُه السماء بأنه اقترب من تحقيق حُلْمِه، فتسارعت دقَّات قلبه.
فجأةً وجدا هبةَ داخلةً المدرَّج أمامهما، ناداها صديقُه:
هبة، هذا الديوان الجديد للشاعر الكبير رامي.

بدهشة:
شاعر! هل في دفعتنا شاعر؟!
نعم، إنه رامي، أعلم أنك مهتمَّة بالشعر؛ ألم تقرئي له شيئًا قبلُ؟
تنظر إليه بإعجاب، ورامي قلبه يضطرب بشدة، وعيناه في الأرض، يحدِّثه صديقه:
أعطِ هبةَ هديَّةً من ديوانك يا شاعرَنا الجميل!

يمدُّ يده لها بديوانه ويدُه ترتجف، فمدَّت هبةُ يدها لتنال الهديَّة الثمينة؛ ما كانت تظنُّ أن يَصير زميلَها شاعرٌ، وأخذت الأفكار والمشاعر تغزو رأسها تترى في هذه اللحظات وكأنها عمر طويل، وكأن هذا الديوان سهمٌ أطلقه رامي على القلب الرقيق.

نظرت إلى الغِلاف الجميل، انبهرت به:
يبدو أن مصمِّمه ذو فنٍّ وذوق رفيع.

نظرت لرامي:
هل تتكرَّم وتكتب لي إهداء يا شاعر الكلية؟

رامي متلعثمًا ومضطربًا:
يُسعدني ذلك.
ناولته الديوان فكتب الإهداء وقلبُه يكاد يطير من الفرحة.. تناولته وهي تُفيض عليه بلسانها ثناءً من مشاعرها الرقيقة!

قرأتِ الإهداء، ورامي ينتظر أن يُكرِمَه خطُّه فيوصل حقيقةَ حبِّه إلى حبيبته.. تُمسك أجمل هديَّة والسعادةُ تَغشَى محيَّاها؛ لتقرأ الإهداء.

فجأةً تغور بسمتُها بين ثنايا وجهِها لتَحُلَّ الدهشة محلَّها بمجرَّد قراءة الإهداء الذي كان:
(اهدائ الى الذميله العزيذه هبه مع تحييتي وتقاديري)، فتحت الديوان بدهشة، نظرت فيه سريعًا، ثم نظرت إلى رامي نظرة انخلع لها قلبه، ثم قالت له:
أنت الذي أرسلت لي الخطاب!
ثم ألقت إليه الكتاب وانطلقت.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.18 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]