المسلمون الغربيون من مجالات التأثر والتأثير بين الثقافات المثاقفة بين شرقٍ وغربٍ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 322 - عددالزوار : 62193 )           »          وصايا للزوجة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 292 )           »          ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 438 )           »          إمكانات اللغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          غزوة مؤتة أمل جديد وروح فتيَّة قادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          ضَعْفُ الْمُقْرِئِين فِي الْإِقْرَاء: أَسْبَابُهُ وَعِلَاجُهُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »          شرح (ما يقول الصائم إذا سابه أحد ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          شرح دعاء الصائم إذا حضر الطعام ولـم يفطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          التحذير من إفشاء الأسرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2024, 12:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 143,249
الدولة : Egypt
افتراضي المسلمون الغربيون من مجالات التأثر والتأثير بين الثقافات المثاقفة بين شرقٍ وغربٍ

المسلمون الغربيون

من مجالات التأثر والتأثير بين الثقافات المثاقفة بين شرقٍ وغربٍ


أ. د. علي بن إبراهيم النملة
من العوامل الفاعلة في مجالات التأثُّر والتأثير بين الثقافتين الإسلامية والغربية وجود مسلمين غربيين لهم أثرهم في القيام بدور الوسيط بين الدول الغربية والرأي العام الغربي من ناحية وبين المسلمين من ناحية أخرى،ويتم ذلك من خلال تنظيم يقترحه المستشرق الألماني الراحل فريتس شتيبات (1923 - 2006م) يقيمه المسلمون الغربيون[1]، بحيث يفضي إلى اعتراف الدول الغربية بهم اعترافًا كاملًا[2]،يذكر يورغن نيلسن في: المسلمون في أوروبا أنه كان للمسلمين الألمان "دور بارز في إرساء الإسلام، تجاوز من بعيد الأدوار المماثلة التي اضطلع بها المسلمون في أي دولة أوروبية أخرى"[3].
ويكاد من يؤرخون للوجود الإسلامي في أوروبا يجمعون على مسألة ضرورة التنظيم القانوني لوجود المسلمين؛ من خلال الجمعيات والاتحادات وآليات التنسيق النظامية القانونية بين المسلمين، كالمجالس التي تنصهر بها الفروقات اللغوية والقومية والتقاليد المحلية للمسلمين، في سبيل الاعتراف بهم من قِبل الدول الغربية، ومن ثم تفهُّم الإسلام المعاصر ومشكلاته.

على أن عالمية الإسلام تجعل تحقيق هذه التنظيمات ليس مستحيلًا، كما يذكر المستشرق الألماني فريتز شتيبات الذي لا يرى أن في هذه الدعوة تدخلًا في شؤون المسلمين، أو دعوة لأَلْمَنة أو أَوْرَبة أو غَرْبَنة التنظيمات الإسلامية المنشودة، بل إنها اقتراحات تأتي من "صديق غير مسلم"[4]،مع ما يعتري إنشاء تلك التنظيمات من هواجس الخوف من الإسلام، أو رُهاب الإسلام الإسلاموفوبيا"، التي زادت حدتها في الآونة الأخيرة، بعد أحداث يوم الثلاثاء 22/ 6/ 1422هـ، الموافق 11/ 9/ 2001م[5]، تلك الموجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية جهة، وإلى الغرب عمومًا فكرًا[6].
لا عبرة لما تظهر به بعض الصحف الغربية المحلية من إطلاق عبارات استفزازية من بعض الشخصيات السياسية المحلية، في الحملات الانتخابية أو نحوها، في بعض الولايات الداخلية للدول الغربية تنضح بالعنصرية والعرقية، فهذه لازمة يصعب التخلص منها بسهولة،العبرة بالقوانين التي تحفظ لهذه الجماعات حقها في العيش الهانئ، ويحتكم لها عند نشوء أي سلوك غير حضاري من بعض المتطرفين، دون الخروج في الوقت نفسه على القوانين المرعيَّة في الدول الغربية وضرورة احترامها والتماشي معها[7].
ويقدم صلاح عبدالرزاق جملة من الرؤى حول تأثير المفكرين الغربيين المسلمين، تسهم هذه الرؤى في تحسين الوجود الإسلامي في الغرب، وتشارك في إيجاد مجتمع إنساني متجانس تجانسًا واقعيًّا ومتلائمًا تلاؤمًا بعيدًا عن المثاليات الطرقية، بحيث لا يقتصر تأثير هذه الفئة على المجتمع المسلم، بل إنهم مطالبون بتقديم ما لديهم من حلول لمواقف آنية سياسية واجتماعية واقتصادية وتربوية وصحية هي بحاجة إلى الحلول الإسلامية، دون النزوع إلى جَلْد المجتمع الغربي ووصفه بما يصرف عن إمكانية التأثير فيه، ودون اتخاذ مواقف سلبية من ظاهرات غربية تحتاج إلى الإسهام الإيجابي في التصدي لها من حكماء الأمة الغربية وعلمائها، المسلمين منهم وغير المسلمين[8].
لا ينتظر من هذا التأثير أن يقتصر على البعد السياسي والاقتصادي، ولكنه تأثير ذو شمولية، حتى دخل في سلوكيات شخصية واجتماعية مثل النظافة واستخدام الماء بتطهير الأبدان من النجاسات من خلال الوضوء والاغتسال، والحمية أو الأنماط الغذائية، كما دخل في الفن والأدب والسلوك العام[9].
يتأتى ذلك التأثير بعدة عوامل، تدخل في المفهوم الإسلامي من قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]،يأتي هذا التعاون بين المسلمين في الشرق والغرب من منطلق التكامل، وليس من مفهوم بسط الوصاية من قِبَل مسلمي الشرق على المسلمين في الغرب، فليسوا بحاجة إلى مثل هذه الوصاية.

