ربيع لا يزهر! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191049 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2649 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 656 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 929 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1089 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 851 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 835 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 918 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2022, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي ربيع لا يزهر!

ربيع لا يزهر!
أ. منى مصطفى





رنَّ الهاتف فبادرت بالرد، إنه رقم غريب، وكأني كنت أنتظر رنينه ليذهب عني الملل، وزاد حماسي؛ لأنه رقم غريب، ربما يحمل جديدًا يزول به ضيقي من الروتين اليومي، من نبرة الصوت الأولى عرفتُها، إنها زميلة كانت أمًّا في العمل، تدعوني لحضور عُرس ابنها، ودون تفكير قبلت الدعوة بعد دعاء طويل بالبركة والسعادة!
سجَّلت الموعد في تنبيهات الهاتف، ثم نسيت الأمر حتى عاود الهاتف تذكيري قبيل الموعد، فلا بد من قرار حاسم.

فأخذتُ أنظر حولي لأرى الأشياء فاغرة فاهَا تريد السطو عليَّ، صارخة في وجهي متهكمة من حالي: (لن تذهبي)..
هنا واجبات الأولاد، وفي الزاوية الثانية جهاز الحاسب المفتوح على ملفات الاختبارات والغياب والدرجات، وهناك ثالث يتسرب إلى أنفي؛ إنها رائحة الطعام تهددني: تعالَيْ، وإلا أحرقت جهدك، فلا توسُّط لديَّ!
في كل زاوية التزام رتيب، يغتصب عمري، ويغيض معه ماء الشباب في قلبي، تبًّا لكم جميعًا، سأذهب للعرس!

عدتُ لتفاصيل الدعوة، فوجدتُه عرسًا نسائيًّا، يا إلهي! إنها الحرية كاملة، ستمارس كل واحدة نزقها كما تشاء... فليذهَبِ الحاسب والواجبات للجحيم، ولتقف كل التروس؛ فلا ضيرَ إن كافأت نفسي وتركت كل شيء لمصيره، فلا تقف الدنيا عند أحد أو حدَث!

وامتد الاستعداد نهارًا كاملًا حتى المساء، ثم دخلت الصالة تاركة كل أقنعتي في الخارج، لم أصطحب إلا أنا، أنا الطفلة، أنا الشابة، أنا الأنثى فقط! وتركت كل أنا أخرى خارج الصالة، كنت أشعر أن وجودي هو الذي منح الحياة للمكان؛ أُسلِّم، أشاكس، أنتقد، أطوف على كل باقة من النساء أستنشق أريجها متجاهلة أشواكها، فلست هنا لأحصد الشوك!

استسلمت للأضواء والألوان التي أخذ بريقُها قلبي، وكأن الربيع قد حل وركب في هذه الأركان! فأريج المكان يطوف بك فوق غيمات الربيع الندية!
وكلما حاولَتْ "أنا الأم" أن تطاردني طردتُها وقاومتها وزدت في الاهتمام بغيرها!
تطوف علينا ألوان الحلوى الفاخرة، وعند تذوقها أجد صرخة تزعجني: هل تعشى أولادي؟

لا بأس؛ فكل يوم يتعشَّوْن، استمتعي بالحلوى.
ما إن أنتهي من الرد حتى تطاردني صورتهم وهم مخذولون لم يعدُّوا واجباتهم.
ليست مشكلة؛ فغالب الطلاب لا يهتمون بالواجبات، فليعتمدوا على أنفسهم، كفاهم ما كان.
هل ناموا؟
حتمًا سينامون! كُفِّي عن هذا وعُودي لمرحك، اطردي هواجس جدتك هذي التي تلازمك! كوني أنت فقط، لا تعكري ما اخترتِه ليومك هذا.

انتهى العرس، وشعَرت أن مسافة العودة لبيتي سنوات لا دقائق، لا أريد أن أعرف أخبارهم، لم أسأل عنهم طول الطريق، دخلت بهدوء حتى لا أوقظهم، وكأنني قطة فقدَتْ صغارها أتصرف بعشوائية، تسللت لفراش كبيرهم فإذا به يغير اتجاه نومه مرددًا بلسان الحال: هذا المكان لا يحتويني إلا مع أمي عندما تمد لي ذراعها لأنام عليه ولا تذهب حتى أذهب!

ذهبتُ للثاني فوجدته أتى بحجابي ووضعه على وجهه ليشتَمَّ رائحة يدي التي لا يستطيع النومَ إلا وهي تلامس خده، دخلت المطبخ فكل شيء على حاله، لم يأكلوا شيئًا، بل ربما لم يدخلوه!

تغالبني دموعي: هل أوقظهم؟
أحاول استرجاع صورة الربيع التي تمثلت لي منذ قليل، فلا أجد إلا خريفًا أجرد؛ فساعة معهم في نزهة بسيطة هي الجنة لا الربيع فقط...

ضرَب الندم ظلاله على قلبي، وبقِيت يقظةً أترقب الساعات حتى يستيقظوا؛ لأرويَ ظمأَ قلبي إليهم، ولم أنتظر كثيرًا، فقد أبَوْا إلا أن يترقبوا وصولي فاستيقظوا يلتمسون وجودي، وما إن احتضنتُهم حتى عادت إليَّ رُوحي، فسألَتْني "أنا الأم": أيهما أمتعُ لك؟

أجبتها: عناؤهم حياتي، خدمتهم شرفُ وجودي، سجنهم ربيع عمري، صلاحهم جنَّتي وصدقتي الجارية!
وما مبالغتُك فيما كان إلا تحايلًا على وجعِ تركهم ليسكُنَ وما سكَن!
احرِصوا أن تكون نوافذُ السعادة مشتركة بينكم وبين مَن تحبون؛ فلا سعادةَ إلا بهم ومعهم!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.27 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]