مفهوم البدعة في ضوء الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 1175 )           »          مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السئ على الأمة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 6834 )           »          مقصد الاجْتِمَاعِ وَمَكَانَتُهُ عند شيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          «سنة أولى التزام» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          تربية الآباء قبل تربية الأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          إشكالية تربية الأولاد وأزمة الجيل الناشئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          البحث عن حياء..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »          موقف خلفاء المسلمين من اليهود والنصارى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          مشكلات في طريق الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 202 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-09-2020, 03:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,919
الدولة : Egypt
افتراضي مفهوم البدعة في ضوء الإسلام

مفهوم البدعة في ضوء الإسلام
عبدالإله جاورا أبو الخير




المقدمة
الحمد لله الذي علَّم الإنسان البيان، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:
فقد طلب مني بعضُ الخلان من الإخوان الأجلاء أن أضع لهم نبذة قصيرة حول مفهوم البدعة في ضوء الإسلام أثناء شرحي كتاب (الدليل المقنع في ردع البدع والخرافات) أو (نزهة الناظر والمستمِع، في رياض قرَّة عين المتَّبِع) للشيخ عمر بن محمد دكوري المرجي رحمه الله، فلبَّيتُ دعوتهم؛ استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((بلِّغوا عني ولو آية))؛ كي ينتفع به الطلبة والمولع بالسنة، وأرجو من الله أن يجزينا خير الجزاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تعريف البدعة:
البدعة في اللغة من أبدع؛ أي: أحدث، يُقال: المبدع؛ أي: المحدِث أو المخترع.
أما كلمة البدعة، فقد وردت في القرآن الكريم:
قال تعالى: ﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الأحقاف: 9].

وجاء في الحديث النبوي لفظ أحدث:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ))؛ أخرجه البخاري ومسلم.
ويُقصد بكلمتي المُحدَث أو المبدع في الدين إدخالُ شيء في الدين يخالف أصولَ الشريعة.

والبدعة في الاصطلاح: "هي كل قول أو فعل خالف القرآن الكريم أو السنة الصحيحة، أو قياسًا صحيحًا، أو عمل الصحابة أو الإجماع".
وقد نظمه الشيخ العلامة محمد بن عمر دكوري رحمه الله في نظمه (قرَّة عين المتبع):
البِدَعُ الشَّيءُ الَّذي ما استَنَدَا
إلى كتابٍ أوْ حديثٍ أسنِدا

ولا قياسٍ لا ولا لعملِ
مِنَ الصحابةِ ولا مَن قد ولي

حكم البدعة: حرام.

الدليل في السنة:
عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في خطبته يحمد الله ويُثني عليه بما هو أهلُه، ثم يقول: ((مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلله فلا هاديَ له، إن أصدق الحديث كتابُ الله، وأحسن الهَدْي هَدْي محمدٍ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار))، ثم يقول: ((بُعِثتُ أنا والساعة كهاتينِ))، وكان إذا ذكَر الساعةَ احمرَّت وَجْنتاه وعلا صوتُه واشتدَّ غضبه؛ كأنه نذيرُ جيشٍ يقول: صبَّحكم مسَّاكم، ثم قال: ((مَن ترك مالًا فلأهله، ومَن ترك دَينًا أو ضياعًا فإليَّ - أو عليَّ - وأنا أَوْلى بالمؤمنين))؛ مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي.

أقسام البدعة:
البدعة تنقسم إلى قسمين: القديمة والحديثة:
1- البدعة القديمة: هي إحداث أفعال أو أقوال في الدين كانت محرَّمة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كالسجود لغير الله، أو الحلف بغير الله.
2- البدعة الحديثة: هي أفعال أو أقوال مُحدثة في الدين لم تكن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كاتِّخاذ يوم عاشوراء يومَ حزنٍ.

أنواع البدعة: نوعان:
1- البدعة القولية: هي إحداث قول في الدين؛ كالحلف بالأرحام.
2- البدعة الفعلية: هي إحداث فعل في الدِّين؛ كالذبح للأشجار أو القبور.
أصناف البدعة: صنفان:
1-البدعة الفردية: هي أن يُحدث شخص فعلًا أو قولًا في الدين دون أن يشاركه أحد.
2-البدعة الجماعية: هي أن يُحدث جماعة قولًا أو فعلًا في الدِّين.

أجناس البدعة: جنسان:
1- بدعة العالِم: نوعان:
أ- بدعة العالم المُخطِئ: هو العالِم الذي فهِم النص فهمًا خاطئًا فيُسمَّى المجتهِدَ المخطئ، فله أجر واحد إذا كان غرضه نصرةَ الدين.
عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا حكم الحاكمُ فاجتهد ثم أصاب فله أجرانِ، وإذا حكم فاجتهَد ثم أخطأ فله أجرٌ))؛ رواه البخاري.
ب- بدعة العالم المتعمِّد: هو العالِم الذي اتَّبع هواه وغرضُه تضليل المسلمين.

2- بدعة الجاهل: هو الجاهل الذي يُحدث قولًا أو فعلًا دون دليل؛ ظنًّا منه أنه من الدين.
البدعة من حيث الأزمنة:
البدعة من حيث الأزمنةُ تنقسم إلى ستة أقسام:
1- البدعة السنوية: كاحتفال بعض المسلمين في كل سنة بعيد الحب أو عيد الأم.
2- البدعة المكانية: كاجتماع بعض المسلمين في مَقبرة ما لطلب الإغاثة.
3- البدعة الشهرية: كما يفعل بعض المسلمين في كل شهر، يذهبون إلى ضفة النهر أو البحر، فيصبُّون لبنًا في الماء، أو يذبحون عند ضفة النهر.
4- البدعة الأسبوعية: كأن يقول في كل أسبوع: أتصدَّق للجن.
5- البدعة اليومية: كأن يقول في كل يوم: أستغيث من القرين الجني.
6- البدعة الأبدية: هو أن يبتدع قولًا في الدين، ثم يقول: سيدوم عليه مدى الحياة، أو أن يكون فعلًا كما في قصة نفر الثلاثة الذين أتوا إلى رسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن حميد بن أبي حميد الطويل أنه سمِع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا، فإني أُصلِّي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أُفطر، وقال آخر: أنا أعتزلُ النساء فلا أتزوَّج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: ((أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أمَا والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأُفطر، وأُصلِّي وأرقُدُ، وأتزوَّج النساء، فمَن رغِب عن سنتي فليس مني)).

وفي رواية مسلمٍ: "أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السرِّ، فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكلُ اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراشٍ، فحمد الله وأثنى عليه، فقال: ((ما بال أقوامٍ قالوا كذا وكذا، لكني أُصلِّي وأنام، وأصوم وأُفطِر، وأتزوَّج النساء، فمَن رغب عن سنتي فليس مني)).

شروط الحكم على المبتدع:
1- أن يكون عالِمًا ببدعته، فحينئذٍ يُسمَّى بالمبتدع.
2- أن يكون ممن دعا إليها أو اشتهر ببدعته دون علم ببدعته فيُنبَّه حتى تقوم عليه الحجة، فمتى قامت عليه الحجة سُمِّي مبتدعًا، أما إذا لم يُنبَّه على البدعة ولم يكن على علم بها، فيكون حينئذٍ قوله أو فعله بدعة، وهو بنفسِه لا يكون مبتدعًا.


من الذي يحكم على فلان بالبدعة؟
الذي يحكم ببدعة الشخص هم العلماء الذين فهِموا النصوص فهمًا صحيحًا دقيقًا من حيث الأصول والفروع.

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
وسلِّم تسليمًا كثيرًا



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.66 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.29%)]