الله عرفناه.. بالعقل! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الأم للإمام الشافعي - الفقه الكامل ---متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 258 - عددالزوار : 87810 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 165 - عددالزوار : 102251 )           »          الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 3840 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 3039 )           »          التحذير من قطيعة الرحم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مفاتيح الرزق الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          حقيقة الزهد في الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تأملات في آيات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 269 )           »          أمانة العامل .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2024, 04:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,318
الدولة : Egypt
افتراضي الله عرفناه.. بالعقل!

الله عرفناه.. بالعقل!



يكثر صاحبي من استخدام «الله ما شفناه لكن بالعقل عرفناه» وذلك ليدلل على وجود منطق أو عدم منطق في نقاشاته مع الآخرين.
ورغم أنني أسمعه منذ سنوات إلا أنني لم أبحث عن حكم هذه المقولة من باب العقيدة.
سألته مرة:
- هل تعلم حكم استخدام عبارتك هذه؟
تعجب من سؤالي:
- لا أظن أن فيها شيئاً، ولكن أنت صاحب قضايا العقيدة وأكيد لديك الإجابة.
وبالفعل كنت قد بحثت الأمر.
كان حوارنا في طريق عودتنا من المقبرة وقد حضرنا الصلاة والدفن لأخينا (عبدالرحمن) نسأل الله له الرحمة والمغفرة، والنعيم في القبر، والطمأنينة في البعث والمآل إلى الجنة، اللهم آمين.
- هذه العبارة تحتوي على قضيتين، الأولى: رؤية الله، والثانية: معرفة الله، أما أننا لم نر الله ولن نراه في الدنيا، فهذا حق لا ريب فيه، ونسأله عز وجل أن يمن علينا ويكتبنا فيمن يراه في الآخرة.
- آمين، آمين يا رب العالمين.
هكذا كانت ردة فعل صاحبي.
- والقضية الثانية معرفة الله عز وجل، وهذه فيها تفصيل؛ وذلك لأن معرفة الله تبدأ بمعرفة وجوده سبحانه، والأدلة على وجوده كثيرة، منها الأدلة الفطرية، والعقلية، والحسية، وبهذا خاطب الله عز وجل البشر جميعاً، يبين لهم دلائل وجوده سبحانه وقدرته: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون} (العنكبوت: 61)، {ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون} (العنكبوت: 63)، {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم} (الزخرف: 9)، {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون} (الزخرف: 87)، فهذه الآيات وغيرها من الدعوة إلى النظر والتفكر في خلق السموات والأرض وأن الله سبحانه هو الذي أوجدها.. كثيرة، كما في قوله عز وجل: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} (فصلت: 53)، بل الله عز وجل أرشدهم بالمنطق والعقل إلى وحدانيته: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون} (الأنبياء: 22)، ولكن هذه المعرفة الإجمالية لا تكفي لغرض تحقيق العبودية لله، فأرسل الله الرسل جميعاً ليبينوا للبشر ما يجب عليهم تجاه ربهم ويعرفوا ربهم كما يريد هو سبحانه وتعالى، فيعرفوا صفاته سبحانه وأسماءه عز وجل، وهذه المعرفة لا مجال للعقل فيها، بل يجب اتباع ما جاءت به الرسل؛ فإن العقل لم يخلق ليعرف أسماء الله وصفاته وكيفية دعائه، ولا تفصيل الثناء عليه.
وقد توقفنا عند إشارة مرور بانتظار أن تخضر:
- وهل عرفنا كل شيء عن الله؟
كلا، ولن نستطيع ذلك عنه سبحانه وتعالى، وإنما عرفنا ما نحتاج إلى معرفته لنحقق العبودية لله كما يحب ربنا ويرضى، كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم إنني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (صحيح مسلم)، وفي حديث الهم والحزن: «أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك» (السلسلة الصحيحة)، وكذلك في حديث الشفاعة: «فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي» (متفق عليه).
فهذه المعرفة التفصيلية واللازمة لتحقيق العبودية لله كما يحب ربنا ويرضى، لا يمكن أن نتحصل عليها بالعقل، بل لا بد من التزام ما جاءنا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وإلا أصبح العقل سبباً للضلال والعياذ بالله.



اعداد: د. أمير الحداد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.86 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]