هكذا يفهم بعض المسلمين في أوروبا أن المسلمين في الشرق يرون أنهم هم أهل الإسلام، وبالتالي يقصر فهم الدين عليهم، بما في ذلك الخلط بين أحكام الإسلام والعادات والتقاليد والثقافات المحلية في بعض المجتمعات المسلمة، والخلط كذلك بين ما هو جوهري من الثوابت في الدين وما هو ليس كذلك من الفروع، مما يقتضي التمييز الدقيق بين هذه وتلك وانتفاء الخلط بينهما، مما يؤثر في بيان الحقيقة وفهم الأحكام والتفاسير وآراء العلماء الأقدمين في جوهر الدين وأصوله[10].

يؤكد هذا المنحى محمد هوبهوم المسلم الألماني الذي اعتنق الإسلام سنة 1358هـ/ 1939م وعمره ثلاثة عشر عامًا من أن الغرب ليس بحاجة ملحة إلى الدعاة من الخارج، ولا إلى التدخل في مفهوم فقه الأقليات أو الجاليات[11] أكثر من الحاجة إلى إقناع صنَّاع القرار في الغرب إلى عدم الوقوف في تنمية المجتمع المسلم في الغرب، وعدم الحيلولة دونه وإقامة شعائره الإسلامية التي لا تتعارض مع النظام العام للدول ودساتيرها،ولا ينفي هذا المنحى حاجة المسلمين في الغرب إلى دعم إخوانهم في العالم الإسلامي[12].

الحق أنه يكثر العلماء المسلمون في الشرق، ولكن هذا لا يُلغي وجود علماء مسلمين في الغرب كذلك يركزون على فقه الجاليات في جانبي العبادات والمعاملات التي هم بها أدرى،هذا الوضع يحتِّم شكلًا من التواصل بعيدًا عن الحساسيات التي لا ترى ضرورة هذا التواصل بين المسلمين في الشرق والغرب؛ إذ إن انتفاء التواصل يترك المسلمين في الغرب نهبًا للأفكار التي تريد أن يكون هناك تصادم وانفصام بين المسلم ومجتمعه الغربي من جانب وبين المسلمين في الشرق والمسلمين في الغرب من جانب آخر،وقد عالج جفري لانج شيئًا من هذا الهاجس في كتابه الأخير: ضياع دِيني: صرخة المسلمين في الغرب[13].

يأتي من هذه العوامل الإنتاج العلمي في مجال الإسلاميات أو العلوم الإسلامية علمًا وفكرًا، مما يقتضي التزيد من العلم بالإسلام وعلومه، والعودة إلى المصادر الإسلامية الأولية للتشريع والعلم والفقه، وفي قمتها القرآن الكريم وسنة المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وكتب الأمَّهات في العقيدة والتشريع، والعودة في ذلك مع ذلك إلى العلماء العارفين بتفصيلات هذا الدين القائم على العلم، القادرين على الجمع بين النصوص الشرعية التي قد يتوهم بعض المتعجلين أنها تتناقض أو تتضارب في مدلولاتها، على اعتبار أن هؤلاء العلماء هم ورثة الأنبياء، وعدم الاكتفاء بالفهم الذاتي للمصادر الأولية للإسلام، والابتعاد ما أمكن عن الاجتهادات والتنظيرات الشخصية التي قد لا تقوم على قاعدة علمية صُلبة[14]، والعمل على مأسسة الحراك الإسلامي في الغرب عمومًا، واستخدام الإمكانات التقنية المتاحة، ونقل العلوم الإسلامية وترجمتها من اللغة العربية إلى اللغات الغربية الأخرى، والترجمة من اللغات الغربية إلى اللغة العربية[15]، ودخول هؤلاء العلماء في حوارات ومناظرات علمية موضوعية هادئة مع أترابهم علماء الكهنوت ومقارنة الأديان وعلماء الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء السياسة الغربيين والاستشراق[16].

يقتضي هذا الإجراء الحيوي وجود تنظيمات للاتصال المستمر بين الأطراف المعنية بالتنظيم، وذلك من خلال الجمعيات والاتحادات والاتفاقيات الثنائية والجماعية بين دول الشرق، الدول الإسلامية ومنظماتها، ودول الغرب واتحاداتها ومؤسساتها المعنية، على غرار ما هو متبعٌ في لجان الصداقة الأوروبية العربية التي قد يغلِب عليها البُعد الاقتصادي فقط.

