أعمال يسيرة أجورها كبيرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859479 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393851 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215981 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2023, 10:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي أعمال يسيرة أجورها كبيرة

أعمال يسيرة أجورها كبيرة

رباه يا ذا الفضل والإحســـــان *** أنت الرحيم وغافـــر الـزلَّاتِ
فلك المحاسِنُ كلها بتمامهــــــا *** أنتَ الكريم ومُنزل الرحماتِ
أنت الحليم بمَنْ عصى وتجـرأ *** أرجوك ربِّي فامسح العثراتِ

أيها الأحِبَّة في الله، أعمال يسيرة، أجورُها كبيرة، تضاعف الحسنات، وتأخذ مِنَّا القليل من الأوقات هدية من رب العالمين، ورحمة من الرحمن الرحيم على الحسنة يعطيك عشرًا بل أكثر، وعلى السيئة تعطى سيئة؛ بل يعفو ويغفر

ففي هذا فليتنافس المتنافسون، وعلى هذا فليتسابق المتسابقون، قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الأنعام: 160].

لماذا كل هذا؟ لأن أعمار هذه الأمة بالنسبة للأمم السابقة قليلة، ومدة بقائهم في هذه الدنيا قصيرة، فحَثَّنا النبيُّ أنْ نُسارع ونُسابق ونتدارك، وهو الذي قال: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إلى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ»، فأعمار هذه الأمة وإن كانت قصيرة إلا أن الله يسَّر لها اكتساب الحسنات الكثيرة من غير مشقة ولا تعب ولا كلفة ولا نَصَب، ومن أجَلِّ هذه الأعمال: النية الصالحة.

النية عمل قلبي وتوفيق رباني، ومن روائع المقولات: (عبادات أهل الغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات)؛ عبادات أهل الغفلة عادات قد تصلي الصلوات وتسجد الكثير من السجدات ولكن بقلب غافل عن ربِّ الأرض والسموات.

يجري لسانك بالقرآن والذكر والدعوات؛ ولكنك غافل ولا تفقه شيئًا ممَّا تقول، فتعرض عملك للرد وعدم القبول؛ هنا تتحوَّل العبادة إلى عادة، وتكون أشبه بحركات الرياضة؛ قيام وركوع وسجود، انحناء ونزول وصعود، والقلب في كل وادٍ قد تاه، واللهُ لا يستجيب لقلبٍ غافلٍ لاهٍ، وعادات أهل اليقظة عبادات عاداتهم من عمل ودراسة وقضاء شهوة وأكلة وشربة واستراحة ونومة قد تتحوَّل إلى عبادة وطاعات وقُرْبة وحسنات؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ يُجامِع الرجل زوجته ويقضي شهوته»، فيلحقه أجر من ربِّه؛ لهذا الأمر الغريب تعجَّب الصحابة، ومن رسول الله كانت الإجابة، فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ، وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟
فعلَّمَهم الذي لا ينطق عن الهوى وأرشدهم إلى مكان وضع الشهوة، فينال بها الأجور، ويعفُّ نفسه عن الإثم والفجور، قالَ: «أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَها في حَرَامٍ أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَها في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ»، وكذلك الذي يخرج يسعى في كل الأعمال، ويكسب قوت أبويه أو زوجته والعيال، هذا قد نال الأجر ورِضا الله وهو بنيَّته هذه في سبيل الله.

مَرَّ شابٌّ قويٌّ على رسول الله، فقال الصحابة: لو كان هذا في سبيل الله، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها، فهو في سبيل الله».

فبالإخلاص والنية تُنال الأجور العلية.

ومن الأعمال اليسيرة التي تُنال بها الأجور الكبيرة حُسْن الخُلُق.

الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده وينعزل عن أهله وصحبه ومجتمعه، فلا بُدَّ من مخالطة، ولا بُدَّ من مؤاكلة ومشاربة ومجاورة، والناس في أخلاقهم على ضروب منحة وهبة قسمها علَّام الغيوب، فمنهم السهل ومنهم الشديد، ومنهم المسامح، ومنهم العنيد والسعيد، من هؤلاء من ارتقت أخلاقه وحسُنَت، والشقي من هؤلاء من ساءت أخلاقه وفسدَت.

من حسنت أخلاقه فقد اصطفاه الله ذو المِنَّة، وسهَّل له طريقًا إلى الجنة، سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: «تقوى الله وحُسْن الخُلُق».

صاحب الخُلُق الحسن أحبَّه الله واصطفاه، وقرَّبَه وأدْناه، قال صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ عبادِ الله إلى الله أحسنُهم خلقًا».

الأخلاق الحسنة تحتاج إلى مصابرة وصبر وكظم للغيظ رغم الضر ورغم القهر؛ لذلك ثقلت في الميزان، وأعلى شأنها فاطِرُ الأكوان؛ قال صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء في الميزان أثقل من حُسْن الخُلُق».

الأخلاق الحسنة حسن معاملة بصدق وإخلاص بلا مجاملة، فابذل الخير إلى الغير وإيَّاك والأذى، فهو سبيل إلى الهلاك وطريق للرَّدَى.

يا مَنْ تؤذي الضعفاء بلسانك وتتسلَّط عليهم بسوء أخلاقك، أبْشِر بانتقام الجبار، أبشر بأمراض وأسقام، كُفَّ عنَّا أذاك وإلى الله نشكوك، وأمسك علينا لسانك؛ فبسببه الناس قد هجروك.

والعجيب أن الذي يؤذيك قد يصلي معك في المسجد، قد يركع بجانبك ويسجد، قد يقف في الصَّفِّ بجانبك، قد يلصق قدمه بقدمك ومنكبه بمنكبك.

قد يصوم المناسبات، ويحرص على اغتنام الأجور والحسنات؛ لكن له مشكلة بسببها دخلت امرأة النار، ونالت غضب الجبَّار؛ امرأة كانت لها مشكلة في اللسان فآذت الأقرباء والجيران، فقد ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وذكروا ما شاء الله من عبادتها ولكنها تؤذي جيرانها، فقال: «هي في النار»، لماذا هي في النار؟

لأن الإذاية ظلم، والظلمُ ظلماتٌ وابتعادٌ وطَرْدٌ من رحمة ربِّ الأرض والسموات.
لا تظلِمَنَّ إذا ما كنتمقتــدرًا *** فالظُّلْم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عينك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعينُ الله لم تنمِ

ما الذي يمنع هذا الذي أنت له من المؤذين الظالمين أن يرد لك الصاع صاعين.

الذي يمنعه أنه يعاملك بحُسْن أخلاقه، وأنت تعامله بسوء أخلاقه، هذا الذي تظلمه وتؤذيه وتتسلَّط بلسانك عليه أليس له من يدافع عنه؟! أليس له من ينصره؟! بلى له الله، اسمع ماذا قال الله {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: 38]، اسمع ماذا قال المنتقم الجَبَّار «وعزتي وجلالي لأنصُرنَّك ولو بعد حين».
أيها المظلوم صَبْرًا
قد سئمت العيش قهرًا
لن يدوم الظلم دهرًا
لن تعيش المُرَّ عمرًا
إن بعد العُسْر يُسْرًا

اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق والنفاق وسيِّئ الأخلاق
اللهم إنا نعوذ بك من كل مَنْ ساءت أخلاقهم، اللهم باعِد بيننا وبينهم.
وفي ختام هذا الكلام نُعطِّر أسماعنا بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام..

إنَّ الصلاةَ على النبي تجارةٌ *** ‏فاظفر بها تنجو من الدركاتِ
‏صلِّ عليه بكل يوم واستـزد *** ‏حتى تفوز بمثلها عشــــرات
__________________________________________________ ___
الكاتب: رضا فرحاوي








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.92 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]