29-09-2022, 02:00 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة :
|
|
العائد الأخير
العائد الأخير
أ. محمود مفلح
ضمَمْتُ جانحَيَّ حينَما.. داهمَني المساءْ
وقلْتُ للريحِ التي تدقُّ بابيَ الصغيرْ
• وكنتُ حينَها..
مضطجعاً أغربِلُ الهواءْ -:
يا ريحُ،
إني مثلَما عهدْتِ
لستُ إلا العائدَ الأخيرْ
♦♦♦♦♦ تدحرجَ الظلامُ في عينيَّ، أثقلَ الجفونْ
وارتعشَتْ كلُّ الطيورِ في أوكارِها
تعرَّتِ الغصونْ
وخفْتُ أن أراكَ من بعيدْ
يا أيُّها المقاتلُ العنيدْ
تقولُ... خائبونْ!!
وحينَما تأهَّبَ الأطفالُ للرضاعْ
تدحرجَتْ رؤوسُهم من قبلِ أن تمسَّ نبعةَ الأثداءْ
وأُسدِلَ القناعْ
مِن ألفِ عامٍ نحنُ هاهنا
نعاتِبُ القَدَرْ
نستنجدُ الإمامْ
نستَلْهُمُ الأسلافَ والرجالَ الصالحينَ والسوَرْ!!
وكلَّما غابَ شهيدٌ
صاحَتِ الرجالُ:
يا رجالُ! إنَّهُ الخطَرْ...!؟
فامتشِقوا السيوفَ
والبسُوا الدورعَ
قاتِلوا وقاتِلوا
حتَّى يشيبَ الطفلُ في المهادْ
حتَّى تحطَّ كلُّ ذاتِ حملٍ حملَها
ولامَفَرّْ..!!
♦♦♦♦♦ ودقَّت الطبولُ
ورجَّت الآكامُ والسهولُ
واقتتلَ الرجالُ..
بعضُهم هوى
وبعضُهم تدرَّعَ الحفَرْ
واقتتلَ الرجالُ
طارَتِ الرؤوسُ والسيوفُ
سالَتِ الجراحُ
وادلهمَّ الخطبُ واستَعَرْ
وفي المساءِ...
عادَتِ الفرسان..
تناثرَتْ على الدروب
وكل فارس أوى لمستَقَرّْ
وعدْتُ دونَما ذراعْ
لبيتيَ الصغيرْ
وكلَّما دقَّتْ عليَّ الريحْ
أجبْتُها:
يا ريحُ إني
لسْتُ إلا العائدَ الأخيرْ...!!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|