|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الخوف من العمل
الخوف من العمل الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ لا يُحبُّ العمل، وإذا فكَّر فيه يَخاف كثيرًا، حاوَل أن يتقدَّم لبعض الأعمال، لكنه يشعُر بالضيق والخوف والملَل الشديد. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 21 عامًا، لا أحبُّ العمل، وإذا فكَّرتُ فيه أخاف كثيرًا ولا أستطيع، مع أني جرَّبتُ العمل وأنا صغير لكني فشلتُ. حاولتُ أن أتقدَّم لبعض الأعمال، لكني بعدما تسلَّمتُها شعرتُ بالضيق والخوف والملَل الشديد، وأريد الخُروج منه. أرجو منكم بعض النصائح التي تُفيدني في تحسين أُموري وجزاكم الله خيرًا الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فما تشعُر به أيها الابنُ الكريم مِن كراهيةٍ للعمل سببُه عدمُ تصوُّرك لقيمة العمل وأهميته، ومِن ثَم فأنتَ بحاجةٍ إلى تَعديل فكرك المعرفي لتدركَ قيمة العمل للرجل، وكيف أنه يُطوِّر مهاراته، ويحسِّن مِن تواصُله مع المجتمع، ويفتح له أبواب الرزق؛ ليُنفق على نفسه ثم أسرته في المستقبل القريب، وهذا لا يحتاج منك إلا إلى جلسة تأمُّل في المجتمع المحيط بك، ثم تجعل هذا منهجك في جميع الأمور. اجعل العملَ على رأس أولوياتك وتفكيرك في الحياة، واحذرْ أن تجعلَه في آخر اهتماماتك، فكم مِن إنسان توانَى وكسل ففاتَه خيرٌ كثير! تذكَّرْ أنك شابٌّ وفي مُقتبل الحياة وتتمتَّع بالطاقة النفسية والجسدية التي تَضمن لك النجاح في العمل بإذن الله، ومِن خلال هذا التفكير الإيجابي ستَقتنع بأهميةِ العمل وتُحبه. ضعْ أمامَك دائمًا قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله مِن المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرصْ على ما يَنفعك، واستَعِنْ بالله ولا تعجزْ، وإن أصابَك شيء فلا تقلْ: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّرَ الله وما شاء فَعَلَ، فإن (لو) تَفتح عمل الشيطان))؛ رواه مسلم. وهذا حديثٌ عظيمٌ يجب أن يكونَ نِبراسًا لك في الانطلاق للعمل، وتأمَّل كيف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((احرص على ما ينفعك))، وهي كلمةٌ جامعة عامة تعني: الاجتهادَ في تحصيل المنافع، ومنها العملُ الدنيوي، والعاقلُ الحازمُ هو مَن يَقبل وصيةَ النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص على ما يَنفعه، فلا يضيع وقته في غير فائدةٍ، مع طلب الإعانة مِن الله تعالى على فِعل أي عمل، ولا تعجز أو تكسلْ عن طلَبِ الإعانة مِن الله القويِّ المتين. ولا يَخفى عليك أيها الابنُ الكريمُ أن العاقلَ الذكيَّ مَن يَتتبَّع المنافعَ ويأخُذ بالأنفع ويجتهد، ولا ينسى الاستعانة بالله ولو على الشيء اليسير، فلولا عونُ الله ما حصَل شيءٌ، فتَضَرَّعْ إليه، واستكنْ له، فاللهُ عزَّ وجلَّ يُحب أن يَسأله العبادُ في جميع مصالح دينهم ودنياهم، كما يسألونه الهداية والمغفرة، وقد رُوِيَ عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع))، وكان بعضُ السلَف يسأل الله في صلاته كل حوائجه حتى مِلح عجينه وعلَف شاته، فأكْثِرْ مِن ذِكْر لا حول ولا قوة إلا بالله، فبها تكابَد الأهوال. وأسأل الله تعالى أن ييسرَ لك أمرك، ويُحبب إليك الإقدام على العمل الذي هو أحد أهم الأمور في حياتك الدنيا، فهو وسيلةٌ للكَسْب والمساهَمة في عمارة هذه الأرض ونفع نفسك والمحيطين بك. وفي الختام أنصحك بالإقبال على الطاعات، مع حُسن الظن بالله أن يستجبَ دعاءك، وتتحسَّن حالتك، فإن شعرتَ أنك محتاج لمراجَعة طبيب نفسي فلا تتردَّد؛ لأن بعض تلك الحالات تستجيب جيدًا للأدوية. وفَّقك الله لكلِّ خيرٍ، وألهمك رُشدك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |