الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مناقشة في الناسخ والمنسوخ للشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 1924 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4427 - عددالزوار : 862660 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3958 - عددالزوار : 397079 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 1916 )           »          الإضراب عن العمــل وحكمه في الشرع الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 17760 )           »          حسن الخلق عبادة عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          إلى منكري بعث الموتى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          العلماء وهموم العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          لمحبي القراءة.. كيف تختار كتاباً جيداً ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-03-2024, 12:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,281
الدولة : Egypt
افتراضي الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة

الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة



الدعوة إلى الله تعالى تتطلب أكثر من مجرد نقل الرسالة بل تحتاج إلى منهجية واضحة ومهارات قيادية متقنة لتحقيق أقصى فائدة وتأثير أكبر
القيادة الدعوية تمثل مفهومًا يعبر عن القدرة على توجيه الآخرين نحو الخير والإصلاح والتوجيه نحو الله عز وجل
منذ بزوغ الإنسانية، كان للقيادة دور محوري في توجيه الجماعات نحو أهدافها وتحقيق طموحاتها، فالقادة الأفذاذ هم الذين يمتلكون الرؤية الثاقبة، والإلهام الذي يشعل الهمة قلوب الآخرين، ويحركهم نحو النجاح والتطور، وفي زمننا الحالي، يأتي التحدي بتحويل هذه المهارات القيادية إلى أدوات لدعوة الناس إلى سبيل الله، فتكون قيادة حقيقية نحو الخير والإصلاح.
إن الدعوة إلى الله -تعالى- تتطلب أكثر من مجرد نقل الرسالة، بل تحتاج إلى منهجية واضحة ومهارات قيادية متقنة لتحقيق أقصى فائدة وتأثير أكبر، ومن هنا، تأتي أهمية فهم كيفية استخدام المهارات القيادية في سبيل دعوة الناس إلى الله؛ حيث يتحد العلم بالفطرة، والحكمة بالمعرفة، لتشكيل جيل من القادة الذين يتسمون بالرؤية والتواصل والإلهام. مقالاتنا في هذه السلسلة ستكون مصدراً للإلهام والتوجيه؛ حيث سنتناول أسس القيادة الإسلامية وتطبيقاتها في الدعوة إلى الله، وسنستعرض دراسات حالة، ونقدم نصائح عملية، ونتبادل الخبرات لنبني جسوراً من الفهم والتعاون في سبيل نشر الخير والإيمان، فلنبدأ هذه الرحلة الممتعة نحو فهم أعمق لكيفية الاستفادة من المهارات القيادية في دعوة الناس إلى الله، ولنعمل معًا على بناء جيل جديد من القادة الذين يسهمون في نشر الخير والسلام في مجتمعاتنا وعالمنا بأسره.
عناية الله بالأنبياء في أداء الرسالة
عناية الله -عزوجل- بتهيئة الأنبياء لرسالتهم تعد من أبرز الجوانب التي يبرز فيها الرحمة والحكمة الإلهية، إن تهيئة الأنبياء تشمل جوانب عدة، تسهم في تمكينهم وتجهيزهم لتحمل مسؤوليات الدعوة ونشر الرسالة، من هذه الجوانب: 1.الاختيار الإلهي يختار الله الأنبياء والرسل بحكمته وعلمه، وهم الأشخاص الذين يتمتعون بالصفات والمواصفات المناسبة لتحمل رسالتهم. قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (آل عمران:33)؛ حيث تشير هذه الآية إلى اختيار الله للأنبياء وأهل بيوتهم لتحمل الرسالة. التهيئة العقلية والروحية