يكفُلُ هذا التنظيم الانسيابية العلمية والفكرية بين الطرفين على أساس من الرغبة في التركيز على وجوه الاتفاق والتحالف والتعاون والتعارف والتفاهم بين الثقافات، وهي كثيرة[17].

[1] للمزيد من التفصيلات حول رؤى المستشرق فريتز شتيبات "ذي الشخصية الودودة والأبحاث الموضوعية" حول الإسلام والمسلمين انظر: عبدالرؤوف سنو. الألمان والإسلام في القرنين التاسع عشر والعشرين - بيروت: دار الفرات، 2007م - ص 493 - 528.
[2] انظر: نحو تنظيم موحد للمسلمين في ألمانيا - ص 115 - 117 - في: فريتس شتيبات. الإسلام شريكًا: دراسات عن الإسلام والمسلمين - مرجع سابق - 206 ص.
[3] انظر: يورغن نيلسن. المسلمون في أوروبا - مرجع سابق - ص 53 - 76.
[4] انظر: عبدالرؤوف سنو. الألمان والإسلام في القرنين التاسع عشر والعشرين - مرجع سابق - ص 502.
[5] يظل في النفس شيء حول مَن وقف وراء أحداث 11/ 9/ 2001م رغم التوكيدات المتتالية على قبول الرواية الرسمية لهذه الأحداث. انظر: زبير سلطان قدوري. الإسلام وأحداث الحادي عشر من أيلول 2001 - دمشق: اتحاد الكتاب العرب، 2003م - 223 ص.
[6] انظر: ستيفان لاثيون. الإسلام والمسلمون في أوروبا المعاصرة. 2005م. (بالفرنسية) - نقلًا عن: رضوان السيد. أوروبا المعاصرة والإسلام - التسامح - ع 13 (شتاء 1427هـ/ 2006م) - ص 315 - 326.
[7] انظر: مراد هوفمان. الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود - مرجع سابق - ص 252 - 258.
[8] انظر: صلاح عبدالرزاق. المفكرون الغربيون المسلمون: دوافع اعتناقهم الإسلام - 2ج - بيروت: دار الهادي، 1426هـ/ 2005م - 2: 283 - 406.
[9] انظر: روافد التفكير الثقافي الثلاثة - ص 82 - 119 - في: جاك غودي. أوروبا والإسلام - مرجع سابق - 323 ص.
[10] انظر: جفري لانج. ضياع ديني: صرخة المسلمين في الغرب/ ترجمة يحيى إبراهيم الشهابي - دمشق: دار الفكر، 2007م - 408 ص.
[11] مصطلح الجاليات الإسلامية غير دقيق؛ إذ إن المسلمين في الغرب لا يمثلون ظاهرة عابرة، وهم يُعَدون بالملايين، وهم في تزايد، وهناك من يتحفظ على نعت الوجود الإسلامي في الغرب وفي غيره بالأقليات. انظر: مسعود الخوند. الأقليات المسلمة في العالم: انتشار المسلمين في البلدان غير العربية وغير الإسلامية - مرجع سابق - ص 161.
[12] انظر: محمد هوبهوم. المسلمون في ألمانيا "أيتام"... لكن الإبراهيمية ستنتصر/ مقابلة أجراها أسامة أمين - صحيفة الحياة - ع 16387 (8/ 2/ 1429هـ - 15/ 2/ 2008م) - ص 7.
[13] انظر: توضيحات للصراع - ص 289 - 404 - في: جفري لانج. ضياع ديني: صرخة المسلمين في الغرب - مرجع سابق - 408 ص.
[14] يعمِد بعض الذين يعتنقون الإسلام إلى الاستعجال في فهم الإسلام فهمًا شموليًّا بما في ذلك تفاصيل الفقه في العبادات والمعاملات والعقيدة، وبالتالي تراهم يتعجلون في إطلاق أحكام على الإسلام يسيِّرها الحماس والإخلاص، لكنها لا تقوم على قاعدة علمية راسخة، وقد تأخذ منحى تشدديًّا، أو عكس ذلك.
[15] انظر: مصطفى ماهر. الترجمة من الألمانية إلى العربية - ص 592 - 623 - في: ألمانيا والعالم العربي: دراسات تتناول الصلات الثقافية والعلمية والفنية بين الألمان والعرب منذ أقدم العصور إلى أيامنا هذه - مرجع سابق - 646 ص.

[16] انظر: صلاح عبدالرزاق. المفكرون الغربيون المسلمون: دوافع اعتناقهم الإسلام - مرجع سابق - 2: 283 - 406.
[17] انظر: الفكر والإيمان - ص 221 - 224 - في: علي بن إبراهيم النملة. الفكر بين العلم والسلطة: من التصادم إلى التعايش - ط 2 - الرياض: مكتبة العبيكان، 1428هـ/ 2007م - 290 ص.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.49 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]