تحقيق الإيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الأم للإمام الشافعي - الفقه الكامل ---متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 322 - عددالزوار : 116063 )           »          قصص من التاريخ الإسلامي للأطفال كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التحذير من فتنة المال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »          زاد الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 631 )           »          كن مفتاح خير مغلاق شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 103 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 10848 )           »          عقيدة الرافضة في الأئمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 116 )           »          هل الأمر بالأمر بالشيء أمر بالشيء) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 167 )           »          فجاءتْ كسِنِّ الظَّبْيِ، لم أَرَ مِثْلَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 179 )           »          كتاب “الإسلام والإعاقة: نظرات في العقيدة والفقه” (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 191 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-10-2024, 05:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 143,350
الدولة : Egypt
افتراضي تحقيق الإيمان

تحقيق الإيمان

قال تَعَالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].

وَعنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّ جِبريلَ عليه السلام سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عنِ الإيمانِ، فَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّه» ِ»[1].

ذكر ربنا عز وجل، ونبينا صلى الله عليه وسلم في هذين النصين أصول الإيمان الستة التي يجب الإيمان والتصديق بها، فلا إيمان إلا لمن أقر بها كلها إقرارًا جازمًا.

ومن جَحدَ، أو أنكرَ شيئًا من هذه الأصول، أو آمن به على غير الوجه الصحيح فقد كفر.

ومن الأدلة على ذلك:
قال تَعَالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 136].


وقال تَعَالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 150، 151].


لذلك كان لزامًا علينا تحقيق الإيمان بأصوله الستة، كيف ذلك؟
أما الإيمان بالله فتحقيقه يكون بالتصديق والإقرار الجازم الذي لا شك فيه بأن الله عز وجل هو الرب المتفرد بالربوبية، والخلق والتدبير، والسيادة والملك والرزق وسائر أفعاله، والمستحق للأُلوهية والعبادة دون غيره، وبيدهتدبير كل شيء، وأن له أسماء وصفات، وأسماؤه وصفاته وذاته لا تشبه أسماء المخلوقين وصفاتهم وذواتهم.

والربوبية مقتضاها الاعتقاد بأن الله وحده هو الخالق المدبر السيد المالك النافع الضار المحيي المميت، المنفرد بأفعاله كافة، ولا يُعتقد ذلك في غير الله تعالى.

ومن حقق الربوبية حصل الرضا بما رزقَه اللهُ به، والسعادة بما أعطاهُ اللهُ في الدنيا، وبما ادُّخِر له ليومِ القيامةِ؛ فالإيمانُ بتوحيدِ الربوبيةِ يربِّي في المسلمِ طُمأنينةَ القلبِ، وأُنْسَ الخاطرِ، والأمنَ والاهتداءَ في الدنيا والآخرةِ.

ومن حقق الأُلوهية لم يقصد بعبادته سوى مرضاة ربه سبحانه.

ومن حقق الإيمان بأسماء الله وصفاته راقب ربَّه سبحانه في تصرُّفاته وأفعاله كافة، فلا يسمع ولا يلفظ إلا ما يرضي ربَّه السميع، ولا يفعل إلا ما يرضي ربَّه البصير العليم الخبير.

أما الإيمان بالملائكةفتحقيقه يكون بالتصديق والإقرار الجازم الذي لا شك فيه بأن الملائكة خلق من خلق الله عز وجل خلقهم من نور؛ كما قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خُلِقَتِ المَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ»[2]، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؛ كما قال تعالى: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، ولا يستكبرون عن عبادته؛ كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَه ُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [الأعراف: 206]،وأن أصل مقامهم في السماء، وقد ينزل بعضهم إلى الأرض؛ لتأدية مهامهم؛ كما قال تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64]، وقال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر: 4].


ومتى أيقن الإنسان بوجود الملائكة وأن منهم كَتَبة يكتبون أعمال العباد تفكَّر في أقواله وأفعاله قبل صدورها عنه، فإن كانت ستسعده يوم القيامة عملها وإلا فلا.

أما الإيمان بالكتبفتحقيقه يكون بالتصديق والإقرار الجازم الذي لا شك فيه بأن الله أنزل كتبًا على رسله عليهم السلام؛ كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25].


وأنها من كلام الله عز وجل، وأنها جاءت كلها بعقيدة واحدة؛ وهي عقيدة التوحيد، وأنها مصدِّقة لبعضها البعض، وأن الله جعل فيها الهدى والنور والبينات، وما به صلاح العباد، وأن منها القرآن العظيم.

ومتى أيقن الإنسان بالكتب وأنها من عند الله انقاد للعمل بما فيها امتثالًا للأوامر واجتنابًا للنواهي.

أما الإيمان بالرسل فتحقيقه يكون بالتصديق والإقرار الجازم الذي لا شك فيه بأن الله أرسل رسلًا إلى أقوامهم، يدعونهم إلى التوحيد، وأنهم بلغوا ما أُمروا بتبليغه، وأن الله أيَّدهم بالمعجزات التي دلَّت على صدقهم، وأنهم كانوا أتقياء بررة، ومن كفر بواحد منهم كفر بهم جميعًا، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم، وأن الله بعثه بالحنيفية السمحة.

أما الإيمان باليوم الآخر فتحقيقه يكون بالتصديق والإقرار الجازم الذي لا شك فيه بأن الله باعثٌ الناس يوم القيامة للحساب والجزاء على ما عملوا، وأن الإنسان مُجازى على أعماله صغيرها وكبيرها.

ومتى أيقن الإنسان أنه سيبعث للحساب والجزاء استعدَّ لذلك بالتوبة الصادقة النصوح والمسارعة إلى طاعة مولاه امتثالًا لأوامره واجتنابًا لمعاصيه.

أما الإيمان بالقدر فتحقيقه يكون بالتصديق والإقرار الجازم الذي لا شك فيه بأن كل شيء يحدث في هذا الملكوت قد سبق به قَدَرُ الله، وأن الله عالم بكل شيء، وقد كتب ما يحدث في اللوح المحفوظ قبل خلق الخلق بخمسين ألف سنة.

ومتى أيقن الإنسان بالقدر اطمئن قلبه، فلا يخاف غير الله، ولا يرجو سواه، ولا يتوكَّل على غيره، ولا يتسخَّط على قدرٍ؛ لأن كل شيء بقدر الله وحده.

[1] صحيح: رواه مسلم (8).
[2] صحيح: رواه مسلم (2996)، من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها.
[3] انظر: إحياء علوم الدين (4/420).
______________________________ ____________________ _
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-10-2024 الساعة 11:12 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.30 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]