قبل بدء رسالتهم، يهيئ الله عقول الأنبياء وقلوبهم لاستقبال الوحي والرسالة، ويزودهم بالحكمة والفطنة والصبر والثبات لمواجهة التحديات التي قد تواجههم في طريق دعوتهم، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} (سورة الانبياء 51). التوجيه والتعليم الإلهي
يُعلّم الله الأنبياء ويوجههم ليكونوا رسلًا موثوقين؛ حيث يتلقون التوجيه والتعليم من الله مباشرة، سواء من خلال الوحي أو الإلهام الذي يصلهم، {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}( يوسف 6). معية الله لهم
معية الله الخاصة للأنبياء من أعظم ما يعينهم في أداء مهمتهم، ويكون معهم في كل خطوة يخطوها في سبيل نشر الرسالة وتوجيه الناس إلى الطريق الصحيح، {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} (طه: 46). القدرة على فهم واقعهم
يمكن الله الأنبياء من التواصل مع أقوامهم وفهم أحوالهم، وذلك من خلال تأييدهم بالمعجزات والآيات التي تدعو إلى التفكّر والتدبر في آيات الله. إن هذه العناية الإلهية تبرز عظمة الله ورحمته، وتظهر الحكمة الإلهية في اختيار الأنبياء وتهيئتهم لبعث رسالتهم وتوجيه البشرية إلى الطريق الصواب.
تعريف القيادة الدعوية
القيادة الدعوية تمثل مفهومًا يعبر عن القدرة على توجيه الآخرين نحو الخير والإصلاح والتوجيه نحو الله وسبيله، إنها نوع من القيادة التي تركز على الدعوة إلى القيم والمبادئ الشرعية، وتستهدف تحفيز الناس على اتباع الطريق الصحيح وتبني السلوك الإيجابي والمبادرات الإيمانية.
مميزات القيادة الدعوية
تتميز القيادة الدعوية بسمات عدة منها: 1.الرؤية الثاقبة: حيث يتمتع القائد الداعية برؤية واضحة لما يسعى لتحقيقه في المجتمع، وهو توجيه الناس إلى سبيل الله والعمل على تحقيق الخير العام. الإلهام والتحفيز: يعمل القائد الداعية على إلهام الآخرين وتحفيزهم للتحرك واتخاذ الخطوات نحو الله، سواءً من خلال الكلمة الملهمة أم السلوك الحسن الذي يعكس القيم الشرعية.
التواصل الفعال: يتمتع القائد الداعية بمهارات التواصل الفعالة؛ حيث يتفاعل بفعالية مع الجماهير ويقدم الرسالة الشرعية بطريقة تتناسب مع فهمهم وحاجاتهم.
القدوة الحسنة: يكون القائد الداعية مثالاً يحتذى به؛ حيث يعيش قيم الشرع ويمارس السلوك الصالح؛ مما يلهم الآخرين لمتابعته والتأثر به.
التحليل والتخطيط: يعتمد القائد الداعية على التحليل الدقيق للوضع والتخطيط الفعال للخطوات المستقبلية التي تسهم في تحقيق أهداف الدعوة.
باختصار، القيادة الدعوية تتميز بتوجيه الجهود نحو تحقيق الخير والإصلاح والتوجيه إلى سبيل الله بمهارات قيادية تحفز وتلهم الآخرين على اتباع الدرب الصالح.
أولا: مبدأ (باريتو)
مبدأ باريتو، المعروف أيضًا بقاعدة 80/20، هو مفهوم يُستخدم في العديد من جوانب الحياة والعمل لتحديد الأولويات وتحسين الكفاءة، ينص هذا المبدأ على أن 80% من النتائج تأتي من 20% من الجهود. 20% من المنتجات تحقق 80% من الأرباح.
20% من العملاء يشترون 80% من المبيعات.
20% من الأغنياء يملكون 80% من المال.
20% من الكتاب يحتوي على 80% من المضمون.

20% من الناس يعطون 80% من التبرعات.
فإذا خصصت 20% من جهدك ووقتك وعلاقاتك في أولوياتك، ستحصل على 80% من النتائج، وفي سياق الدعوة إلى الله -تعالى-، يمكن تطبيق هذا المبدأ لتحقيق أقصى استفادة من الجهود المبذولة في العمل الدعوي.

اعداد: منذر المشارقة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; يوم أمس الساعة 01:53 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-04-2024, 12:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,281
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة

الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة (٢)


  • الدعوة إلى الله تعالى تتطلب أكثر من مجرد نقل الرسالة بل تحتاج إلى منهجية واضحة ومهارات قيادية متقنة لتحقيق أقصى فائدة وتأثير أكبر
  • تطبيق مبدأ باريتو في الدعوة إلى الله يتطلب تحليلاً دقيقًا للجهود والنتائج والاستعداد لتعديل الاستراتيجيات بناءً على التقييم المستمر
  • ركز جهودك الدعوية على الأشخاص أو المجموعات التي تظهر اهتمامًا أكبر واستعدادًا للتفاعل مع رسالتك
  • في كثير من الأحيان يمكن أن تكون العلاقات الشخصية والتواصل الفردي أكثر فعالية من الأنشطة الجماعية
تحدثنا في الحلقة الماضية عن أهمية القيادة في توجيه الجماعات نحو أهدافها وتحقيق طموحاتها، وكيف يمكن الاستفادة من المهارات القيادية وتحويلها إلى أدوات لدعوة الناس إلى سبيل الله، فتكون قيادة حقيقية نحو الخير والإصلاح، ثم ذكرنا مميزات القيادة الدعوية، ثم بدأنا الحديث عن مبدأ (باريتو)، والمعروف بقاعدة 80/20، وقلنا إنه مفهوم يُستخدم في العديد من جوانب الحياة والعمل لتحديد الأولويات وتحسين الكفاءة.
وينص هذا المبدأ على أن 80% من النتائج تأتي من 20% من الجهود.
  • 20% من المنتجات تحقق 80% من الأرباح.
  • 20% من العملاء يشترون 80% من المبيعات.
  • 20% من الأغنياء يملكون 80% من المال.
  • 20% من الكتاب يحتوي على 80% من المضمون.
  • 20% من الناس يعطون 80% من التبرعات.
فإذا خصصت 20% من جهدك ووقتك وعلاقاتك في أولوياتك ستحصل على 80% من النتائج، وفي سياق الدعوة إلى الله -تعالى-، يمكن تطبيق هذا المبدأ لتحقيق أقصى استفادة من الجهود المبذولة في العمل الدعوي.
بعض الطرائق لتطبيق مبدأ باريتو
  1. تحديد الأنشطة الأكثر فعالية
ابدأ بتحليل الأنشطة الدعوية التي تقوم بها، وحدد أيا منها يحقق أكبر تأثير؟ قد تجد أن بعض الأساليب، مثل الندوات العامة أو الدروس الإلكترونية، والدورات الشرعية، والبرامج الإيمانية قد تجذب اهتمامًا أكبر وتحقق نتائج أفضل مقارنة بأساليب أخرى.
  1. التركيز على الفئات الأكثر استجابة
تحديد الجمهور: ركز جهودك الدعوية على الأشخاص أو المجموعات التي تظهر اهتمامًا أكبر واستعدادًا للتفاعل مع رسالتك؛ فقد تجد أن التركيز على الشباب أو الجدد في الإسلام يؤدي إلى نتائج أفضل، أو التركيز على فئة النساء، أو الصغار، أو المؤسسات الدعوية.
  1. استخدام الموارد الرقمية بفعالية
التكنولوجيا بوصفها أداة: في عصر الرقمنة، يمكن أن تكون الموارد الإلكترونية والشبكات الاجتماعية أدوات قوية في الدعوة، استثمر في إنشاء محتوى جذاب ومفيد يمكن أن يصل إلى جمهور واسع بجهد نسبي قليل.
  1. تعزيز التعليم والتدريب
بناء القدرات: تركيز جهودك على تدريب الدعاة الآخرين يمكن أن يكون له تأثير مضاعف. تدريب 20% من الدعاة الذين يمكنهم بدورهم التأثير تأثيرا فعالا على الآخرين يمكن أن يوسع نطاق الدعوة بطريقة كبيرة.
  1. تقييم وتكرار
التقييم المستمر: قم بتقييم فعالية الأنشطة الدعوية بانتظام لفهم ما يعمل بطريقة جيدة وما يحتاج إلى تحسين. استخدم هذه المعلومات لتعديل الجهود وتحسين الاستراتيجيات.
  1. الاستثمار في العلاقات الشخصية
التواصل الفردي: في كثير من الأحيان، يمكن أن تكون العلاقات الشخصية والتواصل الفردي أكثر فعالية من الأنشطة الجماعية، تخصيص وقت للتواصل الفردي مع الأشخاص قد يؤدي إلى نتائج دعوية أعمق وأكثر ديمومة.
  1. التحصيل العلمي
حفظ المتون: حفظ المتون العلمية في العقيدة والفقه والحديث والتفسير واللغة وغيرها من الفنون، يجعلك تتحصل على 80% من العلوم.
تحليل دقيق للجهود والنتائج
ختامًا، فإن تطبيق مبدأ باريتو في الدعوة إلى الله، يتطلب تحليلاً دقيقًا للجهود والنتائج، والاستعداد لتعديل الاستراتيجيات بناءً على التقييم المستمر، من خلال التركيز على الأنشطة والجماهير الأكثر فعالية، يمكن تحقيق تأثير أكبر بموارد أقل؛ مما يعزز النجاح في مهمة الدعوة النبيلة.

