(أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386387 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16174 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3121 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 101 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-12-2020, 08:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية

(أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية
د. ياسر محمد عبدالرحمن طرشاني




﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ

فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية


جاءت هذه الآيةُ في جزءٍ من قوله تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13].


﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ[الشورى: 13]: أنِ اعمَلُوا به على ما شرع لكم وفرَض، وقد نهى عن الاختلاف في أصول الدين[1]، وقد بعث اللهُ تعالى كلَّ الرسل لإقامةِ الدين والأُلفة وترك الاختلاف[2].


والمقصودُ بإقامة الدين: أقام الشيء؛ أي: أدامه[3]، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 3].


أما الدين: مِن: دان، وهو مِن الجزاء والمكافأة، وفي وقوله تعالى: ﴿ أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ [الصافات: 53]؛ أي: لَمَجْزِيُّون ومحاسبون، ومنها (الدَّيَّان) اسم من أَسمَاء الله عز وجل؛ والقاضي، والحاكم، والمجازي بالخير والشر، والحاسب، والقهار، والدِّينُ بمعنى الطاعة، ودان دِيانةً مِن الخضوع والذل والطاعة، وجمعها أديان، وهي الاعتقاد بالجنان، والإقرار باللسان، وعمل الجوارح والأركان[4].


و"الدِّين هو وضعٌ إلهيٌّ سائق لذوي العقول باختيارهم إياه إلى الصلاح في الحال، والفلاحِ في المآل، وهذا يشتمل العقائد والأعمال"[5].


1- دلالة الأمر في قوله تعالى: ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ[الشورى: 13] هو الوجوب؛ لأن من مقاصد الشريعة الإسلامية مقصدَ حفظِ الدين، من أول مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو من الضروريات، ووجوبُ إقامة الدين يكون بحسب مقدار العلم، وبقدر الاستطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16].


2- بعد أن أمرنا الله تعالى بإقامة الدين، نهانا عن التفرُّق المذموم، وقد وضَّح ابن عاشور - في كتابه التحرير والتنوير - أن الاختلافَ في الأصول يُؤدِّي إلى هدم الدين؛ ولذا كان الأمر لكلِّ فرد في الأمة أن يكون مُعِينًا لغيره في تحقيق مقصدِ حفظ الدين، أما الاختلاف في الأصول، فهو يؤدي لضياع أمور الدين، بخلاف الاختلاف في الفروع، فذلك من الاجتهاد الفقهيِّ المشروع في الإسلام، وهو من محاسن الشريعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يُرِدِ الله به خيرًا، يفقهه في الدين))[6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجرانِ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد[7]))[8].


ومعنى التفريق هو إحداث الفُرْقة[9]؛ فرَّق القاضي بين الزوجين: حكم بالفُرْقة بينهما، وفي القرآن الكريم: ﴿ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285].


3- المراد: ولا تتفرَّقوا في إقامته بأن ينشط بعضكم لإقامته ويتخاذل البعض؛ إذ بدون الاتفاق على إقامة الدين يضطربُ أمره[10].


4- وضَّح ابن العربي أن التفرق المنهيَّ عنه ثلاثةُ أنواع: التفرُّق في العقائد، والاختلاف المذموم، والتخطئة على المجتهدين، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا يُصلِّيَنَّ أحدُكم العصر إلا في بني قُرَيظة))، فغربت عليهم الشمس قبلها، فصلَّوا العصرَ بها بعد العشاء الآخرة، فما عابَهم الله بذلك في كتابه، ولا عنَّفهم به رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا مِن الفقه أنه لا يعاب على مَن أخذ بظاهر حديث أو آية، فقد صلَّت منهم طائفة[11]...[12].


5- فرَّق بعض العلماء بين (تفرَّقوا) و(تتفرَّقوا)، فقد جاءت في سورة آل عمران كلمة تفرَّقوا في قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]؛ لأن الحديث عن أمَّة مُسلِمة واحدة، فناسب حذف التاء، فالنهي عن أقل اختلاف في الدين، بخلاف الآية في سورة الشورى الحديث فيها عن الأمم السابقة، فبقيت التاء على أصلها ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13]، وقد ذُكِرت في موضع آخر في نفس السورة: ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 14][13].


6- هذه الآية تحثُّنا على العملِ لتحقيق مقصد حفظ الدين، وهو أعلى مقاصد الشريعة الإسلامية؛ ولذا علينا أن نتعاوَن جميعًا لإقامة الدين بكل الوسائل التي تحافظ عليه؛ بالعمل به، والدعوة إليه، والجهاد في سبيله، والتحاكم إليه، واستخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر الدين، ونشر الأبحاث العلمية للعمل على حفظ الدين ونشره بين العالَمين، والتوقُّف عن كل الوسائل التي تُؤدِّي إلى التفرق في الدين - كالإنكار على المجتهدين، والانشغال بالفروع عن الأصول، وانتشار البدع، والتنازع والشقاق بين المسلمين - لأنه يُؤثِّر على إقامة الدين وتحسين صورته عند غير المسلمين، وكذلك التوقف عن نشر الشبهات، بل العمل على ردِّها والدفاع عن الدين، وتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام؛ لتحبيب الناس في دين الله العظيم.


[1] تفسير الطبري جامع البيان، ت/ شاكر (21/ 513).

[2] تفسير البغوي - إحياء التراث (4/ 141).

[3] مختار الصحاح (ص: 263)، المعجم الوسيط (2/ 767).

[4]مختار الصحاح (ص: 110)، المعجم الوسيط (1/ 307).

[5] التعاريف (ص: 344)، القاموس الفقهي (ص: 134)، التعريفات (ص: 105)، الكليات (ص: 443)، معجم لغة الفقهاء (ص: 212)، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (1/ 814).

[6] سنن ابن ماجه، ت/ الأرنؤوط (1/ 149)، مسند أحمد، ت/ شاكر (3/ 241): "هذا إسناد ظاهره الصحة، ولكن اختُلِف فيه على الزهري؛ فرواه النسائي من حديث شعيب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال: الصواب رواية الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن معاوية كما في الصحيحين"؛ مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (1/ 30).

[7] المنتقى لابن الجارود (ص: 249)، قال أبو محمد: ولا نعلم أحدًا روى هذا الحديث عن الثوري غيرَ مَعْمَرٍ.


[8] التحرير والتنوير (25/ 54).

[9] القاموس الفقهي (ص: 284)، مختار الصحاح (ص: 238).

[10] التحرير والتنوير (25/ 54).

[11] الروض الأنف (6/ 325).

[12] أحكام القرآن؛ لابن العربي (1/ 381).

[13]إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني، صلاح عبدالفتاح الخالدي، ص251.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.50 كيلو بايت... تم توفير 1.97 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]