المثل الأعلى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849998 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386186 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2021, 04:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي المثل الأعلى

المثل الأعلى (1)















الشيخ طه محمد الساكت



قال لي صاحبي: الآن وقد عدت إلى الجهاد، فحدثني عن المثل الأعلى، فقلت: ذاك لله عز وجل، كان المشركون يقترفون الموبقات، ويئدون البنات؛ خشية الإملاق أو العار، وكانوا مع ذلك يزعمون أن الملائكة بنات الله؛ ولذلك أسكنهن سمواته، وأن البنين لهم، يدفعون العار، ويحمون الذمار، فقال الله سبحانه في توبيخهم والإنكار عليهم: ﴿ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [النحل: 60]، فيقول - جل ثناؤه -: لهؤلاء الكفرة الصفة السوءى؛ من النقص، والذلة، والحاجة، وله وحده الصفة العليا؛ من الغنى التام، والكمال المطلق، وهو وحده العزيز في ملكه، الحكيم في خلقه.





قال: فائدة عرضت، والحكمة ضالة المؤمن، ولكنها غير ما أريد؛ إنما الذي أريده أن تحدثني عن المثل الأعلى في علم الأخلاق والتربية؛ فأنا أرى أن له بالجهاد صلة أي صلة، بل الجهاد هو طريقه والوسيلة إليه، قلت: من عرف الوسيلة، أوشك أن يعرف الغاية، فما حاجتك إذًا إلى السؤال عما تعلم، قال: إن المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لن يشبع من خير حتى يكون منتهاه الجنة، وقد قال الله تعالى لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، قلت له: أرى أن هذا عنوان عريض يعني به علماء الأخلاق والتربية المقصد الأسمى والصورة الكاملة التي يطمح إليها المرء ويسعى لتحقيقها، ولقد كانت لهم مندوحة في عنوانات كثيرة تؤدي إلى المعنى الذي يريدونه، فكان جديرًا بهم ألا يطلقوا هذا العنوان المقدس على الصفة التي يتمثلها الإنسان الكامل ثم يجدّ في طريق الوصول إليها، وإن كانت نسبة الكمال الإنساني إلى الكمال الرباني كنسبة القدرة الحادثة إلى القدرة القديمة، إن صح أن تعقد بينهما نسبة، على أني لا أريد أن أخرج بك عن موضوع الحديث.





إن المقصد الأسمى أو الصفة العليا أو المثل الأعلى كما تسميه، اسم في حقيقة الأمر على غير مسمى، كما يدل على ذلك كلام المربين أنفسهم، قال: لا سبيل إلى تحقيق المثل الأعلى على وجهه الأكمل، وأقصى ما يمكن هو السعي له والدنو منه على حسب ما يهيأ للمرء من بيئة وتربية، وما يزدريه من ميول وعواطف ومؤثرات طيبة.





قالوا: وتختلف المثل العليا عند الناس اختلافًا كثيرًا، يكاد يضارع عدد رؤوسهم، بل الإنسان الواحد يختلف مثله من حين إلى حين، وسبحان من بيده قلوب عباده يقلبها كيف شاء! ومن أجل ذلك لم يكن في وسع أخلاقي ولا فيلسوف أن يرسم مثلاً أعلى يلائم الناس جميعًا، وكل ما يمكن هو أن يرسم المرء لنفسه صورة كاملة، تمثل خير إنسان يستطيع أن يكونه في شأن من شؤونه، حتى إذا ساواه أو كاد، فقد تربع على كرسي السعادة، واستوى على مقعد الكرامة والفضل.





ثم ما لك يا أخي تذهب إلى علم التربية والأخلاق، وفي السيرة النبوية والشريعة المحمدية، ورجالات الإسلام وحياتهم، صورٌ كاملة في الفضل والنبل، والعلم والعمل؟ إننا أهملنا تراثنا، وغفلنا عن منهاجنا؛ حتى غشي علينا، ثم نظرنا إلى هذه العلوم الحديثة البراقة ففُتنَّا بها، على أن ما فيها من خير وجمال، فقد سبق الإسلام به، وأفاضت شريعتنا الغراء فيه... قال: إن الحديث ممتع، وأرجو - وقد علمتني القصد في القول - أن يكون لي عود إليه.