اعداد: منذر المشارقة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; يوم أمس الساعة 01:54 PM.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم يوم أمس, 01:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,281
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة

الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة إلى الله (٣)

قانون السقف وتوظيفه في القيادة الدعوية




  • يمكن تطبيق قانون السقف بفعالية في مجال الدعوة إلى الله من خلال وضع الداعية وطالب العلم نصب أعينهما هدف توسيع دائرة التأثير على الآخرين مع السعي لزيادة قــدراتهـمــا ومهــاراتهـما للوصول إلى ذلك
  • يجب الاعتراف بأهمية دور الشباب في تخطيط برامج الدعوة وتنفيذها لضمان تلبية احتياجاتهم واهتماماتهم بما يجعل البرامج أكثر صدى وتأثيراً في نفوسهم
  • الدعوة إلى الله تعالى تتطلب أكثر من مجرد نقل الرسالة بل تحتاج إلى منهجية واضحة ومهارات قيادية متقنة لتحقيق أقصى فائدة وتأثير أكبر
قانون السقف أحد القواعد الأساسية في دراسة القيادة، ويُعد إدراك هذا المبدأ أمرًا ضروريًا لتطوير القدرات القيادية والإلمام بالمفاهيم ذات الصلة، ويوضح هذا القانون أن مستوى قيادة الفرد يؤثر مباشرة على حدود قدراته وإمكانياته الشخصية، عبر تعزيز القائد لمهاراته وتنمية قدراته القيادية، ما يؤدي إلى زيادة فرص النجاح وتحقيق تأثير أكبر.
من هذا المنطلق، يمكن تطبيق قانون السقف بفعالية في مجال الدعوة إلى الله، فالداعية وطالب العلم، اللذان يضعان نصب أعينهما هدف توسيع دائرة التأثير على الآخرين، يجب عليهما السعي لزيادة قدراتهما ومهاراتهما؛ فهذه التطورات تعد من العوامل المادية الضرورية للداعية إلى الله، ومع ذلك، يبقى إخلاص النية لله -تعالى- وتوفيقه الأساس في نجاح الدعوة، لكن الإسلام يحثنا على استغلال مختلف الوسائل والإمكانات المتاحة لنشر دين الله، والارتقاء بالأداء على المستويين الشخصي والمجتمعي، بهدف تعزيز رسالة الإسلام. وإليكم بعض الاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها لرفع السقف في الدعوة إلى الله على الصعيدين الشخصي والمؤسسي:
أولا: تنمية مهارات القيادة لدى الدعاة
دراسة حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسير الصحابة والتابعين، فضلا عن علماء الإسلام والمجاهدين في تاريخ الأمة الإسلامية، تكشف عن امتلاكهم لخصائص قيادية متميزة، هذه الخصائص ساهمت في ترك بصمة دائمة عبر الأجيال. فالخلفاء الراشدون والعشرة المبشرون بالجنة، إلى جانب آخرين من الصحابة، قد خلّد التاريخ أفعالهم البطولية وإنجازاتهم التي ما زالت آثارها باقية حتى العصر الحالي، وعلى سبيل المثال، انظر إلى إسهامات شيخ الإسلام ابن تيمية في الأمة، فهي تفوق بمراحل تأثير غيره من العلماء، وذلك يعود إلى ما كان يتمتع به ابن تيمية من مهارات قيادية، وشخصية قوية، ومعرفة واسعة، وإرادة صلبة، ونظرة ثاقبة للمستقبل، وقدرة على تحمل الصعاب، الأمر الذي جعله يتفوق على أقرانه، تغمده الله برحمته الواسعة.
