حكم صيام شهر رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وصايا للشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          تأملات ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 459 - عددالزوار : 24167 )           »          هل تذوقت هذه النعمة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم، المعاملة بالمثل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 123 )           »          الإحرام... وبداية النسك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 115 )           »          كتاب(أطلس انتشار الإسلام) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »          تغيير كلمة مرور الراوتر لشبكة we (اخر مشاركة : tareqou - عددالردود : 0 - عددالزوار : 140 )           »          عز المؤمن استغناؤه عن الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          ما يقول أو يفعل من أذنب ذنبا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 127 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-02-2024, 01:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,294
الدولة : Egypt
افتراضي حكم صيام شهر رمضان

حكم صيام شهر رمضان
يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف

صَوْمُ رَمَضانَ فَرْضٌ واجِبٌ، وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكانِ الْإِسْلامِ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى وُجوبِهِ الْكِتابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْماعُ.


أَمَّا الْكِتابُ: فَقَوْلُهُ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[البقرة: 183].

وَأَمَّا السُّنَّةُ: فَقَوْلُهُ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»[1].

وَأَمَّا الْإِجْماعُ: فَقَدْ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى وُجوبِ صِيَامِ رَمَضانَ عَلَى الْمُسْلِمينَ[2]، وَأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ وُجوبَهُ كَفَرَ[3].

حُكْمُ تارِكِ صِيَامِ رَمَضانَ:
مَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضانَ عَمْدًا لِغَيْرِ عُذْرٍ شَرْعِيٍّ فَقَدْ أَتَى كَبيرَةً مِنَ الْكَبَائِرِ، وَلَا يَكْفُرُ بِذَلِكَ فِي أَصَحِّ أَقْوالِ الْعُلَماءِ[4]، وَعَلَيْهِ التَّوْبَةُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ مَعَ الْقَضاءِ.

وَاخْتَلَفَ الْعُلَماءُ فِي وُجوبِ الْقَضاءِ عَلَى مَنْ أَفْطَرَ رَمَضانَ عَمْدًا عَلَى قَوْلَيْنِ:
الْقَوْلُ الْأَوْلُ: أَنَّ عَلَيْهِ الْقَضاءُ، وَنُقِلَ إِجْماعًا[5].

الْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ لَا يَلزَمَهُ الْقَضَاءُ[6].

مَتَى فُرِضَ صَوْمُ رَمضان؟
فَرَضَ اللهُ صَوْمَ رَمضانَ فِي شَعْبَانَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَّةِ لِلْهِجْرَةِ؛ فَصامَ رَسولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- تِسْعَةَ رَمَضاناتٍ؛ لِأَنَّهُ ماتَ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ[7].

الْحِكْمَةُ مِنْ مَشْروعِيَّةِ الصِّيَامِ:
لِلصِّيَامِ حِكَمٌ كَثيرَةٌ، نَذْكُرُ مِنْهَا[8]:
أ‌- يُعِينُ عَلَى تَحْقِيقِ التَّقْوَى؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183]؛ فَاللهُ تَعَالَى جَعَلَ الْغايَةَ مِنَ الصَّوْمِ هِيَ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى جِماعُ الْخَيْرِ كُلِّهِ.

ب‌- فِيهِ تَضْيِيقٌ لِمَجاري الشَّيْطانِ فِي بَدَنِ الْإِنْسانِ؛ فَيَقِيهِ غَالِبًا مِنَ الْأَخْلاقِ الرَّدِيئَةِ، وَيُداوِيهِ مِنَ الشَّهْوَةِ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ –صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بِالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ»[9].

ت‌- فِيهِ تَزْهيدٌ فِي الدُّنْيَا وَشَهَواتِهَا.

ث‌- فِيهِ بَاعِثٌ لِلْعَطْفِ عَلَى الْمَساكِينِ وَالْإِحْساسِ بْهِمْ.

ج‌- فِيهِ تَعْويدٌ لِلنَّفْسِعَلَى طاعَةِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا بِتَرْكِ الْمحَبوبَاتِ تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ تعَالَى.

ح‌- فِيهِ تَرْبِيَّةُ الْإِنْسانِ على قُوَّةِ الْإِرادَةِ، وَصِدْقِ الْعَزيمَةِ، وَالتَّغَلُّبِ عَلَى تَحَكُّمِ الْعاداتِ فِي نَفْسِهِ، وَتَحَمُّلِ الْآلامِ وَالْمَصاعِبِ بَصَبْرٍ وَجَلَدٍ.