مجلة الإسلام - العدد 15 - التاريخ: 14 ربيع الثاني سنة 1363هـ، الموافق 7 أبريل سنة 1944م










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-01-2021, 04:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المثل الأعلى

المثل الأعلى (2)


الشيخ طه محمد الساكت


قال لي صاحبي: قد حدثتَني عن المُثُل العليا، وكثرة اختلافها، وعزة تحقيقها على وجهها، فهل لك أن تحدثني عن مثالك الذي رسمته لنفسك ورضيته لها، ثم أخذت تحملها عليه؟ قلت له: ألم يأن لك أن تعفيني من هذه المسائل المحرجة؟ أوَلم تعلم أن هذا سر بين العبد وربه، لا يجمل منه أن يذيع به؟ أوَلم أقل لك: أن المثل تغير من حين إلى حين، وأن القلوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء))؟ قال: إن لم تفعل فسوف أتخذك مثالي الذي أحتذي، وقدوتي التي أتبع، قلت: ويحك! أفتَّان أنت؟ من أنا حتى تتخذني أسوة لك؟! والله إني لفي صراع بيني وبين نفسي، ولما أفرغ من حسابها، وما أظنها إلا غالبتي إلا أن يمدني الله بعون منه، فكيف تتخذ قدوتك مَن ضعُف أمام نفسه ولم يكبح جماحها بعد؟ ألم تتل نبأ الأب الذي قال لابنه: من تحب يا بني أن يكون قدوتك؟ فأجاب من فوره: أنت يا أبت؟ قال: يا بني إني ما بلغت هذه المكانة التي تزعم، إلا بعد أن اتخذت قدوتي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وبيني وبين علي من الفضل ما ترى، فكيف بك إذا اتخذتني قدوتك؟ قال: إنك أخي في الله، ولأخوتي حق عليك... قلت: نعم، ولكن لكل شيء حد... ولئن أبيت إلا مثالاً يحتذى، إني محدثك حديثًا ما حدثته أحدًا من قبل، لعل فيه إشارة إلى ما سألت، ثم لعل في نشره خيرًا لي ولك، فألق إليَّ السمع.

لبثت مذ عقلت عمرًا أتردد في منهاج أسير عليه، وفي قدوة أهتدي به، وكنت مولعًا - ولا أزال - بتاريخ عظماء الرجال؛ لعلّي أجد فيهم قدوة لي.

ولا تنس أن يكون مثالك الذي تبتغي متفقًا وتربيتَك وبيئتك وميولك، وداخلاً في دائرة الإمكان، وإلا كنت سابحًا في بحار من الخيالات والأوهام.

ويؤسفني أن أقول لك: إن في عظماء التاريخ من بعد السلف الصالح رضي الله عنهم نقصًا كبيرًا؛ فهذا عالم جليل إلا أن فيه خوارًا وضعفًا، وهذا مصلح كبير إلا أن فيه طيشًا وسخفًا، وذاك زعيم أي زعيم، غير أنه يُؤثِر هواه ودنياه، ويخشى الناس ولا يخشى الله، وذلك تقي كريم، غير أنه قريب النظرة، محدود الفكرة، لا يعرف زمانه، ولا يصلح للزعامة، وذلك شجاع همام، قائد مقدام، إن كتب فهو أمير البيان، وإن خطب فهو قس وسحبان، وإن جال أو صال فهو فارس الميدان، بَيْدَ أن الغرور أطغاه، والعُجب أهلكه وأرداه.


وإن كان يؤلمك أن ترى هذه الصورة الناقصة من بعد السلف، فإنه يسرك وينعشك أن ترى في القرون الأولى خيرًا كثيرًا، وفضلاً عظيمًا، فيمِّم وجهك شطر الصحابة والتابعين، وإن شئت فاقتد بخاتم النبيين وإمام المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين؛ فإنك إن فعلت فقد وجدت الكمال الإنساني كله متمثلاً، والفضائل العليا كلها كاملة، وهنالك تعثر على نشوتك، وتظفر بطَلِبتك، وعند هذه الغاية تبتدئ كمالك، وتحقق مثالك.

والله يعينك ويتولى هداك.

مجلة الإسلام العدد 25 بتاريخ 25 جمادى الثانية سنة 1363هـ، الموافق 16 يونيه سنة 1944م.


[1] تتمة ما نشر في الجزء الخامس عشر من "مجلة الإسلام"، وأصل المثال والمماثلة: المشابهة، ثم استعمل كما في المصباح بمعنى الوصف والصورة، وهو الذي نستسيغه ونفضله في مثل هذا المقام.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.47 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]