ولتحقيق هذا القانون لابد للداعية العمل على مجالات عدة:
(1) التركيز على المهارات الشخصية التركيز على المهارات الشخصية للداعية وتوظيفها في قانون السقف في القيادة، يعد استراتيجية فعّالة لتعزيز قدرات القيادة وزيادة الأثر الإيجابي للدعوة، فقانون السقف، الذي يُشير إلى الحد الأقصى للقدرة القيادية التي يمكن أن يصل إليها فرد أو مؤسسة، يؤدي دورًا حاسمًا في تحديد مدى نجاح الجهود الدعوية والتأثير في المجتمع. وفيما يلي بعض الطرائق التي يمكن من خلالها استغلال المهارات الشخصية للداعية لرفع هذا السقف وتحقيق النجاح في القيادة:
(2) تطوير مهارات الاتصال القدرة على التواصل بفعالية هي من أهم المهارات الشخصية لأي داعية. تشمل هذه المهارة الاستماع الفعّال، والتعبير عن الأفكار بوضوح، والتواصل العاطفي مع الجمهور؛ فمن خلال تحسين مهارات الاتصال، يمكن للداعية رفع سقف القيادة بتوسيع قاعدة المتابعين وزيادة تأثير الرسائل الدعوية.
(3) بناء العلاقات القدرة على بناء علاقات إيجابية ومستدامة تعد ركيزة أساسية في القيادة. يمكن للداعية من خلال بناء شبكة قوية من العلاقات أن يؤمن الدعم اللازم لمبادراته الدعوية، ويعزز من فرص نجاحها.
(4) التعلم المستمر والتطوير الذاتي يعد التعلم المستمر والسعي لتطوير الذات من أهم العوامل التي تساعد الداعية على تجاوز الحدود الشخصية ورفع سقف القيادة. من خلال اكتساب معارف ومهارات جديدة، يستطيع الداعية مواكبة التغييرات ومعالجة التحديات بكفاءة أكبر.
ثانيا: اكتساب المعرفة الشرعية
ترجم الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-، باب الاغتباط في العلم والحكمة، وقال عمر- رضي الله عنه -: تفقهوا قبل أن تسودوا أو تسوَّدوا أي اكتسبوا الفهم والعلم قبل أن تتقلدوا المسؤوليات أو تُكلفوا بها، اطلبوا العلم قبل أن تصبحوا قادة؛ وذلك لأن القيادة قد تحول دون استمراركم في التعلم، من هنا، تبرز أهمية الوعي الواسع والتعلم المستمر في مسار العلم، وكما قيل الذي يقود ولا يتعلم، يكون مثل شجرة بلا جذور. هذه العوامل تساعد في تحفيز الإلهام للتأثير الإيجابي على الآخرين، وتمكن القائد من التعرف على التحديات واستغلال الفرص المتوفرة، كما أنها تشكل درعاً حامياً للداعية من الانحراف والخطأ، وتضمن ثباته على منهج الدعوة الصحيح لنفسه وللآخرين.
ثالثا: إتاحة فرص القيادة للدعوة