وَقَدْ قالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ: "الصَّوْمُ: حِرْمانٌ مَشْروعٌ، وَتَأْديبٌ بِالْجُوعِ، وَخُشوعٌ للهِ وَخُضوعٌ.. لِكُلِّ فَريضَةٍ حِكْمَةٌ، وَهَذَا الْحُكْمُ؛ أي: حُكْمُ الصِّيَامِ، ظاهِرُهُ الْعَذابُ، وَبَاطِنُهُ الرَّحْمَةُ، يَسْتَثيرُ الشَّفَقَةَ، وَيَحُضُّ عَلَى الصَّدَقَةِ، يَكْسِرُ الْكِبْرَ، وَيُعَلِّمُ الصَّبْرَ، وَيَسُنُّ خِلالَ الْبِرِّ، حَتَّى إِذا جاعَ مَنْ أَلِفَ الشِّبَعَ، وحُرِمَ الْمُتْرَفُ أَسْبَابَ الْمُتَعِ، عَرَفَ الْحِرْمانَ كَيْفَ يَقَعُ، وَالْجُوعَ كَيْفَ أَلَمُهُ إِذا لَذَعَ"[10].

وَقالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: "لَمَّا كانَ صَلَاحُ الْقَلْبِ وَاسْتِقامَتُهُ عَلَى طَريقِ سَيْرِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى مُتَوَقِّفًا عَلَى جَمْعِيَّتِهِ عَلَى اللهِ، وَلَمِّ شَعَثِهِ بِإِقْبَالِهِ بِالْكُلِّيَّةِ عَلَى اللهِ تَعَالَى، فَإِنَّ شَعَثَ الْقَلْبِ لَا يَلُمُّهُ إِلَّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَكانَ فُضولُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ، وَفُضولُ مُخالَطَةِ الْأَنامِ، وَفُضولُ الْكَلامِ، وَفُضولُ الْمَنامِ مِمَّا يَزيدُهُ شَعَثًا، وَيُشَتِّتُهُ فِي كُّلِ وادٍ، وَيَقْطَعُهُ عَنْ سَيْرِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، أَوْ يُضْعِفُهُ أَوْ يَعُوقُهُ وَيُوقِفُهُ، اقْتَضَتْ رَحْمَةُ الْعَزيزِ الرَّحيمِ بِعِبادِهِ أَنْ شَرَعَ لَهُمْ مِنَ الصَّوْمِ مَا يُذْهِبُ فُضولَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ، وَيَسْتَفْرِغُ مِنَ الْقَلْبِ أَخْلاطَ الشَّهَواتِ الْمُعَوِّقَةِ لَهُ عَنْ سَيْرِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَشَرَعَهُ بِقَدْرِ الْمَصْلَحَةِ، بِحَيْثُ يَنْتَفِعُ بِهِ الْعَبْدُ فِي دُنْياهُ وَأُخْراهُ، وَلَا يَضُرُّهُ وَلَا يَقْطَعُهُ عَنْ مَصالِحِهِ الْعاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ"[11].

وَخُلاصَةُ الْقَوْلِ: أَنَّ "الصِّيَامَ عِبادَةٌ جَليلَةٌ جَمَعَتْ خِصالَ الْخَيْرِ كُلَّهَا، وَاسْتَبْعَدَتْ خِصالَ الشَّرِّ كُلَّهَا؛ وَلِذَا فَإِنَّ الله تَعَالَى كَتَبَهَا وَفَرَضَهَا عَلَى الْأُمَمِ السَّابِقَةِ، فَقالَ تَعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183]"[12].

[1] أخرجه البخاري (8)، واللفظ له، ومسلم (16).

[2] انظر: الإقناع في مسائل الإجماع (1/ 226)، والمغني، لابن قدامة (3/ 104).

[3] انظر: بدائع الصنائع (2/ 75)، والمغني، لابن قدامة (3/ 104)، ومواهب الجليل (2/ 378).

[4] انظر: مجموع الفتاوى (20/ 253)، والزواجر عن اقتراف الكبائر، للهيتمي (1/ 323).

[5] انظر: الاستذكار، لابن عبدالبر (3/ 313)، والمغني، لابن قدامة (3/ 130).

[6] وهذا مذهب الظاهرية، وقال به شيخ الإسلام، وأفتى به ابن عثيمين -رحمهم الله-.
انظر: المحلى بالآثار (4/ 308)، والفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/ 320)، ومجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/ 89).

[7] انظر: المجموع، للنووي (6/ 250)، والفروع وتصحيح الفروع (4/ 405).

[8] انظر: زاد المعاد (2/ 27، 28)، وتوضيح الأحكام (3/ 439)، وتيسير العلام (ص: 312).

[9] أخرجه البخاري (5066)، ومسلم (1400).

[10] أسواق الذهب (ص: 84).

[11] زاد المعاد (2/ 82).

[12] توضيح الأحكام (3/ 440).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]