وذلك من خلال تشجيع الشباب على المشاركة في العمل الدعوي وإعطائهم فرصة لقيادة مشاريع دعوية في عصرنا الحاضر، يبرز دور الشباب بقوة في مختلف المجالات، ومن ضمنها مجال الدعوة والعمل الاجتماعي والثقافي، لا شك أن إشراك الشباب في هذا القطاع يعد خطوة حيوية لضمان استمرارية الأنشطة الدعوية وفعاليتها؛ مما يتطلب منا تبني استراتيجيات محددة تساعد في تحقيق هذا الهدف، ومنها: - الاعتراف بأهمية دور الشباب في تخطيط برامج الدعوة وتنفيذها، لضمان تلبية احتياجاتهم واهتماماتهم بما يجعل البرامج أكثر صدى وتأثيراً في نفوسهم؛ فيعزز لديهم شعوراً بالمسؤولية والانتماء، ويحفزهم على المشاركة الفعالة والمستمرة في تنفيذ هذه البرامج. - تقدير جهود الشباب وإنجازاتهم يعد ركناً أساسياً في هذا السياق، فمن خلال التعبير عن الشكر والامتنان لمساهماتهم، نوفر لهم بيئة داعمة تشجعهم على الاستمرار في العطاء والإبداع. - استخدام أساليب دعوية تتوافق مع اهتمامات الشباب وتوجهاتهم في هذا العصر الرقمي، وتأتي وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعالة في الوصول إلى الشباب وتفاعلهم، كما أن تنظيم الأنشطة والبطولات الرياضية يعد وسيلة محببة للشباب تجمع بين المتعة والفائدة. - يجب أن تكون الدعوة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحياة الشباب واهتماماتهم اليومية. - يتعين على الجهات الدعوية الاهتمام بتوعية الدعاة بأهمية القيادة، وذلك من خلال إطلاق برامج تدريبية مكثفة تستهدف بناء دعاة قادرين على التعامل مع التحديات الراهنة والمستقبلية.
تعزيز قانون السقف في العمل الدعوي
كما تتضمن الاستراتيجيات الدعوية جوانب أساسية لتعزيز قانون السقف في العمل الدعوي والتربوي ومنها: إقامة شراكات مع مؤسسات أخرى لتبادل الخبرات؛ مما يوسع نطاق الجمهور المستهدف ويعزز استدامة البرامج الدعوية وتأثيرها، كذلك تنظيم لقاءات مع خبراء وعلماء لنقل المعرفة التخصصية وتبادل الخبرات العملية والرؤى المستقبلية، وأيضا المشاركة في المؤتمرات والندوات الدعوية لتعزيز الدور التعليمي للمؤسسة وتوفير فرص للتواصل والحصول على أفكار جديدة، ثم الاطلاع على الدراسات والأبحاث الدعوية السابقة ودراسة حالة الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسلامي لتحقيق فهم أعمق للعمل الدعوي.
  • ختامًا: يُعدّ قانون السقف أداة قوية يمكن توظيفها بفعالية في الدعوة إلى الله، من خلال تنمية مهارات القيادة لدى الدعاة، وبناء فرق دعوية قوية، وإتاحة فرص القيادة للدعوة، وتأكيد أهمية القيادة في الدعوة، واستخدام قانون السقف لتحفيز الدعاة.


اعداد: منذر المشارقة








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.92 كيلو بايت... تم توفير 2.70 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]